مزيج من أفكار نجاد وشعارات خاتمي.. محللون إيرانيون: الحكومة الحالية نسخة من سابقتها.. ولن تقدم جديدا
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
وصف محللون سياسيون إيرانيون حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي بأنها "مقلدة"، ونسخة من الحكومة السابقة فهي مزيج من بقايا الخطاب الشعبوي للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وشعارات الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي.
وبحسب تقرير لصحيفة "خبر أونلاين"، الإيرانية، تبدو إدارة رئيسي في بعض الأحيان وكأنها مزيج من أفكار أحمدي نجاد مع شعارات سلفه الإصلاحي محمد خاتمي، مشيرة إلى أن جزءا من خطاب إدارة رئيسي يذكرنا بخطاب خاتمي، عن العدالة والجمهورية.
وأوضحت الصحيفة، أنه بصرف النظر عن إخفاقاته السياسية والاقتصادية، فإن محاولة رئيسي لخلق خطاب جديد أو منسوخ فشلت أيضًا، ولكن ليس بسبب أفعاله بالكامل، فقد تم نسف فكرة الجمهورية في إيران بسبب تدخل الحكومة بالانتخابات وتقويضها لدور الهيئات المنتخبة مثل البرلمان ومجلس الخبراء الذي كان من المفترض أن يتحكم في سلوك المرشد الأعلى.
وأصدر مركز الدراسات الاستراتيجية، وهو هيئة بحثية تابعة لمكتب رئيس الجمهورية، مجلة في نهاية السنة الأولى من رئاسة رئيسي توضح الخطوط العريضة لخطابه.
لكن المنشور لم يلفت أي اهتمام، حيث تركزت كل المناقشات في ذلك الوقت ولاحقا على عدم كفاءة الحكومة وفشلها في حل المشاكل الداخلية والخارجية.
ويهدف المنشور، بحسب موقع خبر أونلاين، إلى محاكاة ما جمعه علماء السياسة والاقتصاد من أجل تحديد خطاب الرئيس خاتمي.
قال بعض الأكاديميين الإيرانيين صراحة إن التقدم الحقيقي في عهد الرئيس رئيسي كان أقل بكثير من مستوى الخطاب، وما جمعه رجال رئيسي استخدم أيضًا خطاب أحمدي نجاد الشعبوي.
وأشار المحلل المحافظ ناصر إيماني، إلى أن ما يجمعه مساعدو رئيسي من خطاب لا يتماشى مع سلوكه وأداء حكومته، مشيرا إلى أن أداء الحكومة بشكل عام اتسم بتغلغل ثوار وهميين في الحكومة.
بل إن إيماني أشارت إلى "الصراع المتناقض" بين أداء رئيسي وأفكار العدالة والمبادئ الجمهورية. وقال إن هذا يجعل تصريحات رئيسي صعبة التصديق. في غضون ذلك، قال مرتضى عزتي، الأكاديمي في جامعة تدريب المعلمين في طهران، في مقابلة مع روضاد 24، إن “إدارة رئيسي غير قادرة على كشف مشاكل البلاد واتخاذ القرارات لحلها”. وفي إشارة إلى المثل العليا وخطاب الإدارة غير المحدد، أضاف عزتي: "لا يوجد مثل أعلى مهم بما فيه الكفاية بحيث يمكن للحكومة أن تمارس الضغط على الشعب". وأشار عزتي كذلك إلى أن المتسللين الذين لا يرغبون في تحسين الوضع الحالي للبلاد، يزيدون من تفاقم الوضع لمنع التوصل إلى اتفاق بين إيران والغرب يمكن أن يساعد في إنهاء الأزمة الاقتصادية في البلاد.
ويرى أن وجود متسللين في الحكومة هو التفسير الأرجح للمأزق السياسي والأزمة الاقتصادية الحالية. وفي شرحه لتأثير المحافظين المتطرفين على المجتمع الإيراني والعلاقات الدولية للبلاد، ضرب عزتي مثال المدافعين عن مجموعة البريكس كبديل للاتفاق النووي مع الغرب.
وأشار إلى أن "البريكس عبارة عن اتفاق بين الحكومات، لكنه لا يمكن أن يقلل من تأثير العقوبات لأن العقوبات لا يفرضها القطاع الخاص. مع أو بدون البريكس، فإن أي كيان في الصين يحاول الانخراط في المزيد من التجارة مع إيران سيأتي حتما في ظل العقوبات الأمريكية".
