تصرف غريب من وحيد القرن في حديقة الحيوانات بالنمسا.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
في مدينة سالزبورج غربي النمسا هاجم وحيد القرن حارسة بالحديقة أثناء أداء عملها، وقتلها وأصاب آخر بجروح خطيرة، صباح اليوم الثلاثاء، ما أثار الذعر والفزع وأعلنت الحديقة إغلاق أبوابها، إذ بدا أن ذلك لأسباب لا تزال مجهولة.
دخلت حظيرة وحيد القرن فقتلها.. وهاجم من هب لنجدتهالأسباب مجهولة قتل وحيد القرن حارسة وأصاب آخر في حديقة حيوان بالنمسا، وبينت الشرطة النمساوية أن وحيد قرن كان في حديقة حيوانات تدعى «هيلبرون»، وذكرت شرطة سالزبورج في بيان أنه أثناء القيام بعملها، تعرضت الحارسة البالغة من العمر 33 عامًا لهجوم من الحيوان دون أي سابق إنذار.
وأضافت الشرطة في البيان أن المرأة توفيت متأثرة بجراحها في مكان الحادث، إذ أنه هاجمها دون أي أسباب داعية لذلك، ولأسباب لا تزال مجهولة وحيد القرن قتلها في حديقة الحيوان بالنمسا، في أمر غريب جعل الشرطة تقول أن المرأة توفيت متأثرة بجراحها في مكان الحادث.
كما هاجم الحيوان وحيد القرن حارس أثناء محاولته إبعاده، وتعرض الحارس البالغ من العمر 34 عاما، لهجوم عنيف وأصيب بجروح خطيرة، ونقل إلى المستشفى، مما أدى إلى إعلان حديقة الحيوان إغلاق أبوابها تماما، لعدم إثارة الذعر بين المواطنين، بحسب «سكاي نيوز العربية».
حوادث مشابهة لوحيد القرنبحسب موقع «إنديان إكسبرس»، وصحيفة «تلجراف»، البريطانية، فإنه حدث في حديقة جالدابارا بولاية البنغال الغربية في الهند، هجوم وحيد قرن على سياح، إذ هاجم السيارة التي كان السياح يستقلونها، ليقوم بقلبها بعد ضربها، كما أن امرأة أصيبت بكسر، بينما أصيب باقي الركاب في السيارة التي انقلبت بجروح طفيفة.
ووحيد قرن آخر هاجم سيارة حارسة في حديقة سفاري ألمانية، وقلب السيارة أكثر من 3 مرات فى مشهد مخيف، ووقع الهجوم المروع في حديقة سيرينجيتي في هودينهاجن، وهي بلدية في ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، وقام بتصويره زائر، وفقا لما أكدته صحيفة ديلى ميل البريطانية، وقبل أن يقلب السيارة 3 مرات، ويدحرجها، كانت حارسة الحيوانات لا تزال داخل السيارة، وما زال وحيد القرن الأبيض يصنف حيوانًا شبه مهدد بخطر الانقراض لفقدانه موطنه الأصلي وبسبب أعمال الصيد الجائر لانتزاع قرونه وبيعها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وحيد القرن حديقة الحيوانات وحید القرن فی حدیقة
إقرأ أيضاً:
خطة ترامب لإعادة استعمار فلسطين
إذا كانت البروتستانتية -قبل وبعد كتاب ماكس فيبر الرائد حول هذا الموضوع- قد أصبحت تُعَد دين الرأسمالية، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان دوما من معتنقين هذه الديانة.
يعرّف ترامب نفسه اليوم بأنه "مسيحي غير منتمٍ لأي طائفة"، إلا أنه حتى وقت قريب كان ينتمي إلى الطائفة المشيخية البروتستانتية. ورغم ندرة مشاركته في القداديس الكنسية، إلا أنه لا يزال يحيط نفسه بالبروتستانت الإنجيليين، ما يجعله في نظر غالبية البروتستانت الإنجيليين الأمريكيين البيض رجلهم الذي "يدافع عن معتقداتهم".
