دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق فوري ومستقل بشأن تقارير حول هجوم جوي على سوق في الخرطوم أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى صباح أول أمس الأحد.

وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي أنّ الادعاءات تشير إلى أنّ طائرات حربية استهدفت حوالي الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي سوق "قورو" في حي مايو جنوبي العاصمة الخرطوم، ما أدّى إلى مقتل نحو 40 شخصًا وإصابة آخرين، بحسب "غرفة طوارئ جنوب الحزام".



وأشار إلى أنّ المصابين وجثث الضحايا نُقلوا إلى مستشفى "بشائر الجامعي" القريب، كما طُلب من السكان التبرّع بالدم لدعم عمليات إنقاذ الجرحى.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنّه في الوقت الحالي، لا يمكن التحقق بشكل قاطع من المسؤولية المباشرة لأي من طرفي النزاع في السودان عن الهجوم، مع نشر حسابات مقربة من الجيش السوداني على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تبرّر الهجوم وتزعم أنّ السوق المستهدف كان مقصدًا لتجارة الممتلكات التي نُهبت من منازل السودانيين الذين فرّوا بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطقهم.

وأكّد أنّ لا ضرورة حربية تُجيز استهداف الأعيان المدنية على هذا النحو والتسبب بخسائر بشرية فادحة، إذ قد يشكل الهجوم جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وشدّد على أنّه حتى في حال كان السوق محلًا لتجارة الممتلكات المنهوبة، ويرتاده عناصر من قوات الدعم السريع، فإنّ ذلك لا يبرر بالمطلق استهدافه، إذ لم يتم عسكرته وما يزال يحافظ على طبيعته المدنية، وبالتالي لا يمكن جعله هدفًا مشروعًا أو شرعنة مهاجمته.

وقال مدير المكتب الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي في لبنان "محمد المغبط": "على مدار خمسة أشهر من النزاع في السودان، لم ينفك طرفا النزاع عن ترويج احترامهما لمبادئ القانون الدولي الإنساني، لكنّ الوقائع على الأرض سرعان ما تكشف زيف هذه الادعاءات، مع استمرار سقوط ضحايا من المدنيين على نحو يومي".

وأضاف: "ما يثير القلق حقًا هو أنّ طرفي النزاع في السودان لم يواجها حتى الآن ضغوطًا دولية جادّة وحازمة لوقف القتال أو تحييد المدنيين عن العمليات العسكرية، ما أسهم على الأرجح في تحفيزهما على مواصلة القتال واستمرار تجاهل قواعد القانون الدولي الإنساني التي تُوجب حماية المدنيين".

ومنذ اندلاع القتال بالسودان في 15 أبريل/ نيسان من العام الجاري، قُتل نحو 7,500 شخص وأصيب آلاف آخرون، بينما اضطر أكثر من 4.5 مليون شخص إلى الفرار من ديارهم، بينهم 3.6 مليون نزحوا داخليًا.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ النزاع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسبب بتدهور سريع وبالغ في الأوضاع الإنسانية المتردية أصلًا في البلاد، إذ استنفدت المخزونات الغذائية في بعض المناطق بسبب الاشتباكات وإغلاق الطرق، ولم تعد معظم المستشفيات قادرة على العمل على نحو طبيعي، ما أدّى إلى وفاة عدد كبير من المدنيين بسبب الجوع والمرض، كما ارتفعت حالات الإصابة بالحصبة والملاریا والسعال الدیكي وحمى الضنك والإسھال المائي الحاد في جمیع أنحاء البلاد، بحسب الأمم المتحدة.

وعقب تعطّل العمليات الإنسانية للمنظمات الإغاثية بسبب استمرار القتال، توفي منذ بدء النزاع 498 طفلًا سودانيًا بسبب الجوع، وفق منظمة "أنقذوا الأطفال"، التي قالت إنّها اضطرت إلى إغلاق 57 من مرافق التغذية التابعة لها، في حين تعاني المرافق الـ108 التي ما تزال الوكالة تعمل فيها من نقص خطير في مخزونات الأغذية العلاجية.