وأكد مجددا أن العقبات أمام التجارة لن يتم إزالتها إلا مع وصول حكومة في إيران إلى السلطة تعطي أولوية عالية للتصالح مع النظام الدولي، ومن ناحية أخرى، رأى أن صناع القرار الحاليين في إيران لا يستطيعون اتخاذ قرارات يمكنها تجاوز المأزق الاقتصادي من خلال إنهاء العقوبات.
وختم عزتي بالقول، إن "حكومة رئيسي غير قادرة على دفع الحوار لتأمين مصالح إيران لأنها لا تستطيع اتخاذ قرارات، لكنها تحت ضغط مفرط قد تأخذ المفاوضات على محمل الجد".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ابراهيم رئيسي رئيسي إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل عزل همتي بداية المواجهة بين الحكومة والبرلمان في إيران؟
طهران- على وقع تدهور الاقتصاد الوطني المتمثل في تراجع قيمة العملة الوطنية وارتفاع معدلات التضخم، أقال البرلمان الإيراني أمس الأحد وزير الاقتصاد والمالية عبد الناصر همتي، وذلك بعد مرور نحو 6 أشهر فقط على منح النواب الثقة لجميع الوزراء في التشكيلة الحكومية للرئيس مسعود بزشكيان.
وفي سابقة هي الثانية من نوعها منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979، خسر همتي في التصويت على حجب الثقة عنه، ليسجل ثاني أسرع استجواب في تاريخ الجمهورية الإسلامية بعد وزير الداخلية الأسبق علي كردان الذي أقاله البرلمان عام 2008 على خلفية فضيحة تزويره شهادة الدكتوراه بعد 3 أشهر فقط من تولّي منصبه.
وهذه المرة، رغم محاولة الرئيس مسعود بزشكيان لثني النواب عن عزل وزيره، إذ قال تحت قبة البرلمان إن البلاد تواجه حربا اقتصادية هي الأسوأ والأصعب منذ الحرب العراقية الإيرانية (1988-1980)، وإن المشكلات الاقتصادية الراهنة غير مرتبطة بشخص واحد، صوّت 182 برلمانيا لمصلحة سحب الثقة من أصل 273 حضروا الجلسة المخصصة لإقالة همتي (من أصل 290 عضوا) في حين عارض 89 نائبا وامتنع نائب واحد عن التصويت.
ويرى مراقبون سياسيون في طهران تأييد نحو 66% من نواب البرلمان المحافظ عزل همتي ضربة قاصمة لشعار "الوفاق الوطني" الذي رفعه بزشكيان منذ تنصيبه وطبقه بشكل عملي عبر تعيينه شخصيات من التيار السياسي المنافس في مناصب عليا بحكومته.
من ناحيته، كتب محمد علي أبطحي -وهو ناشط سياسي إصلاحي ورئيس مكتب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي- على منصة إكس "لا بد أن يعتبر المجلس الوزاري من استجواب همتي عقب 6 أشهر فقط من تولّيه منصبه، عليه ألا يقبل بالوفاق من جانب واحد، وأن يتعامل مع البرلمان بناء على الأسس القانونية فحسب".
وانتقد أبطحي توجه الحكومة لفتح المجال أمام عناصر التيار المنافس تحت شعار "مسايرة البرلمان"، مضيفا "عليكم أن تعلموا أن بزشكيان هو الفائز في الرئاسيات السابقة. لا تسمحوا للأطراف الأخرى أن تتدخل في شؤون الحكومة حتی تكون النتيجة مشابهة لما كان يراد لها في حال فوز المرشح المقابل".
إعلانورغم أن الريال الإيراني كان قد استعاد جزءا بسيطا من قيمته عقب الإعلان عن فوز بزشكيان في رئاسيات الصيف الماضي، إذ تراجع آنذاك سعر الدولار الأميركي من 610 آلاف إلى 590 ألف ريال، واصلت العملة الإيرانية خسارة قيمتها منذ يوليو/تموز المنصرم حتى بلغت 930 ألف ريال للدولار الواحد تزامنا مع عقد جلسة الاستجواب صباح يوم أمس.
