الزي الفلسطيني ركن جوهري من أركان الهوية الوطنية
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
لكل شعب من الشعوب هويته الوطنية الخاصة به، وكذلك هي الحال بالنسبة للشعب الفلسطيني، الذي رسخها عبر الجد والعمل خلال مئات السنين وفي كافة ميادين الحياة الزراعة والصناعة وفن العمارة والموسيقى والأدب؛ والزي الشعبي، أي اللباس الخاص بكل مدينة وقرية وبقعة جغرافية على امتداد الوطن الفلسطيني، حيث يعتبر ركنا جوهرياً للهوية الوطنية الفلسطينية التي تجذرت رغم تعدد أنواع الاحتلال الذي مر على فلسطين.
والزي الشعبي الفلسطيني هو خزان ثقافي واجتماعي لشعب صمد في مواجهة عواصف عاتية وآخرها الاحتلال الصهيوني الذي سيرحل بمقاومة الشعب الفلسطيني على كافة الجبهات.
الارتباط بالوطن
يعتبر الزي الفلسطيني كاشفا عن تراث الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية والثقافية التي تحاول إسرائيل تهويدها على مدار الساعة عبر مخططات مبرمجة لتهويد الزمان والمكان الفلسطينيين، لكن دون جدوى.
وعلى الرغم من إنشاء إسرائيل عام 48 على القسم الأكبر من مساحة فلسطين التاريخية، لكن الشعب الفلسطيني حافظ إلى حد كبير على زيه الوطني الخاص سواء في الداخل المحتل أو في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك سعى اللاجئون الفلسطينيون في أماكن لجوئهم القريبة والبعيدة إلى ترسيخ هويتهم من خلال إقامة مؤسسات ومعارض تراثية، تعمل وتعرض فيه على الدوام الأزياء الفلسطينية للمراة والرجل وكافة شرائح الشعب الفلسطيني، وهذا نلحظه ونشهده في كافة مخيمات اللجوء المحيطة بفلسطين وأوروبا وكندا وأمريكا واستراليا.. والمثال على ذلك مؤسسة هويتي الفلسطينية في هولندا التي ترأسها وتديرها السيدة فلسطين موسى، ويعتبر ذلك بمثابة ترسيخ للهوية والرواية الفلسطينية في مواجهة زيف الرواية الصهيونية لاحتلال فلسطيني، وكذلك محاولات إسرائيل سرقة الزي الفلسطيني وعرضه على أساس أنه تراث للهوية المارقة التي تضم تجمعاً استعماريا صهيونياً تعود أصوله لأكثر من مائة دولة في العالم.
وبهذا يعتبر الصراع على الأرض والزي الفلسطيني جوهرياً مع تلك الدولة المارقة كما الاحتلالات السابقة.
والزي الفلسطيني كما فلسطين الوطن مرّ بمراحل تاريخية عديدة، فضلاً عن كونه، أي الزي الشعبي الفلسطيني، تعبيراً صارخاً لهذا الشعب عن عاداته وتقاليده وسبل حياته المتجذرة، ناهيك عن ارتباطه بوطنه الوحيد فلسطين، والأمثلة كثيرة على المؤسسات ذات الصلة في مناطق اللجوء، على سبيل المثال مركز حلوة زيدان في أول مخيم اليرموك ومحل حنظلة في شارع الجاعونة في وسطه ومؤسسة الركوعي في الشارع الواصل بين جامع فلسطين ومركز الإعاشة التابع للأونروا وسط المخيم أيضا، وفي مدينة صور جنوب لبنان بات متحف المربي الراحل محمود دكور معلماً تراثياً يجمع كل أنواع التراث الفلسطيني بما فيه الزي الشعبي لمناحي فلسطين التاريخية.
التاريخ الحقيقي
يمكن الجزم بأن الزي الشعبي الفلسطيني بألوانه المختلفة يعتبر بحد ذاته دالة كبرى عن التراث الثقافي والهوية الوطنية الفلسطينية، فضلاً عن كونه يرسم مسار التاريخ الوطني الفلسطيني ومنحنياته المختلفة، حيث طبعت كل مرحلة تاريخية بطابعها وألوانها الخاصة التي تزركش بالألوان المختلفة كعلامة ذات معنى قيمي للارتباط بالهوية الوطنية للشعب الفلسطيني وهويته المتجذرة.
ويلحظ المتابع أنه منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في الأول من كانون الثاني / يناير1965 وقبل ذلك خلال الثورة الفلسطية الكبرى عام 1936 أصبحت الكوفية الفلسطينية البيضاء المقلمة بالأسود رمزًا وطنيًا لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني؛ وبات لهذا الزي دور كبير في التعبير عن موقف مرتديه، وقد كان الشهيد ياسر عرفات يرتديها في كل الأوقات وأصبحت صورته بالكوفية رمزا يعرفه كل العالم والشعوب في جهات الأرض الأربعة، وارتبطت به كارتباط القضية الفلسطينية باسم الشهيد الراحل.
