جريدة الوطن:
2025-04-26@07:46:56 GMT

ولنا كلمة : لماذا لا تخفون الصدقة؟

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

ولنا كلمة : لماذا لا تخفون الصدقة؟

عن النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلَّا ظلُّه، ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه، هذا النهج الرباني الذي أخبر به رسولنا الكريم عن المغزى الحقيقي للصدقة بأن لا تكون علنية يتفاخر بها الإنسان ليقال إنَّه متصدق، تلك هي القيمة الحقيقية للصدقة وليس ما درج عليه البعض في وقتنا الحاضر ممَّن يتصدقون رياءً، بل وصل بهم الحال لتسخير وسائل التواصل الاجتماعي ليس للشهرة بالنسبة لهم، من خلال المغردين على هذه الوسائل وإنَّما للتشهير بمن يتصدقون عليهم.

للأسف الشديد لقد وصل بنا الحال اليوم إلى المتاجرة بأوضاع الناس المحتاجة عند البعض ممَّن يدعون أنَّهم فاعلون عبر وسائل التواصل، سعيًا منهم لكسب المزيد من المتابعين على حساب ظروف بعض أفراد المجتمع، في الوقت الذي كما يدعون لديهم تواصل مع العديد من أصحاب الأيادي المتطوعة، وبإمكانهم إيصال مثل هذه الحالات دون فضحها أمام عشرات الآلاف من البشر، أو التواصل كذلك مع الجهات المعنية للوقوف على مثل هذه الحالات بدلًا من الإساءة إلى الوطن، حتى وإن كانت تلك الحالات صحيحة فالمتربصون كثر.
إن الإعلان عن المتصدق عبر وسائل التواصل إذا كان موافقًا على ذلك يفقده أجر الصدقة، وإذا كان غير ذلك فليعلم أولئك الذين يروِّجون لمِثل هذه المواقف الإنسانية الخاصة، أنَّهم يتسببون في إيذاء مشاعر ليس فقط المتصدِّق أو المتصدَّق عليه، وإنَّما شريحة كبيرة من المجتمع التي لا تقبل مِثل هذه التصرفات. وعلى الجانب الآخر لربَّما مِثل هذه التصرفات تتسبب في تراجع البعض ممَّن يحتاج إلى مِثل هذه المساعدات، اللجوء لطلب المساعدة لكي لا يريق ماء وجهه، ويفضل أن يكونَ عفيفًا لكي لا يفضحه متصدِّق أو مغرِّد، فأين أنتم من جابر عثرات الكرام؟ ومن السارين بالليل يتلمسون أوضاع الناس لقضاء حوائجهم؟ وهنا لا ندَّعي بأنَّ المجتمع لا توجد به ممَّن لديهم أوضاع اجتماعية صعبة، وأن هناك فعلًا بعض التقصير من بعض الجهات المعنية في إصلاح تلك الأوضاع بما يتوافق والمستوى المعقول من احتياجات وضرورات الحياة، وأن هناك أشخاصًا يمنعهم الحياء والعفَّة من السؤال أو اللجوء إلى الجهات المعنية، التي ربَّما لا تعْلَم عن أوضاعهم شيئًا، إلَّا أنَّ ذلك يفترض أن لا يكونَ مادَّة للمروِّج يستغلُّها عبر منصَّاته التفاعلية حتى وإن كان بدافع إنساني.
إنَّ الأمل في إصلاح الأحوال المعيشية للناس وإن كان دون المستوى المطلوب حتى الآن، إلَّا أنَّ هناك مؤشرات تدفع الكثير منَّا إلى التمسك بذلك المستوى لعِلْمنا يقينًا بأنَّ قائد الوطن، كلُّ ذلك يقع في دائرة اهتمامه وشغله الشاغل ليحظى شَعبه بسعادة ورغد العيش، وحياة كريمة تعوضه عمَّا عاناه من ظروف صعبة وقاسية خلال السنوات القليلة الماضية، لأسباب بعضها عدم التوفيق في الجانب الخدمي والإداري، والبعض الآخر خارجة عن الإرادة ومرتبطة بنظام عالمي غير مستقر في جوانبه الاقتصادية والسياسية والصحية، فيا أيُّها المتصدقون احرصوا على أن تكونَ صدقاتكم لوجْه الله وليس رياءً أو من أجل الشهرة، ولا تسيئوا لبلدكم ومجتمعكم.

طالب بن سيف الضباري
dhabari88@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

على الجزيرة ان تحتفظ بسلاحها والشمال عليه البحث عن سلاح كامل

كلمة واحدة -!
على الجزيرة ان تحتفظ بسلاحها بعد التحرير وعلى الشرق الإبقاء على الأورطة في حال استعداد تام -الشمال عليه البحث عن سلاح كامل ولابد من التجسير المسلح بين بحر ابيض وكردفان ومورال فوق في دارفور !!

السلاح يجب أن يظل موجودا وخيارا مرفوعا حتى لا تتحكم جهة ما في السلطة والثروة بإسم الوحدة !!

حتى نحافظ على وحدة هذا البلد وما تبقى من هذا البلد يجب منع قيام سلطة مركزية قابضة مرة أخرى في السودان وهذه المرة بسلاح الجميع!


بكرى المدنى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • من جامع زوجته بهذه الأيام.. علي جمعة: عليه كفارة 10 آلاف جنيه
  • لماذا سميت سورة يس بهذا الاسم؟.. 5 معجزات لا يعرفها كثيرون
  • لماذا أوصى الرسول بقراءة أذكار النوم؟.. لـ 13 سببا الشياطين أبرزها
  • كيف تحمي أبناءك من التـ.ــحرش الإلكتروني؟.. الأوقاف توضح
  • على الجزيرة ان تحتفظ بسلاحها والشمال عليه البحث عن سلاح كامل
  • لماذا سورة الكهف الوحيدة التى نقرأها يوم الجمعة ؟
  • كلمة واحدة وصف بها رسول الله من يحافظ على صلاة الضحى.. اغتنمها ولا تتركها
  • دعاء الرزق وقت الفجر.. احرص عليه سترى العجب العجاب
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة إنصاف مدني تعترف بإرتداء “الباروكة”.. تفشل في نطق كلمة “اكس تينشن” وتثير ضحكات الجمهور والحاضرين
  • عن تسليم سلاح حزب الله... السفير الإيراني: نلتزم بما يتفق عليه اللبنانيون