محافظة إب.. استعدادات لرسم لوحة إيمانية بذكرى المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
الثورة نت|
يستعد أبناء محافظة إب لرسم لوحة إيمانية في ذكرى المولد النبوي الشريف، بتزيين الشوارع والأحياء والمساجد والمنازل والحدائق والساحات والأماكن العامة بالأنوار الخضراء، واللافتات والشعارات واللوحات المضيئة.
وتتدلى من المباني قناديل النصر وتنسدل على واجهاتها عقود العزة بالانتماء لهذه الأمة، وعبارات العشق للنبي والولاء له ولآل بيته إيذانا ببدء طقوس هذه المناسبة الغالية ودنو مهرجان الفرح الأكبر.
يقول وكيل المحافظة عبدالفتاح غلاب : “إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فرصة للمسلم يجدد فيها محبته لسيد الخلق ويغذيها، مع زيادة التشوق له، فلا يتصور أن يكون في الدنيا مسلماً آمن بالله وبنبوة نبيه ثم لم يُصبح قلبه وِعاءً لمحبة الرسول الذي اصطفاه الله وأرسله رحمة للعالمين”.
وأضاف أن ما جاء به رسول الله من قيم دينية وأخلاقية أحدث تأثيرا كبيرا في وجدان وضمير الإنسان، وانطباعا روحانيا منقطع النظير ومتصلاً بالهوية الإيمانية، والموروث الشعبي عبر الأجيال وأنتج إرثاً ثقافياً وفنياً كبيراً من القصائد والموالد والأناشيد النبوية”.
من جانبه أكد وكيل المحافظة عبدالرحمن الزكري أن ذكرى المولد ليست حدثاً عابراً، يمكنُ أن يَمُـرَّ بسلام، فاليمنيين وعلى مدى عقود من الزمن كانوا يحتفلون بيوم مولد الرسول الأكرم، ويستجلبون البركات بمدحِه صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِه إمَّا بالصلاة عليه، أَو إنشاد شعر مديحه.
وقال: “لم تقتصر مظاهر الزينة على ساحات الفعاليات المركزية، وإنما تزدان الشوارع والأحياء بالأنوار واللافتات والشعارات واللوحات المضيئة، وتعتلي عبارات الترحيب بمولد الرسول الخاتم قمم الجبال لتشكل في مجملها حلة خضراء جمالية تشع روحانية”.
وأضاف “منذ ذلك التاريخ، حفر اليمنيون مكانةَ الرسول في جدار قلوبهم؛ حباً ووداً، واتِّباعاً، وأسوة حسنة في جميع مجالات الحياة، ولذلك فَـإنَّهم يحيون هذه المناسبة المقدسة بكل حفاوة ليس من منطلق المذهبية، وإنما من منطلق الوعي والتمسك بالنبي محمد ورسالته -صلوات الله عليه وآله”.
من جهته بين مستشار المحافظة عمار الشعيبي أن الاحتفال بالمولد يشكل موسما سنويا لمزيد من الدعوة إلى الاقتداء بسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، والسير على خطاه ونهجه، والله تعالى أمرنا بذلك، بقوله ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ).
واستغرب من مبدعي الاحتفال بالمولد النبوي وهم يدركون جيدا بأن الله سبحانه وتعالى هو من أمرنا بذلك، فالرسول الكريم هو هدية وفضل من الله ورحمة قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).
نائب مدير مكتب الأشغال طه عبدالمغني، قال إن من مظاهر الاستعدادات التي تشهدها المحافظة في ذكرى ميلاد خير الأنام تشمل أيضاً اللقاءات والاجتماعات والفعاليات الفنية والخطابية إلى جانب التحشيد والتهيئة لضمان نجاحها.
وأكد أن الاحتفال بالمولد لا يقتصر على الطقوس، بل أصبح محطة للتراحم والتكافل والعطف على الفقراء والمساكين ومساعدة المحتاجين وتجسيد المبادئ القرآنية والأخلاق النبوية التي كان يتحَرّك على أَسَاسها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله.
ويقول عاقل مديرية الظهار مسعد فاضل : “بمولد خير البرية أضاء ما بين المشرق والمغرب وتزينت السماء واحتفت الملائكة ابتهاجا وفرحا وسعادة بولادة خير من وطأ الثرى، من كرمه الله وباهى به بين ملائكته، فهل كانت تلكم الآيات و المظاهر الاحتفالية الربانية بدعة” ؟!! .
واستطرد “ألم يخرج الأنصار بالدفوف والأهازيج والأناشيد وهم يستقبلون الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فرحا بوصوله مهاجرا من مكة إلى المدينة، فلماذا لم ينكر عليهم القيام بذلك”.
