بينها دولتان عربيتان.. روسيا تعمل على إلغاء التأشيرة مع 6 دول أفريقية
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
قال سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية، أوليج أوزيروف، اليوم الثلاثاء، إن روسيا تأمل في تأمين اتفاقيات بدون تأشيرة مع المزيد من الدول الإفريقية.
وحسب وكالة “تاس” الروسية للأنباء، قال أوزيروف، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس أمانة منتدى الشراكة الروسي الأفريقي، إنه على الرغم من أنها عملية معقدة، إلا أن هناك إجماعًا عامًا على ضرورة تخفيف قيود السفر.
وقال أوزيروف: “لدينا اتفاقيات بدون تأشيرة مع ست دول إفريقية وبالتأكيد العمل جار مع دول أخرى”، مضيفا أن “موسكو والدول الأفريقية اتفقت على تسهيل الاتصالات الثنائية خلال القمة الروسية الأفريقية الثانية التي عقدت في سان بطرسبرج في أواخر يوليو”.
وأشار إلى أنه لا يمكن توقع أن تتم العملية بين عشية وضحاها، ولكن بشكل تدريجي، مع استمرار المحادثات بسرعات مختلفة مع دول مختلفة.
حاليًا، لا يحتاج المواطنون الروس إلى تأشيرات لزيارة تونس والمغرب وجنوب إفريقيا وناميبيا وإسواتيني وبوتسوانا.
وبحسب السفير، تعمل موسكو أيضًا على تسيير رحلات جوية مباشرة إلى عدد من الدول الإفريقية، وقد تم إحراز بعض التقدم بالفعل.
وكشف أوزيروف: “نتوقع أن يتمكن سياحنا في الأشهر المقبلة من السفر إلى عدة دول في القارة مباشرة من المدن الروسية”.
وأضاف أن هناك الكثير من الوجهات المحتملة التي تنتظر استكشافها من قبل المصطافين، وهي آمنة ومستقرة ومثيرة للاهتمام للغاية من حيث التاريخ والثقافة والطبيعة والأشخاص الذين يعيشون هناك.
وقال الدبلوماسي إنه إلى جانب تنزانيا وناميبيا وجنوب أفريقيا المعروفة، فإن لدى دول مثل بوتسوانا وزيمبابوي وموريشيوس الكثير لتقدمه أيضا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا الدول الافريقية إلغاء التأشيرة
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي وبزشكيان..دولتان ومصيران
تعرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتوبيخ في البيت الأبيض. كان أشبه بتلميذ لا يعترف بخطئه أمام المعلم دونالد ترامب. غير أنه لم يستفد من تلك الفضيحة بطريقة تضر به وببلاده. ففي جدة في السعودية حيث عُقدت مفاوضات أمريكية أوكرانية، وافقت أوكرانيا على اقتراح أمريكي بوقف مؤقت وفوري لإطلاق النار لمدة 30 يوما. في تعليقه على تلك الموافقة قال زيلينسكي: “يبقى على الولايات المتحدة أن تقنع موسكو بالموافقة على ذلك المقترح.” الموافقة الأوكرانية وتعليق زيلينسكي ينطويان على حنكة سياسية وسيكون لهما أبلغ الأثر على مستقبل أوكرانيا التي زُج بها في حرب ليست ضرورية وضد جار قوي لطالما كان بمثابة الأخ الأكبر. بعد حفلة التوبيخ لم يدر زيلينسكي ظهره للولايات المتحدة ويرفع يديه ملوّحا لأوروبا التي بدت كما لو أنها كانت منزعجة من إمكانية انتهاء الحرب.
