أوكرانيا تزعم بأعادة السيطرة على منصات للحفر بالقرب من القرم
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
سبتمبر 12, 2023آخر تحديث: سبتمبر 12, 2023
المستقلة/- أعلنت أوكرانيا أنها استعادت بنجاح السيطرة على أربع منصات للتنقيب عن الغاز في شمال البحر الأسود، بالقرب من شبه جزيرة القرم.
و يظهر مقطع فيديو للعملية، التي تقول أوكرانيا إنها جرت الشهر الماضي، قوات خاصة و هي تقوم بإزالة المعدات العسكرية الروسية.
و سيطرت روسيا على ما يسمى بأبراج بويكو في عام 2015، بعد وقت قصير من ضم شبه جزيرة القرم.
و تدور معركة للسيطرة على هذه المياه الاستراتيجية منذ العام الماضي.
و يقدم مقطع الفيديو و البيان الصادران عن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، بعنوان “معركة من أجل البحر”، لمحة نادرة عن هذا المجال من الصراع.
و في الفيديو، الذي لم يتم التحقق من صحته، تظهر قوارب مطاطية مسرعة عبر البحر الأسود، و على متنها فرق من القوات الخاصة الأوكرانية.
و في مرحلة ما، تمر القوارب بالقرب من جزيرة الأفعى، المعروفة أيضًا باسم جزيرة زمينيي، و التي استولت عليها روسيا في اليوم الأول من غزوها واسع النطاق العام الماضي و استعادتها أوكرانيا بعد أربعة أشهر.
و شوهدت القوات بعد ذلك و هي تتسلق إحدى المنصات و تزيل الإمدادات الروسية، بالإضافة إلى معدات الرادار الحيوية.
و جاء في التعليق المصور بالفيديو: “على منصات الحفر، أقام الروس مستودعات للذخيرة و الوقود لطائرات الهليكوبتر”.
“كما قاموا بوضع محطات رادار على الأبراج يراقبون من خلالها الوضع في البحر الأسود بأكمله”.
كان الرادار المعني، Neva-B، يعمل بمثابة مكرر، مما أدى إلى توسيع مجال الرؤية الروسي في المياه الحيوية بين أوكرانيا و شبه جزيرة القرم.
و في مرحلة ما، يبدو أن الفيديو يظهر الجهود التي تبذلها القوات الأوكرانية للدفاع عن نفسها ضد طائرة مقاتلة روسية من طراز Su-30، تحلق في سماء المنطقة.
و يسمع صوت الجنود و هم يحتفلون بعد إطلاق صاروخ مضاد للطائرات محمول على الكتف، مما أدى إلى تراجع الطائرة.
و لا يوجد دليل واضح على أي قتال آخر، لكن متحدثًا باسم المخابرات العسكرية قال إن القوات الروسية على إحدى المنصات قُتلت.
وفقًا للاستخبارات العسكرية، كانت العملية مليئة بالدراما، بما في ذلك البحث لمدة 14 ساعة عن جندي (“العميل الخاص كونان”)، الذي سقط في البحر و لكن تم إنقاذه أخيرًا بعد أن رصدته طائرة بدون طيار.
لا يمكن التحقق من رواية أوكرانيا عن العملية بشكل مستقل، و لكن في 27 أغسطس، غردت وزارة الدفاع البريطانية بأنه كانت هناك “مناوشات” حول منصات الغاز.
و أشارت وزارة الدفاع إلى أنه “في الأسبوع الماضي، أطلقت طائرة مقاتلة روسية النار على قارب صغير عسكري أوكراني كان يعمل بالقرب من منصة في شمال غرب البحر”، في إشارة محتملة إلى العملية.
كل هذا جزء من معركة غير مرئية إلى حد كبير للسيطرة على شمال البحر الأسود، و الذي يعتبره الجانبان حيويًا.
و قالت وزارة الدفاع إن المنصات تمتلك موارد هيدروكربونية قيمة، و يمكن استخدامها “كقواعد نشر أمامية، و مواقع لهبوط طائرات الهليكوبتر، و لوضع أنظمة صواريخ بعيدة المدى”.
و في الأيام الأخيرة، زعمت روسيا أكثر من مرة أنها اعترضت قوارب صغيرة تحمل قوات أوكرانية قبالة الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم.
