غزة - صفا

عرضت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مراحل تطور سلاحها وتكتيكاتها منذ الانسحاب الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2005م حتى اليوم.

وفي تقرير لها قالت كتائب القسام عبر موقعها الإلكتروني في الذكرى الـ16 للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، إنها "أولت أهمية قصوى لمضاعفة القدرة القتالية لمجاهديها وزيادة نوعية وكفاءة الوسائل القتالية، كما زاد اهتمامها بالتصنيع المحلي الذي كان له دور بارز في مرحلة ما قبل الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة، لتحقيق نوعٍ من الاكتفاء في ظل الحصار المطبق المضروب من القريب والبعيد؛ فجيشت الكتائب الجهود والعقول لأجل هذا الهدف وكان لذلك بفضل الله نتائج مبهرة".

وأوضحت أن "صواريخ القسام البدائية أرّقت العدو خلال وجوده في قطاع غزة وكانت مدياتها لا تزيد عن 20 كيلومتراً، وتحمل رؤوساً حربية صغيرة، ولكن ومع مرور الأعوام والجهود المضنية التي بذلها مهندسو القسام، وصلت هذه الصواريخ لمديات لم يتوقعها الاحتلال فدكت تل أبيب ودخلت أجيال جديدة من الصواريخ للخدمة (M75- R160-J80-S55-A-SH- AYASH) بمديات تصل لأكثر من 250 كيلومتراً، ورؤوس حربية تزن مئات الكيلوغرامات".

ولفتت إلى أن "العدو والصديق شاهد زيادة القدرة التدميرية لصواريخ القسام خلال معركة سيف القدس".

العبوات ومضادات الدروع

وبينت القسام أنها "اعتمدت في تصنيع العبوات على المواد الأولية في قطاع غزة، واستطاعت نسف العديد من المواقع العسكرية والآليات بهذه العبوات، ومع التطور العسكري على هذه الصناعات تمكن مهندسو الكتائب من تصنيع عبوات جديدة بأحجام صغيرة مقارنة وبفاعلية أكبر، وخصصت لمهام متعددة (أرضية – برميلية – مضادة للأفراد – مضاد للدروع- ...) وغيرها الكثير".

وذكرت أن "سلاح مضاد الدروع شهد تطوراً مهماً منذ اندحار العدو عن غزة؛ فبعد أن كان السلاح المستخدم هو RPG وقذائف الياسين والبتار المحلية، دخلت على الخط القذائف الترادفية ثم الأسلحة النظامية الموجهة التي أعطت نوعاً من التفوق للمجاهد القسامي في مواجهة آليات العدو".

الطائرات ومضاداتها

وقالت كتائب القسام إنها "أدخلت أسلحة جديدة إلى الصراع مع المحتل لم تكن موجودة قبل عام 2005؛ إذ بدأت مرحلة التصدي لطائرات العدو بدءاً بالرشاشات الثقيلة وصولاً إلى المضادات المحمولة على الكتف من طراز سام7"، مؤكدة أن "السعي لكسر التفوق الجوي للعدو سيتواصل".

وأردفت "كما أذهلت القسام العدو حين استخدمت في عام 2014م طائرات الأبابيل محلية الصنع لأغراض متعددة، فيما كشفت معركة سيف القدس 2021م عن أجيال جديدة من الطائرات تمثلت بـ" شهاب الانتحارية" و "الزواري" لمهام الاستطلاع، فلم تعد سماء فلسطين حكراً على طائرات العدو".

تطور تكتيكات المقاومة

وبينت أنه "منذ اندحار العدو عن غزة بدأت المقاومة الفلسطينية تصقل تجربتها وتطور كفاءة مقاتليها وتطور من تكتيكاتها وتبتدع أخرى جديدة، فما كاد العدو ينسى جحيم غزة حتى تلقى ضربة قوية في عملية أسر الجندي جلعاد شاليط عام 2006م لتتلاحق بعدها عمليات الأنفاق التي كان آخرها سلسلة العمليات خلف الخطوط خلال معركة العصف المأكول".

ولفتت إلى أنها واصلت "تصديها لاعتداءات جيش الاحتلال وبرزت بطولات مجاهديها مع باقي فصائل المقاومة في معارك الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول وسيف القدس التي فاجأت فيها العدو بتكتيكات جديدة، كبدت العدو من خلالها خسائر فادحة وأسرت عدداً من جنود الاحتلال".

