• لماذا تدخل الفريق كباشي وحكاية دعامي بولاية متاخمة للعاصمة الخرطوم
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
لمعالجة مشكلة تجديد جواز ابنة عثمان إسحق أحد شياطين الحرية والتغيير وأبرز غواصات قيادة مليشيا التمرد داخل جوقة أحزاب وجماعات الثورة المصنوعة؟!
• الإجابة علي هذا التساؤل تنطلق من الطريقة التي تعاملت بها الأجهزة الأمنية بولاية متاخمة للعاصمة الخرطوم خواتيم الأسبوع الماضي حيث ألقت القبض علي أحد جنود مليشيا التمرد والذي دخل حاضرة تلك الولاية .
• عند استجوابه أقر المليشي بأنه جندي في صفوف التمرد .. لكنه كان يتساءل في دهشة : إنتو عرفتوا كيف أنا دخلت الولاية ؟!
• بعد التحري والتدقيق تأكدت الأجهزة المعنية في الولاية أن الجندي المليشي وحيد أمه وجاء لزيارتها لأنها تستشفي من داء السرطان اللعين وليس لها معرفة بأي شخص غير ابنتها المرافقة وابنها الجندي المتمرد ..
• طلبت الوالدة المريضة من الضابط المشرف علي اعتقال ابنها أن يسمح لابنها بالبقاء معها يومين تلاتة قبل أن تموت (وبعد أموت إنتو حكومة مخيرين فيهو) .. هكذا ختمت حديثها مع الضابط والذي اتخذ قراراً جريئاً في ذات اللحظة وسمح للجندي المليشي بأن يبقي قريباً من أمه وشقيقته ..
• القصة لم تنتهي هنا ..انتقلت والدة الجندي المليشي إلي رحاب الله .. ولأنه لايعرف أحداً بعاصمة تلك الولاية ، أشرفت استخبارات الولاية علي دفن والدة المليشي ..وساعدت شقيقته في طريق عودتها إلي أهلها .. ثم أخذت الجندي إلي الحبس لاستكمال التحريات وإجراء اللازم ..
• في بعض المواقف يتصرف الإنسان الحكيم بأخلاقه وليس بردود فعل تصرفات الآخرين ..
• وما فعله ضابط الاستخبارات الرفيع بالولاية المتاخمة للخرطوم يعود إلي مكونه الأخلاقي والقيمي .. في لحظة فارقة تصرّف كقائد وإنسان ..
• إذا داست مليشيا التمرد علي القيم والأخلاق .. إذا تخلّت الحرية والتغيير عن أخلاق أولاد البلد .. فإن أولاد البلد لن يتخلوا عن القيم والأخلاق التي تربوا عليها ..
• الدكتور والكاتب الصحفي الرياضي والسياسي جهير السيرة الدكتور مزمل أبوالقاسم أبرز وأقوي الأقلام الصحفية المناصرة للجيش السوداني في حربه ضد عصابة التمرد ومليشيا الحرية والتغيير ، دكتور مزمل كتب ساخطاً وناقداً تدخل الفريق الكباشي لمعالجة مشكلة جواز ابنة طه عثمان إسحق أحد شياطين المجموعة المساندة لمليشيا التمرد .. كتب دكتور مزمل :(هل هناك أدنى مقارنة بين فقدان جواز سفر.. وفقدان الأرواح والأهل والمأوى والممتلكات والطمأنينة والماء والغذاء والعلاج؟
مالكم كيف تحكمون؟
وأيهم أولى باهتمام قادة الجيش؟
• أطفال الجنينة المشردون في أدري التشادية (ليهم الله ورقاد المظلة).. هذا إذا وجدوا مظلة تقيهم من هجير الشمس الحارقة!! (أم ابنة طه عثمان إسحق التي كانت تبحث عن معالجة لمشكلة جواز سفرها داخل قاعة مكيفة الهواء بمدينة دبي الأماراتية) )
• والكلمات بين القوسين (ابنة طه/ دبي الأماراتية) أضافها كاتب هذه السطور من عنده !!