المصدر:https://www.bbc.com/news/66779639
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: البحر الأسود جزیرة القرم بالقرب من
إقرأ أيضاً:
القوات المسلحة المصرية مسيرة من التطوير نحو الريادة العالمية في التسليح والقدرات العسكرية
تعتبر القوات المسلحة المصرية اليوم من بين الأقوى على مستوى العالم، وتحظى بترتيب متقدم في العديد من التصنيفات العالمية التي تقيم قدرات الجيوش بناء على معايير متعددة مثل القوة الجوية والبحرية والبرية، وما جعل القوات المسلحة المصرية تحقق هذا التقدم الكبير هو تبنيها استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز كل جوانب قوتها الدفاعية من خلال تحديث الأسلحة والمنظومات القتالية، وتطوير البنية التحتية العسكرية، بالإضافة إلى رفع كفاءة العنصر البشري.
وتجسدت هذه الاستراتيجية في امتلاك الأسلحة المتطورة وإقامة قواعد عسكرية ضخمة، مما جعل الجيش المصري قادرًا على مواجهة التحديات الأمنية المعقدة التي تواجهها البلاد، بالإضافة إلى تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
ومن أبرز الأدوات العسكرية التي امتلكتها القوات المسلحة المصرية في السنوات الأخيرة حاملة الطائرات المروحية "الميسترال"، والتي تعتبر نقطة تحول في قوتها البحرية ومنها حاملة الطائرات "جمال عبد الناصر" و"أنور السادات" اللتان دخلتا الخدمة في الأسطول المصري وتجسدان قدرات جديدة في العمليات البحرية، حيث تُعد الحاملة المروحية إحدى الأسلحة الاستراتيجية التي تسمح للقوات البحرية المصرية بإجراء عمليات برمائية واسعة النطاق.
هذه السفن الضخمة تمتلك قدرة استيعابية كبيرة من المروحيات والمدرعات، بالإضافة إلى القوات الخاصة، مما يعزز من قدرتها على تنفيذ عمليات متعددة في مسارح العمليات البحرية والبرية، ومن خلال أنظمة القيادة والسيطرة الحديثة التي تتمتع بها، تساهم "الميسترال" في تعزيز قدرة مصر على التحرك في أي نقطة من البحر الأحمر والمتوسط، مما يجعلها عنصرًا مهمًا في الاستراتيجية العسكرية المصرية في منطقة حساسة جغرافيًا.
علاوة على ذلك، حققت القوات الجوية المصرية تقدمًا غير مسبوق مع امتلاكها طائرات "رافال" الفرنسية متعددة المهام والتي تعتبر من أحدث المقاتلات في العالم، حيث تتميز بقدرتها على تنفيذ مهام متخصصة مثل التفوق الجوي، والقصف الدقيق، والاستطلاع، بالإضافة إلى قدرتها على حمل الصواريخ طويلة المدى وتم تزويد طائرات "رافال" بصواريخ عالية الدقة، مما يجعلها قادرة على ضرب الأهداف الاستراتيجية بشكل فعال من مسافات بعيدة.
وتعد طائرة "ميج-29M" الروسية واحدة من الطائرات المتطورة التي انضمت إلى القوات الجوية المصرية في السنوات الأخيرة وتم تعديل هذه الطائرة لتلبية احتياجات الجيش المصري في مواجهة التهديدات الجوية وتمتاز بقدرتها على العمل في جميع الظروف الجوية، فضلًا عن تسليحها المتنوع.
فضلا عن طائرات الهجوم الروسية "كاموف" وهي الطائرات المروحية الهجومية القوية، وقد دخلت الخدمة في الجيش المصري في إطار تعزيز القدرة على تنفيذ عمليات هجومية على الأرض والتعامل مع التهديدات المعقدة ومن أبرز الطرازات طائرة "كا-52" وهي طائرة مروحية هجومية متعددة المهام، وتمثل إضافة كبيرة لقوة الجيش المصري في مجال الهجوم الجوي.
إلي جانب امتلاك مصر لطائرات "أباتشي" من الطائرات الهجومية الثقيلة والتي تستخدمها القوات المسلحة المصرية لتنفيذ المهام التكتيكية الدقيقة وتعد النسخ المحدثة من طائرات الأباتشي إحدى أبرز المعدات التي انضمت إلى القوات الجوية المصرية في إطار تحديث أسطول الطائرات الهجومية.
وعزز هذا التقدم من القوة الجوية المصرية مما وضعها في مكانة متقدمة في المنطقة من حيث القدرة على الردع والقيام بالمهام الهجومية والدفاعية على حد سواء.
َعلي جانب آخر قامت القوات المسلحة بتطوير قدراتها الدفاعية المحلية، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك هو إنتاج "راجمة الصواريخ رعد 200" والتي صنعت بالكامل داخل مصر، وتمثل إنجازًا كبيرًا في مجال التصنيع العسكري المحلي وتتميز بقدرتها على إطلاق صواريخ دقيقة في وقت قياسي، مما يجعلها أداة فعالة للتعامل مع الأهداف المتحركة والثابتة في ساحة المعركة.
