لحظات عصيبة.. لماذا اختفت الشمس بالقاهرة وسر الرائحة الكريهة وأين وصل دانيال؟
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
بالتزامن مع تأثر البلاد بالعاصفة دانيال منذ أمس الإثنين شهدت مصر في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء 12 سبتمبر 2023، موجة من التقلبات الجوية السيئة.
العاصفة دانيالوتسود البلاد روائح كريهه مثل الغاز ومياه الصرف الصحي، بعد التأثر ببواقي العاصفة دانيال، التي ضربت ليبيا منذ أيام قليلة، حتى تحولت إلى منخفض جوي ضرب مصر، في شكل أمطار وأتربة.
تعرضت مدن ومراكز متفرقة بالبلاد إلى سقوط أمطار تتراوح شدتها من خفيفة إلى متوسطة، حيث يأتي ذلك بالتزامن مع تحذيرات الهيئة العامة للأرصاد الجوية من حالة الطقس المتوقعة على البلاد اليوم، وتأثرت عدة محافظات بـ وصول العاصفة دانيال إلى البلاد، وذلك من حيث سقوط أمطار متفاوتة الشدة، بالإضافة إلى وجود نشاط ملحوظ في حركة الرياح المصحوبة بالأتربة والرمال.
وعلق مصدر داخل وزارة البيئة على الأنباء المتداولة، بشأن انتشار رائحة غاز ومجاري في الهواء ببعض المناطق تزامنا مع قدوم العاصفة دانيال، قائلًا: لم تصل إلى وزارة البيئة شكاوى حتى الآن.
وأضاف المصدر: أنه ستتم دراسة الأمر وتوضيح الأسباب للمواطنين حال التأكد مما يتم تداوله، وإذا كانت هناك تحذيرات لكبار السن بشأن هذا الأمر فسيتم إصدارها بشكل عاجل.
وتابع: إذا كانت هناك رائحة غاز فإنه من غير الواضح الموقع التي حدثت فيه الواقعة، لأنه لا يمكن أن تكون منتشرة في كل ربوع محافظتي القاهرة والجيزة، مع العلم بأن أعمال إضافة المواد ذات الروائح النفاذة لشبكة الغاز الطبيعي تتم في أثناء إجراء صيانة لأحد المواقع فقط، ويتم النشر قبلها من قبل الشركة.
فيما كشف الدكتور محمد علي فهيم مستشار وزير الزراعة لشئون المناخ، عن سر انتشار رائحة شبيهة برائحة الغاز والمجاري في بعض المدن.
العاصفة دانيالوقال الدكتور محمد فهيم، إن ذلك بسبب منخفض جو سطحي يجذب داخله التيارات من الجوانب ويركزها في الوسط، مبينا أن هذه الرائحة ناتجة عن جذب دخان مصانع وأتربة وغيرها وهي أقرب لرائحة الكبريت.
وطمأن الدكتور فهيم، المواطنين، بأنه لا ضرر ولا خوف من هذه الرائحة، قائلًا: مفيش ضرر، أيام السحابة السوداء الأتربة وأدخنة المنخفضات تصحبها روائح غريبة ربما يشعر البعض بأن عيونهم بها ألم، موضحًا أن الظروف المناخية في مصر حاليًا إحدى تداعيات المنخفصض السطحي الذي يسحب من الأطراف الأدخنة وينتج عنها رائحة غريبة.
قدوم العاصفة دانيال لمصروأضاف مستشار وزير الزراعة لشئون المناخ، أن تداعيات الحالة المناخية الحالية، غبار عالق في الجو وسحب متراكمة لأن درجة الحرارة انخفضت 10 درجات في القاهرة اليوم، مؤكدًا أن هذه الحالة ستتلاشى على آخر اليوم.
وكانت كشفت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، موعد انتهاء تأثير بقايا العاصفة دانيال على كافة محافظات الجمهورية ، والذى أثر على البلاد بدء من أمس الإثنين بداية من مطروح والسلوم وسيوة ويمتد تأثير اليوم على شمال البلاد والمناطق الداخلية بالقاهرة الكبرى.
وأشارت هيئة الأرصاد الجوية إلى أنه من المتوقع أن ينتهى تأثير العاصفة دانيال على كافة أنحاء جمهورية مصر العربية من يوم الخميس، حيث تخرج العاصفة وتتجه لبلاد الشام لتشهد البلاد بداية من الخميس حالة من الاستقرار بالأحوال الجوية.