• يقيني أن الفريق شمس الدين الكباشي تصرّف من داخل غرفة السيطرة والتحكم وإدارة عمليات الجيش ضد التمرد ، يقيني أن الكباشي تصرّف منطلقاً من قاعدة قيمه الأخلاقية وشجاعة القائد الذي ينظر من تحت الركام وهدير المدافع وزخّآت الرصاص ، ينظر إلي الصورة الإنسانية التي لايعرفها أمثال طه إسحق وزمرته في الحرية والتغيير الذين داسوا علي كل جميلٍ ونبيلٍ من أخلاق السودانيين ..
• قديماً قال شاعرنا : (إن أنت أكرمت الكريم ملكته .. وإنت أكرمت اللئيم تمردا)..
• تعامل الفريق الكباشي بأخلاق القادة وأولاد البلد .. ولن يخسر السودان شيئاً إن مضي أمثال طه عثمان إسحق في طريق اللؤم والوضاعة ..
عبد الماجد عبد الحميد
عبدالماجد عبدالحميد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحریة والتغییر
إقرأ أيضاً:
العلاقات الروسية وخارطة الطريق السودانية
الفيتو الروسي اليوم (18 نوفمبر 2024م) أبطل مشروع قرار الدول الغربية الذي قدمته بريطانيا لمجلس الأمن، والرامي لشرعنة التدخل الإنساني في السودان، وحظر الجيش وكافة عملياته، بالتوقف القسري لجميع العمليات ضد الميليشيا وشرعنة النهب والاغتصاب وقتل المدنيين، مما يعني عمليا تقسيم السودان بين مناطق سيطرة الميليشيا وتلك التي يتواجد فيها الجيش. وهذا يعني انفصال دارفور فعلياً، وخلق كانتونات في الجزيرة وولاية الخرطوم وغيرها، وإصدار شهادة ملكية للميليشيا وشرعنتها بالقانون الدولي والفصل السابع.
نفس القرار طبق من قبل على عراق صدام حسين في التسعينيات، فأدى لإنفصال إقليم كردستان من الناحية العملية، ومثيله القرار ضد ليبيا القذافي عام 2011م فأفضى إلى تشكيل حكومتين في بنغازي وطرابلس لا تزالان تختصمان حتى اليوم.
الذي يحمد للإتحاد الروسي مصداقيته في الوقوف مع سيادة السودان بالعمل وليس بمجرد العبارات المنمقة، كما فعل مع سوريا من قبل. فأوقف مسلسل العبث الطاغي والمتطاول على سيادة السودان، وتسييره مغلولا ومعصوب العينين من قبل دول الاستعمار الجديد المعروفة، لإمضاء مخططاتها المتماهية مع أعدائه المعلنين.
هذا موقف مشرف من الإتحاد الروسي يستحق التقدير ورد التحية بأحسن منها، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
بيد أنه تبين الآن أن تطاول عمليات حسم هذا التمرد المدعوم بأجندة الخارج تعيق التقدم دبلوماسيا، وتكبل السياسة الخارجية. وظل هذا شأن السودان مع هذه الدول منذ الاستقلال، وعلى كافة الحكومات، الإنقلابية والعسكرية، بالتآمر المستمر، وتبادل الأدوار في كل مرحلة حسب مقتضياتها. وينشط التآمر الخارجي بنصب الحبائل في أجواء المعاناة المكفهرة التي تصنعها بيادقه من جيوش العملاء المتماهين مع المرتزقة حملة السلاح، ومن خانوا قسم الولاء للوطن فخانوه، ورفعوا السلاح المعد للعدى في صدور زملائهم رفقاء العقيدة الوطن.
ولذا فيتعين على الحكومة القائمة التعامل مع الوضع الراهن بالجدية والحسم المطلوبين. فأول مطلوب عملي هو تسريع عمليات تطهير البلاد من جيوب التمرد الآفل في كل مسارح العمليات، وبدءا بولاية الجزيرة، قلب السودان النازف، وتسريع عمليات تطهير بقايا التمرد في أطراف الخرطوم لإعلانها ولاية خالية من التمرد، والشروع في إنفاذ برامج إعادة البناء والإعمار.
ففي كل يوم تتأخر فيه القوات المسلحة المدعومة، أكثر من أي وقت مضى، بالمستنفرين والمقاومين، وكل شعب السودان، عن الحزم الموعود، فإن ذلك المدى الزمني يفتح فصولا جديدة من التآمر والتربص ونصب الحبائل. فقد أعلم بمثيل هذا التربص المولى تعالى رسوله، وهو في ساحة الجهاد مع المسلمين السابقين الأولين بقوله:-
“ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا” ثم أوصاهم بعدم التهاون والتردد في الحسم مهما كانت التضحيات:
“ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” موصياً ومحرضاً لهم بالثبات على المبدأ وتحديد الوجهة والتوكل الحازم.
