حدد مختصون أهم مسببات الازدحامات على الطرق الرئيسية، والتي تتمثل في صيانة الطرق بأوقات الذروة، مزامنة مع ذهاب وعودة الطلاب إلى المدارس، والاستعمالات التجارية للطرق، إضافةً إلى كثرة مشروعات الصيانة، وإنشاء الطرق الجديدة.

وقال الأستاذ المشارك في قسم التخطيط العمراني بجامعة الملك سعود د. وليد الزامل: إن اختيار مواعيد مناسبة لصيانة الطرق من أهم الحلول التي تخفف من الازدحام المروري، إضافةً إلى التنسيق مع الجهات المعنية.

أخبار متعلقة نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء جمعية سواعد للإعاقة الحركيةنائب أمير الشرقية يرعى اتفاقيات بين "الموارد البشرية" وعدد من الجهاتلجان تنسيقية

وأشار إلى ضرورة تشكيل لجان تنسيقية في المدن الرئيسية، تتكامل في كل ما يتعلق بصيانة الطرق، بما يضمن عدم اللجوء إلى حفر الشوارع باستمرار، وعدم ازدواجية العمل، في الكهرباء والمياه والصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وشبكات الإنترنت، وغيرها من الشبكات تحت الأرض.

وليد الزامل

وشدد على ضرورة تحديد أوقات الصيانة، بعيدًا عن أوقات الذروة، واختيار الأدوات المناسبة والمتوافقة مع البيئة السعودية، سواء في الطرق والسفلتة، وحتى مرافق الطريق، من التشجير والإنارة.

التشريعات العمرانية

وبيّن الزامل أن المملكة تعتمد ميزانية ضخمة لصيانة الطرق، والتي تُعتبر من الأوسع والأعرض في العالم، ولكن ينقصها فقط التنسيق في الصيانة، موضحًا أن الطرق تتحمل عبء الازدحامات المرورية، نتيجة وجود استعمالات تجارية عليها.

وأكد على ضرورة وجود تطوير للتشريعات العمرانية، وإجراءات التطوير العقاري؛ لتبتعد عن الإجراءات التقليدية، وتكون بشكل احترافي، تحدد أماكن الصيانة دون الحاجة إلى إزالة نصف الطريق للبحث عن الخلل.

حلول ابتكارية

وقال رئيس لجنة النقل بغرفة جدة سعيد البسامي: إن الازدحامات بسبب أعمال الصيانة تسبب هاجسًا كبيرًا، يتطلب تدخل الجهات لوضع حلول ابتكارية مستدامة؛ لتأمين هذه الطرق من العوامل البيئية شديدة التأثير على جودتها، ولتمديد عمرها الافتراضي سواء بإدخال مواد كيميائية تحافظ على العمر الافتراضي أو بإيجاد لجان متخصصة تجمع كل شركات المرافق.

وأشار إلى إجراء دراسات للتقصي عن أبرز عيوب الطرق في المملكة، والتي شملت الشقوق والرقع والحفر والهبوطات والتآكل وغيرها.

وأكد ضرورة وجود آلية موحدة لصيانة الطرق، تتجنب أوقات الذروة بما يخفف الازدحام خصوصاً في المدن الرئيسية.

سعيد البسامي

أبعاد اجتماعية

وأوضح أستاذ الهندسة المدنية بجامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل د. عثمان الشمراني، أن الازدحامات المرورية لها أبعاد اجتماعية واقتصادية، وأن أخذ مواعيد الصيانة بعين الاعتبار، أصبح ضرورة حتمية.

وبيّن أن مشاريع الصيانة لها أثر جلي في تفادي حدوث الازدحام والاختناقات، ولكن إنشاء المشاريع الحديثة هو في حد ذاته سبب من أسباب الزحام والاختناقات المرورية.

وأكد أنه بالرغم من أن هذه المشاريع سترفع من كفاءة النقل والمواصلات على المدى البعيد، ولكن سيتطلب الأمر تضافر جهود الجهات المعنية؛ لإيجاد البدائل الممكنة لحين الوصول إلى الأهداف المنشودة.

مطالب بتوفير الطرق ذات المسارات المتعددة- اليوم

حركة انسيابية

وحدد الشمراني عدة أمور يجب التنبه لها ويمكن العمل عليها لتحسين أداء النقل والحركة المرورية، ويجعلها أكثر انسيابية، منها ما يخص وزارة النقل، والأمانة، والمرور، ومنها ما يخص المواطن والمقيم.

