لندن تبحث تقصير باريس في منع مهاجرين من الوصول لأراضيها
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
قالت الحكومة البريطانية إنها تتوقع اتخاذ "إجراءات سريعة" من قبل السلطات الفرنسية بشأن إذا ما كان مسؤولو الحدود عبر القنال الإنجليزي لا يتصدون لحالات عبور المهاجرين.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية "بي.آيه.ميديا"، نقلاً عن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أن "وزارة الداخلية ستتواصل مع نظرائها الفرنسيين" بشأن إذا كانت هناك تقارير عن أن رجال شرطة "لا يستوفون المعايير المتوقعة".
ولكن رئاسة الحكومة البريطانية أكدت أن الحكومة تعمل بالتعاون الوثيق مع السلطات الفرنسية للمساعدة في الوفاء بوعد سوناك "بإيقاف القوارب".
16% of NHS staff are non British...
Total immigrant population is 14.8%
One NHS trust in London white people only made up 41% of patients...
If all the immigrants were repatriated, the NHS would see a huge drop in demand and the "british" people could have their NHS back...! pic.twitter.com/Dk2dg4fnyb
وذكر تحقيق أجرته صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية أن بعض رجال الشرطة الفرنسيين فضلوا المشاركة في حفل بدلا من إيقاف بالمهاجرين، حيث اعترف أفراد شرطة بالسماح للقوارب بالإبحار إلى بريطانيا.
ووقع سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفاقاً مدته 3 سنوات يكلف دافعي الضرائب في المملكة المتحدة نحو 480 مليون جنيه إسترليني (600 مليون دولار) لتعزيز الجهود الرامية لمنع المهاجرين من القيام بالعبور الخطير في قوارب صغيرة.
لكن الصحيفة ذكرت أن رجال الشرطة خارج الخدمة كانوا يحتسون الخمر حتى وقت متأخر من الليل، ونقلت عن أحدهم قوله: "نحن لا نوقف المهاجرين، ليس من واجبنا إيقافهم ".
ووصل أكثر من 23 ألف مهاجر إلى المملكة المتحدة حتى الآن في عام 2023، بينهم أكثر من 3000 في سبتمبر(أيلول).
وأظهرت أحدث أرقام وزارة الداخلية أنه تم رصد 144 شخصاً في 3 قوارب أمس الإثنين.
واستمرت عمليات العبور، اليوم الثلاثاء، لليوم الحادي عشر على التوالي من وصول الوافدين وسط موجة من الطقس الدافئ.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء: "كما يتوقع الجمهور، سننظر في أي تقارير تفيد بأن أقلية صغيرة من رجال الشرطة لا يلتزمون بالمعايير المتوقعة، على الجانبين".
وأضاف المتحدث "ولكن بشكل عام، نعمل بشكل وثيق مع نظرائنا الفرنسيين، هذا العام وحده تم منع أكثر من 15 ألف مهاجر من الوصول إلى المملكة المتحدة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني بريطانيا
إقرأ أيضاً:
نسرين مالك- قلم سوداني في الصحافة البريطانية
زهير عثمان
في نسيج الصحافة البريطانية المعقد، يبرز اسم نسرين مالك كدليل على الصمود والذكاء وقوة الهوية. الصحفية السودانية-البريطانية التي شقت طريقها كواحدة من أبرز الكتّاب، تكتب ببراعة عن العرق والجنس والطبقة والإسلام في بريطانيا. يعكس عملها، الذي يتميز بتحليله العميق وصدقه الجريء، ليس فقط رحلتها الشخصية ولكن أيضًا النضالات والانتصارات الأوسع للمجتمعات المهاجرة.
جسر بين الثقافات من خلال الصحافة
وُلدت نسرين مالك في السودان، وتجسد رحلتها إلى أن أصبحت واحدة من أبرز المعلقين في بريطانيا تقاطعًا بين المنظورين الإفريقي والغربي. من خلال كتاباتها في صحيفة The Guardian، تناولت بعضًا من أكثر القضايا الاجتماعية والسياسية إثارة للجدل في عصرنا، بما في ذلك الهجرة وعدم المساواة المنهجية ومعاملة الأقليات. صوتها يجمع بين التعاطف والسلطة، ويقدم رؤى دقيقة تتحدى السرديات السائدة.
مساهمة أدبية: نحن بحاجة إلى قصص جديدة
في عام 2019، نشرت مالك كتابها المشهود له نحن بحاجة إلى قصص جديدة، الذي ينتقد ستة من الخرافات المقبولة على نطاق واسع التي تدعم الخطاب الاجتماعي الحديث، مثل وهم حرية التعبير المطلقة وحياد الإعلام. وقد وُصف الكتاب، الذي أشيد به لوضوحه ودقته الفكرية، بأنه تدخل ضروري في عالم يزداد استقطابًا بسبب المعلومات المضللة والحروب الثقافية. تؤكد الطبعة الثانية، التي صدرت في عام 2021، على أهمية الكتاب ودوره في تشكيل الفكر التقدمي.
التكريم والاعتراف
لم تمر مساهمات مالك دون أن تُلاحظ. فقد تم اختيارها في القائمة الطويلة لجائزة أورويل عام 2019 لعملها في كشف "البيئة المعادية" في بريطانيا. كما حصلت على جائزة "المعلق الاجتماعي لهذا العام" في حفل جوائز الذكاء التحريري لعام 2017، وتم ترشيحها لجائزة "الصحفي/الكاتب لهذا العام" في جوائز التنوع في الإعلام. تؤكد هذه الجوائز على تأثيرها كصحفية لا تخشى مناقشة المواضيع الشائكة.
دور النساء السودانيات-البريطانيات في الفضاء الثقافي
مالك جزء من مجموعة متزايدة من النساء السودانيات-البريطانيات اللواتي يتركن بصماتهن في الفضاءات الثقافية والفكرية في المملكة المتحدة. هؤلاء النساء، اللاتي يوازين بين هوياتهن المزدوجة، يقدمن وجهات نظر فريدة على المسرح العالمي. من خلال أعمالهن، يتحدين الصور النمطية، ويضفن أصواتًا للمهمشين، ويُلهمن أجيالًا جديدة من الأفراد المغتربين ليعتنقوا تراثهم بينما يتفاعلون مع العالم.
إرث قيد التقدم
بالنسبة للعديد من النساء السودانيات والإفريقيات، تُعد إنجازات مالك مصدر فخر وإلهام. قدرتها على التعبير عن قضايا معقدة بوضوح وتعاطف تظهر الدور الحاسم للصحافة في تعزيز الفهم وتحفيز التغيير الاجتماعي. ومع استمرار مالك في الكتابة والتحدث، يذكرنا عملها بقوة السرد وأهمية التمثيل في الإعلام.
ونسرين مالك ليست مجرد صحفية؛ بل هي جسر بين الثقافات، وصوت للمهمشين، ومنارة أمل لأولئك الذين يسعون لترك بصمتهم في عالم غالبًا ما يتجاهلهم. ومع تقدم مسيرتها المهنية، سيستمر تأثيرها في الصحافة البريطانية ومساهماتها في الحوار العالمي حول العرق والهوية والعدالة في النمو بلا شك. بالنسبة للمجتمع السوداني-البريطاني، وخاصة نسائه، فهي تمثل الإمكانيات غير المحدودة للمثابرة والموهبة والشجاعة في قول الحقيقة للسلطة.
zuhair.osman@aol.com