وبصفته المبشر الأكبر للرأسمالية والإمبريالية الأمريكية، أصدر ترامب منذ عودته الأخيرة إلى البيت الأبيض عدة إعلانات تبشيرية وأعلن عن عدد من السياسات لتعزيز الرأسمالية الأمريكية. وتشمل هذه، على سبيل المثال لا الحصر، التوسع الإقليمي الإمبريالي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة من خلال قوة المال أو القوة العسكرية.
بصفته المبشر الأكبر للرأسمالية والإمبريالية الأمريكية، أصدر ترامب منذ عودته الأخيرة إلى البيت الأبيض عدة إعلانات تبشيرية وأعلن عن عدد من السياسات لتعزيز الرأسمالية الأمريكية. وتشمل هذه، على سبيل المثال لا الحصر، التوسع الإقليمي الإمبريالي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة من خلال قوة المال أو القوة العسكرية
ولكن خطة ترامب الرأسمالية الإنجيلية لسرقة واستعمار غزة ليست أول مشروع أمريكي لإنشاء مستعمرات في فلسطين. وكما أن طموحاته لغزو كندا، وغرينلاند الدنماركية، وقناة بنما، تعكس أيديولوجيات الإمبريالية الأمريكية في القرن التاسع عشر مثل "القارية" و"المصير المحتوم" أو "مانيفست ديستيني"، فإن خطته لاستعمار فلسطين تعكس خطط أسلافه من البروتستانت الأمريكيين المتعصبين من نفس الحقبة الزمنية.
على مدى الأسابيع القليلة الماضية، تطورت خطة ترامب للاستيلاء على غزة من مجرد الدعوة في البداية إلى طرد أو على الأقل الطرد الذاتي لمعظم الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة إلى الأردن ومصر؛ إلى إعلان نيته مؤخرا طردهم جميعا وتحويل القطاع إلى ملكية أمريكية بالكامل، بعد أن قامت إسرائيل بتدمير معظم مبانيه وبناه التحتية في سياق حرب الإبادة الجماعية التي شنتها على القطاع منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023. يبدو أن ترامب غير معجب بالريفييرا الفرنسية على البحر الأبيض المتوسط، بل يطمح إلى بناء "ريفييرا" أخرى "في الشرق الأوسط".
وفي الوقت ذاته، أعلن ترامب أن الفلسطينيين المطرودين سيمنحون "مساكن ذات نوعية جيدة حقا، مثل بلدة جميلة، مثل مكان يمكنهم العيش فيه دون أن يموتوا، لأن غزة ستضمن بأنه سينتهي بهم الأمر إلى الموت"، وفقا لما صرح به للصحافيين. وهذا لا يعني أن تقوم أمريكا أو إسرائيل بإنشاء أو تمويل هذه المساكن، بل يطالب ترامب الدول العربية بتمويل هذه "المساكن ذات النوعية الجيدة" للمطرودين من غزة. بينما ستتولى أمريكا بناء "ريفييرا غزة" من منطلق ما أسماه ترامب بمكانة الأمريكيين "كمالكين" جدد لغزة، وهو ما وصفته شبكة سي إن إن، المؤيدة المتحمسة لحرب إسرائيل على غزة، بأنه "استعمار القرن الحادي والعشرين".
أضاف ترامب: "سنمتلكها ونكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى الموجودة في الموقع، وسنسوي الموقع بالأرض، ونتخلص من المباني المدمرة، ونخلق تنمية اقتصادية من شأنها أن توفر أعدادا غير محدودة من الوظائف والإسكان لسكان المنطقة، ونقوم بعمل حقيقي، ونحقق شيئا مختلفا". وحيث أن عودة الفلسطينيين المطرودين إلى غزة الأمريكية ستكون "غير واقعية" وفقا لما صرح به ترامب، فيبدو أن المستعمرة الامريكية الجديدة ستكون مكانا "يتعايش فيه المواطنون العالميون" و"المجتمعات الدولية" ولكن بدون الفلسطينيين.
