الأديب جليل خزعل… مسيرة أربعين عاماً في أدب الطفل وأكثر من 150 كتاباً في القصة والشعر والمسرح
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
اللاذقية-سانا
مسيرة أربعين عاماً من الكتابة للطفل، وأكثر من 150 مؤلفاً بين قصة وشعر ومسرح وكتاب تعليمي، يضاف لها الكثير من أغاني برنامج الأطفال الأشهر “افتح يا سمسم”، يرى الأديب والشاعر العراقي جليل خزعل أنه قدم من خلالها نماذج فاعلة مشجعة تصلح لأن تكون قدوة للطفل العربي.
يضيء الأديب خزعل في حواره لـ سانا الثقافية خلال توقيعه لمجموعته القصصية “عندما يغني الغراب” على هامش معرض كتاب الطفل الرابع الذي تستضيفه حالياً جمعية مكتبة الأطفال العمومية باللاذقية على أهمية وجود أدب مختص بالطفل يتسم بالمسؤولية والإبداع معاً.
ويشير خزعل إلى أن أدب ثقافة الطفل كمصطلح لم يحسم إلا بالسنوات الأخيرة الماضية، ولم يأخذ استقلاليته عن أدب الكبار، ولم يعترف به رسمياً وخاصة بالوطن العربي إلا بوقت متأخر، بعد أن قدمت نماذج متميزة منه وحصل إجماع حوله كأدب له خصائص مختلفة عن أدب الكبار.
ورأى خزعل أن أدب الطفل أدب وظيفي يجب أن يتمثل بشكل تربوي وإبداعي بعيداً عن الطريقة التقليدية التي يتلقاها الطفل بالمدرسة، وهنا تكمن مهمة الكاتب المبدع وتميزه عن الكاتب التقليدي أو الطارئ على هذا الميدان في فهم خصائص الطفولة ومراحلها، بما يسمح للكاتب بتوظيف قدراته بأعمال أدبية تتناسب مع كل شريحه عمرية.
ويعتبر خزعل أن هذا لا يتحقق إلا إذا كان الكاتب يمتلك مهارة وموهبة الكتابة التي تتمثل باللغة والأسلوب والقدرة على الابتكار والإتيان بشيء جديد، فهو يرى أن أدب الطفل يقاس بمدى تأثيره واستمرار هذا التأثير في الأجيال المتعاقبة.
واستعرض خزعل بعضاً من تاريخ صحافة الطفل في العراق وعدد من البلدان العربية، والتي كان لها تأثير كبير في الطفل العربي من خلال مجلات “مجلتي في العراق” و”أسامة في سورية” و”ميكي بمصر” و”ماجد في الإمارات” و”العربي الصغير في الكويت”، ورأى أنها شكلت نقلة نوعية في صحافة الطفل وكان لها تأثير كبير في تشكيل وعي هذه الأجيال.
ونوه بأهمية دور مجلة “مجلتي” المتخصصة بالطفل منذ عام 1969 والمستمرة حتى اليوم في امتداد لمشروع على نصف قرن ساهم في تعميق ونشر اللغة العربية السليمة في الكثير من البلدان العربية، بما يؤكد مدى تأثير أدب الطفل.
خزعل الحائز ماجستير تربية وعلم نفس في طرائق تدريس علم الأحياء أكد ضرورة استخدام الأدب الإبداعي في تدريس المناهج التعليمية في الوطن العربي، حيث تبين تجربته التدريسية في هذا المجال، من خلال تحويل مادة علمية كعلم الأحياء الى أدب ونصوص قصصية وأخرى شعرية، أنها تفوقت من حيث النتائج على الطرائق التقليدية.
وأشار خزعل إلى ضرورة اهتمام الأهل بانتقاء الكتاب الأول للطفل، لما له من تأثير في حبه للقراءة لتصبح طريقاً له مع التأكيد على جودة المحتوى بما يناسب الطفل وعدم الاكتفاء بجمال الغلاف فقط، فهناك الكثير مما يسمى أدب الطفل، وهو ليس سوى قرطاسية لا أكثر.
والأديب خزعل حاصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية، وطُبعت أعماله في أغلب بلدان الوطن العربي، وتُرجمت إلى اللغة الإنكليزية، والألمانية، والإيطالية، واليابانية، وغيرها، إضافة إلى أن نصوصه تدرس في مناهج الدراسة في مراحل رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، والمعاهد، والجامعات في العراق والكثير من الدول العربية، كما شغل الكثير من المناصب، منها مدير تحرير مجلة مجلتي والمزمار، ورئيس نادي أدب الأطفال في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.
فاطمة ناصر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: أدب الطفل فی العراق الکثیر من
إقرأ أيضاً:
في يوم الطفل الفلسطيني.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أكثر من 350 طفلًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملات الاعتقال الممنهجة بحق الأطفال الفلسطينيين؛ ويحرمهم من عائلاتهم ويسلبهم طفولتهم في مرحلة هي الأكثر دموية بحقهم في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث تتجاوز أعدادهم في سجونه ومعسكراته 350 طفلا بينهم أكثر من 100 معتقل إداريًا.
