الدكتور عبد الإله بنطلحة طبيب أمراض القلب والشرايين
أن تكون مغربيا هو في حد ذاته ثروة. ثروة لامادية.يمكن أن نشبهها بمن يولد في عائلة شديدة الثراء، فيحصل للتو على إرث مادي كبير.
أن تكون مغربيا يعني أنك وريث لحضارة عريقة تمتد لمئات السنين، تتميز بالعمق والامتداد والتراكم.
لا علاقة للأمر بحالة الفرد المادية ولا بمستواه الاجتماعي.
إنه إرث ثقافي ووجداني يجعل من كل مغربي يتميز بقيم أصيلة وتشبث بالجذور وروح الانتماء.
هذه القيم قد لا تلاحظ تلقائيا لكنها تظهر جلية في الأحداث الكبرى ، في الانتصارات كما في المحن.
إنه إرثنا المغربي العظيم الذي وجب علينا أن نصونه وأن نستثمره في كل الميادين ولمواجهة كل التحديات.
إنه الحب الكبير الذي يسكن بداخل كل مغربي لوطنه ، يحمله معه أينما كان، ولو ابتعدت به المسافات.
هي أشياء لا تشترى ولا تقاس بلغة الحسابات والمؤشرات.
هي أشياء لا تصطنع لأن التاريخ عصي على التزييف.
إن مديح الأصالة المغربية بقيمها المبنية على الكرم والتسامح والتكافل ليس من قبيل النفخ في الأساطير المؤسسة للهويات المصطنعة وريع الذاكرة و لا للتباهي الفارغ بين الأمم، بل هو حقيقة راسخة كما يتجلى في هذه المحنة أمام أنظار العالم أجمع في صيغة درس حضاري نبيل.
إن ما نشهده اليوم من تلاحم بين كل مكونات الأمة المغربية سيزيد من اعتزازنا بمغربيتنا وسينير لنا الطريق نحو المستقبل.
لقد تعلمنا من هذا الحدث الجلل بأن الزلازل مهما عظمت شدتها، قد تزيح الجبال من أماكنها، لكنها لاتنال من روح الأمم.
الأمم العريقة لا تموت…
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
نقابي مغربي يراسل الحكومة التركية يطالبها باحترام الدمقراطية ووقف القمع
زنقة 20 | الرباط
راسل الصادق الرغيوي، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم FDT ؛ التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وزير التعليم في تركيا، احتجاجا على قمع النقابيين التربويين والدعوة إلى احترام الحقوق الديمقراطية في تركيا.
الرغيوي ، قال في مراسلته أنه يراسل وزير التعليم التركي بصفته عضوا في الاتحاد الديمقراطي للعمل ، وعضو في الاتحاد الدولي للتعليم، وهو الاتحاد العالمي الذي يمثل أكثر من 32 مليون عامل في مجال التعليم في 178 دولة.
و أعرب الرغيوي ، عن قلقه العميق “إزاء الحملة الأخيرة على المعلمين والطلاب والنقابيين المستقلين في تركيا، وخاصة الإقامة الجبرية ذات الدوافع السياسية لأعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة Eğitim Sen، وهي منظمة تابعة للإتحاد الدولي للتعليم”.
واعتبر النقابي المغربي ، أن “اعتقال المسؤولين العموميين المنتخبين، وقمع الاحتجاجات الطلابية، وتجريم الأنشطة النقابية المشروعة، تشكل انتهاكات صارخة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان وحقوق العمل، التي التزمت بها تركيا”.
الرغيوي طالب الحكومة التركية، بـ”رفع جميع القيود المفروضة على حقوق النقابات العمالية فورًا، بما في ذلك رفع الإقامة الجبرية المفروضة على قادة حزب Eğitim Sen”.
كما دعا إلى “إسقاط كل الإتهامات الموجهة ضد النقابيين والمتظاهرين في قطاع التعليم؛ و إنهاء القمع ذي الدوافع السياسية واحترام استقلال الجامعات والمؤسسات الأكاديمية”.
زعيم نقابة FDT ، شدد على ضرورة “دعم التعليم العام الشامل عالي الجودة بعيدا عن التدخل السياسي” ، مؤكدا أن ” التعليم العمومي الجيد يجب أن يعمل على تمكين الطلاب والمجتمع، وليس أن يكون أداة للقمع.”
الرغيوي دعا “السلطات التركية الى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات منظمة العمل الدولية بشأن حرية تكوين الجمعيات والمفاوضة الجماعية”.
النقابي المغربي أعلن عن تضامن منظمته مع عموم التربويين في تركيا، مطالبا بـ” اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لاستعادة الديمقراطية والحقوق الأساسية وسيادة القانون”.