ما يتطلع إليه ترامب، على الأرجح، كما هو الحال بالنسبة للإسرائيليين، ليس شواطئ "ريفييرا" غزة، بل احتياطيات النفط والغاز الطبيعي التي يزخر بها بحر غزة، والتي تقدر بمليارات الدولارات والتي يمكن لترامب والمستعمرة الاستيطانية الصهيونية تقاسمها فيما بينهما.
في الواقع، فإن المبشرين الأمريكيين المشيخيين، المنتمين إلى طائفة ترامب السابقة، كانوا من أوائل الذين أُرسلوا إلى فلسطين في عشرينيات القرن التاسع عشر بهدف تبشير المسلمين والمسيحيين الشرقيين الأرثوذكس الفلسطينيين، ولكن في الغالب لتبشير اليهود الفلسطينيين الذين لم يكن عددهم يتجاوز أربعة آلاف نسمة، إضافة إلى بضعة آلاف من اليهود الليتوانيين المسيحائيين الذين وفدوا حديثا إلى فلسطين قبيل وصول المبشرين الأمريكيين.
مكث المبشرون الأمريكيون في فلسطين حتى عام 1844، عندما اضطروا للانتقال إلى سوريا ولبنان بعد أن أنشأت بريطانيا بعثاتها التبشيرية الأنجليكانية في فلسطين، مما جعل الوجود الأمريكي هناك غير ضروري. ومع ذلك، تمكنوا قبل مغادرتهم من توزيع آلاف النسخ من الإنجيل البروتستانتي، تاركين المهمة في الأيدي الأمينة للمبشرين البريطانيين لمواصلة جهود التبشير.
في القرن التاسع عشر، انضم البروتستانت الأمريكيون من أتباع الألفية والمنادين بـ"عودة" اليهود إلى فلسطين إلى الغزو المسيحي الأوروبي لفلسطين والذي أُطلق عليه اسم "الحملة الصليبية السلمية"، حيث أنشأوا مستوطنات زراعية في مدينة يافا الفلسطينية، وكانوا يأملون في تبشير اليهود الذين صادفوهم في فلسطين وتحويلهم إلى البروتستانتية، وتعليمهم الزراعة، إلا أنهم وجدوهم "كسالى" ومقاومين لاعتناق الهرطقة البروتستانتية.
في عام 1851، استقرت مجموعة من السبتيين الأمريكيين، المعروفين باسم ميليريين (أتباع ويليام ميلر) في بيت لحم إلى جانب المستوطنين المسيحيين الأوروبيين في قرية أرطاس، إلا أنهم انتقلوا لاحقا إلى يافا حيث أسسوا مستعمرة "جبل الأمل" لكنها لم تصمد طويلا. وفي عام 1854، أنشأت مجموعة متعصبة أخرى، وهي عائلة ديكسون، "مستعمرة البعثة الأمريكية" في يافا، قوبلت بمقاومة فلسطينية منذ إنشائها. وفي عام 1858، تعرضت المستعمرة لهجوم قُتل فيه العديد من المستوطنين الأمريكيين المتطرفين.
في العقد التالي، وتحديدا في عام 1866، وصلت مجموعة أخرى من الحرفيين والمزارعين البروتستانت المتشددين من ولاية مين الأمريكية لإنشاء مستعمرة جديدة في يافا أيضا. كانت "مستعمرة آدامز"، كما أسموها، على اسم زعيمها الإنجيلي جورج واشنطن جوشوا آدامز (وكان من أتباع الطائفة المورمونية سابقا)، تضم 156 مستعمرا، لكنها لم تستمر سوى عامين فقط. كان آدامز، الذي التقى بالرئيس الأمريكي أندرو جاكسون (قاتل وجزار الهنود الأمريكيين الأصليين) في البيت الأبيض لتسهيل جهوده الاستعمارية الاستيطانية مع السلطات العثمانية، قد قارن استعمار فلسطين باستعمار الولايات المتحدة.