ويشهد اليوم الثلاثاء، انخفاض طفيف فى درجات الحرارة على أغلب الأنحاء يصاحب ذلك سقوط أمطار متفاوتة الشدة على شمال البلاد ونشاط رياح على بعض المناطق، ويسود اليوم طقس حار نهارا على القاهرة الكبرى والوجه البحرى و السواحل الشمالية وشمال الصعيد ، شديد الحرارة على جنوب سيناء وجنوب الصعيد، معتدل الحرارة ليلا على شمال البلاد حتى شمال الصعيد، مائل للحرارة على جنوب سيناء وجنوب الصعيد
كما يشهد اليوم نشاط رياح أحيانا قد تكون مثيرة للرمال والأتربة على مناطق من مدن القناة وشمال محافظة البحر الأحمر وشمال الصعيد ، وفرص أمطار متوسطة قد تكون غزيرة ورعدية أحيانا على السواحل الشمالية الغربية وشمال الوجه البحرى ، وأمطار خفيفة تكون متوسطة على السواحل الشمالية الشرقية وجنوب الوجه البحرى ومدن القناة ووسط سيناء ، وأمطار خفيفة على القاهرة الكبرى.
قالت عضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية، الدكتورة منار غانم، إن تأثير العاصفة دانيال على الأرضي المصرية سيكون ضعيفًا جدًا مقارنة بما شهدته السواحل اليونانية والأراضي الليبية وذلك بسبب تحولها لمنخفض جوي بمجرد دخولها الأراضي المصرية .
حالة الطقس اليوموأضافت "غانم"، أن السبب يرجع في ذلك أن العواصف والرياح تكتسب قوتها من البحار والمحيطات وان العاصفة دانيال زادت قوتها بسبب اكتساب قوتها من ارتفاع الرياح في البحر المتوسط لكنها تفقد قوتها عندما تتحرك لمسافات على اليابسة وعلى الأرض وتضعف سرعات الرياح وكمية الأمطار.
وكشفت "غانم" عن تأثير العاصفة على مصر، حيث أكدت أن تأثيرها بدأ أمس و سيمتد خلال يومين القادمين، كما شهدت محافظة مطروح سقوط أمطار من متوسطة لغزيرة، وسرعات رياح زائدة على الصحراء الغربية أدت لإثارة الرمال والاتربة شعر بها أهالي القاهرة الكبرى أمس.
العاصفة دانيالوتابعت أنه من المتوقع خلال ساعات أن تمتد الأمطار لمحافظة الإسكندرية لكنها ستكون بصورة أقل وفي القاهرة مع نشاط رياح مثير للرمال والأتربة، مشيرة إلى أن المنخفض الجوي سيتحرك إلى المنطقة الشرقية وستشهد المنطقة الشرقية والشمالية عدم استقرار في الأحوال الجوية مع سقوط كميات كبيرة من الأمطار على المناطق الساحلية وستكون متوسطة على المناطق الداخلية جنوب الوجه البحري سواحلنا الشمالية الشرقية مدن القنال.
في هذا الصدد، أكد المهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، استمرار الطوارئ حتى الانتهاء من اثار العاصفة دانيال بالكامل مع المتابعة المستمرة مع هيئة الأرصاد الجوية وغرف المتابعة بالمحافظات التي تعرضت لها خاصة بالمدن الساحلية.
أوضح رسلان في بيان، أن جميع الشركات على مستوى الجمهورية ى حالة طوارئ واستعداد كامل منذ فترة بعد البدء فى فترة التقلبات والنوات المختلفة وتم انتشار المعدات بالمحافظات الساحلية للتعامل مع أي تجمعات لمياه الأمطار خاصة بالإسكندرية والساحل ومطروح ومدن القناة ووسط وجنوب سيناء، مشيرا إلى أن حالة الطوارئ تشمل جميع القطاعات بجميع الشركات على مستوى الجمهورية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العاصفة دانيال دانيال العاصفة دانيال اليوم العاصفة دانيال تصل مصر ضحايا العاصفة دانيال موعد وصول العاصفة دانيال مصر العاصفة دانیال القاهرة الکبرى سقوط أمطار
إقرأ أيضاً:
الأكسجين الداكن.. لماذا يسعى العلماء وراء استكشافه؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شكلّ اكتشاف مذهل أعلن عنه في شهر يوليو/تموز الماضي، كان قد أفاد بأن الصخور المعدنية تُنتج الأكسجين في قاع المحيط الهادئ حيث لا تصل أشعة الشمس، صدمة علمية.
وأوضحت الأبحاث الأولية أن العقيدات الصخرية الغنية بالمعادن، التي توجد بشكل رئيسي على عمق 4 آلاف متر تحت سطح الماء في منطقة "كلاريون كليبرتون"، تُطلق شحنة كهربائية تؤدي إلى تقسيم مياه البحر إلى أكسجين وهيدروجين من خلال عملية التحليل الكهربائي.