الإضافة التي شهدتها القوات المسلحة في تسليحها تعكس قدرة مصر على الاعتماد على إمكانياتها الذاتية لتطوير أسلحتها بما يتناسب مع الاحتياجات العسكرية الحديثة ومن خلال هذه الأنظمة المحلية، تعمل القوات المسلحة على تقليل الاعتماد على الأسلحة المستوردة وتعزيز قدرة الصناعة الدفاعية المحلية على تلبية احتياجات الجيش المصري.
ولا يقتصر التطوير العسكري في مصر على الأسلحة فقط، بل يمتد إلى تطوير القواعد العسكرية التي تمثل العمود الفقري للقدرة على الانتشار السريع والتأهب لمواجهة أي تهديدات، ومن أبرز القواعد العسكرية التي تم إنشاؤها في الفترة الأخيرة، قاعدة "محمد نجيب" العسكرية التي تُعد واحدة من أكبر القواعد العسكرية في الشرق الأوسط.
وتتسم القاعدة بموقعها الاستراتيجي في الشمال الغربي من مصر، وهي تحتوي على منشآت تدريبية متطورة، بالإضافة إلى مستودعات للأسلحة والمعدات وتوفر القاعدة بيئة تدريبية مثالية للقوات المصرية، مما يعزز من جاهزيتها لمواجهة أي تهديدات محتملة على الحدود الغربية.
من جهة أخرى، تعتبر قاعدة "برنيس" البحرية التي تقع على ساحل البحر الأحمر، أحد أبرز المشاريع العسكرية في العصر الحديث، وتمثل نقطة انطلاق استراتيجية للقوات البحرية المصرية، حيث تمنحها القدرة على حماية الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى تأمين الحدود الجنوبية لمصر.
والموقع الجغرافي للقاعدة جعلها مركزًا هامًا للدفاع عن المصالح المصرية في منطقة حيوية تشهد نشاطًا بحريًا وعسكريًا متزايدًا ويمكن للبحرية المصرية تعزيز وجودها في البحر الأحمر وفرض قوتها في وجه أي تهديدات قد تطرأ في هذه المنطقة.
إلى جانب القواعد العسكرية الكبرى، تبذل القوات المسلحة المصرية جهدًا كبيرًا في تعزيز تعاونها العسكري مع دول أخرى من خلال إجراء مناورات عسكرية مشتركة وتتيح تلك المناورات للقوات المصرية تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة مع جيوش الدول الكبرى، مما يعزز من قدرتها على مواجهة التهديدات المتزايدة في المنطقة.
ومن بين هذه المناورات، تأتي مناورات "النجم الساطع" التي تُعد واحدة من أكبر المناورات العسكرية المشتركة في الشرق الأوسط، حيث تشارك فيها القوات المصرية مع القوات الأمريكية وعدد من حلفائها إلي جانب المناورات الأخيرة التي تجريهل القولت المسلحة مع المملكة العربية السعودية تحت اسم " السهم الثاقب"
وتهدف هذه المناورات إلى تحسين التنسيق بين القوات المشاركة وتعزيز الجاهزية القتالية للقوات المسلحة المصرية كما تتيح للقادة العسكريين المصريين فرصة تدريب القوات على أساليب حديثة في الحرب البرية والجوية والبحرية.
كل هذه التطورات جعلت من الجيش المصري أحد اللاعبين الرئيسيين في معادلة الأمن الإقليمي والدولي، فقد شهدت التصنيفات العسكرية العالمية تقدمًا ملحوظًا لمصر، حيث صنفها تقرير "غلوبال فاير باور" ضمن أفضل عشرة جيوش في العالم.
ويعكس ذلك التطور بشكل جلي القدرات المتزايدة للقوات المسلحة المصرية من حيث المعدات، التدريب، والقدرة على تنفيذ عمليات عسكرية متكاملة، سواء كانت دفاعية أو هجومية.
ومع التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، فإن القوات المسلحة المصرية تظل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، بفضل امتلاكها للأسلحة المتطورة مثل "الميسترال" و"الرافال" و"رعد 200"، إضافة إلى القواعد العسكرية الحديثة مثل قاعدة "محمد نجيب" و"برنيس"، تعزز القوات المسلحة المصرية مكانتها كقوة عسكرية قادرة على مواجهة أي تهديدات داخليًا وخارجيًا.