حصيلة قتلى "زلزال مراكش" تقترب من 3 آلاف.. والمغرب يرفض مساعدات من هذه الدول
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
الرابط - رويترز
يواجه كثير من الناجين من أقوى زلزال يضرب المغرب منذ أكثر من قرن ظروفا صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها اليوم الثلاثاء بعد أن قضوا ليلة رابعة في العراء، كما أن رجال الإنقاذ لم يصلوا بعد إلى قرى جبلية نائية عانت بعضا من أسوأ مشاهد الدمار.
ووصل عدد قتلى الزلزال إلى 2901 شخصا وأكثر من 5530 مصابا، بحسب التلفزيون الرسمي.
وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر لجهود البحث المغربية عن ناجين، بينما قالت إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا إن المغرب لم يوافق بعد على عروضها لتقديم المساعدة.
وتتلاشى الآمال في العثور على ناجين تحت الأنقاض، لأسباب منها أن الكثير من المنازل القديمة المبنية بالطوب اللبن والمنتشرة في القرى الجبلية انهارت وتحولت إلى أكوام تراب ليس بينها مسام تسمح بمرور الهواء.
ومع وقوع المناطق الأكثر تضررا من الزلزال في أماكن وعرة ومعزولة، كان المشهد اليوم الثلاثاء غير واضح المعالم مع إقامة بعض المخيمات بصورة منظمة ونقل الإمدادات جوا، بينما لم تصل مساعدات مطلقا لمواقع أخرى بسبب إغلاق الطرق جراء الصخور والانهيارات الناجمة عن الزلزال.
وخيَم بعض الناجين في العراء ومعهم متاعهم، الذي جمعوه على عجل، على طول طريق تيزي نتاست الذي يربط وديانا نائية بمراكش بعد فرارهم من قراهم المدمرة.
وقال حميد آيت بو يعلي (40 عاما) الذي كان ينتظر على جانب الطريق "تركز السلطات على الأحياء الأكبر حجما وليس على القرى النائية الأكثر تضررا... هناك بعض القرى ما زال الموتى بها تحت الأنقاض".
يعاني كثير من سكان القرى من انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية منذ وقوع الزلزال، وقالوا إنهم اضطروا لإنقاذ أحبائهم وانتشال الجثامين المدفونة تحت أنقاض منازلهم المدمرة دون أي مساعدة.
وفي بلدة تلات نيعقوب المتضررة بشدة، يبحث عشرات من أفراد القوات المغربية وعمال البحث والإنقاذ والعاملين في المجال الطبي عن جثث مدفونة ويساعدون الناجين.
وتطوع مواطنون أيضا لتقديم يد العون، مثل إبراهيم الدالدالي (36 عاما) الذي جاء من مراكش على دراجته النارية لتوزيع طعام وماء وملابس وأغطية تبرع بها أصدقاؤه.
وقال "ليس لديهم شيء والناس يتضورون جوعا".
وفي قرية أمزميز التي تقع عند سفح جبل وتحولت إلى مركز للمساعدات، زودت السلطات بعض الأشخاص الذين شردهم الزلزال بخيام، لكن آخرين ما زالوا يعيشون تحت بطانيات.
وقال نور الدين بو عكيروان، وهو نجار يخيم مع زوجته ووالدتها وولديه، "أنا خائف للغاية. ماذا سنفعل إذا هطل المطر؟". ويعاني أحد أبنائه من التوحد وهم جميعا يعيشون في خيمة عشوائية من البطاطين.
وقال عمر أنفلوس، الذي يعمل خياطا، إنه حتى أولئك الذين لا تزال منازلهم قائمة يشعرون بخوف شديد من العودة لها بسبب خطر انهيارها.
* عروض مساعدة لم يوافق عليها المغرب
كان مركز الزلزال على بعد نحو 72 كيلومترا جنوب غربي مراكش، حيث تضررت بعض المباني التاريخية في المدينة القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. كما تسبب الزلزال في أضرار كبيرة لمسجد تينمل التاريخي الذي يعود إلى القرن الثاني عشر.
ونجت مناطق أكثر حداثة في مراكش إلى حد كبير، منها موقع بالقرب من المطار مخصص لاجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين المقرر عقدها الشهر المقبل.
وقالت مصادر إنه من المتوقع أن يشارك ما يزيد على عشرة آلاف شخص في الاجتماعات التي ترغب الحكومة المغربية في المضي قدما فيها.
وقبل المغرب عروضا للمساعدة من إسبانيا وبريطانيا اللتين أرسلتا خبراء في البحث والإنقاذ بالإضافة إلى كلاب مدربة، ومن الإمارات وقطر. وقالت الجزائر إنها خصصت ثلاث طائرات لنقل عمال الإنقاذ والمساعدات.
وذكر التلفزيون الحكومي أن الحكومة ربما تقبل عروضا بالمساعدة من دول أخرى في وقت لاحق.
