فرنسا تحاكم ثلاثة مسؤولين في النظام السوري بتهمة جرائم ضد الإنسانية
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
تعتزم فرنسا مقاضاة ثلاثة مسؤولين كبار في النظام السوري غيابيا بتهمة التواطؤ في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الفترة الممتدة ما بين 21 و24 أيار /مايو 2024.
وسيحاكم المسؤولون في قضية مقتل مواطنين سوريين-فرنسيين هما مازن دباغ ونجله باتريك، اللذين اعتقلا في العاصمة السورية دمشق عام 2013.
كما ستكون المحاكمة التي كشفت صحيفة "ذا ناشونال" بداية مواعيد انعقادها، أول محاكمة في فرنسا في جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في سوريا بعد اندلاع الثورة.
ويأتي تحديد موعد المحاكمة الغيابية ضد كل من علي مملوك وجميل حسن وعبد السلام محمود، بعد سبع سنوات من تقديم عبيدة الدباغ، مزدوج الجنسية، شكوى يطالب فيها بإجراء تحقيق في اعتقال شقيقه مازن دباغ وابنه باتريك، وما تلا ذلك من وفاتهما خلال الاعتقال.
واللواء علي مملوك هو المدير السابق للاستخبارات العامة السورية، قبل أن يصبح رئيسا لمكتب الأمن الوطني في النظام السوري عام 2012، وهي أعلى هيئة استخبارات في جهازه الأمني.
أما اللواء جميل حسن فهو رئيس إدارة الاستخبارات الجوية السورية في الفترة التي اختفى بها دباغ ونجله، فيما اللواء عبد السلام محمود هو مدير فرع "باب توما" التابع للمخابرات الجوية. ويشار إلى أن المسؤولين الأمنيين الثلاثة مستهدفين بمذكرات توقيف دولية.
من هما الضحيتان؟
كان باتريك دباغ طالبا في كلية وكان باتريك دبّاغ المولود في 1993، طالبا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في دمشق، ووالده كان مستشارا تربويا رئيسيا في المدرسة الفرنسية، قبل أن يتم اعتقالهما من منزلها في تشرين الثاني /نوفمبر عام 2013 على يد مجموعة من الضباط الذي عرفوا عن أنفسهم بأنهم يتبعون إلى جهاز "المخابرات الجوية السورية".
لينقل الأب وابنه حينها إلى سجن المزة سيئ السمعة في العاصمة السورية، وفقا لشهادة صهر مازن دباغ الذي اعتقل معهما في نفس الوقت لكن تم الإفراج عنه بعد يومين.
ولم يصدر أي نبأ عن مزدوجي الجنسية حتى إعلان النظام السورية عام 2018 وفاة باتريك ومازن بعدما أصدر عددا كبيرا من شهادات الوفاة لأشخاص توفوا في المعتقلات في السنوات السابقة.
توفي باتريك في 21 كانون الأول /يناير 2014 بعد أقل من 3 أشهر على اعتقاله عن عمر 20 عاما، فيما توفي والده مازن في 25 تشرين الثاني /نوفمبر عام 2017 وكان عمره 61 عاما حين فارق الحياة.
وأوضح محامي عائلة دباغ، كليمنس بيكتارت، خلال حديثه لصحيفة "ذا ناشونال"، أن "شهادات الوفاة آنذاك لم تقدم أي تفسير حول كيفية وفاتهما ولم تخبر أسرتهما عنهما مطلقا بعد اعتقالهما عام 2013".
دفع اعتراف النظام بوفاة باتريك ونجله المدعين الفرنسيين عام 2018 إلى إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق اللواء مملوك واللواء محمود واللواء حسن، الذي كان بالفعل موضوع مذكرة اعتقال ألمانية.
وجاء في أمر توجيه القضاء الفرنسي الاتهام لمسؤولي نظام الأسد البارزين أن باتريك ومازن دباغ "تعرضا، مثل آلاف المعتقلين الآخرين لدى المخابرات الجوية، للتعذيب الشديد الذي أدى إلى وفاتهما".
ملاحقات قضائية
ويذكر أن عناصر من النظام السوري ومسؤولين كبار استهدفوا ملاحقات قضائية في أوروبا وخصوصا في ألمانيا، التي لعبت دورا رائدا في محاكمة مجرمي الحرب، بموجب مبدأ الاختصاص العالمي الذي يتيح ملاحقات عن بعض الجرائم الخطرة بمعزل عن المكان الذي ارتكبت فيه.
وفي شهر آب /أغسطس الماضي، ألقت السلطات الألمانية القبض على لاجئ سوري، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، لصالح النظام السوري بين عامي 2012 و2015.
