عَكَسَ التطبيع.. هكذا أصلح نتنياهو بين الخليج وفلسطين وإيران
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
خلافا لما حدث عقب توقيع اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين في عام 2020، أعادت سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتطرفة السعودية إلى لجهة أكثر تأييدا لفلسطين وأصلحت علاقات دول عربية خليجية ذات أغلبية سُنية مع إيران ذات الأغلبية الشيعية.
تلك القراءة قدمها ماثيو بيتي، في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخلج الجديد"، مضيفا أنه خلال السنوات القليلة الماضية، انخرطت بعض ممالك الخليج في وضع إيران محل إسرائيل كـ"عدو رئيس للشعوب العربية".
وكثيرا ما اتهمت دول خليجية وأخرى إقليمية وغربية، في مقدمتها السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، إيران بامتلاك أجندة شيعية توسعية في الشرق الأوسط والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينما تقول طهران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.
وبالنظر إلى اعتماد مملكة البحرين الصغيرة على الدعم السعودي اقتصاديا وسياسيا، يرى مراقبون أن تطبيع المنامة مع تل أبيب تم بموافقة الرياض، وأن إسرائيل تعتبر التطبيع مع البحرين بوابة خلفية لتطبيع رسمي مأمول مع السعودية ذات المكانة المرموقة دينيا في العالمين العربي والإسلامي إلى جانب الإمكانيات الاقتصادية الهائلة.
وأضاف بيتي أن لدولا خليجية "قمعت النشاط المؤيد لفلسطين وروجت لصورة الفلسطينيين على أنهم ناكرون للجميل، وتصاعدت أصوات الإعلاميين السعوديين والإماراتيين بشأن ما اعتبروه "خيانة" فلسطينية".
وأردف: "وعلى حد تعبير إحدى شخصيات المسلسلات التلفزيونية السعودية، فإن الفلسطيني ناكر للجميل ولا يقدر وقوفك إلى جانبه ويلعنك ليل نهار أكثر من الإسرائيليين.. ونظرا للرقابة الشديدة على الإعلام السعودي والإماراتي، فإن هذا التغيير في اللهجة يعكس السياسة الرسمية".
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها. وتتواتر منذ أشهر تصريحات رسمية أمريكية وإسرائيلية، مقابل صمت رسمي سعودي، عن أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين تناقش صفقة ضخمة لتطبيع محتمل للعلاقات بين الرياض وتل أبيب.
اقرأ أيضاً
الرغبة في التطبيع السعودي الإسرائيلي تتجاوز التحديات.. فهل تنجح؟
لعبة جيوسياسية
و"في الأوقات التي أكدت فيها السلطات الإسرائيلية سيادتها بقوة على الأماكن الإسلامية المقدسة (في مدينة القدس الشرقية المحتلة)، وخاصة في ظل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، عاد الخليج إلى لهجة أكثر تأييدا لفلسطين"، كما تابع بيتي.
ومنذ 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تتولى حكومة نتنياهو الائتلافية السلطة، وتوصف بأنها "أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل"، لاسيما على مستوى سياساتها المعادية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف بيني أنه "بعد أن أصلحت السعودية علاقاتها مع إيران، خففت السلطات السعودية القيود المفروضة على الحجاج الشيعة".
وبوساطة الصين، استأنفت السعودية وإيران، بموجب اتفاق في 10 مارس/ آذار الماضي، علاقتهما الدبلوماسية، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين دولتين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات عديدة في المنطقة.
واعتبر بيتي أنه "من المفارقات أن وسائل الإعلام الأمريكية (التي اعتبرت اتفاقيات إبراهيم بداية للتسامح بين المسلمين واليهود) لم تحتفل بالاتفاق السعودي الإيراني باعتباره فجر الوئام الديني (بين السُنة والشيعة)، بل دقت ناقوس الخطر من أن واشنطن بدأت تفقد نفوذها في المنطقة".
وشدد على أن "الفهم الثقافي الأمريكي للشرق الأوسط يتمحور حول إسرائيل، ويتم تطبيع العنصرية ضد الفلسطينيين في السياسة الأمريكية، كما تنظر واشنطن إلى الطائفية بين السُنة والشيعة باعتبارها لعبة جيوسياسية".
و"خلال احتلال العراق (بداية من 2003)، تعامل صناع السياسات في الولايات المتحدة مع السُنّة والشيعة وكأنهم قطع على رقعة الشطرنج، حيث ناقشوا الجانب الذي سيفضلونه في أي وقت"، وفقا لبيتي.
