بعد التكدس المروري بالدمام.. كيف نخفف الازدحامات على الطرق؟
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
حدد مختصون أهم مسببات الازدحامات على الطرق الرئيسية، والتي تتمثل في صيانة الطرق بأوقات الذروة، مزامنة مع ذهاب وعودة الطلاب إلى المدارس، والاستعمالات التجارية للطرق، إضافةً إلى كثرة مشروعات الصيانة، وإنشاء الطرق الجديدة.
وقال الأستاذ المشارك في قسم التخطيط العمراني بجامعة الملك سعود د. وليد الزامل: إن اختيار مواعيد مناسبة لصيانة الطرق من أهم الحلول التي تخفف من الازدحام المروري، إضافةً إلى التنسيق مع الجهات المعنية.
وأشار إلى ضرورة تشكيل لجان تنسيقية في المدن الرئيسية، تتكامل في كل ما يتعلق بصيانة الطرق، بما يضمن عدم اللجوء إلى حفر الشوارع باستمرار، وعدم ازدواجية العمل، في الكهرباء والمياه والصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وشبكات الإنترنت، وغيرها من الشبكات تحت الأرض.
وليد الزامل
وشدد على ضرورة تحديد أوقات الصيانة، بعيدًا عن أوقات الذروة، واختيار الأدوات المناسبة والمتوافقة مع البيئة السعودية، سواء في الطرق والسفلتة، وحتى مرافق الطريق، من التشجير والإنارة.
التشريعات العمرانيةوبيّن الزامل أن المملكة تعتمد ميزانية ضخمة لصيانة الطرق، والتي تُعتبر من الأوسع والأعرض في العالم، ولكن ينقصها فقط التنسيق في الصيانة، موضحًا أن الطرق تتحمل عبء الازدحامات المرورية، نتيجة وجود استعمالات تجارية عليها.
وأكد على ضرورة وجود تطوير للتشريعات العمرانية، وإجراءات التطوير العقاري؛ لتبتعد عن الإجراءات التقليدية، وتكون بشكل احترافي، تحدد أماكن الصيانة دون الحاجة إلى إزالة نصف الطريق للبحث عن الخلل.
حلول ابتكاريةوقال رئيس لجنة النقل بغرفة جدة سعيد البسامي: إن الازدحامات بسبب أعمال الصيانة تسبب هاجسًا كبيرًا، يتطلب تدخل الجهات لوضع حلول ابتكارية مستدامة؛ لتأمين هذه الطرق من العوامل البيئية شديدة التأثير على جودتها، ولتمديد عمرها الافتراضي سواء بإدخال مواد كيميائية تحافظ على العمر الافتراضي أو بإيجاد لجان متخصصة تجمع كل شركات المرافق.
وأشار إلى إجراء دراسات للتقصي عن أبرز عيوب الطرق في المملكة، والتي شملت الشقوق والرقع والحفر والهبوطات والتآكل وغيرها.
وأكد ضرورة وجود آلية موحدة لصيانة الطرق، تتجنب أوقات الذروة بما يخفف الازدحام خصوصاً في المدن الرئيسية.
سعيد البسامي
أبعاد اجتماعيةوأوضح أستاذ الهندسة المدنية بجامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل د. عثمان الشمراني، أن الازدحامات المرورية لها أبعاد اجتماعية واقتصادية، وأن أخذ مواعيد الصيانة بعين الاعتبار، أصبح ضرورة حتمية.
وبيّن أن مشاريع الصيانة لها أثر جلي في تفادي حدوث الازدحام والاختناقات، ولكن إنشاء المشاريع الحديثة هو في حد ذاته سبب من أسباب الزحام والاختناقات المرورية.
وأكد أنه بالرغم من أن هذه المشاريع سترفع من كفاءة النقل والمواصلات على المدى البعيد، ولكن سيتطلب الأمر تضافر جهود الجهات المعنية؛ لإيجاد البدائل الممكنة لحين الوصول إلى الأهداف المنشودة.
مطالب بتوفير الطرق ذات المسارات المتعددة- اليوم
حركة انسيابيةوحدد الشمراني عدة أمور يجب التنبه لها ويمكن العمل عليها لتحسين أداء النقل والحركة المرورية، ويجعلها أكثر انسيابية، منها ما يخص وزارة النقل، والأمانة، والمرور، ومنها ما يخص المواطن والمقيم.
وذكر أنه فيما يخص النقل والأمانة، فالمتوقع دراسة النمو السكاني المستقبلي للمنطقة للعقود المقبلة، وذلك للتمكن من تهيئة الطرق البديلة، وإنشاء طرق سريعة تقطع الحاضرة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.
وأشار إلى استحداث أحياء خارج منطقة التكتل السكاني، وتوفير الطرق ذات المسارات المتعددة، بالاضافة إلى الشبكة الخدماتية المتكاملة سواء فيما يخص البنى التحتية أو الخدمات الاجتماعية الأخرى.