وانضمت إيطاليا وبلجيكا إلى فرنسا وألمانيا اللتين قالتا إن المغرب لم يرد بعد على عرضيها بتقديم يد العون.
وقالت ألمانيا إنها لا تعتقد أن القرار مدفوع بأسباب سياسية، لكن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني قال لإذاعة آر.تي.إل إن المغرب اختار تلقي المساعدات فقط من الدول التي تربطه بها علاقات وثيقة.
ودافعت كارولين هولت، مديرة العمليات العالمية في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، عن القرارات التي اتخذها المغرب. وأطلق الاتحاد اليوم الثلاثاء نداء عاجلا لدعم ضحايا الزلزال في المغرب.
وأضافت "أعتقد أن الحكومة المغربية تتخذ خطوات حذرة فيما يتعلق بالانفتاح على عروض الدعم الثنائية من الحكومات وقبولها. وحقيقة، كما رأينا، هناك تركيز على جهود البحث والإنقاذ تلك قبل انتهائها للأسف في الساعات القادمة".
وعبّر آخرون عن إحباطهم لعدم السماح لهم بالمساعدة.
وقال أرنو فريس من منظمة منقذون بلا حدود، وهي منظمة فرنسية غير حكومية متخصصة في الزلازل، إنهم عرضوا على السفارة المغربية في باريس إرسال فريق يضم تسعة أفراد للمغرب لكن لم يأت أي رد من الرباط حتى الآن.
وأضاف "الآن وبعد مرور أربعة أيام، فات أوان المغادرة لأننا هنا للعمل بشكل عاجل لإنقاذ الناس تحت الأنقاض وليس لاستكشاف الجثث. ذلك يحزننا جدا".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سفير المغرب في انطلاق ملتقى الأعمال: حققنا نهضة صناعية ونسعى لتعزيز التعاون مع مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انطلقت، أمس السبت، في القاهرة، فعاليات ملتقى الأعمال المغربي المصري، والذي نظمته الدكتورة سميرة العشيري رئيس مجلس إدارة مؤسسة أبناء المغرب ومصر للتنمية.
أتى ذلك بحضور ورعاية محمد أيات علي سفير المملكة المغربية بالقاهرة، والمهندس هيثم حسين رئيس مجلس إدارة مجمع عمال مصر، والسفير أشرف إبراهيم مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر الأسبق لدى الرباط، ومعاوية الصقلي العضو المنتدب للبنك التجاري وفا، وعلاء عزت الأمين العام للغرفة التجارية، ومحمود علي رئيس مجلس إدارة شركة m2، وكذلك النائب محمود الشريف نقيب السادة الأشراف.
السفير المغربيومن جانبه قال محمد أيات علي سفير المملكة المغربية لدى القاهرة، إنه منذ وصوله الى القاهرة منذ 10 أشهر قد لاحظ أن هذا البلد العظيم قد حقق خطوات عملاقة في مجال التنمية المجتمعية والبنية التحتية، مع بناء مشروعات عملاقة تمهد الطريق لجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية جنبا إلى جنب مع الحفاظ على أمن مصر واستقرارها وسط إقليم غير آمن، مشيرا الى أنه على الرغم من النزاعات والحروب المحيطة بها لكنك تجد مصر مستقرة تواصل طريقها نحو التنمية وتحقيق ما يصبو إليه الشعب ومجتمع رواد الأعمال من بنية تحتية قوية واقتصاد مستقر.
وتابع السفير، أن المملكة المغربية استطاعت في السنوات الأخيرة، وتحت قيادة سمو جلالة الملك محمد السادس، تحقيق قفزة كبيرة ونوعية في التنمية البشرية والاقتصادية، كما تبوأت مكانة كبيرة سواء على مستوى الوطن العربي أو الإقليمي أو العالمي، كما أصبحت المغرب تحظى بتواجد قوي في كافة المجالات التجارية والصناعية والزراعية، وحتى على مستوى الرياضة والفنون، وأيضا أصبحت المملكة تنتج سنويا أكثر من 700 ألف سيارة للتصدير، لافتا إلى أن مملكة المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس أصبحت رائدة من رواد صناعة الأجزاء الدقيقة من الطائرات بكافة أنواعها، بالاضافة إلى العديد من النجاحات في مجالات مختلفة تؤهلها لتكون شريكا استراتيجيا قوي لمصر في مجالات الاستثمار والتبادل التجاري عن طريق البحر والجو، حيث إن اقتصاد كلا البلدين يمثل جناحي القارة السمراء للتحليق عالميا.