وذكر أنه فيما يخص النقل والأمانة، فالمتوقع دراسة النمو السكاني المستقبلي للمنطقة للعقود المقبلة، وذلك للتمكن من تهيئة الطرق البديلة، وإنشاء طرق سريعة تقطع الحاضرة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.

وأشار إلى استحداث أحياء خارج منطقة التكتل السكاني، وتوفير الطرق ذات المسارات المتعددة، بالاضافة إلى الشبكة الخدماتية المتكاملة سواء فيما يخص البنى التحتية أو الخدمات الاجتماعية الأخرى.

الازدحامات بسبب أعمال الصيانة تسبب هاجسًا كبيرًا- اليوم

خرائط إرشادية

ولفت إلى توفير نظام نقل عام بديل ومتطور عن طريق الحافلات في جميع شوارع الحاضرة، مع توفير المحطات الرئيسيّة والفرعية المزودة بخرائط إرشادية وذلك لتقليل الحاجة للمركبات الصغيرة.

وأوضح أن المتوقع من المرور في المنطقة، استبدال جميع أنظمة الإشارات الضوئية بأنظمة ذكية استشعارية يمكنها التحكم في عملية السير تبعًا للأولوية النابعة من تكدس السيارات.

أ.د. عثمان بن صبحي الشمراني

نظام تحكم

وأشار الشمراني إلى استحداث نظام تحكم رقابي مركزي مناطقي في الحاضرة وذلك لمراقبة حركة السير والتدخل تقنياً وإلكترونيا في فض الاختناقات وتسهيل حركة عربات الإسعاف والإطفاء في حال حدوث حالة طوارئ، كما هو المعمول به في بعض المدن الذكية، وكما يعمل به أحيانًا وقت الزيارات الرسمية في بعض مناطق الجبيل الصناعية.

وفيما يتعلق بدور المجتمع، قال: إن وزارة النقل يجب أن تفرض على أرباب الأعمال والشركات تقليص وسائل النقل العام «الحافلات» كحل أمثل ووحيد لنقل موظفيهم بين مناطق الحاضرة، فمن يسير على طريق "الخبر – الدمام"، يجد أن معظم المركبات مملوكة لشركات، تعطى لكثير من الموظفين بغرض الذهاب للعمل، فَلَو استعاضت الشركات باستخدام حافلة واحدة فقط لتقل 50 موظفًا، أفضل من 50 مركبة تملأ أرجاء المدينة.

غياب التنسيق في الصيانة يسبب الازدحامات- اليوم

مكان السكن

وأضاف: يفضّل أن يسكن موظفو الشركات والمؤسسات بالقرب من مكان العمل؛ وذلك لتخفيف الازدحامات، فمن يراقب حركة المرور الصباح يجد أعداد كبيرة من المركبات تتنقل بين الدمام والخبر والظهران.

وأشار إلى حركة نقل كبيرة بين هذه المدن لنقل الطلاب والطالبات للمدارس العالمية والنموذجية، والتي قد لا تتواجد إلا في مدينة عن غيرها، فَلَو استطاع أرباب هذه المدارس فتح أفرع على سبيل المثال في الدمام والخبر لأمكن تخفيف الازدحامات بشكل كبير.

وأكمل الشمراني: يراعى تخفيض أسعار النقل بالحافلات المبالغ فيها والتي تصل إلى مبلغ 3000 ريال للطفل في السنة ما يجعل الأب الذي لديه أربعة أطفال يدفع مبلغ 12 الف ريال سنوي فقط لباصات المدارس، مما يجعل الكثير يقتنع بتخصيص مركبة خاصة بسائق لنقل الأطفال فنعود لذات المشكلة التي حاولنا الهروب منها.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس الدمام السعودية أخبار السعودية ما یخص

إقرأ أيضاً:

10 دقائق زمن الرحلة من المطار إلى «النخلة» في التاكسي الجوي

دينا جوني (دبي)
صرّح خالد العوضي، مدير إدارة أنظمة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، بانطلاق مرحلة بناء أول محطة للتاكسي الجوي، والتي سيتم الإعلان عن موقعها وتفاصيلها قريباً، بالإضافة إلى المحطات الأخرى، لافتاً إلى أن التشغيل الرسمي للتاكسي الجوي لا يزال في موعده المعلن سابقاً في بداية العام 2026.