وأردف: "وبدلا من النظر إلى هذه الطائفية باعتبارها فشلا ذريعا في السياسات، ألقى الساسة الأمريكيون اللوم على ارتباط المسلمين بـ"القبلية" و"الصراعات التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين"، على حد تعبير الرئيس الأسبق باراك أوباما (2009-2017)".
اقرأ أيضاً
ليتم التطبيع في 2025.. ماذا سيتغير في إسرائيل والسعودية وأمريكا؟
اتفاقيات مضللة
و"بالتالي فإن اتفاقيات إبراهيم، تساعد في التملق الذي تمارسه النخب الأمريكية (...) ويعتبر الأمريكيون أن التوترات بين المسلمين واليهود هي المسألة الأخلاقية المركزية في الشرق الأوسط"، كما أضاف بيتي.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ عربية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.
بيتي تابع: "نريد من الدبلوماسيين الأمريكيين أن يحلوا النزاعات ويعززوا الوئام بين الأديان، لكن اتفاقيات إبراهيم مضللة عمدا في هذا الصدد".
وختم بأنه "تحت ستار صنع السلام، تساعد (الولايات المتحدة وحلفاؤها) الحكومات الاستبدادية في الحفاظ على الانقسامات في المجتمعات التي لا تهتم بها النخب الأمريكية (...) بينما الطريق الحقيقي للسلام يأتي من خلال العدالة والاحترام المتبادل، وليس مجرد إعادة ترتيب قوائم الأعداء".
اقرأ أيضاً
تبادل السفراء بين السعودية وإيران.. ماذا يعني؟
المصدر | ماثيو بيتي/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تطبيع اتفاقيات إبراهيم الخليج السعودية الإمارات نتنياهو اتفاقیات إبراهیم
إقرأ أيضاً:
الصين والسعودية وإيران تدعو لوقف عدوان إسرائيل على فلسطين ولبنان
دعت الصين والسعودية وإيران، الثلاثاء، لوقف فوري للعدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان، وأدانت الدول الثلاث "الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه لسيادة وسلامة الأراضي الإيرانية".
جاء ذلك خلال انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية الصينية الإيرانية بالرياض لمتابعة اتفاق بكين، وفق بيان للخارجية السعودية.
واستضافت الرياض، الثلاثاء "الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية الصينية الإيرانية المشتركة لمتابعة اتفاق بكين، برئاسة نائب وزير خارجية السعودية وليد الخريجي، ومشاركة نظيريه الصيني، دنغ لي، والإيراني مجيد تخت روانجي"، وفق البيان.
وفي الشأن الإقليمي، دعت الدول الثلاث إلى "وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان"، وأدانت " الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه لسيادة وسلامة الأراضي الإيرانية".
وفجر 26 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، أعلن الجيش الإسرائيلي شن هجوم استمر 4 ساعات على إيران، التي أكدت أنها "تصدت بنجاح لمحاولات الكيان الصهيوني مهاجمة بعض النقاط في طهران والبلاد".
وتوعدت طهران بالرد على الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل 4 جنود وأضرار مادية.
كما دعت السعودية وإيران والصين في إلى "استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان".
وحذرت من أن "استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم بالإضافة إلى الأمن البحري".
وبشأن علاقات الرياض وطهران، أكد الجانبان السعودي والإيراني "التزامهما بتنفيذ اتفاق بكين بكافة بنوده، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما".
ورحبا الطرفان بـ"دور الصين الإيجابي المستمر وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ اتفاق بكين"، وفق البيان السعودي.
وعبرت الصين، وفق البيان السعودي على "استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها الرياض وطهران نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات".
كما رحب المشاركون في الاجتماع بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، والتي مكنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف آخرين من أداء مناسك العمرة خلال الأشهر العشرة الأولى من 2024.
وفي 10 مارس/آذار 2023، أعلنت السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، عقب مباحثات برعاية صينية في العاصمة بكين.
وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها "الإرهاب".
وفي سبتمبر/ أيلول 2023، عاد التمثيل الدبلوماسي بين السعودية وإيران، لأول مرة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في 2016، ثم تم الاتفاق على استئنافها في مارس من العام ذاته.
وكان الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية الإيرانية الصينية على مستوى نائب وزير، عقد في أواخر ديسمبر/ كانون أول 2023 ببكين وبحث تعزيز العلاقات.
وتشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 148 ألف فلسطينيين، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.