جريدة الوطن:
2025-01-20@13:55:45 GMT

ولنا كلمة : لماذا لا تخفون الصدقة؟

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

ولنا كلمة : لماذا لا تخفون الصدقة؟

عن النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلَّا ظلُّه، ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه، هذا النهج الرباني الذي أخبر به رسولنا الكريم عن المغزى الحقيقي للصدقة بأن لا تكون علنية يتفاخر بها الإنسان ليقال إنَّه متصدق، تلك هي القيمة الحقيقية للصدقة وليس ما درج عليه البعض في وقتنا الحاضر ممَّن يتصدقون رياءً، بل وصل بهم الحال لتسخير وسائل التواصل الاجتماعي ليس للشهرة بالنسبة لهم، من خلال المغردين على هذه الوسائل وإنَّما للتشهير بمن يتصدقون عليهم.

للأسف الشديد لقد وصل بنا الحال اليوم إلى المتاجرة بأوضاع الناس المحتاجة عند البعض ممَّن يدعون أنَّهم فاعلون عبر وسائل التواصل، سعيًا منهم لكسب المزيد من المتابعين على حساب ظروف بعض أفراد المجتمع، في الوقت الذي كما يدعون لديهم تواصل مع العديد من أصحاب الأيادي المتطوعة، وبإمكانهم إيصال مثل هذه الحالات دون فضحها أمام عشرات الآلاف من البشر، أو التواصل كذلك مع الجهات المعنية للوقوف على مثل هذه الحالات بدلًا من الإساءة إلى الوطن، حتى وإن كانت تلك الحالات صحيحة فالمتربصون كثر.
إن الإعلان عن المتصدق عبر وسائل التواصل إذا كان موافقًا على ذلك يفقده أجر الصدقة، وإذا كان غير ذلك فليعلم أولئك الذين يروِّجون لمِثل هذه المواقف الإنسانية الخاصة، أنَّهم يتسببون في إيذاء مشاعر ليس فقط المتصدِّق أو المتصدَّق عليه، وإنَّما شريحة كبيرة من المجتمع التي لا تقبل مِثل هذه التصرفات. وعلى الجانب الآخر لربَّما مِثل هذه التصرفات تتسبب في تراجع البعض ممَّن يحتاج إلى مِثل هذه المساعدات، اللجوء لطلب المساعدة لكي لا يريق ماء وجهه، ويفضل أن يكونَ عفيفًا لكي لا يفضحه متصدِّق أو مغرِّد، فأين أنتم من جابر عثرات الكرام؟ ومن السارين بالليل يتلمسون أوضاع الناس لقضاء حوائجهم؟ وهنا لا ندَّعي بأنَّ المجتمع لا توجد به ممَّن لديهم أوضاع اجتماعية صعبة، وأن هناك فعلًا بعض التقصير من بعض الجهات المعنية في إصلاح تلك الأوضاع بما يتوافق والمستوى المعقول من احتياجات وضرورات الحياة، وأن هناك أشخاصًا يمنعهم الحياء والعفَّة من السؤال أو اللجوء إلى الجهات المعنية، التي ربَّما لا تعْلَم عن أوضاعهم شيئًا، إلَّا أنَّ ذلك يفترض أن لا يكونَ مادَّة للمروِّج يستغلُّها عبر منصَّاته التفاعلية حتى وإن كان بدافع إنساني.
إنَّ الأمل في إصلاح الأحوال المعيشية للناس وإن كان دون المستوى المطلوب حتى الآن، إلَّا أنَّ هناك مؤشرات تدفع الكثير منَّا إلى التمسك بذلك المستوى لعِلْمنا يقينًا بأنَّ قائد الوطن، كلُّ ذلك يقع في دائرة اهتمامه وشغله الشاغل ليحظى شَعبه بسعادة ورغد العيش، وحياة كريمة تعوضه عمَّا عاناه من ظروف صعبة وقاسية خلال السنوات القليلة الماضية، لأسباب بعضها عدم التوفيق في الجانب الخدمي والإداري، والبعض الآخر خارجة عن الإرادة ومرتبطة بنظام عالمي غير مستقر في جوانبه الاقتصادية والسياسية والصحية، فيا أيُّها المتصدقون احرصوا على أن تكونَ صدقاتكم لوجْه الله وليس رياءً أو من أجل الشهرة، ولا تسيئوا لبلدكم ومجتمعكم.

طالب بن سيف الضباري
dhabari88@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

لماذا اعتمد المسيح وهو لا يحتاج إلى المعمودية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لماذا اعتمد المسيح وهو لا يحتاج إلى المعمودية؟ يجيب المسيح على هذا السؤال بقوله: “لِيُتِمَّ كُلَّ بَرٍّ” (متى 3: 15). ورغم أن المسيح هو البر ذاته، فإنه اختار أن يتمم البر ليبرر الإنسان فيه. فبما أنه بلا خطية، نزل إلى معمودية التوبة حاملًا خطايا البشر ليعتمد بها ويبرر من يتعمد.
 

إعلان الثالوث القدوس

يقول الكتاب: “الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ وَالْكَلِمَةُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ” (1 يوحنا 5: 7)، ليُظهر لنا الحقيقة  في اتحاد  الروح القدس في الجوهر الواحد.
 

ليشهد له يوحنا وتلاميذه

قال يوحنا المعمدان: “وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لِأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلًا وَمُسْتَقِرًّا عَلَيْهِ، فَذَاكَ هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ” (يوحنا 1: 33) وهذا كان شهادة من يوحنا لتأكيد هوية المسيح ودوره الإلهي.
 

مشاركة المسيح للبشر في كل شيء ما خلا الخطية

“فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذَٰلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ” (عبرانيين 2: 14)

 بذلك أظهر المسيح التواضع والمشاركة الكاملة في تجربة الإنسان، ما عدا الخطية.
 

إعلان أهمية المعمودية

قال المسيح: “الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ” (يوحنا 3: 3). المعمودية إذن هي الطريق الوحيد للانضمام إلى ملكوت الله.

مقالات مشابهة

  • لماذا سمي رجب شهر الله؟.. اغتنم الأيام المتبقية منه لـ6 أسباب
  • بعد طلب القبض عليه بالانتربول.. النيابة في السودان توضح مصير عبد الله حمدوك
  • بالفيديو: أبو عبيدة يوجه رسائل مهمة بأول كلمة عقب وقف إطلاق النار بغزة
  • الأعمال المستحبة في مواسم الطاعات.. فرصة ذهبية للتقرب من الله
  • تعميد المسيح في نهر الأردن "لماذا نهر الأردن"؟
  • لماذا لا يقرأ بعض الأئمة البسملة مع الفاتحة في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • لماذا حذر النبي من الكذب المتعمد عليه ؟ .. علي جمعة يجيب
  • هكذا ردّ أنس الشريف على تغريدة لمذيعة قناة العربية نادين خماش تسأل فيها: ما معنى كلمة انتصار؟
  • لماذا اعتمد المسيح وهو لا يحتاج إلى المعمودية؟
  • الصدقة المستحبة في رجب وأدعية للفوز ببركة الشهر