فيما قال منسق مؤسسة بنيان بمديرية بعدان أكرم ظافر: “يكفينا فخراً كشعب يمني، بأن سميت السنة الهجرية بهذا الاسم إشارةٌ إلى الهجرة النبوية المباركة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث يقطن أجدادنا الأنصار”.
وأوضح أن اليمنيين أسلموا برسالة من دون قتال وهم أول من احتفلوا بقدوم النبي محمد، وهو حي يرزق، حين استقبله الأنصار بأبيات علّقت في أذهان كل المسلمين: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع/ وجب الشكرُ علينا/ ما دعا لله داع/ أيها المبعوثُ فينا جئتَ بالأمرِ المطاعِ/ جئت شرّفتَ المدينة مرحباً يا خيرَ داع.
وعن أبرز المظاهر الاحتفالية بالمحافظة يقول الأسير المحرر خالد الرعيني “إن تزيين جدران المنازل والبيوت والأحياء والشوارع والطرقات والجبال بالأنوار الخضراء، ترسم لوحة جمالية بديعة تزين سماء المحافظة”.
ويشير إلى تميز اليمنيين عن غيرهم في مظاهر الاحتفال عبر التحضير المبكر وتعليق الزينات والعبارات الترحيبية وطلاء المركبات، مؤكدا تصدر الشعب اليمني للشعوب العربية والإسلامية في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، تجسيدا لمقولة النبي الكريم الإيمان يمان والحكمة يمانية.
ويقول ممثل أحفاد بلال بمديرية السدة عبده الشجيبي إن اليمنيين هم أهل الإيمان والحكمة وهم ألين قلوباً وأرق أفئدة يبذلون كل هذا وهم في ظل العدوان والحصار.
وتابع متسائلاً: كيف لو صادف هذا المولد الشريف ونحن في أمن واستقرار إذاً لأقام اليمنيون احتفالاً يذهل العالم ويشد أنظاره إليه، ومع ذلك فالاحتفال في ظل العدوان دليل قوة ارتباط أبناء هذا الشعب بنبيهم وعلى صمودهم وثباتهم .
بدورها قالت وكيلة مجمع عائشة للبنات أماني الأشول “على مدى عقود خلت، لم تستطع أي أمة من الأمم، أن تنازع أبناء اليمن مشاعر الحب والارتباط برسول الإنسانية، الذين ظلوا عبر التاريخ شعب المدد، كما وصفهم النبي”.
وأضافت “تجوب المواكب الشوارع والطرق ويخرج الأهالي مبتهجين يعتلون أسطح المنازل والمناطق المرتفعة لرؤية المشهد العظيم الذي يعكس مظاهر الفرحة البهيجة بذكرى المولد النبوي الشريف.”
ولأطفال إب حضورهم وطريقتهم الخاصة للاحتفال بهذه المناسبة، إذ يعبرون عن ذلك بأجمل الأساليب المحببة إليهم من خلال الرسم على الوجوه، وكتابة اسم النبي “محمد” و”لبيك يا رسول الله” وأجمل الكلمات التي ترتسم على وجوههم، وتصدح بها حناجرهم.
وستبقى الأنظار معلقة نحو اليمن إقليمياً ودوليا لمعرفة كيف سيبدو في احتفالية المولد النبوي وأي رسائل سيبعث بها في ظل استمرار الحصار، وداخلياً تتجه الأنظار نحو ساحات الفعاليات المركزية للمولد المبارك في جميع المحافظات.
سبأ: فهد صلاح
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: ذكرى المولد النبوي الشريف ذکرى المولد النبوی الشریف الاحتفال بالمولد صلى الله علیه
إقرأ أيضاً:
لماذا أمر النبي بالسحور في رمضان للصائمين؟.. احذر تركه لـ12 سببا
لاشك أن أهمية معرفة لماذا أمر النبي بالسحور ؟ ، تنبع من أنها تنبه المتهاونين في شأن السحور في رمضان ، وتزيد حرصهم على اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه السُنة الشريفة وهي السحور في رمضان، كما أن الاستفهام عن لماذا أمر النبي بالسحور ؟ يعد أحد الأسرار التي تخفى عن الكثيرين ، والتي يثير البحث عنها كثرة تلك الوصايا النبوية الشريفة بالحرص على السحور في رمضان باعتبارها إحدى السنن النبوية الشريفة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والذي أرشدنا لكل ما فيه خير وصلاح وفلاح لأمته جمعاء، بما يطرح الاستفهام عن لماذا أمر النبي بالسحور التي تجعله -صلى الله عليه وسلم يحثنا عليها بهذا الحرص، و خاصة في موسم اغتنام الخيرات في رمضان وهكذا يزداد البحث ويطرح السؤال عن لماذا أمر النبي بالسحور لعل معرفتها تجعل أولئك الذين يستهينون بها ويهملونها، يراجعون أنفسهم ، في كل يوم صيام جديد في رمضان .
