أكدت أستاذة اللغويات وعلم الألسن الدكتورة لمياء شمت: "أن على الأهل والمعلمين ملاحظة بوادر موهبة الكتابة الإبداعية لدى الناشئة والأطفال، والحرص على رعايتها وصقلها" موضحة أن ورش الكتابة الإبداعية تهتم بتهيئة بيئة داعمة وتشجع الإتجاهات الإبداعية، وتحفز المتدربين على استكشاف قدراتهم للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، من خلال تمارين الكتابة.

ورش الكتابة الإبداعية بيئة داعمة تحفز على استكشاف قدرات التعبير عن الأفكار والمشاعر

الكتابة من الأنشطة ذات الثراء الذهني والروحي والوجداني

وأضافت لـ24: أثناء تقديم دورات الكتابة الإبداعية نعمل على تطوير مهارات الكتابة مع أهمية المراجعة والتحرير والصقل، من خلال المسودات المتعددة وتقنيات إعادة الصياغة والتحرير الذاتي للمتدربين، فالكتابة من الأنشطة ذات الثراء الذهني والروحي والوجداني، وهي توسع الأفاق والمدارك وتثري المعارف والاتجاهات الجمالية.
يشار إلى أن الدكتورة لمياء شمت عضو اتحاد الكتاب السوداني، وتشارك بمقالات في الملفات الثقافية في الصحف والمنصات السودانية، ولها مساهمات منشورة عبر الصحف السودانية والخليجية والعالمية، تشمل مساهماتها الترجمة والتحرير والتنقيح الاحترافي، ولها مشاركات متعددة في المؤتمرات والندوات والملتقيات الثقافية والأدبية، وتعمل على تصميم وتقديم ورش الكتابة الإبداعية باللغتين العربية والإنجليزية، كما تقدم استشارات متخصصة في مجال الإنتاج الإبداعي والنشر، وتشارك في تحكيم الجوائز المهتمة بالإنتاج الثقافي والأدبي والإبداعي مثل جائزة الطيب صالح مركز عبد الكريم ميرغني/ السودان وجائزة يوسف إدريس/ باريس، وقد صدر لها كتاب في التذوق الأدبي والقراءات النقدية بالإضافة لمجموعة قصصية ولها إصدارات قيد النشر، وهي مقيمة في الإمارات، وبصدد تقديم دورات في الكتابة الإبداعية بمؤسسة بحر الثقافة في أبوظبي.

ملاحظة المواهب

_كيف يستطيع الأهل والمعلمون اكتشاف موهبة الكتابة الإبداعية لدى الأطفال والناشئة؟
الأهل والمعلمون هم الكنف والحاضنة التي تضطلع بأن تتعهد برعاية وتربية الناشئة، بما يشمل اكتساب العادات والمهارات، وتنميتها وتعهدها بما تحتاجة من متابعة ورعاية وإثراء، ويتيح ذلك الاطلاع على الميول وملاحظة بوادر المواهب التي تظهرعبر السلوك اليومي الحياتي، وبالتالي التعرف على تلك الميول والعمل على رعايتها وتوفير العوامل التي تعين على تنميتها وصقلها، وتحيلها بالتدريب والممارسة والتجويد إلى نشاط إبداعي منتج وقابل للتطور والاستدامة.

بيئة داعمة

_ ما أهمية مشاركة الناشئة بدورات تدريبية للكتابة الإبداعية؟
كغيرها من الدورات التي تعنى باكتساب المهارات وتنميتها وصقلها، تهتم دورات وورش  الكتابة الإبداعية بخلق وتهيئة بيئة داعمة تحرص على تشجيع الإتجاهات الإبداعية وتحفيز المتدربين لاستكشاف خيالهم وقدراتهم للتعبيرعن أفكارهم ومشاعرهم، وذلك من خلال تمارين وحلقات الكتابة، ويشمل ذلك استكشاف الأنواع والأساليب المختلفة للكتابة وتعريف المشاركين بأنماط وأشكال متنوعة من النصوص الإبداعية وفقاً لنوع الدورة التدريبية، كالسرد والشعر والمقال وكتابة السيناريو على سبيل المثال، بالإضافة لتنمية قدرات التحاور وحلقات النقاش، وبذل ملاحظات بناءة لخلق بيئة حافزة تشجع المشاركين على تجويد أعمالهم، وتلقي ملاحظات قيّمة لتعزيز مهاراتهم الكتابية، ومن ثم مشاركتها والانفتاح بها على مجتمع الكتابة والأنشطة الإبداعية لبناء الروابط وتمتين الأواصر، وبالتالي تشجيع أفق التعاون والإنتاج والدعم المتبادل.

المراجعة والصيّاغة

_ ما أهم المحاور التي تركزين عليها أثناء تقديم دورة في الكتابة الإبداعية؟
كما أسلفت يتركز الاهتمام على تهيئة بيئة داعمة وحافزة ومعززة للثقة بالنفس، والتي تعين بدورها على اكتساب وتجويد المهارات، ويبدأ ذلك بالمشاركة في العصف الذهني المحرض للأفكار والمحفز للخيال الإبداعي الجمالي، ومن ثم تسخير وتطوير مهارات الكتابة الإبداعية مع أهمية المراجعة والتحريروالصقل، من خلال المسودات المتعددة وتقنيات إعادة الصياغة والتحرير الذاتي، وكذلك الحرص على عقد اجتماعات فردية مكثفة مع المتدربين لمناقشة كتاباتهم بمزيد من التفحص والتحليل والتوجيه، بغرض إنجاز نصوص ذات جدارة إبداعية وتميّز جمالي ودلالي وتأثيري.