الازدحامات بسبب أعمال الصيانة تسبب هاجسًا كبيرًا- اليوم
خرائط إرشاديةولفت إلى توفير نظام نقل عام بديل ومتطور عن طريق الحافلات في جميع شوارع الحاضرة، مع توفير المحطات الرئيسيّة والفرعية المزودة بخرائط إرشادية وذلك لتقليل الحاجة للمركبات الصغيرة.
وأوضح أن المتوقع من المرور في المنطقة، استبدال جميع أنظمة الإشارات الضوئية بأنظمة ذكية استشعارية يمكنها التحكم في عملية السير تبعًا للأولوية النابعة من تكدس السيارات.
أ.د. عثمان بن صبحي الشمراني
نظام تحكموأشار الشمراني إلى استحداث نظام تحكم رقابي مركزي مناطقي في الحاضرة وذلك لمراقبة حركة السير والتدخل تقنياً وإلكترونيا في فض الاختناقات وتسهيل حركة عربات الإسعاف والإطفاء في حال حدوث حالة طوارئ، كما هو المعمول به في بعض المدن الذكية، وكما يعمل به أحيانًا وقت الزيارات الرسمية في بعض مناطق الجبيل الصناعية.
وفيما يتعلق بدور المجتمع، قال: إن وزارة النقل يجب أن تفرض على أرباب الأعمال والشركات تقليص وسائل النقل العام «الحافلات» كحل أمثل ووحيد لنقل موظفيهم بين مناطق الحاضرة، فمن يسير على طريق "الخبر – الدمام"، يجد أن معظم المركبات مملوكة لشركات، تعطى لكثير من الموظفين بغرض الذهاب للعمل، فَلَو استعاضت الشركات باستخدام حافلة واحدة فقط لتقل 50 موظفًا، أفضل من 50 مركبة تملأ أرجاء المدينة.
غياب التنسيق في الصيانة يسبب الازدحامات- اليوم
مكان السكنوأضاف: يفضّل أن يسكن موظفو الشركات والمؤسسات بالقرب من مكان العمل؛ وذلك لتخفيف الازدحامات، فمن يراقب حركة المرور الصباح يجد أعداد كبيرة من المركبات تتنقل بين الدمام والخبر والظهران.
وأشار إلى حركة نقل كبيرة بين هذه المدن لنقل الطلاب والطالبات للمدارس العالمية والنموذجية، والتي قد لا تتواجد إلا في مدينة عن غيرها، فَلَو استطاع أرباب هذه المدارس فتح أفرع على سبيل المثال في الدمام والخبر لأمكن تخفيف الازدحامات بشكل كبير.
وأكمل الشمراني: يراعى تخفيض أسعار النقل بالحافلات المبالغ فيها والتي تصل إلى مبلغ 3000 ريال للطفل في السنة ما يجعل الأب الذي لديه أربعة أطفال يدفع مبلغ 12 الف ريال سنوي فقط لباصات المدارس، مما يجعل الكثير يقتنع بتخصيص مركبة خاصة بسائق لنقل الأطفال فنعود لذات المشكلة التي حاولنا الهروب منها.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس الدمام السعودية أخبار السعودية ما یخص
إقرأ أيضاً:
معالجة الازدحام والاختناقات المرورية في بغداد
ديسمبر 22, 2024آخر تحديث: ديسمبر 22, 2024
م. محمد اسعد محمد
استشاري انفاق وخطوط المترو – النمسا
من المعلوم بان شوارع بغداد تتسع لحوالي ٤٠٠الف سیارة حسب تقدیرات خبراء الطرق والبنیة التحتیة، بما ان وسائل النقل العام ضعیفة جدا ولم یتم تطویرها، وان عدد السیارات في ازدیاد مستمر، علیە فان الاختناقات المروریة سوف تستمر، بالرغم من ان الحکومة بدأت بتنفیذ بعض المجسرات لفك بعض الاختناقات، لکن بغداد تحتاج الی ٨٤ مجسر ونفق حسب تقدیرات الخبراء!
وان هذە المجسرات والانفاق سوف تحل ٢٠٪ من الازدحامات، علیە فان اللجوء الی تطویل وسائل النقل العام سوف یقلل من الاختناقات المروریة بشکل کبیر
احدی الوسائل من النقل العام هي مشاریع المترو التي سوف تحل حوالي ٨٠٪ من الازدحامات المروریة وکلفتها کبیرة وتحتاج الی سنوات ولکن مسافة الالف المیل تبدأ بخطوة!
العام الماضي قدمت ملفات کمحاضرة و في المرکز العام لنقابة المهندسین ببغداد، هدە الملفات کانت تتضمن نبذن عن الانفاق وانواعها، کیفیة عمل مکینة حفر الانفاق، ومقترح اولي لتنفیذ مشروع مترو بغداد، لکن الاستجابة کانت بان الحکومة سوف تتجە الی تنفیذ القطار المعلق، بعدها باشهر اعلنت الحکومة بانها سوف تقوم بتنفیذ مشروع مترو بغداد عن طریق الاستثمار، وان المشروع برمتە بعهدة الهیئة الوطنیة للاستثمار وهناك شرکة مالیزیة استشاریة، سوف تکون عین الحکومة علی تنفیذ المشروع، لحد الآن لا توجد بوادر بالشروع بتنفیذ المترو.