وفي سويسرا، أصدرت المحكمة الجنائية الفدرالية مذكرة توقيف دولية بحق رفعت الأسد، عم رئيس النظام السوري بشار الأسد، بتهمة ضلوعه بجرائم حرب في مدينة عام 1982، حيث كان قائدا لفرقة عسكرية "سيئة السمعة" تعرف بـ "سرايا الدفاع".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فرنسا النظام السوري جرائم ضد الإنسانية سوريا سوريا فرنسا جرائم ضد الإنسانية النظام السوري سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جرائم ضد الإنسانیة النظام السوری
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن احتضان الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل الحلفاء القدامى للولايات المتحدة ينظرون إليها، لا باعتبارها حليفا غير موثوق به فقط، بل باعتبارها تهديدا محتملا لأمنهم.
وذكرت الصحيفة -في تقرير بقلم ياروسلاف تروفيموف- أن بقاء أميركا لمدة 80 عاما كقوة خيرية نسبيا مهيمنة في العالم، جذب لها شركاء وحلفاء راغبين في التعاون، وذلك يعود إلى مبادرتين رئيسيتين أطلقتهما استجابة للاضطرابات التي أحدثتها الحرب العالمية الثانية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيروزاليم بوست: هل معاهدة كامب ديفيد للسلام في خطر؟list 2 of 2صحف عالمية: ترامب يرضي اليمين الإسرائيلي وحكم غزة صعب دون رضا حماسend of listكانت الأولى عقد مؤتمر بريتون وودز عام 1944، الذي كرس فكرة التجارة الحرة والتعريفات الجمركية المنخفضة، وأدى إلى ازدهار غير مسبوق بالنسبة للغرب، وكانت الثانية قيادة إنشاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو التحالف الذي انتصر في الحرب الباردة وضمن السلام في أوروبا.
ولتشكيل هذا النظام من الفوضى، وعلى أنقاض الحرب العالمية الثانية، كما كتب دين أتشيسون، المستشار الرئيسي للرئيسين فرانكلين روزفلت وهاري ترومان المعادي للانعزاليين الذين ينادون بشعار "أميركا أولا"، يجب أميركا أن "تبذل جهدا خياليا فريدا من نوعه أكثر حتى من ذلك الذي بُذِل في فترة الحرب السابقة".
إعلان
البحث عن رد
ورأت الصحيفة أن إرث هاتين المبادرتين بدأ يتراجع بسرعة مذهلة بسبب مساعي ترامب الذي استهدفت إدارته الثانية أقرب حلفاء أميركا برسوم جمركية عقابية، وأمرت بوقف مفاجئ للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، وجمدت المساعدات الخارجية، وتميل إلى إعادة تنظيم جيوسياسي جانح لروسيا الاستبدادية، على حد تعبير الصحيفة.
وقد دفعت تحركات ترامب هذه بقية العالم -حسب الصحيفة- إلى البحث عن رد، وقال النائب الكندي إيفان بيكر، مرددا وجهة نظر أصبح عليها إجماع أوروبا "لقد غيرت الولايات المتحدة من وقوفها مع الديمقراطيات مثل كندا وفرنسا واليابان، وهي تقف الآن مع الدكتاتوريين مثل بوتين، ويجب أن يشعر الناس في البلدان الحرة في جميع أنحاء العالم بالقلق الشديد".
وفي خطاب دراماتيكي، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحملة إعادة تسليح كبرى، وقال إن أوروبا لا يمكنها السماح لواشنطن وموسكو بتحديد مستقبلها، وبالتالي يجب عليها الآن الاستعداد لأميركا التي لم تعد إلى جانبها.
وإذا كان ترامب -كما ترى الصحيفة- شكك أثناء رئاسته الأولى، علنا في قيمة التحالفات والتجارة الحرة، وأعرب عن إعجابه بالزعماء الاستبداديين واحتقاره للديمقراطيات الأخرى، لا سيما في أوروبا، فإنه اليوم يعود بلا معارضة تقريبا لمتابعة هذه الدوافع بقوة غير مقيدة وبلا مثيل، مضيفا إليها المطالبات المفترسة بأراضي الغير، مثل كندا وغرينلاند وقناة بنما وحتى قطاع غزة.
وقال مايكل فوليلوف، المدير التنفيذي لمؤسسة لوي للأبحاث في أستراليا، إن "ترامب في ولايته الأولى، اعتقد أن أميركا كانت ضحية للخداع، وكان رد فعله هو التقشف، أما في ولايته الثانية، فيدفعه الاعتقاد نفسه لطلب المزيد من أموال الحماية والمزيد من الأراضي، وهو مستعد لاستخدام الإكراه للحصول على هذه الأشياء".
