عربي21:
2025-03-19@19:15:32 GMT

الزي الفلسطيني ركن جوهري من أركان الهوية الوطنية

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

الزي الفلسطيني ركن جوهري من أركان الهوية الوطنية

لكل شعب من الشعوب هويته الوطنية الخاصة به، وكذلك هي الحال بالنسبة للشعب الفلسطيني، الذي رسخها عبر الجد والعمل خلال مئات السنين وفي كافة ميادين الحياة الزراعة والصناعة وفن العمارة والموسيقى والأدب؛ والزي الشعبي، أي اللباس الخاص بكل مدينة وقرية وبقعة جغرافية على امتداد الوطن الفلسطيني، حيث يعتبر ركنا جوهرياً للهوية الوطنية الفلسطينية التي تجذرت رغم تعدد أنواع الاحتلال الذي مر على فلسطين.



والزي الشعبي الفلسطيني هو خزان ثقافي واجتماعي لشعب صمد في مواجهة عواصف عاتية وآخرها الاحتلال الصهيوني الذي سيرحل بمقاومة الشعب الفلسطيني على كافة الجبهات.

الارتباط بالوطن  

يعتبر الزي الفلسطيني كاشفا عن تراث الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية والثقافية التي تحاول إسرائيل تهويدها على مدار الساعة عبر مخططات مبرمجة لتهويد الزمان والمكان الفلسطينيين، لكن دون جدوى.

وعلى الرغم من إنشاء إسرائيل عام 48 على القسم الأكبر من مساحة فلسطين التاريخية، لكن الشعب الفلسطيني حافظ إلى حد كبير على زيه الوطني الخاص سواء في الداخل المحتل أو في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك  سعى اللاجئون الفلسطينيون في أماكن لجوئهم القريبة والبعيدة إلى ترسيخ هويتهم من خلال إقامة مؤسسات ومعارض تراثية، تعمل وتعرض فيه على الدوام الأزياء الفلسطينية للمراة والرجل وكافة شرائح الشعب الفلسطيني، وهذا نلحظه ونشهده في كافة مخيمات اللجوء المحيطة بفلسطين وأوروبا وكندا وأمريكا واستراليا.. والمثال على ذلك مؤسسة هويتي الفلسطينية في هولندا التي ترأسها وتديرها السيدة فلسطين موسى، ويعتبر ذلك بمثابة ترسيخ للهوية والرواية الفلسطينية في مواجهة زيف الرواية الصهيونية لاحتلال فلسطيني، وكذلك محاولات إسرائيل سرقة الزي الفلسطيني وعرضه على أساس أنه تراث للهوية المارقة التي تضم تجمعاً استعماريا صهيونياً تعود أصوله لأكثر من مائة دولة في العالم.

وبهذا يعتبر الصراع على الأرض والزي الفلسطيني جوهرياً مع تلك الدولة المارقة كما الاحتلالات السابقة.

والزي الفلسطيني كما فلسطين الوطن مرّ بمراحل تاريخية عديدة، فضلاً عن كونه، أي الزي الشعبي الفلسطيني، تعبيراً صارخاً لهذا الشعب عن عاداته وتقاليده وسبل حياته المتجذرة، ناهيك عن ارتباطه بوطنه الوحيد فلسطين، والأمثلة كثيرة على المؤسسات ذات الصلة في مناطق اللجوء، على سبيل المثال مركز حلوة زيدان في أول مخيم اليرموك ومحل حنظلة في شارع الجاعونة في وسطه ومؤسسة الركوعي في الشارع الواصل بين جامع فلسطين ومركز الإعاشة التابع للأونروا وسط المخيم أيضا، وفي مدينة صور جنوب لبنان بات متحف المربي الراحل محمود دكور معلماً تراثياً يجمع كل أنواع التراث الفلسطيني بما فيه الزي الشعبي لمناحي فلسطين التاريخية.

التاريخ الحقيقي

يمكن الجزم بأن الزي الشعبي الفلسطيني بألوانه المختلفة يعتبر بحد ذاته دالة كبرى عن التراث الثقافي والهوية الوطنية الفلسطينية، فضلاً عن كونه  يرسم مسار التاريخ الوطني الفلسطيني ومنحنياته المختلفة، حيث طبعت كل مرحلة تاريخية بطابعها وألوانها الخاصة التي تزركش بالألوان المختلفة كعلامة ذات معنى قيمي للارتباط بالهوية الوطنية للشعب الفلسطيني وهويته المتجذرة.

ويلحظ المتابع أنه منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في الأول من كانون الثاني / يناير1965 وقبل ذلك خلال الثورة الفلسطية الكبرى عام 1936 أصبحت الكوفية الفلسطينية البيضاء المقلمة بالأسود رمزًا وطنيًا لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني؛ وبات لهذا الزي دور كبير في التعبير عن موقف مرتديه،  وقد كان الشهيد ياسر عرفات يرتديها في كل الأوقات وأصبحت صورته بالكوفية رمزا يعرفه كل العالم  والشعوب في جهات الأرض الأربعة، وارتبطت به كارتباط القضية الفلسطينية باسم الشهيد الراحل.

