عربي21:
2025-02-16@22:53:40 GMT

الزي الفلسطيني ركن جوهري من أركان الهوية الوطنية

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

الزي الفلسطيني ركن جوهري من أركان الهوية الوطنية

لكل شعب من الشعوب هويته الوطنية الخاصة به، وكذلك هي الحال بالنسبة للشعب الفلسطيني، الذي رسخها عبر الجد والعمل خلال مئات السنين وفي كافة ميادين الحياة الزراعة والصناعة وفن العمارة والموسيقى والأدب؛ والزي الشعبي، أي اللباس الخاص بكل مدينة وقرية وبقعة جغرافية على امتداد الوطن الفلسطيني، حيث يعتبر ركنا جوهرياً للهوية الوطنية الفلسطينية التي تجذرت رغم تعدد أنواع الاحتلال الذي مر على فلسطين.



والزي الشعبي الفلسطيني هو خزان ثقافي واجتماعي لشعب صمد في مواجهة عواصف عاتية وآخرها الاحتلال الصهيوني الذي سيرحل بمقاومة الشعب الفلسطيني على كافة الجبهات.

الارتباط بالوطن  

يعتبر الزي الفلسطيني كاشفا عن تراث الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية والثقافية التي تحاول إسرائيل تهويدها على مدار الساعة عبر مخططات مبرمجة لتهويد الزمان والمكان الفلسطينيين، لكن دون جدوى.

وعلى الرغم من إنشاء إسرائيل عام 48 على القسم الأكبر من مساحة فلسطين التاريخية، لكن الشعب الفلسطيني حافظ إلى حد كبير على زيه الوطني الخاص سواء في الداخل المحتل أو في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك  سعى اللاجئون الفلسطينيون في أماكن لجوئهم القريبة والبعيدة إلى ترسيخ هويتهم من خلال إقامة مؤسسات ومعارض تراثية، تعمل وتعرض فيه على الدوام الأزياء الفلسطينية للمراة والرجل وكافة شرائح الشعب الفلسطيني، وهذا نلحظه ونشهده في كافة مخيمات اللجوء المحيطة بفلسطين وأوروبا وكندا وأمريكا واستراليا.. والمثال على ذلك مؤسسة هويتي الفلسطينية في هولندا التي ترأسها وتديرها السيدة فلسطين موسى، ويعتبر ذلك بمثابة ترسيخ للهوية والرواية الفلسطينية في مواجهة زيف الرواية الصهيونية لاحتلال فلسطيني، وكذلك محاولات إسرائيل سرقة الزي الفلسطيني وعرضه على أساس أنه تراث للهوية المارقة التي تضم تجمعاً استعماريا صهيونياً تعود أصوله لأكثر من مائة دولة في العالم.

وبهذا يعتبر الصراع على الأرض والزي الفلسطيني جوهرياً مع تلك الدولة المارقة كما الاحتلالات السابقة.

والزي الفلسطيني كما فلسطين الوطن مرّ بمراحل تاريخية عديدة، فضلاً عن كونه، أي الزي الشعبي الفلسطيني، تعبيراً صارخاً لهذا الشعب عن عاداته وتقاليده وسبل حياته المتجذرة، ناهيك عن ارتباطه بوطنه الوحيد فلسطين، والأمثلة كثيرة على المؤسسات ذات الصلة في مناطق اللجوء، على سبيل المثال مركز حلوة زيدان في أول مخيم اليرموك ومحل حنظلة في شارع الجاعونة في وسطه ومؤسسة الركوعي في الشارع الواصل بين جامع فلسطين ومركز الإعاشة التابع للأونروا وسط المخيم أيضا، وفي مدينة صور جنوب لبنان بات متحف المربي الراحل محمود دكور معلماً تراثياً يجمع كل أنواع التراث الفلسطيني بما فيه الزي الشعبي لمناحي فلسطين التاريخية.

التاريخ الحقيقي

يمكن الجزم بأن الزي الشعبي الفلسطيني بألوانه المختلفة يعتبر بحد ذاته دالة كبرى عن التراث الثقافي والهوية الوطنية الفلسطينية، فضلاً عن كونه  يرسم مسار التاريخ الوطني الفلسطيني ومنحنياته المختلفة، حيث طبعت كل مرحلة تاريخية بطابعها وألوانها الخاصة التي تزركش بالألوان المختلفة كعلامة ذات معنى قيمي للارتباط بالهوية الوطنية للشعب الفلسطيني وهويته المتجذرة.