تنافس سياسيوعلى وقع الجدل المتواصل إثر تقديم الأغلبية المحافظة في 11 يناير/كانون الثاني الماضي مشروع الاستجواب، يرى الإصلاحيون في استجواب همتي محاولة لتشفّي خصومهم بعد أن أخفقوا في إقالة محمد جواد ظريف مساعد الشؤون الإستراتيجية للرئيس بزشكيان من منصبه، وكذلك فشلهم في إحباط برامج بزشكيان الرامية إلى رفع القيود عن الإنترنت وتعليق قانون الحجاب الإجباري.
لكن بعد مرور سويعات على عزل همتي، نقلت وكالتا أنباء "تسنيم" و"فارس" المقرّبتان من الحرس الثوري عن مصادر مقربة من الحكومة أن ظريف قد قدم استقالته للرئيس بزشكيان الذي لم يتخذ قرارا بعد بشأنه.
في غضون ذلك، هاجم السياسي المحافظ إحسان صالحي -الذي سبق أن تقلد منصب سكرتير المجلس الإعلامي لحكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي- كلمة بزشكيان تحت قبة البرلمان دفاعا عن همتي وحديثه عن دور الضغوط الخارجية في تشديد الأزمات الاقتصادية، مضيفا في تغريدة على منصة إكس أن "الرئيس بزشكيان قدم صورة ضعيفة عن البلاد في مواجهة نظيره الأميركي دونالد ترامب".
من ناحيته، دافع همتي عن سجله، معتبرا أن سعر الصرف في البلاد ليس حقيقيا وإنما نابع عن التوقعات التضخمية. وتوعد بخفضه حتما، مضيفا أن "المشكلة الأخطر في اقتصاد البلاد هي التضخم المزمن الذي يعاني منه اقتصادنا منذ سنوات".
إعلانوفي كلمته تحت قبة البرلمان قبيل التصويت على سحب الثقة منه، قال همتي إنه "لا يريد الكشف عن معلومات تسعد الأعداء"، لكنه تعمّد أن يكون صريحا مع النواب عندما خاطبهم بأن الضغط على الموازنة والسيولة سيستمر وسعر الدولار سيزداد ما دامت القضايا الدولية قائمة وأن معالجة التضخم في البلاد ستستغرق وقتا.
وبينما ركزت كلمات المستجوِبين تحت قبة البرلمان على إخفاقات الوزير المعزول في احتواء التضخم، وإصلاح النظام المصرفي، وانهيار قيمة العملة الوطنية إثر إطلاقه خطة لتوحيد أسعار الصرف مما أدى إلى تفاقم الوضع المعيشي وسقوط شريحة كبيرة أخرى من المواطنين تحت عتبة الفقر، يرى الطيف المقابل أن همتي راح ضحية التنافس السياسي في البلاد.
في المقابل، يرد المؤيدون بأن همتي نجح بالفعل في ترميم عجز الموازنة وكبح جماح التضخم من 42% إلى 32% وأن فترة 6 أشهر لم تعد كافية لإصلاح ما أفسدته الحكومات السابقة، فضلا عن الأزمات الاقتصادية المتراكمة جراء العقوبات الأميركية وارتفاع منسوب التوترات الإقليمية.
أول الغيثيأتي الجدل بين مؤيدي حكومة بزشكيان ومعارضيها بعد مرور 192 يوما على تصويت 192 نائبا الصيف الماضي لمصلحة تولي همتي وزارة الاقتصاد والمالية، مما يطرح علامة استفهام عما إذا كانت الموافقة البرلمانية على جميع أعضاء التشكيلة الحكومية المقترحة متأثرة بالتطورات الأمنية التي أعقبت تنصيب بزشكيان، ولعل أبرزها اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وبذلك، يرى الكاتب مهرداد خدير -في مقاله نشره بموقع "عصر إيران" الناطق بالفارسيةـ أنه بناء على ديدن البرلمان المحافظ وموقفه من الرئيس بزشكيان وحكومته فإن المستغرب هو منح هذا البرلمان ثقته لجميع الوزراء المقترحين وليس سحب الثقة من همتي.
وفي مقاله بمناسبة أول مواجهة عملية بين البرلمان والحكومة، توقع خدير استمرار وتيرة المواجهة السياسية بينهما خلال الفترة المقبلة على أن تطيح بعدد آخر من وزراء حكومة بزشكيان، مضيفا أن تسمية البديل للوزير المعزول ستحدد إذا كان بزشكيان سيتراجع أمام ضغوط البرلمان أم يتخذ قرارا بعدم التغيير في فريقه الاقتصادي.
إعلان