الدكتور عبد الإله بنطلحة طبيب أمراض القلب والشرايين
أن تكون مغربيا هو في حد ذاته ثروة. ثروة لامادية.يمكن أن نشبهها بمن يولد في عائلة شديدة الثراء، فيحصل للتو على إرث مادي كبير.
أن تكون مغربيا يعني أنك وريث لحضارة عريقة تمتد لمئات السنين، تتميز بالعمق والامتداد والتراكم.
لا علاقة للأمر بحالة الفرد المادية ولا بمستواه الاجتماعي.
إنه إرث ثقافي ووجداني يجعل من كل مغربي يتميز بقيم أصيلة وتشبث بالجذور وروح الانتماء.
هذه القيم قد لا تلاحظ تلقائيا لكنها تظهر جلية في الأحداث الكبرى ، في الانتصارات كما في المحن.
إنه إرثنا المغربي العظيم الذي وجب علينا أن نصونه وأن نستثمره في كل الميادين ولمواجهة كل التحديات.
إنه الحب الكبير الذي يسكن بداخل كل مغربي لوطنه ، يحمله معه أينما كان، ولو ابتعدت به المسافات.
هي أشياء لا تشترى ولا تقاس بلغة الحسابات والمؤشرات.
هي أشياء لا تصطنع لأن التاريخ عصي على التزييف.
إن مديح الأصالة المغربية بقيمها المبنية على الكرم والتسامح والتكافل ليس من قبيل النفخ في الأساطير المؤسسة للهويات المصطنعة وريع الذاكرة و لا للتباهي الفارغ بين الأمم، بل هو حقيقة راسخة كما يتجلى في هذه المحنة أمام أنظار العالم أجمع في صيغة درس حضاري نبيل.
إن ما نشهده اليوم من تلاحم بين كل مكونات الأمة المغربية سيزيد من اعتزازنا بمغربيتنا وسينير لنا الطريق نحو المستقبل.
لقد تعلمنا من هذا الحدث الجلل بأن الزلازل مهما عظمت شدتها، قد تزيح الجبال من أماكنها، لكنها لاتنال من روح الأمم.
الأمم العريقة لا تموت…
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
4.2 ملايين دولار قيمة مشاريع "بيت مال القدس" في 2024.. جل التمويل مغربي رسمي وشعبي (فيديو)
أعلن مدير « وكالة بيت مال القدس » محمد سالم الشرقاوي، اليوم الأربعاء، عن حصيلة مشاريع الوكالة خلال سنة 2024، والتي بلغت قيمتها 4.2 ملايين دولار.
وأوضح الشرقاوي، خلال ندوة صحافية في مقر الوكالة بالرباط، أن حصيلة المشاريع التي نفذتها الوكالة خلال العام الماضي في القدس، توزعت على برامج المساعدة الاجتماعية (31 في المائة)، وقطاع الفنون والتراث والصناعات الثقافية (19 في المائة) وقطاع الطفوبة والشباب والرياضة (18 في المائة) ودعم مشاريع المقاولات الفلسطينية الناشئة (14 في المائة).
وزاد: « خصصت الوكالة ميزانية استثنائية بقيمة 400 مليون دولار لدعم منظومة التعليم في قطاع غزة ».
ويرى الشرقاوي، أنه « رغم الصعوبات الأمنية في القدس، واصلت الوكالة عملها الميداني، من خلال فريقها المشكل من أفراد مغاربة وفلسطينيين، وتمكنت من الوفاء بتعهداتها في إنجاز البرامج والمشاريع الملتزم بها، ضمن حدود الميزانية المتوفرة بمبلغ 4.2 ملايين دولار أمريكي ».
وأفاد المتحدث، بأن « أموال الدعم الموجهة لقطاع المساعدة الاجتماعية والتنمية البشرية مثلت 35 في المائة من حجم الإنفاق على المشاريع لهذه السنة، لمساعدة فئات واسعة من المجتمع الفلسطيني على تحمل آثار فقدان العمل نتيجة تسريح العمال العرب المرتبطين بسوق العمل الإسرائيلية، وصعوبة حركة الأشخاص والبضائع، جراء الإغلاق، إلى جانب تأثر قطاعات التجارة والسياحة والخدمات، من آثار الحرب على غزة ».
وأضاف المتحدث، « تستمر هذه المؤشرات المقلقة في التأثير على حياة الفلسطينيين الذين يتطلعون لاستعادة حياتهم الطبيعية لاسيما في قطاع غزة المكلوم، ونتوقع أن يرتفع الطلب في الفترة المقبلة على الخدمات الصحية في المؤسسات الاستشفائية الرئيسية في القدس وفي الضفة، إذا فتحت المعابر وسمح لأهل غزة بالوصول إليها ».
وشدد الشرقاوي على أن « قطاعات التجارة والسياحة في القدس الشرقية تحتاج لإقرار خطة خاصة للإنعاش على غرار قطاعات البناء والزراعة، وذلك للحد من معدلات البطالة المسجلة في هذه القطاعات بنفس القدر الذي تحتاج فيه فئات واسعة للمساعدة الاجتماعية، لاحتواء الارتفاع المتزايد لكلفة المعيشة ».
وبعد أن أكد المتحدث أن « وكالة بيت مال القدس الشريف مؤسسة تابعة للجنة القدس، أنشئت بإرادة من الدول العربية والإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، للحفاظ على مدينة القدس، برمزيتها الدينية والحضارية، وصيانة المسجد الأقصى المبارك ».
وأوضح الشرقاوي أن الدعم العربي والإسلامي المحدود للوكالة، « توقف منذ عام 2011، لتستمر المملكة المغربية بتعليمات كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في تخصيص الإمكانيات للمؤسسة، لتمكينها من الوفاء بالتزاماتها إزاء المدينة المقدسة وسكانها الفلسطينيين ومؤسساتهم ».
وبلغ حجم مساهمة المملكة المغربية في ميزانية الوكالة لهذا العام حوالي 7 ملايين دولار أمريكي، توزعت على مساهمات الدولة للتسيير والمشاريع بحوالي 5 ملايين دولار ومساهمات المؤسسات العامة والخاصة بـ 1 مليون دولار، بينما بلغت مساهمات الأفراد المغاربة حوالي 700 ألف دولار أمريكي، وفق الشرقاوي.
ويرى المتحدث، أنه « أمام غياب الدعم العربي والإسلامي للوكالة، فإننا لا نقطع الأمل في أن تستعيد إرادة الأمة زمام المبادرة، للنهوض بواجباتها إزاء القدس وفلسطين، تكريسا لمكانة وكالة بيت مال القدس الشريف كأداة مثلى لتنسيق الدعم العربي والإسلامي للقدس الشريف ».
كلمات دلالية بيت مال القدس غزة