البدوي»: خسائر الحرب الضخمة تجعل المطالبة بوقفها أمراً غير قابل للنقاش
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
بعد مرور قرابة 6 أشهر من حرب الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، لن تقتصر خسائر السودانيين فقط على قائمة مدبجة بالانتهاكات، وإنما قد تمتد عصيها الغليظة لتوقف عجلة اقتصادهم –المتداعي أصلاً- من الدوران.
الخرطوم: التغيير
قال وزير المالية في حكومة رئيس الوزراء الأسبق عبد الله
حمدوك د. إبراهيم البدوي، إن خسائر الحرب بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، طالت آثارها 10% من مشروعات البنية التحتية (طرق، وسائل مواصلات واتصالات، مصانع وشركات، مطارات، مباني ثابتة ومنقولة .
وقال البدوي في تسجيل صوتي استمعت إليه (التغيير) إن الناتج المحلي الإجمالي البالغ 35 مليار دولار، انهار بنسبة تقارب 20%.
علماً بأن الرصيد الرأسمالي للاقتصاد (البني التحتية) طبقاً لإحصائيات العام 2019 يقدر بـ550 مليار دولار تمثل البني التحتية التي تضررت بنسبة 10%.
وتساهم الخرطوم بنسبة 30% من حجم الاقتصاد السوداني الكلي.
ونوه البدوي إلى أن التقديرات والأرقام المذكورة تمت وفق دراسات علمية، وفقاً لنموذج للنمو بعيد المدى.
داعياً إلى نزع الشرعية من دعاة الحرب، موضحاً بأن في حال استمرت ستصل خسائر السودان إلى (150) تريليون.
وقال: “هذه التقديرات واقعية جدا مقارنة بالدمار الذي تشهده البلاد”.
ووصف البدوي المنادين باستمرار الحرب، والداعين إلى حسمها عسكرياً بأنهم “غير وطنيين”.
وأضاف: حساب الخسائر المادية للحرب كفيلة بنزع الشرعية من المتحاربين والداعين للقتال على حدٍ سواء.
وحذر من أن الحرب في السودان تستمر عادة لآجال تتراوح بين (15إلى 20) عاماً كما في حرب دارفور والجنوب (دولة جنوب السودان الحالية).
وقال البدوي إن أول خطوات الإصلاح تبدأ بنزع الشرعية عن الداعمين للحرب.
في المقابل أكد البدوي أن الآفاق التنموية للنهضة في السودان ممكنة بشرط توقف الحرب في مده أقصاها شهرين .
وشدد البدوي على أهمية إيقاف الحرب كمشروع غير قابل للنقاش بحسبان الآثار الكارثية للحرب التي يمكن أن تصل للسيناريو الليبي أو إلى سيناريو أشد وطأة، جراء إمكانية تكلس وانهيار الاقتصاد.
يذكر أن اتحاد أصحاب العمل السوداني كان كشف في وقت سابق عن توقف 400 مصنع بولاية الخرطوم بسبب الحرب، إما نتيجة للتدمير وأعمال النهب والسلب، أو لتوقف الماكينات بسبب هشاشة الأوضاع الأمنية.NC
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
بعد مكاسب عاصفة.. القادة العسكريون السودانيون يشيدون بـ "نقطة التحول"
بعد أسبوع من المكاسب السريعة للجيش السوداني وحلفائه في العاصمة الخرطوم، أشاد الزعماء بنقطة تحول في الحرب الأهلية متحدثين إلى الصحفيين من داخل المقر الرئيسي للجيش المحاصر منذ أبريل نيسان 2023.
ومهدت استعادة مصفاة الجيلي في شمال بحري الأسبوع الماضي، إلى جانب مساحات شاسعة من المدينة عبر نهر النيل من الخرطوم، الطريق لكسر الحصار عن القيادة العامة للجيش يوم الجمعة، وللجيش لترسيخ الزخم الإيجابي أخيرا في الحرب المستمرة منذ عامين تقريبا مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وكان شاهد من رويترز يمكن رؤية المدنيين وهم يهتفون في شوارع بحري وأماكن أخرى بينما كان الجنود يتفقدون الأفق من النوافذ المنفوخة في قاعدة الخرطوم الوسطى ويحتفلون وهم يتجولون في أراضيها بسلام بعد هجوم طويل لقوات الدعم السريع.
وقال أحد الجنود يوم الأحد: "بوصة تلو الأخرى، سننتقل من هنا إلى الجنينة إن شاء الله"، في إشارة إلى المدينة الواقعة في أقصى غرب البلاد، وهي واحدة من أوائل المدن التي سقطت في أيدي قوات الدعم السريع في وقت مبكر من الحرب، وحيث قررت الولايات المتحدة أن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية.
ووصفها قائد في الجيش بأنها نقطة تحول.
وقال رئيس أركان الجيش الفريق أول محمد عثمان الحسين "من هنا ستمضي القوات المسلحة قدما لتطهير كل شبر متبقي من وطننا، ومن هذه النقطة سنشهد عودة كل السودانيين من النزوح، مما يسمح لهم باستئناف حياتهم الطبيعية في وطنهم بأمان واستقرار وبإذن الله سلام".
أدت الحرب إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص ، بينما أغرقت نصف السكان في الجوع ، وهو ما يتم إلقاء اللوم فيه على كل من قوات الدعم السريع والجيش.
هجوم بطائرة بدون طيار على المستشفى
تسيطر قوات الدعم السريع على معظم منطقة دارفور ومساحات واسعة من منطقة كردفان، وكلاهما إلى الغرب من الخرطوم.
واستعاد الجيش في الأشهر الأخيرة عدة أجزاء من وسط السودان ولا يزال يسيطر على الشمال والشرق.
وتنفي قوات الدعم السريع المكاسب التي حققها الجيش وقالت يوم الاثنين إنها تنشر قوات في منطقة شرق النيل في بحري.
وواصلت هجومها على الفاشر، آخر عاصمة للولاية في دارفور، وقتل العشرات خلال مطلع الأسبوع في هجوم بطائرة بدون طيارعلى آخر مستشفى متبقي في المدينة.
نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها وألقت باللوم على الجيش.
ويقول محللون إن الجيش قد ينتظر استعادة بقية الخرطوم حيث لا تزال قوات الدعم السريع منتشرة على نطاق واسع قبل الدخول في مفاوضات.
وقالت قوات الدعم السريع إنها ستدعم تشكيل حكومتها الخاصة ، بينما رفض قادة الجيش إدراج قوات الدعم السريع في الدولة السودانية ، مما أثار مخاوف من تقسيم الرئيسي للبلاد.
لكن قائدا عسكريا آخر من القوات المشتركة ، وهي مجموعة من الجماعات المتمردة الرسمية التي تقاتل إلى جانب الجيش ، أشار إلى أنهم سيواصلون القتال من أجل غرب البلاد.
وقال العقيد محمد حسب الله: "إن شاء الله، بعد أن كسرنا الحصار عن القيادة العامة، ستسمعون عن انتصارات القوات المشتركة إلى جانب إخواننا في الجيش، واستعادة قواعدنا في الضعين والنيالة والفاشر والجنينة عواصم ولايات دارفور".