تتحدى هذه الظاهرة الطبيعية غير المسبوقة الفكرة القائلة بأن الأكسجين لا يمكن إنتاجه إلا من خلال ضوء الشمس عبر عملية التمثيل الضوئي.
وشرع أندرو سويتمان، وهو أستاذ في الجمعية الاسكتلندية للعلوم البحرية في المملكة المتحدة والذي كان وراء هذا الاكتشاف، في مشروع مدته ثلاث سنوات للتحقيق بشكل معمّق في إنتاج "الأكسجين الداكن".
يستخدم سويتمان وفريقه معدات مصممة خصيصًا مزوّدة بأجهزة استشعار يمكن نشرها على عمق يصل إلى 11 ألف متر. وتقوم مؤسسة "Nippon" اليابانية بتمويل مشروع البحث الذي تبلغ تكلفته 2.7 مليون دولار.
وقد كشف الأكسجين الداكن عن مدى قلة ما نعرفه في أعماق المحيط، ومنطقة "كلاريون كليبرتون" على وجه الخصوص. ويجري استكشاف المنطقة لاستخراج المعادن النادرة الموجودة في العقيدات الصخرية بقاع البحر.
تتشكل هذه العقيدات على مدى ملايين السنين، وتؤدي المعادن دورًا رئيسيًا في التقنيات الجديدة والصديقة للبيئة.
في بيان صحفي، صرّح سويتمان، وهو أيضا رئيس مجموعة علم البيئة والكيمياء الحيوية لقاع البحر في مؤسسته، قائلا: "كان اكتشافنا للأكسجين الداكن تحولًا نموذجيًا في فهمنا لأعماق البحار والحياة المحتملة على الأرض، لكنه أثار أسئلة أكثر من الإجابات".
وتابع: "سيمكّننا هذا البحث الجديد من استكشاف بعض هذه الأسئلة العلمية"، لافتًا إلى أن الهدف الأولي للمشروع الجديد يتمثل بتحديد ما إذا كان إنتاج الأكسجين الداكن قد تكرّر بمناطق أخرى من منطقة "كلاريون كليبرتون"، حيث يمكن العثور على العقيدات، ثم فك شيفرة كيفية إنتاج الأكسجين.
وأكدّ سويتمان أن فهم الظاهرة بشكل أفضل يمكن أن يساعد علماء الفضاء أيضًا في العثور على حياة خارج الأرض.
الأكسجين في أماكن غير متوقعةمن الصعب إنتاج الأكسجين من دون الطاقة المستمرة الصادرة عن ضوء الشمس. لكن، واجه علماء آخرون أيضًا جزيئات أكسجين غير متوقعة في أماكن نائية محرومة من أشعة الشمس. وقد لفت سويتمان إلى أن إنتاج الأكسجين الداكن قد يكون ظاهرة أوسع تم تجاهلها.
أما إميل روف، وهو عالم الأحياء الدقيقة في مختبر الأحياء البحرية بمنطقة "وودز هول" بولاية ماساتشوستس، فقد اكتشف وجود الأكسجين في عينات المياه العذبة في مقاطعة ألبرتا الكندية على عمق يتراوح بين عشرات ومئات الأمتار تحت البراري الكندية، وهو الاكتشاف الذي أبلغ عنه هو وزملاؤه من جامعة كالجاري ومؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات بدراسة نُشرت في يونيو/ حزيران في عام 2023.
في بعض الحالات، كان الأكسجين الداكن معزولاً عن الغلاف الجوي فوق الأرض لأكثر من 40 ألف عام. وإذا لم تتم إضافة الأكسجين باستمرار إلى بيئة معينة (من خلال الأشجار والنباتات، على سبيل المثال)، فإنه سيختفي في النهاية.
وقال روف: "بعد ما يتراوح بين 30 أو 40 ألف سنة (من الانفصال عن العمليات السطحية)، لا يوجد سبب حقيقي للاعتقاد بأن أي أكسجين سيظل موجوداً، خاصة أن الأكسجين يُعد مستقبلاً للإلكترونات، وعادة ما يتأكسد كيميائياً أو ميكروبياً".
اكتشف روف في النهاية أن الميكروبات الموجودة في الماء كانت تنتج الأكسجين. ويبدو أن هذه الميكروبات قد طوّرت حيلة غامضة تتيح لها إنتاج الجزيئات في غياب ضوء الشمس.