والكوفية الفلسطينية كما أشرنا، هي وشاح أبيض وأسود يرتدى عادة حول الرقبة أو مع العقال على الرأس، ولم تبق الكوفية حكراً على الشعب الفلسطيني بل تجاوز استخدامها المنطقة العربية واكتسبت شعبية بين الناشطين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهذا كان لافتاً وجلياً خلال هبة الأقصى عام 2021 وخلال مونيديال الدوحة عاصمة قطر في نهاية العام المنصرم 2022.
ويلحظ المتابع للزي الفلسطيني بأنه يختلف بين مدينة وأخرى وقرية وسواها في فلسطين وكل مدينة وقرية لها زيها الخاص بها وبزركشة ألوان مختلفة، لكنها تتشابه في الشكل ونوع القماش، وتورث للأجيال القادمة بالتواتر كدلالة على التمسك بالوطن والهوية الوطنية والثقافية للشعب الفلسطيني العصية على الطمس والتغييب.
*كاتب فلسطيني مقيم في هولندا
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير الفلسطيني اللباس فلسطين رأي هوية لباس تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تغطيات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
دور جوهري في حماية البلاد.. تفاصيل زيارة الرئيس السيسي إلى أكاديمية الشرطة ومتابعة اختبارات كشف الهيئة للطلاب الجدد
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، زيارة تفقدية إلى مقر أكاديمية الشرطة، حيث كان فى استقباله اللواء محمود توفيق وزير الداخلية وعدد من قيادات أكاديمية الشرطة ووزارة الداخلية.
اختبارات كشف الهيئة للطلبة والطالباتوصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس السيسي تابع خلال الزيارة اختبارات كشف الهيئة للطلبة والطالبات المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة، وذلك من خلال منظومة تسجيل نتائج الاختبارات الإلكترونية.
كما اطلع الرئيس السيسي على كافة البيانات الخاصة بكل طالب والدرجات التي تحصل عليها أثناء تأدية مراحل الاختبارات المختلفة وصولاً إلى كشف الهيئة، والتي تعكس الشفافية التامة في نتائج الاختبارات.
الرئيس السيسي يوجه بالاستمرار في تطبيق المعايير الموضوعيةوقد وجه الرئيس السيسي بالاستمرار في تطبيق المعايير الموضوعية، بما يضمن انتقاء العناصر الأكثر تميزاً، مما يساهم في تعزيز جهود الارتقاء بأداء جهاز الشرطة ودوره المحوري في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار فى البلاد، من خلال إعداد اجيال جديدة من العناصر الشرطية المميزة.
الرئيس السيسي يجري حوارا مع أبنائه من طلبة الأكاديميةوأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إلى أن الرئيس السيسي أجرى حواراً مع أبنائه من طلبة الأكاديمية، تناول الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية، حيث استمع سيادته إلى آرائهم .
دور محوري ملقى على عاتق القوات المسلحة والشرطة المدنيةوشدد الرئيس السيسي على الدور المحوري الملقى على عاتق القوات المسلحة والشرطة المدنية، موضحاً أن الأوضاع الإقليمية تستوجب تكاتف جميع أبناء الوطن لمواصلة النهوض به وحمايته من أي تهديدات، وضمان الحفاظ على مكتسباته وجنى ثمار التنمية من خلال توفير الأمن والاستقرار.
ماذا قال الرئيس السيسي لـ طلبة أكاديمية الشرطة ؟برلماني: الرئيس السيسي يهتم بالذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلوماتالرئيس السيسي يتابع اختبارات كشف الهيئة للطلبة المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة.. صورالرئيس السيسي يوجه بالاستمرار في تطبيق المعايير الموضوعية لاختيار طلبة أكاديمية الشرطة
الرئيس السيسي: تقدير عميق للدور الجوهري لجهاز الشرطة في حماية البلادكما أشاد الرئيس السيسي بما لمسه من حرص من جانب المتقدمين الجدد على نيل شرف الانضمام إلى هيئة الشرطة لخدمة الوطن، مؤكداً على تقديره العميق للدور الجوهري لجهاز الشرطة في حماية البلاد، مُثمنًا التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء جهاز الشرطة وعائلاتهم على مدار الأعوام الماضية في مواجهة الإرهاب، مما يُظهر المعدن الأصيل للمواطن المصري في مواجهة التحديات.