وطالب المرصد الأورومتوسطي باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتحديد المسؤولين عن الهجوم على سوق "قورو" جنوبي الخرطوم وتقديمهم للعدالة، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

وحثّ المرصد الأورومتوسطي طرفي النزاع في السودان على فتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة لضمان إنفاذ العمليات الإنسانية، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية وإمدادات الغذاء والماء والطاقة، مشدّدًا على الضرورة الملحّة لإنهاء شامل وفوري للقتال، من أجل منع تدهور إضافي في الأوضاع الإنسانية الحرجة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السودان القتال السودان جرائم امن قتال تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرصد الأورومتوسطی النزاع فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان: والي الخرطوم يجدد هجومه على الوجود الأجنبي

بحسب الوالي الذي كان يتحدث في ملتقى حول الإعلام والأمن الوطني، فإن “السكن العشوائي” يمثل هو الآخر حاضنة وإيواء للخلايا النائمة ووقوداً لإذكاء نار الحرب.

الخرطوم: التغيير

عاد والي الخرطوم المُكلف من قبل الحكومة التي يديرها الجيش من بورتسودان إلى الهجوم مجدداً على الوجود الأجنبي في الولاية، وعدّه من ضمن المهددات التي تواجه الولاية خلال الحرب الحالية.

وقال الوالي أحمد عثمان حمزة إن الوجود الأجنبي استشرى بسبب عدم التعامل معه وفقاً للقانون، فأصبحت السفارات والمنظمات تتحرك بحرية دون رقيب، مما منحها دوراً متآمراً ضد الوطن.

ومنذ اندلاع الحرب بالعاصمة الخرطوم منتصف أبريل 2023، لم تعد الحكومة التي يديرها الجيش تسيطر إلا على جزء كبير من مدينة أمدرمان التي تدير منها الولاية، إضافة إلى أجزاء محدودة من مدينتي الخرطوم وبحري، في وقت تسيطر قوات الدعم السريع على الأجزاء الأكبر من مناطق الولاية.

وأكد الوالي الذي كان يتحدث في ملتقى حول الإعلام والأمن الوطني أن “السكن العشوائي” يمثل هو الآخر حاضنة وإيواء للخلايا النائمة ووقوداً لإذكاء نار الحرب.

وأشار إلى أن تجارة المخدرات والترويج لها كانت حاضرة في الحرب، حيث يقاتل أفراد “المليشيا” تحت تأثير المخدرات، ويقومون بالترويع والقتل والاغتصاب، فيما دعا المشاركون في الملتقى إلى وضع خطة إعلامية لمجابهة المهددات الأمنية.

وكانت الورشة قد ناقشت ثلاث أوراق عمل: الأولى عن مفهوم الأمن الوطني، والثانية عن دور الإعلام العسكري في إسناد العمليات القتالية، والثالثة عن الدور المطلوب من الإعلام في ظل الوضع الراهن.

الوسومآثار الحرب في السودان ضبط الوجود الأجنبي والي الخرطوم ولاية الخرطوم

مقالات مشابهة

  • الخرطوم تتقدم بمشروع لإقامة مناطق لوجستية في المعابر بين مصر والسودان
  • كيف أثرت المواجهات العسكرية المستمرة على حياة المدنيين بالخرطوم بحري 
  • السودان: والي الخرطوم يجدد هجومه على الوجود الأجنبي
  • الكويت تستنكر الهجوم على المدنيين بولاية الجزيرة وتدعو لحوار وطني سوداني
  • الأورومتوسطي: المنظومة الدولية فشلت في وقف الإبادة بشمال غزة
  • أدانت الهجوم الإرهابي في تشاد.. المملكة تحث الأطراف السودانية على وقف القتال
  • الأورومتوسطي: المنظومة الدولية أظهرت فشلًا مشينًا في وقف الإبادة بغزة
  • الأورومتوسطي .. المنظومة الدولية فشلت فشلًا مشينًا في وقف الإبادة في غزة
  • المملكة تعرب عن قلقها إزاء استمرار القتال في السودان الشقيق وتصاعد أعمال العنف التي طالت المدنيين
  • وزارة الخارجية تعرب عن قلق المملكة إزاء استمرار القتال في السودان الشقيق وتصاعد أعمال العنف التي طالت المدنيين من نساء وأطفال