عارض الفلسطينيون وجود المستعمرين مما دفع العثمانيين إلى الكتابة إلى الممثل الأمريكي في القسطنطينية احتجاجا على طرد "السكان الأصليين من حقولهم من قبل مستعمرة مكونة من اليانكي". ولكن فشل المستعمرة وتراكم الديون عليها أجبر آدامز على الرحيل بعد عامين، وقد تم ترحيل العديد من المستوطنين عن طريق مصر. قبل إطلاق مشروعه الاستيطاني، كان آدامز قد أعلن أن مستعمرته تهدف إلى تجهيز الأرض "لعودة" اليهود الأوروبيين، بما يتماشى مع المعتقدات البروتستانتية حول تعجيل المجيء الثاني للمسيح. ولكن بعد انهيار المستعمرة، لم يبقَ في فلسطين سوى عشرين مستوطنا أمريكيا.
كان الجيش الإسرائيلي الإبادي، بكل وحشيته، قد فشل فشلا ذريعا في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإحباط مقاومتهم للاستعمار الصهيوني المدعوم أمريكيا وأوروبيا لأكثر من قرن ونصف، فهل يتوهم ترامب أن مشروعه الاستعماري الجديد، ومستوطنيه من "المواطنين العالميين" الباحثين عن "ريفييرا في الشرق الأوسط"، سيكونون أكثر نجاحا؟
وفي عام 1881، انطلقت عائلة بروتستانتية إنجيلية أمريكية أخرى في مهمة مماثلة لإنشاء مستعمرة أمريكية، ولكن هذه المرة في القدس. قاد الزوجان هوراشيو وآنا سبافورد من شيكاغو مجموعة من ستة عشر مستعمرا إلى القدس بهدف تعجيل المجيء الثاني للمسيح المنتظر. وانضم إليهم خمسة وخمسون بروتستانتيا أصوليا سويديا في عام 1896. وبلغ مجموعهم مائة وخمسين بحلول مطلع القرن العشرين. قام المستعمرون بشراء منزل مملوك للفلسطيني رباح الحسيني، لكنهم لم ينخرطوا بنشاط في التبشير، مما جنبهم العداء الفلسطيني. استمرت هذه المستعمرة حتى أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، حيث أدت الخلافات الداخلية بين المستعمرين إلى انهيارها. أما منزل الحسيني الذي اشتروه، فقد تحول لاحقا إلى فندق "أمريكان كولوني" أو "فندق المستعمرة الأمريكية"، الذي لا يزال قائما حتى اليوم في القدس الشرقية.
لا يهدف هذا السرد التاريخي إلى طمأنة ترامب بأن اقتراحه الاستعماري الحالي ليس بجديد على الإطلاق، فقد جُرّب مرارا في القرن التاسع عشر، بل إلى التأكيد على أن ارتباط الفلسطينيين بوطنهم وإرادتهم في مقاومة المستعمر أقوى بكثير من ارتباط ترامب بعقيدته الرأسمالية والإمبريالية. فكما حاول المبشرون الأمريكيون المتطرفون في القرن التاسع عشر الاستيلاء على أرض الفلسطينيين وتحويل سكانها إلى نسختهم من المسيحية، فإن خطة ترامب لسرقة غزة بالكامل تتوافق كذلك مع نسخته الخاصة من دينه الإمبريالي والرأسمالي.
من مقعده المقابل لترامب، وبابتسامة عريضة، أشاد مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، الذي أخفق في طرد الفلسطينيين على الرغم من جهوده في الإبادة الجماعية، بخطة ترامب لـ"تنظيف" غزة من سكانها الفلسطينيين واصفا إياها بـالخطة "الرائعة". لكن إذا كان الجيش الإسرائيلي الإبادي، بكل وحشيته، قد فشل فشلا ذريعا في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإحباط مقاومتهم للاستعمار الصهيوني المدعوم أمريكيا وأوروبيا لأكثر من قرن ونصف، فهل يتوهم ترامب أن مشروعه الاستعماري الجديد، ومستوطنيه من "المواطنين العالميين" الباحثين عن "ريفييرا في الشرق الأوسط"، سيكونون أكثر نجاحا؟