ثراء ذهني وروحي

_ هل من كلمة تقدميها للفئة المستهدفة كي تشجعيهم على تنمية موهبتهم في الكتابة؟
الموهبة منحة إلهية عظيمة السخاء، وبذورها موجودة بداخل كل فرد، وهي تحتاج فقط أن نصغي لذواتنا ونلاحظ ميولنا لنكتشفها ونتعهدها بالرعاية والتنمية والتطوير، لتمد جذرها عميقاً وترسل فرعها للأعلى وتعطي وريف ظلها وبهيج ثمارها، والكتابة الإبداعية من الأنشطة ذات الثراء الذهني والروحي والوجداني فهي توسع الأفاق والمدارك وتثري المعارف والاتجاهات الجمالية، وذلك مجتمعاً كفيل بأن يحثنا على توخي شكر نعمة الموهبة باكتشافها وإعمارها وتحويلها لنشاط إبداعي منتج وذو قيمة وفاعليّة للفرد والمجتمع والوطن الذي أسلف يده بالعطاء الجزيل والرعاية الحادبة.

أفق خصب

_ ما الآفاق التي تفتحها الكتابة الإبداعية لأصحابها مستقبلا؟
الكتابة عموماً والكتابة الإبداعية على وجه الخصوص تشرع الأفق وتجدد الإدراك وتحفزعلى التداعي والخلق الإبداعي، فاللغة بسر نون والقلم، وبمجمل طبيعتها واشتغالاتها وتقنياتها وتراكيبها واستعاراتها، تظل وعاء للحس والفكر والابتكار والإعمار، ووسيلة متجددة للتواصل والتفاعل والعطاء الإبداعي الموسوم بنكهة البيئة وبالنسق الاجتماعي والثقافي والقيمي الذي ينتجه، بالإضافة إلى قدرتها على استدعاء الماضي ورسم ملامح الحاضر واستشراف المستقبل، وبالتالي تظل الدعوة صادقة ومفتوحة لارتياد ذلك الأفق الخصب والواعد، والنهل من مدده المفيض.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الکتابة الإبداعیة من خلال

إقرأ أيضاً:

مساحة العُلا للتصميم تحتضن معرض “مدرسة الديرة” بمجموعة من الأعمال الإبداعية

المناطق_واس

تستقبل مساحة العُلا للتصميم التي تقع في حي الجديدة للفنون زوارها بمعرض فريد، يسلط الضوء على التراث الثقافي والتصاميم المبتكرة التي تعكس هوية العُلا وتاريخها العريق، ويتزامن هذا الحدث مع مهرجان فنون العُلا، مما يضفي بعدًا ثقافيًا أعمق على المشهد الإبداعي المزدهر في المحافظة.

ويتميز معرض هذا العام بمحطة استثنائية، إذ يستضيف ولأول مرة أعمالًا فنية أُنجزت داخل مدرسة الديرة، في مزيج فريد بين التراث والإبداع، يعكس التفاعل العميق بين الماضي والحاضر، ويعيد إحياء الإرث الحرفي والفني للمحافظة بأسلوب معاصر.

أخبار قد تهمك مساحة العُلا للتصميم تعرض مبادراتها في أسبوع ميلان للتصميم 20 أبريل 2024 - 1:47 مساءً

ويأخذ المعرض زواره في تجربة حسية متكاملة، حيث يستكشفون جماليات العُلا الطبيعية وحرفها التقليدية من خلال الملمس، والروائح، والأصوات، والمرئيات، في رحلة تسرد قصة تحول مدرسة الديرة من مدرسة تاريخية للبنات إلى مركز نابض بالفنون والإبداع.

ويستمر المعرض إلى 19 أبريل 2025، مما يمنح الزوار فرصة لاستكشاف مزيج متنوع من الحرف اليدوية الأصيلة والرؤى الإبداعية الحديثة، التي أسهم في تصميمها فنانون محليون من أبناء وبنات العُلا، إلى جانب مجموعة من الفنانين العالميين.

وتعد مساحة العُلا للتصميم مركزًا فنيًا جديدًا يحتفي بإبداعات نخبة المصممين من السعودية والعالم، حيث تستلهم تصاميمها من طبيعة العُلا وإرثها الثقافي العريق؛ وتهدف إلى تعزيز الاستكشاف الفني والتعبير الإبداعي، عبر برامج تفاعلية تشجع التعاون بين المصممين من مختلف دول العالم، مما يجعلها ملتقى حيويًا للأفكار والأساليب المتنوعة.

مقالات مشابهة

  • عتبات الفرح للكاتبة هديل حسن: لعلها عتبات الكتابة أيضا
  • الشيخ قاسم: مسيرة المقاومة والتحرير مستمرة وستكون أقوى
  • برلماني: الإمارات يد عون وإنسانية داعمة لغزة
  • 4 أولويات لجعل أبوظبي صديقة للأسرة والطفل
  • الكتابة الطِعمة
  • «الشارقة للنشر».. بيئة جاذبة للصناعات الإبداعية بـ«القاهرة للكتاب»
  • عدد ساعات النوم الصحي حسب العمر.. نصائح مهمة لتعزيز النشاط الذهني والبدني
  • مساحة العُلا للتصميم تحتضن معرض “مدرسة الديرة” بمجموعة من الأعمال الإبداعية
  • خالد الجندي يروي قصة ملهمة عن أستاذة جامعية حفظت القرآن.. فيديو
  • أستاذة علوم سياسية: مصر تلعب دورًا محوريًا في وقف إطلاق النار بغزة