وأوضح العوضي، في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر والمعرض العالمي لأنظمة النقل الذكية الذي تنظمه هيئة الطرق والمواصلات في المركز التجاري، ويستمر لغاية يوم الجمعة 20 سبتمبر، أن هيئة الطرق والمواصلات تخطط في المراحل الأولى لبناء أربع محطات للتاكسي الجوي في مناطق مختلفة من دبي، مع وضع خطة استراتيجية لربط تلك المحطات بالفنادق، المطارات، والمناطق السياحية الرئيسة. ومع تدشين التاكسي الجوي ستستغرق الرحلة من المطار إلى نخلة جميرا 10 دقائق فقط، مقارنة بنحو 45 دقيقة أو ساعة في وسائل النقل التقليدية.

وأضاف: «إن الهيئة تعمل على تحسين البنية التحتية لكي تتناسب مع احتياجات ومتطلبات تشغيل التاكسي الجوي، مما يعزز كفاءة النظام، ويسهم في تقديم تجربة تنقل آمنة وسلسة للمستخدمين»، مشيراً إلى أن تشغيل التاكسي الجوي يتم بالشراكة مع شركة جوبي لصناعة طائرة ذات أربعة مقاعد، وتصل سرعتها إلى 320 كيلومتراً في الساعة.

وأكد أن دبي من خلال المبادرات والمشاريع المبتكرة في النقل والمواصلات تستعد لتصبح رائدة عالمياً في مجال النقل الجوي، والتي تساهم في تقليل وقت التنقل بين مختلف المواقع والمناطق في الإمارة؛ مما يدعم رؤية دبي للتحول إلى مدينة ذكية ومستقبلية.
بدوره، قال تايلور تريروتولا، المدير العام لشركة جوبي في الشرق الأوسط، على هامش المؤتمر، إن مهمة الشركة تتمثل في التواصل بفعالية مع الناس بشكل أفضل على مدار الـ 15 عاماً الماضية. وفي فبراير الفائت، توصلت الشركة إلى اتفاق مع هيئة الطرق والمواصلات للحصول على حقوق تنفيذ مشروع التاكسي الجوي في دبي.

وأضاف: «إن الشركة تعمل على تصميم 90 في المئة من أجزاء الطائرات، وهذا يسهم في دفع عجلة طيران المستقبل»، مشيراً إلى أن طائرات التاكسي الجوي تتسع لأربعة مقاعد وتعد من الطائرات عالية الأداء، إذ تبلغ سرعتها 320 كيلومتراً في الساعة، وهي مزودة بأجنحة تجعلها أسرع من الطائرات التقليدية. وقال إنه من المتوقع أن يبدأ تشغيل الطائرات في الربع الأول من عام 2026، في أربعة مواقع أو محطات يتم تطويرها تدريجياً.

وأشار إلى أن الإمارات بشكل عام، ودبي بشكل خاص، تعد المدينة المثلى للعمل والعيش، مما يجذب المزيد من الأشخاص للعمل فيها، خصوصاً مع سعي دبي المستمر نحو التطور. وأوضح أن الرحلة من المطار إلى نخلة جميرا ستستغرق حوالي 10 دقائق فقط، في حين أن الرحلة نفسها تستغرق نحو الساعة في الوسائل التقليدية.

أخبار ذات صلة 18 مليار درهم مكاسب سوقية لأسهم سوق أبوظبي محمد بن راشد يطلع على مشروع "الحي الثقافي" في دبي الجنوب

مقالات مشابهة

  • 60 % نسبة تغطية طرق دبي بالأنظمة المرورية الذكية
  • القرارات المُعَزّزة بالبيانات القيمة تسرّع تحوّل التنقّل
  • انخفاض أسعار الذهب في منتصف تعاملات اليوم.. "خبراء" يوضحون أسعاره عالميًا وعلاقته بسعر الفائدة.. والوقت المناسب للاستثمار والشراء
  • الشرقية.. ربط المدن والمحافظات الساحلية عبر النقل البحري
  • جهود متواصلة لتعزيز السلامة المرورية وتحسين الطرق بالطائف..
  • الاختناقات المرورية في بغداد: أزمة يومية تحتاج إلى حلول جذرية
  • 10 دقائق زمن الرحلة من المطار إلى «النخلة» في التاكسي الجوي
  • مختصون لـ "اليوم": الأخطاء التشخيصية تشكل تحديًا والتقنيات الطبية تقلل المخاطر
  • رئيس جامعة بنها يتفقد أعمال الصيانة بالمدن الجامعية بكفر سعد
  • انتهاء أعمال الصيانة بطريق الدمام/ الرياض السريع لتحسين السلامة المرورية