والكوفية الفلسطينية كما أشرنا، هي وشاح أبيض وأسود يرتدى عادة حول الرقبة أو مع العقال على الرأس، ولم تبق الكوفية حكراً على الشعب الفلسطيني بل تجاوز استخدامها المنطقة العربية واكتسبت شعبية بين الناشطين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهذا كان لافتاً وجلياً خلال هبة الأقصى عام 2021 وخلال مونيديال الدوحة عاصمة قطر في نهاية العام المنصرم 2022.

ويلحظ المتابع للزي الفلسطيني بأنه يختلف بين مدينة وأخرى وقرية وسواها في فلسطين وكل مدينة وقرية لها زيها الخاص بها وبزركشة ألوان مختلفة، لكنها تتشابه في الشكل ونوع القماش، وتورث للأجيال القادمة بالتواتر كدلالة على التمسك بالوطن والهوية الوطنية والثقافية للشعب الفلسطيني  العصية على الطمس والتغييب.

*كاتب فلسطيني مقيم في هولندا

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير الفلسطيني اللباس فلسطين رأي هوية لباس تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تغطيات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة

ناقشت وزراتا الخارجية والصحة المصريتان، الاثنين، خطة إعادة تأهيل القطاع الصحي بقطاع غزة.

وشهد الاجتماع مشاركة أكثر من مائة سفير أجنبي وممثلي السفارات والمنظمات الدولية.

واستعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الخطة المتكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة التي وضعتها مصر بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، مؤكداً أن نجاح الخطة يتطلب عدة متطلبات أساسية، منها تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإدارة مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار بما يضمن الملكية الفلسطينية، والتعامل مع القطاع كجزء أصيل من الأراضي الفلسطينية.



 كما أشار إلى أهمية تمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى قطاع غزة للاضطلاع بمسؤولياتها، من خلال إنشاء لجنة مستقلة وغير فصائلية لإدارة شئون القطاع لفترة انتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية. 


وأوضح أن مصر والأردن بدأتا في تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرهم في قطاع غزة.

وأكد عبدالعاطي أن خطة إعادة إعمار غزة حظيت بتأييد إقليمي ودولي واسع، مشيراً إلى أن مصر تعمل حالياً على ترتيب استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة. 

كما تطرق إلى مقترح بدراسة مجلس الأمن تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة والضفة الغربية، من خلال تبني قرار لنشر قوات حفظ سلام أو حماية دولية بتكليف واختصاصات واضحة، وفي إطار زمني يضمن تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.

من جانبه، قدم نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان عرضاً مرئياً حول إعادة تأهيل القطاع الصحي بقطاع غزة. واستعرض أبرز ملامح الاستجابة الصحية الطارئة التي قدمتها مصر لأكثر من 107 آلاف مواطن فلسطيني عبروا إلى مصر منذ بداية الحرب، حيث تجاوزت تكلفة هذه الخدمات 570 مليون دولار. 

كما تطرق إلى الوضع الصحي المتردي في قطاع غزة، والذي يعاني من نقص الإمدادات الطبية وخروج أكثر من 70% من المنشآت الصحية عن الخدمة.


واستعرض عبدالغفار تفاصيل المقترح المصري لإعادة بناء وتعزيز القطاع الصحي في غزة، بهدف رفع كفاءته والاستجابة للاحتياجات الصحية الأساسية، مع تقدير التكاليف المتوقعة للمشروعات المقترحة في هذا الشأن.

مقالات مشابهة

  • ”البخنق“ يعيد إحياء التراث ويعزز الهوية الوطنية لدى أطفال القطيف
  • أمسية رمضانية طلابية بمأرب تؤكد على دور الشباب في تعزيز الهوية الوطنية
  • تنظيم التصحيح الشعبي الناصري يدين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
  • ثقافة المنيا تواصل تعزيز الهوية الوطنية بفعاليات فنية وثقافية في جزيرة شارونة
  • أمانة منطقة الرياض تطلق فعاليات الخيمة الثقافية لتعزيز الهوية الوطنية والتواصل المجتمعي
  • القوى الوطنية الفلسطينية تدين العدوان الأميركي البريطاني السافر على اليمن
  • وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة
  • نهيان بن مبارك: تعزيز الهوية الوطنية ركيزة أساسية لنمو المجتمع
  • احتفال ثقافة نجع حمادى.. محافظ قنا يؤكد أهمية تعزيز الهوية الوطنية
  • المؤتمر الشعبي وحلفاؤه يدينون العدوان الأمريكي على اليمن