وذكرت "برز خلال معركة 2014م تكتيك القتال عبر البحر من خلال عملية (زيكيم) البحرية، وما زالت وحدات الكوماندوز البحري تطور قدراتها للإثخان في العدو خلال أي معركة قادمة".

وبحسب كتائب القسام ""كما برز في معركة سيف القدس 2021م تكتيك جديد في استخدام الصواريخ التي تخطت القبة الحديدية، وضربت العدو في العمق حتى وصلت مدى 250كم، فأصبحت كل فلسطين المحتلة في مرمى صواريخ القسام".

ولفتت إلى أن "صراع العقول مع العدو شهد تطوراً كبيراً؛ فمن سلاح الاتصالات الذي حاول العدو ضربه مراراً إلى المعركة الإلكترونية والاختراقات المتكررة لمقدرات العدو وجنوده، وما زالت هناك في الخفاء معركة محتدمة مع العدو ومنظومته الأمنية".

وجددت تأكيدها "بعد سنوات من الإعداد والمعارك والجولات الجهادية تبقى كتائب القسام على عهدها مع شعبها وأمتها بأن تشرفهم في كل ميدان نزال مع العدو، وأن توجه ضربات صاعقة لجيشه المهزوم وقيادته الهزيلة".

ويوافق اليوم ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من غزة تحت ضربات المقاومة، بعد احتلال عسكري استمر 38 عامًا، أقام خلالها الاحتلال المستوطنات والحواجز العسكرية داخل القطاع لإذلال الفلسطينيين وللقيام بالجرائم ضد مواطنيه العزل.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الانسحاب الإسرائيلي كتائب القسام سلاح كتائب القسام المقاومة القسام الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة الانسحاب من غزة کتائب القسام قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بالتفصيل.. الجيش الإسرائيلي يكشف خبايا معركة 7 أكتوبر

كشف التحقيق العسكري الإسرائيلي عن “سلسلة من الإخفاقات التي أدت إلى سقوط قاعدة ناحال عوز العسكرية في 7 أكتوبر، حيث لم يكن يحرس القاعدة سوى جندي واحد، وكانت القوات غير مستعدة، وناقلات الجند المدرعة غير مؤهلة، والمدافع الرشاشة مقفلة. ونتيجة لذلك، تمكن حوالي 250 مقاتلًا فلسطينيًا من السيطرة على القاعدة بسهولة”.

وأشارت التحقيق إلى أن “القوات الإسرائيلية داخل القاعدة كانت قليلة العدد، ولم تكن ناقلات الجند المدرعة في حالة تأهب، كما أن المدافع الرشاشة كانت مقفلة في المستودعات، ما أدى إلى تسلل حوالي 250 مقاتلًا فلسطينيًا والسيطرة على القاعدة بسهولة”.

وبحسب التحقيق، “لم تكن هناك خنادق أو عوائق كبيرة تعيق الهجوم، ما سمح لمقاتلي حماس بالوصول إلى مواقع حساسة بسرعة، ونتيجة لذلك، نجح المهاجمون في تحييد الدفاعات والسيطرة على القاعدة في وقت قياسي”.

وأوصى التحقيق بـ”اتخاذ إجراءات عقابية بحق كبار الضباط الذين كانوا في قلب الفشل، لكن هذه التوصيات لم تُنفذ بعد بسبب قرار رئيس الأركان المستقيل هرتسي هاليفي ترك الأمر لخلفه إيال زامير”.

وخلص التحقيق إلى أن “المعايير التشغيلية في القاعدة كانت متدنية للغاية، ولم يكن هناك حد أدنى واضح لعدد القوات المطلوبة في الموقع، وأن المواقع العسكرية لا ينبغي استخدامها كقواعد متعددة الوحدات، بالإضافة إلى أن فشل القيادة العسكرية انعكس على أداء الجنود الذين لم يسعوا إلى الاشتباك بفعالية مع المقاومين الفلسطينيين”.

وأشار التقرير إلى أن “الهجوم كان مخططًا له بعناية، حيث استخدمت “حماس” نموذجا تدريبيا يحاكي القاعدة داخل قطاع غزة للتدرب على اقتحامها”.