ويلحظ المتابع أنه منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في الأول من كانون الثاني / يناير1965 وقبل ذلك خلال الثورة الفلسطية الكبرى عام 1936 أصبحت الكوفية الفلسطينية البيضاء المقلمة بالأسود رمزًا وطنيًا لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني؛ وبات لهذا الزي دور كبير في التعبير عن موقف مرتديه،  وقد كان الشهيد ياسر عرفات يرتديها في كل الأوقات وأصبحت صورته بالكوفية رمزا يعرفه كل العالم  والشعوب في جهات الأرض الأربعة، وارتبطت به كارتباط القضية الفلسطينية باسم الشهيد الراحل.

والكوفية الفلسطينية كما أشرنا، هي وشاح أبيض وأسود يرتدى عادة حول الرقبة أو مع العقال على الرأس، ولم تبق الكوفية حكراً على الشعب الفلسطيني بل تجاوز استخدامها المنطقة العربية واكتسبت شعبية بين الناشطين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهذا كان لافتاً وجلياً خلال هبة الأقصى عام 2021 وخلال مونيديال الدوحة عاصمة قطر في نهاية العام المنصرم 2022.

ويلحظ المتابع للزي الفلسطيني بأنه يختلف بين مدينة وأخرى وقرية وسواها في فلسطين وكل مدينة وقرية لها زيها الخاص بها وبزركشة ألوان مختلفة، لكنها تتشابه في الشكل ونوع القماش، وتورث للأجيال القادمة بالتواتر كدلالة على التمسك بالوطن والهوية الوطنية والثقافية للشعب الفلسطيني  العصية على الطمس والتغييب.

*كاتب فلسطيني مقيم في هولندا

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير الفلسطيني اللباس فلسطين رأي هوية لباس تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تغطيات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

قيادي بـ"فتح": الوحدة الوطنية الفلسطينية أصبحت ضرورة لصد محاولات التهجير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد القيادي بحركة "فتح" الفلسطينية شفيق التلولي، أن الوحدة الوطنية الفلسطينية أصبحت مطلبا ملحا خاصة في ظل الأهداف الإسرائيلية ومحاولات التهجير، وفي حين أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار شديدة الحساسية نظرا لأنها تشمل اتفاقات سياسية وليست أمنية كالمرحلة الأولى، منها أن تتولى منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية قطاع غزة.
وقال قيادي حركة "فتح" في مداخلة مع قناة "النيل" للأخبار اليوم السبت، "إن مشهد تبادل الأسرى اليوم وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار هو مشهد مهم للغاية، خاصة في إطار ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلي من أقصى أشكال التعذيب والتنكيل خلال الشهور الأخيرة".
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته وجيشه حاولوا المراوغة لإفشال الاتفاق في مرحلته الأولى حتى لا يتم الاتجاه إلى المرحلة الثانية، إلا أن ضغط الوسطاء أدى إلى إتمام الصفقة، والضغط العربي الكبير لاستكمال مراحل الصفقة وصولا إلى حل شامل واتفاق سياسي أساسه التوجه إلى حل جذري للقضية الفلسطينية يقوم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف كل أشكال التهجير واستئناف العملية السياسية.
 

مقالات مشابهة

  • في مهرجان الكليجا الـ 16.. صناعات يدوية مبتكرة تحمل الهوية السعودية وتعرف بالموروث الشعبي
  • مدبولي يؤكد لـ أبو مازن دعم مصر الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة
  • قيادي بالحرية المصري: تيسير إجراءات تصوير الأفلام العالمية يعزز القوى الناعمة لدعم الهوية الوطنية
  • قيادي بـ"فتح": الوحدة الوطنية الفلسطينية أصبحت ضرورة لصد محاولات التهجير
  • جوتيريش: الشعب الفلسطيني عانى بشكل كبير في قطاع غزة
  • حماية مصر تبدأ من الداخل| كيف نحافظ على التلاحم الشعبي؟.. فيديو
  • هالة منصور: الظهير الشعبي المصري على قلب رجل واحد دائما
  • وقفة نسائية في الحديدة تضامنًا مع فلسطين
  • 71 مسيرة ووقفة بالمحويت رفضا لمخطط المجرم ترامب تهجير الشعب الفلسطيني
  • مسيرات جماهيرية حاشدة في الضالع تنديداً بمخططات تهجير الشعب الفلسطيني