وتابع السفير: "نحن نريد أن نتضامن ونتكامل في جميع المجالات، واعتقد ان التعاون الاقتصادي والتجاري هو القاطرة التي تجر العلاقات السياسية والشعبية لمستقبل أطول، ولا يفوتني هنا أن أوجه الشكر للأشقاء في مصر وخاصة منسوبي وزارة الخارجية المصرية وعلى رأسهم السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية، لما نجده منهم من رغبة قوية في تعميق وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، والمحبة الكبيرة تجاه حكومة وشعب المغرب، حتى أصبحت العلاقة بين مصر والمغرب نموذجا يحتذى به في العلاقات البينية بين الدول العربية".
وشدد السفير المغربي على أن بلاده تفتح ذراعيها لكل مصري يرغب في زيارتها او الاستثمار بها مثلما كانت مصر دوما مستعدة ومرحبة بالشعب المغربي ورجال الاعمال، كما ان عدم وجود مقاعد شاغرة في رحلات الطيران بين البلدين هو دليل على قوة العلاقة بين الشعبين والروابط المشتركة، مع التأكيد على قدرة البلدين على تحقيق أكثر مما نصبو إليه في ظل العلاقة الأخوية الوطيدة بين الزعيمين الملك محمد السادس، وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، هذان القائدان اللذان حققا لنا الأمن والاستقرار والبيئة الحاضنة للاستثمار والتجارة".
سميرة العشيريوخلال كلمتها عبرت سميرة العشيري عن سعادتها بانعقاد هذا الملتقى على أرض مصر الشقيقة التي يكن لها الشعب المغربي كل المحبة والود مؤكدة على عمق العلاقات المصرية المغربية الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، مشيرة الى أن التقارب السياسي بين قيادي الشعبي كانت سبب في تعميق سبل التعاون بين مجتمع الأعمال في مصر والمغرب ومد جسور التواصل والعمل المشترك لكافة القطاعات.
وأكدت «العشيري» أن الهدف الرئيسي للملتقى هو تعزيز علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين رواد الأعمال بين مصر والمغرب علاوة على تبادل الخبرات بين الجانبين لدعم العلاقات الاقتصادية بما يعود بالنفع على البلدين وذلك بالتزامن مع احتفالات المغرب بالذكرى 25 لجلوس جلالة الملك محمد السادس على عرش المملكة المغربية قائدا لمسيرة التنمية والنهضة الحديثة في البلاد.
فيما دعا هيثم حسين رئيس مجلس إدارة مجتمع عمال مصر لإنشاء صندوق استثماري مشترك وتطوير سياسات اقتصادية موحدة تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وتكافح البيروقراطية مع تبني معايير موحدة للجودة مشيرا بأهمية إنشاء مركز بحثي عربي مشترك بين مصر والمغرب لدراسة الفرص الاستثمارية، وتعزيز الابتكار في المشروعات الناشئة، وكما يجب تعزيز الربط اللوجيستي بين البلدين برا وبحرا وجوا بما يسهم في تقليل تكاليف النقل، وزيادة حجم التجارة دعايا لإنشاء دراسة رقمية متكاملة تحتوى على بيانات السوق المصري والمغربي من الناحية الاقتصادية لتكن دليل للمستثمرين ورجال الاعمال.
وتابع: "من هنا الملتقى نبث رسالة للعالم أجمع أن الأمة العربية لديها من الإمكانيات والطموح ما يؤهلها لتكون نموذجا للتكامل والتعاون، ونؤمن بان مستقبلنا لا يبنى بالأحلام بل بالعمل المشترك الذي يحقق تطلعات الشعوب دعونا نبدأ اليوم من هذا الملتقى لنرسم خارطة طريق للتعاون الاستثماري المشترك بين البلدين الشقيقين".
السفير أشرف إبراهيموقال السفير أشرف إبراهيم مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر الأسبق لدى المملكة المغربية: “إن عملي بالمغرب كان بالنسبة لي بمثابة تجربة ثرية على مدار أربع سنوات مضت، وكان هناك تفاعلات في العلاقة بين البلدين، كما أن العلاقة بين مصر والمغرب يربطها قواسم مشتركة على المستوى الإنساني والتاريخي والدينية وكذلك العلاقات التجارية والسياسية”.
وأضاف «إبراهيم» أن الأئمة الصوفية الموجودة في مصر كانت تمتد أصولها من المغرب الشقيق ما يدل على الترابط بيننا كبير وعلى مدى العصور الماضية كانت مقر حركة تحرير المغرب هو موقع السفارة الحالي بالقاهرة، مؤكدا أن المملكة تشهد تطورا كبيرا في البنية التحية والمستوى الاقتصادي والاجتماعي كما أنه هناك تطورا شبه يوميا ما يدل على الجهد الكبير الذي يقوم به الملك محمد السادس على مدار٢٥ عاما تولى خلالها العرش.
وتابع بأن مصر والمغرب بوابتان رئيسيتان للقارة الإفريقية ما يحقق التعاون النجاح على جميع الأصعدة خاصة التجاري والاستثماري، مشيرا إلى أن هناك زيادة بين البلدين في المجال التجاري خلال السنوات القليلة الماضية.