لم يقل زيلينسكي للرئيس الأمريكي: “افعل ما تريد.” تلك الجملة التي قالها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان موجها كلامه إلى دونالد ترامب ليس من الحكمة أن يقولها رجل تئن بلاده تحت وطأة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدولة التي يترأسها ترامب. بل إن جزءاً من تلك العقوبات يقف وراءه ترامب شخصيا. أما مناسبة الجملة التي قالها بزشكيان فهي الدعوة التي حث ترامب من خلالها إيران على العودة إلى مائدة التفاوض. طبعا بزشكيان يعرف أن كلامه لا يقدم ولا يؤخر فهو على مستوى القرار الأخير لا يمثل شيئا. ليس الرجل سوى واجهة لإيران، الديمقراطية، التي لا سلطة لها، أما السلطة الحقيقية فإنها بيد المرشد الأعلى الذي يمكنه أن ينسف كل ما يقوله الآخرون. بزشكيان ليس المسؤول الإيراني الوحيد الذي إذا قال كلاما فإن ذلك الكلام لن يكون ملزما لأحد. الدولة في مكان ورجالها في مكان آخر.
المسافة بين زيلينسكي وبزشكيان هي نفسها المسافة التي تفصل بين أوكرانيا وإيران. إيران دولة دينية وهي تبعا لذلك دولة عقائدية وهي أيضا مقيدة بالأفكار التي يحملها ويؤمن بها الزعيم الديني الذي لا يمسه الخطأ ولا يخترقه ولا يدانيه. أما أوكرانيا فهي على العكس تماما، دولة مدنية علمانية ليست عقائدية وإن قضت دهرا بين أحضان الشيوعية ولها رئيس منتخب هو في الأساس ممثل فكاهي. الفرق أيضا يكمن في أن زيلينسكي رئيس حقيقي أما بزشكيان فهو مجرد واجهة. لقد ترأس الجمهورية الإسلامية عدد من الرؤساء لم يترك أحد منهم أثره على سياستها التي كان يميلها المرشد الأعلى وتنفذها الدولة. سيترك زيلينسكي أثره السيء على التاريخ الأوكراني. ذلك ما سيُذكر به. ولكن ما الذي يُذكر في إيران بأبي الحسن بني صدر ومحمد خاتمي وهاشمي رفنسجاني وسواهم من رؤساء إيران؟ لا شيء.
بعد حفلة التوبيخ التي رأتها المليارات من البشر لم يذهب زيلينسكي إلى التحدي في محاولة لاستعادة كرامته الشخصية. لقد فكر الرجل بمصير بلاده وشعبه وإن كان قد أخطأ في أوقات سابقة في تقديراته في حقهما. على الأقل أنه عرف أن الثقل الحقيقي يقع في الولايات المتحدة وليس في أوروبا. أوروبا التي دعّمته في الحرب لم تتراجع عن التضحية ببلاده فيما تراجعت الولايات المتحدة خطوتين إلى الوراء لتفتح ممرا للسلام الذي سيمكن أوكرانيا من استعادة أنفاسها بعد أن خنقتها الحرب التي بدت كما لو أنها لن تنتهي. أما حين يقول ترامب بأنه سيدعو زيلينسكي لزيارة أخرى إلى البيت الأبيض فإن تلك الزيارة بالتأكيد ستكون بمثابة اعتذار عما جرى في اللقاء الأول بين الرجلين. هذه هي السياسة. السياسة ليست دينا. ذلك ما يعرفه الإيرانيون جيدا. غير أنهم لا يلجؤون إلى تصريفه على أرض الواقع إلا إذا شعروا بالخطر.
بغض النظر عن موقفنا من الرئيس الأوكراني فإنه اختار أن يوقف الحرب بناء على تقديرات سياسية حكيمة. ستتخلى القوة الأعظم عنه. ولأنه يعرف أن أوروبا برمّتها غير قادرة على إنقاذ بلاده من الهلاك الذي يمكن أن يقود إليه استمرار الحرب فقد قرر المضي وراء الموقف الأميركي بغض النظر عن انزعاجه الشخصي من الرئيس ترامب. لم يقل “افعل ما تشاء” أما بالنسبة إلى بزشكيان فلأنه يعرف أن الرئيس الأميركي لا يقرأ تصريحاته ولن يبلغه بها أحد فقد قال جملته بكل أريحية ليذهب بعدها إلى النوم وهو مطمئن إلى أن المنشآت النووية لن تتعرض لضربة أميركية أو إسرائيلية بسبب تصريحاته.