لذلك ارتأیت ان ابین الآتي:
في معظم دول العالم، لغرض معالجة الاختناقات المروریة، یتم اللجوء الی تنفیذ خطوط المترو کوسیلة من وسائل النقل العام.
معظم شبکات المترو عبارة عن سکك علی ثلاث مستویات او أجزاء:
١-جزء یجري علی سطح الارض الطبیعیة، غالبا في ضواحي المدینة او في الشوارع العریضة. لکن تجنبا للضوضاء هناك
خطوط قلیلة في الشوارع العریضة داخل المدن
٢-جزء یجري فوق الدعامات وفي الشوارع العریضة (ایضا في الشوارع العریضة) غالبا ما المصمم یقررە، حسب الکلفة ودراسة الجدوی والاکتظاظ السکاني وما یسمی بالـ Passenger Flow
٣-جزء نفقي بواسطة مکینة الحفر (TBM)، في الاماکن التي لاتسمح بتنفیذ المسار السطحي او المسار فوق الدعامات، غالبا ما یکون علی اعماق من ١٥م الی ٢٥م، واذا کانت هناك محطات تبادلیة ممکن ان یصل العمق الی ٣٥م عند بدایة (ویفضل ایضا عند نهایة) کل خط هناك گراج (Depot) و ورشة تصلیح، عادة تکون عند ضواحي المدینة وعلی بعد من ٣٠٠م الی ٥٠٠م من اول محطة (والتي تکون عادة سطحیة – علی سطح الارض)
الاسعار التقریبیة لکل کم طول من مسارات المترو:
١-المسار السطحي من ٧٠ الی ٧٥ ملیون دولار
٢-المسار فوق الدعامات من ٨٥ الی ٩٠ ملیون دولار
٣-المسار النفقي بواسطة مکینة الحفر من ١٠٠ الی ١١٠ ملیون دولار
أنا علی یقین بأن شرکات وزارة الاعمار (حمورابي، الفاو،..الخ) تستطیع ان تنفذ الاعمال المدنیة للمسارین السطحي والتي فوق الدعامات باحسن وجە، فقط یحتاجون خرائط تصمیمیة وتفصیلیة موافق علیها من قبل الشرکة الاستشاریة، نظرا لخبرتهم الکبیرة في تنفیذ الجسور والمجسرات، لکن الاعمال المیکانیکیة والکهربائیة والسباکة،نظام السکادا، الکامیرا، الرادیو، SOS،…الخ تحتاج شرکات اجنبیة.
اما الجزء النفقي، هناك شرکة المانیة مصنعة لمکائن حفر الانفاق اسمها هیرن کنیخت (Herrenknecht)، التي انا اشتغلت معاها لمدة سبع سنوات ونیف في مشاریع انفاق تحت قناة السویس، (مصر اشترت من عندها اربع مکائن قبل عدة سنوات) ممکن شراء المکینة منها بالاضافة الی مصنع انتاج العناصر الخرسانیة لبطانة النفق، ٦ عربات من نوع (MSV) لنقل العناصر الخرسانیة الی النفق ونظام التهویة، محطة معالجة الحفر، محطة چـلر لتبرید الماء، محطتین لضغط الهواء، اجمالي سعرها بین ٧٠ الی ٨٥ ملیون دولار (شامل النقل الی میناء الفاو او ام قصر ومن ثم نقلها ونصبها في موقع العمل)، مع العلم هذە المکائن والمحطات سوف تبقی ملك للحکومة ، ممکن في وقت آخر استعمالها في تنفیذ خطوط وانفاق اخری.
اما المحطتین للکهرباء، والمحطتین لانتاج الکونکریت (رئیسیة و ثانویة)، محطة انتاج الجراوت + محطة چلر لتبرید الماء اضافة الی تکلفة مختبرات فحوصات التربة والجیوتقنیك، قسم من کلفة الشرکة المصممة، کلها تحتاج حوالي ٣٠ ملیون دولار
التمویل
مدة المشروع والکلفة الاجمالیة تتوقف علی : طول المترو، عدد المحطات، نوعیة المسارات (سطحي، نفقي، فوق الدعامات) بالاضافة الی نوعیة القاطرات والمقطورات والعربات وکذلك الشرکات التي تقوم بتشغیلها. تمویل المشروع یتم عن طریق الجهات التالیة:
١-قسم من الحکومة المرکزیة
٢-قسم من الحکومة المحلیة – تمویل مشاریع العاصمة والمحافظات
٣-قسم من القطاع الخاص عن طریق هیئة الاستثمار
٤-قسم من بیع الاسهم للمواطنين، کما عملتها الحکومة المصریة قبل سنوات عند تنفیذها لقناة السویس الجدیدة.
في کل الاحوال، لتنفیذ هکذا مشروع، سوف نحتاج في السنة الاولی حوالي ١٢٠ ملیون دولار وخلال هذە السنة ممکن اکمال المخططات التفصیلیة للمسارات و تضامیم المحطات، وتقدیر الکلفة التخمینیة لکل مفصل من المشروع