وقالت المؤسسات الفلسطينية المعنية بشئون الأسرى (هيئة شؤون الأسرى، نادي الأسير، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) في تقرير لها اليوم السبت بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف الخامس من أبريل من كل عام – إن الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال يواجهون جرائم منظمة تستهدف مصيرهم أبرزها التعذيب والتجويع والجرائم الطبية هذا إلى جانب عمليات السلب والحرمان الممنهجة التي يواجهونها بشكل لحظي والتي أدت مؤخرا إلى استشهاد أول طفل في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة، هو وليد أحمد (17 عامًا) من بلدة سلواد رام الله الذي استشهد في سجن (مجدو).
وأضافت المؤسسات الثلاث في تقريرها الذي حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منه اليوم أن قضية الأطفال الأسرى، شهدت تحولات هائلة منذ بدء الإبادة وذلك في ضوء تصاعد حملات الاعتقال بحقّهم، سواء في الضّفة بما فيها القدس التي سُجل فيها ما لا يقل (1200) حالة اعتقال بين صفوف الأطفال إضافة إلى أطفال من غزة لم تتمكن (المؤسسات) من معرفة أعدادهم في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري.
وأشارت إلى أن الطواقم القانونية تمكنت على مدار الشهور الماضية من تنفيذ زيارات للعديد من الأطفال الأسرى في سجون (عوفر، ومجدو، والدامون)، رغم القيود المشددة التي فرضت على الزيارات، والتي تم خلالها جمع عشرات الإفادات من الأطفال التي عكست مستوى التوحش الذي يمارس بحقهم، حيث نفّذت بحقهم، جرائم تعذيب ممنهجة، وعمليات سلب -غير مسبوقة.
ونبهت المؤسسات إلى أن الأطفال المعتقلين يتعرضون للضرب المبرح، والتهديدات بمختلف مستوياتها، حيث تشير الإحصاءات والشهادات الموثّقة إلى أنّ غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التّعذيب الجسدي والنّفسيّ، عبر جملة من الأدوات والأساليب الممنهجة المنافية للقوانين والأعراف الدولية، والاتفاقيات الخاصة بحقوق الطّفل هذا إلى جانب عمليات الإعدام الميداني التي رافقت حملات الاعتقال.
وقالت: إن الأطفال يتعرضون لسياسات ثابتة وممنهجة منذ لحظة الاعتقال مرورا بمرحلة التوقيف.. مشيرة إلى أن عشرات الجنود المدججين منازل الفلسطينيين يقتحمون بشكل مريب ويعيثون خرابًا في منازل المواطنين قبل الاعتقال وكان هناك العديد منهم مصابون ومرضى.
وأشارت إلى أن جنود الاحتلال يستخدمون خلال عمليات اعتقال الأطفال، أساليب مذلّة ومهينة، كما أن الغالبية منهم تم احتجازهم في مراكز توقيف تابعة لجيش الاحتلال في ظروف مأساوية، تحت تهديدات وشتائم، واعتداءات بالضرّب المبرح كما يجبر الأطفال على التوقيع على أوراق مكتوبة باللغة العبرية.
وقالت المؤسسات: إن جريمة التّجويع التي تُمارس بحق الأسرى وعلى رأسهم الأطفال تحتل السطر الأول في شهاداتهم بعد الحرب، فالجوع يخيم على أقسام الأطفال بشكل غير مسبوق حتى أنّ العديد منهم اضطر للصوم لأيام جراء ذلك، وما تسميه إدارة السّجون بالوجبات، هي فعليا مجرد لقيمات.
ونبهت المؤسسات إلى أن الاحتلال يواصل جريمته بحقّ الأطفال من خلال محاكمتهم وإخضاعهم لمحاكمات تفتقر الضمانات الأساسية (للمحاكمات) العادلة كما في كل محاكمات الأسرى؛ حيث شكّلت محاكم الاحتلال أداة مركزية في انتهاك حقوق الأطفال الفلسطينيين سواء من خلال المحاكم العسكرية في الضفة أو محاكم الاحتلال في القدس.
ولفتت إلى أن قضية الحبس المنزلي في القدس لاتزال تتصدر العنوان الأبرز بحق الأطفال المقدسيين التي حوّلت منازل عائلاتهم إلى سجون، حيث تنتهج سلطات الاحتلال جريمة الحبس المنزلي بحقّ الأطفال المقدسيين بشكل أساسي.
وأفادت المؤسسات بأن جريمة اعتقال الأطفال إداريًا تحت ذريعة وجود (ملف سري) لا تزال تشكل تحولا كبيرًا حيث يتجاوز عددهم 100 طفل من بينهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما، لتضاف هذه الجريمة إلى مجمل الجرائم الكثيفة التي ينفذها الاحتلال بحقهم.
وجددت المؤسسات الفلسطينية مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدّولية المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفسطيني وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة.
وشددت المؤسسات على ضرورة أن يعيد المجتمع الدولي للمنظومة الحقوقية الدّولية دورها الأساسي الذي وجدت من أجله ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها في ضوء الإبادة والعدوان المستمر، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.