من خلال سلسلة من التفاعلات الكيميائية، تمكنت الميكروبات من تحليل مركّبات قابلة للذوبان تُسمى "النيتريت"، وهي جزيئات تتكون من ذرة نيتروجين وذرتين من الأكسجين، لإنتاج الأكسجين الجزيئي في عملية تُعرف باسم "التفكك المزدوج". وكانت الميكروبات قادرة على استخدام الأكسجين لاستهلاك الميثان الموجود في الماء للحصول على الطاقة.
إضافة لذلك، اكتشف روف أن كمية الأكسجين التي يتم إنتاجها كانت كافية لدعم حياة ميكروبية أخرى تعتمد على الأكسجين في المياه الجوفية.
وأوضح أن "الطبيعة تواصل مفاجأتنا، هناك الكثير من الأشياء التي قال الناس إنها مستحيلة، ولكن في وقت لاحق اتضح أنها ليست كذلك".
لمواصلة التحقيق في ظاهرة "الأكسجين الداكن"، سافر روف وفريقه إلى منجم بعمق 3 كيلومترات في جنوب إفريقيا لأخذ عينات من الماء الذي كان محصورًا في الصخور على مدار 1.2 مليار سنة.
وكان العلماء على علم مسبق بأن المياه في المنجم تحتوي على جزيئات الأكسجين، لكن كيفية تكوّنها كان بمثابة أمر لا يزال غير واضحًا.
يُستخرج من الموقع الذهب واليورانيوم، وهو معدن مشع. ويُعتبر "التحليل الإشعاعي"، وهو عبارة عن انقسام جزيئات الماء بفعل النشاط الإشعاعي، أحد الطرق المحتملة لإنتاج الأكسجين من دون الحاجة إلى أشعة الشمس. بدلاً من ذلك، قد يتضمن إنتاج الأكسجين دورًا للميكروبات في عمليات مشابهة لتلك التي اكتشفها روف في المياه الجوفية بكندا.
من جهته، قال سويتمان إن المشروع الجديد سيسعى أيضًا لفهم ما إذا كانت التفاعلات الميكروبية قد لعبت دورًا في إنتاج الأكسجين في ظلمة قاع البحر. وعلى وجه الخصوص، سيركز المشروع على كيفية إطلاق الهيدروجين أثناء إنتاج الأكسجين بواسطة العقيدات المعدنية، وما إذا كان الهيدروجين قد استُخدم كمصدر طاقة لمجتمعات الميكروبات المكتشفة في أجزاء من أعماق المحيط.
يأمل روف في التعاون مع سويتمان وعلماء آخرين مشاركين في أبحاث الأكسجين الداكن لفهم كيفية اختلاف النمط الكيميائي للأكسجين الناتج عن التحليل الكهربائي لمياه البحر عن ذلك المنتج بواسطة الميكروبات أو التحليل الإشعاعي.
الأكسجين الداكن والبحث عن حياة خارج كوكب الأرضلفت سويتمان إلى أن المسؤولين في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لديهم اهتمام بالبحث عن إنتاج الأكسجين الداكن نظرا لأنه قد يفيد الفهم العلمي لكيفية استمرار الحياة على كواكب أخرى من دون ضوء الشمس المباشر.
وأضاف سويتمان أن وكالة الفضاء الأمريكية تريد إجراء تجارب لفهم كمية الطاقة اللازمة لإنتاج الأكسجين عند ضغوط أعلى تحدث على سطح "إنسيلادوس" و"أوروبا"، وهما عبارة عن قمرين جليديين تابعين لكوكبي زحل والمشتري.
تُعد هذه الأقمار من بين الأهداف للتحقق من إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض.
وتهدف شركات التعدين في أعماق البحار إلى استخراج الكوبالت، والنيكل، والنحاس، والليثيوم، والمنجنيز الموجودة في العقيدات لاستخدامها في الألواح الشمسية، وبطاريات السيارات الكهربائية وغيرها من التقنيات الصديقة للبيئة. وقد اعترضت بعض تلك الشركات على بحث سويتمان.
رأى النقاد أن التعدين في أعماق البحار قد يلحق ضررا لا رجعة فيه بالبيئة البكر تحت الماء، وقد يعطّل طريقة تخزين الكربون في المحيط، ما يساهم في أزمة المناخ.
أكدّ سويتمان أنه كان على علم بردود الفعل الحاسمة، وسيمكنه الردّ "من خلال قنوات خاضعة لمراجعة الأقران، موضحًا: "نحن مقتنعون تمامًا بأن هذه عملية حقيقية تجري في قاع البحر".
نشر الأربعاء، 22 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.