أما على مستوى العلاقات الخارجية الثنائية، فقد تبين الآن للجميع، وبوضوح ساطع، من يقف مع السودان، ومن يدبر له المكائد.
وبالتالي فيتعين أن تعتمد مقاصد وتوجهات السياسة الخارجية هذه البوصلة التي لا تكذب.
فيتعين إبرام اتفاقيات دفاع مشترك واتفاقيات اقتصادية وتجارية، واتفاقيات التبادل النقدي مع دول صديقة وموثوقة كالإتحاد الروسي والصين وكافة الدول الصديقة، التي أكدت بالقول والفعل احترمها لسيادة السودان ووحدة ترابه واستقلال قرار شعبه السياسي، بدلا من الخضوع المتقاعس لأجندة الخارج التركيعية، وتوعداته التثبيطية، التي لن تقود إلا لمزيد من التشظي والفرقة، وبذر الشقاق والاحتراب بين أبناء الوطن الواحد، والسعي لتموضع العملاء والوسطاء لإذكاء المزيد من الفتن واستطالة أمد الحرب.
بالأمس اجتمع المستشار الألماني أولاف شولتز مع الرئيس بوتين، وقد خلص المراقبون إلى أن الهدف من اللقاء المفاجئ، الذي أذهل العديد منهم، يصب في خدمة السياسة المعلنة للرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي قرر إنهاء الحرب في أوكرانيا، كما أن ألمانيا نفسها ظلت تعاني من التدهور الاقتصادي بسبب قطع إمدادات الغاز والنفط الروسي عنها منذ عام 2022م ، فأدى ذلك لإغلاق عدد من مصانع السيارات مثل شركة فلكسواجن، وتجميد استثمارات أجنبية لصناعة الموصلات الإلكترونية تقدر ب 30 مليار دولار، وتزايد نسب العطالة والتذمر واستقالة وزير المالية والاقتصاد وتصدع الائتلاف الحاكم، فضلا عن أن نسبة النمو الاقتصادي خلال العام الجاري تناقصت إلى 0.2% وعلما بأن الاقتصاد الألماني يؤثر على كل دول الإتحاد الأوربي وضَعفه يعاني معاناتها. وبالتالي فلم يعد لأوروبا من مناص سوى التوصل لحل لمشكلة أوكرانيا نزولا على مبدأ الرئيس ترمب.
وبالتالي فإن الرهان الأوربي للوقوف مع أوكرانيا ضد روسيا وهزيمتها بدون أمريكا أصبحت معالمه واضحة للجميع.
بالأمس أعلنت حكومة الانقلاب في القابون التي يترأسها الجنرال بريس انقويما نتيجة الاستفتاء العام على الدستور الجديد، والذي حصل على تأييد أكثر من 91% من المواطنين، وجاء ذلك بموافقة ورعاية فرنسا ماكرون للانقلاب العسكري الذي جرى في أغسطس 2023م ضد حكومة الرئيس المنتخب علي بونقو في ديسمبر 2022م. وفي السودان نحتاج لتجربة أفضل لأن مرور خمس سنوات دون حكومة منتخبة يضحي أمرا مقلقاً.
عموما على الرئيس البرهان العمل والتصرف كرئيس حكومة أمر واقع، ودولة ذات سيادة، فعليه الشروع في تشكيل حكومة المهام الانتقالية من الخبراء والتكنوقراط، وإعلان برنامج إعادة الإعمار، وإصدار خارطة طريق للانتخابات لاستعادة المشروعية المسنودة بسيادة الشعب وسلطة حكم القانون. فالعالم لا يحترم من يتقاعس وينتزع موقعه المستحق بين الدول، ولا يحتفي بالمترددين المرتكسين المنتظرين لإشارات الآخرين. فالمياه الراكدة يفسدها طول الركود فتفسد ما حولها. والله يخاطب الرسول القائد تعليما للمسلمين في مثل هذه المواقع: ” فإذا عزمت فتوكل على الله”..
دكتور حسن عيسى الطالب
المحقق