هذا “وشن الهجوم 65 مقاتلًا من القسام في الموجة الأولى بين الساعة 6:30 و7:00 صباحًا، تبعهم 50 مقاتلًا آخر في الموجة الثانية بحلول التاسعة صباحًا، وبحلول العاشرة صباحًا كان أكثر من 250 مقاتلًا قد استكملوا السيطرة على القاعدة، وفي ذروة الهجوم، كان 162 جنديًا داخل المعسكر، أي نصف العدد المعتاد في أيام الأسبوع، مما زاد من صعوبة التصدي للهجوم، وأسفر الهجوم عن مقتل 53 جنديًا، إضافة إلى 22 من أفراد الدعم القتالي، بينما تم أسر 10 آخرين إلى داخل غزة”.

استقالة رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي بعد تحقيقات 7 أكتوبر

أعلن اللواء عوديد سيوك، رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، استقالته من منصبه، في أعقاب التحقيقات التي كشفت عن إخفاقات جسيمة خلال هجوم السابع من أكتوبر.

وأكد سيوك، في تصريحات مغلقة بعد انتهاء التحقيقات، أنه “لم يتم إدراك انهيار فرقة غزة في الوقت المناسب”.

وجاء إعلان استقالة “سيوك”، قبل يومين فقط من تسلم رئيس الأركان الجديد اللواء إيال زامير، مهامه رسميا، وبعد أسبوع من تقديم تقرير التحقيقات حول الإخفاقات العملياتية في ذلك اليوم”.

وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا رسميا قال فيه: “التقى رئيس مديرية العمليات، اللواء عوديد سيوك، مع رئيس الأركان الجديد، اللواء إيال زامير، وطلب التقاعد من الجيش بعد نحو أربع سنوات قضاها في منصبه، وقد وافق زامير على الطلب، لكنه طلب منه الاستمرار في منصبه خلال الأشهر المقبلة، نظراً للتحديات العملياتية القائمة.”

وفي سياق آخر، نقلت القناة 13 العبرية عن ضابط استخبارات في أحد ألوية الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، “أن حركة “حماس” تعمل على إعادة بناء قوتها العسكرية استعدادا للرد على استئناف إسرائيل المحتمل للقتال”.

وبحسب المصدر، فإن “حماس”، “نجحت في تجنيد آلاف المقاتلين الجدد، مما يجعل وضعها العسكري قريبا مما كان عليه قبل اندلاع الحرب، عندما كان يقدر عدد عناصرها بحوالي 30 ألف مقاتل”، كما أشار المصدر إلى أن “الحركة تستغل وقف إطلاق النار لزرع المتفجرات في مناطق مختلفة داخل القطاع، وهو ما تمكنت القوات الإسرائيلية من رصده عبر عملياتها الاستخباراتية والميدانية”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هدد باستئناف العمليات العسكرية في غزة، مؤكدا أنه “إذا لم تفرج “حماس” عن الأسرى الإسرائيليين، فستدفع ثمنا لا يمكنها تخيله”.

من جانبه، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن “وقف المساعدات إلى غزة ليس سوى الخطوة الأولى، وأن الخطوة التالية ستكون قطع الكهرباء والمياه، وشن هجوم واسع وقوي يؤدي إلى احتلال القطاع، مع تشجيع تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” لتهجير السكان”.

مقالات مشابهة

  • المقاومة ترفض نزع السلاح وترفع الجهوزية مع استمرار التصعيد الصهيوني
  • رمضان في غزة.. جوع وصمود رغم الألم في معركة الاتّفاق
  • 13 عملا مقاوما في الضفة والقدس خلال 24 ساعة
  • حكومة السوداني.. معركة بقاء معقدة سلاحها الضغوط المركبة والتنافس في الانتخابات
  • حكومة السوداني.. معركة بقاء معقدة سلاحها الضغوط المركبة والتنافس في الانتخابات- عاجل
  • بالتفصيل.. الجيش الإسرائيلي يكشف خبايا معركة 7 أكتوبر
  • فيما القسام تنشر فيديو “الوقت ينفد”.. حكومة نتنياهو تتقدّم خطوة وتتراجع خطوتين
  • تحقيق : هكذا سيطرت كتائب القسام على موقع ناحل عوز
  • المقاومة أكبر من مكان وأكثر من زمان
  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي يواصل المماطلة في تنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار