عندما ضرب الزلزال الكبير المغرب، واجه الطيب آيت إغنباز اختيارًا صعبًا جدًا. كان يجب عليه اتخاذ قرار حاسم بين إنقاذ ابنه البالغ من العمر 11 عامًا أم إنقاذ والديه اللذين حوصرا تحت أنقاض منزلهم بعد الزلزال الذي هز المنطقة. وفي هذا التقرير، سنتعرف على قصة البطل الذي تعامل بشجاعة مع هذه المواقف الصعبة.

 

لحظات الهم والتفكير السريع

عندما وقع الزلزال الذي هز المغرب، كانت لحظات من الهم والفزع.

الطيب آيت إغنباز وعائلته كانوا في منزلهم الصغير المبني من الحجر، وكانت اللحظات الأولى بعد الزلزال قاسية. واجه الطيب اختيارًا صعبًا بين إنقاذ ابنه وإنقاذ والديه.

الطيب آيت إغنباز وابنه أدم

 الاختيار الصعب

وبينما كان الزلزال يهز المنطقة، ركض الجميع نحو الباب في محاولة للنجاة. وكان والدا الطيب نائمين، وعليه الآن أن يقرر من سينقذ: ابنه الصغير أم والديه. نادى على أمه لتأتي لكنها بقيت بجانب والدها.

 

قرار بطولي

وبينما كان الوقت ينقضي، علم الطيب آيت إغنباز أنه لا بد من التحرك بسرعة. وبدأ بنبش الأنقاض بيديه بحثًا عن ابنه الصغير آدم الذي كان محاصرًا تحت الأنقاض. وبالفعل، تمكن من العثور عليه وسحبه بحذر للخارج.

 

لحظات قاسية

وللأسف، عندما عاد لإنقاذ والديه اللذين كانوا محاصرين تحت لوح كبير من الحجر، كان الوقت قد فات. ولم يستطع إنقاذهما بسبب الأضرار الشديدة وسقوط الجدار على نصف جسديهما. وهذه اللحظات كانت مؤلمة للغاية بالنسبة للبطل الذي شعر بعجزه عن مساعدة والديه.

 

ويقول الطيب وعيناه تذرفان الدموع: "كان علي الاختيار بين والدي أو ابني. لم استطع مساعدتهما لأن الجدار سقط على نصف جسديهما. إنه لأمر محزن للغاية. لقد رأيت والدي وهما يموتان".

 

ويشير الطيب إلى البقع الموجودة على سرواله الجينز فاتح اللون، قائلاً إن هذه البقع هي دماء والديه. كما أن جميع ملابسه موجودة في منزله، ولم يتمكن من تغييرها منذ وقوع الزلزال.

 

معاناة مستمرة

بعد الزلزال، أصبحت حياة العائلة أكثر صعوبة. عاشوا في خيام مؤقتة بالقرب من منزلهم السابق الذي أصبح مدمرًا. كل ممتلكاتهم قد ذهبت، ولم يتبقى لديهم سوى بعض الأمل وإرادة البدء من جديد.

 

دروس الصمود والإصرار

على الرغم من معاناتهم، يستمر الطيب آيت إغنباز وعائلته في الصمود. يتذكر دروس الصبر والعمل الجاد التي علمها من والديه. يعيشون بأمل في بداية جديدة على الرغم من الصعوبات التي تواجههم.

 

الاستجابة للمساعدة

في الوقت الراهن، تحتاج العائلة إلى المساعدة. يعيشون في ظروف صعبة ويحتاجون إلى الدعم من حكومتهم والمجتمع المحلي. القصة تجسد الروح البشرية والتضامن في مواجهة الصعاب.

 

وبينما نتحدث، يمرآدم ابن الطيب مرتديا قميصا لفريق كرة القدم ليوفنتوس كتب على ظهره اسم رونالدو، ويلف ذراعيه حول والده، ويقول مبتسما لوالده : "لقد أنقذني والدي من الموت".

 

على بعد دقائق فقط من الطريق المؤدية إلى بلدة أمزميز، يقف أب آخر وابنه ويلفان ذراعيهما حول بعضهما البعض.

 

يقول الأب عبد المجيد آيت جعفر إنه كان في المنزل مع زوجته وأطفاله الثلاثة عندما وقع الزلزل و"انهارت الأرض". وخرج ابنه محمد البالغ من العمر 12 عاماً من المنزل، لكن بقية أفراد الأسرة ظلوا عالقين.

 

ويقول عبد المجيد إن ساقيه كانتا عالقتين تحت الأنقاض، لكن أحد الجيران انتشله. ثم أمضى ساعتين، محاولاً إنقاذ زوجته وإحدى بنات، لكنهما لقي حتفهما عندما أخرجهما من تحت الأنقاض.