إعلانوحذرت إيفلين فاركاس، المديرة التنفيذية لمعهد ماكين، من أن المزيج المتفجر من مذهب ترامب التجاري الجديد واحتضانه التفكير الإمبراطوري الذي يشبه القرن التاسع عشر قد يدفع العالم نحو حريق جديد، لأن "كلا من جانبي سياسته الخارجية، المكون الأمني وكذلك المكون التجاري والاقتصادي، يحملان الكثير من الخطر، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل والعالم".
وذكرت وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة، التي لم تكن دائما قوة عالمية حميدة، لم تحاول طوال قرن من الزمان الاستيلاء بشكل دائم على أراضي دول أخرى، رغم أنها دعمت الانقلابات والدكتاتوريات القمعية في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، وغزت واحتلت العراق عام 2003.
غير أن حروب ترامب التجارية -كما تقول الصحية- وإذلاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتهديداته لكندا وبنما والدانمارك، وتهميشه الحلفاء الأوروبيين أدت إلى تآكل هذا الإرث في جميع أنحاء العالم، وغيّرت صورة أميركا في آسيا "من دولة محررة إلى دولة هدامة"، كما قال وزير الدفاع السنغافوري نغ إنغ هين، أحد أقرب شركاء واشنطن الآسيويين.
والسؤال الحاسم الذي يطرحه الحلفاء الآسيويون على أنفسهم هو الآن: هل إدارة ترامب، بعد أن بدت وكأنها تقبل حق روسيا في منطقة نفوذ بأوروبا، ستسعى أيضا إلى إيجاد تسوية مماثلة فوق رؤوسهم لتقاسم العالم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، خاصة بعد أن قال وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية إلبريدج كولبي إن تايوان، رغم أهميتها الكبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، ليست "مصلحة وجودية؟".
الصين أم أوروبا؟وفي هذا السياق، قدمت الصين نفسها للأوروبيين على أن نهجها الدبلوماسي يؤكد على السلام والصداقة وحُسن النية والتعاون المربح للجانبين، معربة عن فظاعة تعامل ترامب معهم، واتفقت معهم على أن مستقبل أوكرانيا لا ينبغي أن تقرره واشنطن وموسكو وحدهما.
إعلانويأتي ذلك -حسب الصحيفة- في وقت أدركت فيه الحكومات الأوروبية أن الولايات المتحدة تتحول من حليف إستراتيجي إلى مفترس، مما يعني أن إعادة التوازن أمر لا مفر منه، وإن كانت لا تزال تتشبث بالأمل في أن الرابطة عبر الأطلسي التي استمرت 8 عقود من الزمان سوف تبقى بطريقة أو بأخرى.
وتساءلت ريم ممتاز، المحللة في مؤسسة كارنيغي بباريس، هل الأوروبيون قادرون على أن يصبحوا القطب الرابع، بحيث لا يتم استيعابهم في مجالات نفوذ روسيا ولا الولايات المتحدة ولا الصين، أم إنهم مقتنعون بأنهم لا يستطيعون ذلك، ومن ثم سيكون هناك تقسيم لأوروبا".
وقال المارشال الجوي المتقاعد إدوارد سترينغر، رئيس العمليات السابق في هيئة أركان الدفاع البريطانية، إن نوعا من "تحالف شرق الأطلسي"، ربما يشمل كندا، قد يحل محل الناتو في السنوات المقبلة، وأوضح "أن أوروبا لديها فرصة عابرة لمواجهة التحدي الذي يفرضه بوتين وترامب بشكل مباشر وغير مباشر".
وقال ثورستن بينر، مدير معهد السياسات العامة العالمية في برلين، متحدثا عن أوروبا "لقد اتبعنا دائما مبدأ الأمل في الأفضل، ولكننا الآن نستعد أخيرا للأسوأ، بأن تصبح الولايات المتحدة قوة معادية علنا متحالفة مع روسيا"، وتساءل: هل فات الأوان؟
في حين أن تآكل التحالفات بين الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى يصب في مصلحة الصين، فإن الفائز الأكبر في النهاية قد يكون أوروبا، كما يرى الأدميرال البحري الأميركي المتقاعد جيمس ستافريديس، الذي يقول "إن الأحداث التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من الممكن أن تدفع أوروبا إلى التوحد والإرادة والوحدة، وتجعلها قوة أكثر أهمية في العلاقات الدولية".