بقايا منزل عائلة عبد المجيد


 

وفي اليوم التالي، اُنتشلت جثة ابنته الأخرى من تحت الأنقاض.

 

ينام الآن عبد المجيد، البالغ من العمر 47 عاماً، داخل خيمة مصنوعة من القماش المشمع نُصبت على الجانب الآخر من الشارع حيث يقع منزله، ويمكنه رؤية المطبخ، والثلاجة التي لاتزال قائمة بينما لا تزال الملابس معلقة لكي تجف.

 

ويقول عبد المجيد، قبل يوم الجمعة، إنه "لم يحلم قط بحدوث زلزال. وحتى الآن، لا أستطيع تصديق ما حدث".

 

وبينما نتحدث، تتوقف السيارات بجانبنا ويتقدم الناس لتقديم التعازي. كما يتوقف أشخاص أخرون يسيرون في الشارع لعناق الأب والزوج اللذين في حالة حداد.

 

يقول عبد المجيد لي بنبرة حزينة: "كانت عائلتي مكونة من خمسة أشخاص، لكنها أصبحت مكونة الآن من اثنين فقط. أفكر في الوقت الحالي في شيء واحد فقط: ابني".

 

 

وعندما هز زلزال مدمر المغرب، انقلبت حياة العديد من السكان رأسًا على عقب. تجسد قرى تافجيغت قصة الدمار والمعاناة. كان الناس في هذه القرى يعيشون حياة بسيطة وتقاليد تقليدية، ولكنهم وجدوا أنفسهم في وجه كارثة لم يكونوا مستعدين لمواجهتها.

 

قرية تافجيغت: وجه الدمار

 

زارنا قرويون أولئك الذين شهدوا الدمار بأعينهم. قالوا: "الناس في هذه القرية إما في المستشفى أو فقدوا حياتهم". عندما رأينا الأنقاض والخراب، أدركنا أن الزلزال لم يترك فرصة للنجاة. المنازل التقليدية لم تكن مجهزة لمواجهة هذا الزلزال الهائل.

 

تفاصيل صادمة

 

تم تأكيد وفاة تسعين شخصًا على الأقل من سكان هذه القرية الصغيرة من أصل مئتين، والعديد آخرون ما زالوا في عداد المفقودين. الأمل بالبقاء على قيد الحياة كان ضئيلًا. عثرنا على عبد المجيد، وهو رجل فقد زوجته وأطفاله الثلاثة، ومنزله الذي كان يعيشون فيه ذهب تحت الأنقاض. تحولت حياتهم إلى كومة من الحطام.

 

البحث عن المفقودين

 

عبد المجيد تذكر بحزن تفاصيل مروعة عن لحظات الزلزال. تجمع الأطفال الثلاثة في المنزل، وعندما وقع الزلزال، جرفهم الدمار. ركض بجنون محاولًا الوصول إليهم، لكن للأسف، لم يكن هناك أمل في إنقاذهم.

 

نداء للمساعدة

 

وتعيش العائلات الآن في خيام مؤقتة على جانب الطريق، مفقودين لكل ممتلكاتهم وأماكنهم السابقة. يناشد السكان الحكومة المغربية بضرورة تقديم المساعدة الضرورية. الوقت يمر بسرعة والأمور تزداد تعقيدًا.

 

 

قصص سكان تافجيغت تجسد حجم الدمار والمعاناة التي تسببها الكوارث الطبيعية. هذه القرى التقليدية تحتاج إلى الدعم السريع والفعّال للتعافي وإعادة بناء حياتهم، وقصة البطل الذي تعامل بشجاعة مع حادثة الزلزال في المغرب تذكرنا بأهمية التفاؤل والصمود في وجه الصعوبات. إنها قصة عن البقاء قويًا في مواجهة الكوارث وعن الإرادة القوية للبدء من جديد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الزلزال المغرب الطيب البطل تحت الأنقاض عبد المجید

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيله.. محمود مرسي "عتريس" الذي خجل أمام الكاميرا وكتب نعيه بيده

تحلّ اليوم ذكرى وفاة أحد أعمدة التمثيل في تاريخ الفن المصري، الفنان القدير محمود مرسي، الذي لم يكن مجرد ممثل موهوب، بل مدرسة فنية متفردة جمعت بين الصمت البليغ والكلمة الموزونة والأداء النفسي العميق ورغم شهرته بأدوار القوة والبطش على الشاشة، كان في حياته الشخصية مختلفًا تمامًا، إنسانًا رقيقًا، خجولًا، يهاب الكاميرا أحيانًا، ويكتب وداعه الأخير بيديه وكأنه يعرف متى سيرحل.

النشأة والبدايات في عروس البحر

 

وُلد محمود مرسي في مدينة الإسكندرية يوم 7 يونيو عام 1923، وتلقى تعليمه بكلية الآداب، قسم الفلسفة بجامعة الإسكندرية، حيث تشكّل وعيه الثقافي والفكري. لم يكن الطريق إلى التمثيل مباشرًا، فقد سافر إلى فرنسا ثم إلى بريطانيا، ليتخصص في الإخراج السينمائي، وهناك التحق بمعهد السينما في باريس، ثم عمل في هيئة الإذاعة البريطانية BBC، وهو ما صقل شخصيته الفنية وأكسبه ثقافة واسعة وتجربة مهنية متميزة.

التحول نحو التمثيل وملامح فنية مختلفة

 

رغم بداياته كمخرج وإذاعي، كانت موهبته التمثيلية تأبى أن تظل في الظل، عاد إلى مصر ليبدأ مسيرته التمثيلية، فكانت انطلاقته الكبرى مع أفلام الخمسينيات والستينيات، لكنه لم يكن كغيره من النجوم؛ فقد اختار دائمًا الأدوار التي تتطلب قدرًا من العمق والتحليل النفسي. جسّد في كل ظهور شخصية مختلفة، وترك بصمة لا تُنسى.

أدوار لا تُمحى من ذاكرة الفن

 

لا يمكن الحديث عن محمود مرسي دون التوقف عند شخصيته الشهيرة "عتريس" في فيلم شيء من الخوف، التي صارت رمزًا للطغيان والديكتاتورية في السينما المصرية. 

 

ومن أدواره المميزة أيضًا: فتحي عبد الهادي في ليل وقضبان، بدران في أمير الدهاء، ومرسي في زوجتي والكلب، إلى جانب أدواره في الدراما التليفزيونية، أبرزها شخصية "أبو العلا البشري" التي أحبها الجمهور وتفاعل معها، بالإضافة إلى مشاركته في مسلسلات مثل العائلة والمحروسة 85.

كواليس خفية من حياة نجم كبير

 

بعيدًا عن وهج الأضواء، كان محمود مرسي شخصًا شديد التحفظ والخجل. كشفت الفنانة إلهام شاهين في أحد لقاءاتها أن الفنان الكبير كان يخجل من أداء المشاهد الرومانسية أثناء البروفات، حتى إن وجهه كان يحمر من الحرج، على الرغم من احترافيته أمام الكاميرا.
كما أنه كان من القلائل الذين كتبوا نعيهم بأيديهم، وهو ما يدل على رؤيته الفلسفية للحياة والموت، ونظرته العميقة لزمن الفن.

حياته الخاصة وعلاقاته الشخصية

 

تزوج محمود مرسي من الفنانة سميحة أيوب، في واحدة من أشهر الزيجات الفنية الهادئة والمستقرة في الوسط، وأنجب منها ابنهما الوحيد علاء، الذي اختار لنفسه طريقًا بعيدًا عن الفن، ليعمل كمعالج نفسي.

الرحيل في هدوء كما عاش

 

في 24 أبريل عام 2004، توقف قلب الفنان الكبير أثناء تصويره لأحد مشاهده في مسلسل وهج الصيف، عن عمر ناهز الثمانين عامًا، رحل محمود مرسي بهدوء، لكنه ترك خلفه ضجيجًا فنيًا لا يخبو، وأعمالًا لا تزال تُعرض وتُناقش وتُلهم أجيالًا جديدة من الفنانين والمشاهدين.
 

مقالات مشابهة

  • تلة جصّان.. حكاية قرية فيلية قاومت عوامل الزمن لألف عام (صور)
  • تلة جصّان.. حكاية قرية عراقية قاومت عوامل الزمن لألف عام (صور)
  • أفضل فريق.. أحمد الطيب يتغزل في بيراميدز قبل مباراة أورلاندو
  • طبيب في خان يونس يفجع بوالديه بين ضحايا القصف الإسرائيلي
  • 185 هزة ارتدادية تضرب اسطنبول بعد الزلزال الذي بلغت قوته 2ر6 درجة
  • في ذكرى رحيله.. محمود مرسي "عتريس" الذي خجل أمام الكاميرا وكتب نعيه بيده
  • زلزال اسطنبول .. إصابة 150 قفزوا من المنازل هربا من الموت تحت الأنقاض | فيديو
  • تسجيل صوت الزلزال الذي هزّ إسطنبول بقوة 6.2 درجات
  • وجهت نداء للعودة.. الخرطوم عاصمة تبحث عن سكانها
  • ما هي حكاية يوم الأرض الذي يحتفل به العالم في 22 أبريل من كل عام؟