جاء في السبب وراء لماذا أمر النبي بالسحور ؟، أنه ما تَرَكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بابًا مِن أبوابِ الخيرِ في الدُّنيا والآخرةِ إلَّا دلَّ الأُمَّةَ عليه ورَغَّبَها فيه، وفي حَديثِ « تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً» يحُثُّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُلَّ مَن أرادَ الصَّومَ على التَّسحُّرِ قَبْل الفَجرِ ويأمرُ به، فيقولُ: «تَسَحَّرُوا»، أي: تَناولُوا السَّحورَ، وهو الطَّعامُ الَّذي يُؤكَلُ في وقْتِ السَّحَرِ، وهُو قُبَيل طُلوعِ الفَجْرِ الصَّادِقِ في رَمضانَ ولمنْ أَرادَ الصِّيامَ تطوُّعًا؛ «فإِنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً»، أي: فيه مَزيدٌ من النَّماءِ والخيرِ والبَركةُ، والبَركةُ في السُّحورِ تَحصُلُ بجِهاتٍ مُتعدِّدةٍ؛ وهي: اتِّباعُ السُّنةِ، ومُخالَفةُ أهْلِ الكتابِ؛ لأنَّهم لا يَتسحَّرون، والتَّقوِّي على العِبادةِ، والزِّيادةُ في النَّشاطِ، ومُدافَعةُ سُوءِ الخُلقِ الَّذي يُثيرُه الجُوعُ، والتَّسبُّبُ بالصَّدَقةِ على مَن يَسأَلُ إذْ ذاك، أو يَجتمِعُ معه على الأكْلِ، والتَّسبُّبُ للذِّكرِ والدُّعاءِ وقْتَ مَظِنَّةِ الإجابةِ، وتَدارُكُ نِيَّةِ الصَّومِ لمَن أغْفَلَها قبْلَ أنْ يَنامَ.
وورد عن لماذا أمر النبي بالسحور ؟، أنه يَأْتي التَّأكيدُ على أكْلةِ السَّحَرِ؛ لأنَّ هذا الوَقتَ مَظِنَّةُ النَّومِ عندَ أغلَبِ النَّاسِ، فلرُبَّما غَلَبَهم النَّومُ ولذَّتُهُ عن أهميَّةِ تلك الأَكْلةِ، فأضعَفَهم تَرْكُها عنِ القيامِ بأشْغالِهِم في النَّهارِ، و قال الإمام ابن حجر العسلاقي في كتابه فتح الباري لشرح صحيح البخاري، إن قول النبي: « تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»، المراد بالبركة الأجر والثواب، وقيل: البركة لكونه يقوي على الصوم وينشط له ويخفف المشقة فيه، وقيل: البركة ما يتضمن من الاستيقاظ والدعاء في السحر.
و أوضح ابن حجر في شرحه للحديث، أن الإمام ابن دقيق العيد قد ذكر: هذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية فإن إقامة السنة يوجب الأجر وزيادته، ويحتمل أن تعود إلى الأمور الدنيوية كقوة البدن على الصوم وتيسيره من غير إضرار بالصائم، مضيفاً أن ومما يعلل به استحباب السحور المخالفة لأهل الكتاب لأنه ممتنع عندهم، وهذا أحد الوجوه المقتضية للزيادة في الأجور الأخروية، مؤكداً أن السحور يحصل بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب.
سحور رمضانو قالت دار الإفتاء المصرية ، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه أوصى بأكلة في رمضان تجعل الله وملائكته يُصلون عليك ويستغفرون لك، منوهة بأن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أوصى بالحرص على أكلة السحور، لأن الله سبحانه وتعالى وملائكته يدعون ويستغفرون لمن يتسحر.
و أوضحت «الإفتاء» ، أن السَّحُور هو الطعام الذي يأكله الإنسان أو يشربه في آخر الليل ، وسمي سحورًا لأنه يؤكل في وقت السحر، وهو آخر الليل، مشيرة إلى أن السحور لغة: طعام السحَر وشرابه، قال ابن الأثير: هو بالفتح اسم ما يُتسحر به وقت السحر من طعام وشراب، وبالضم المصدر والفعل نفسه، أكثر ما روي بالفتح.
وتابعت: وقيل: إن الصواب بالضم؛ لأنه بالفتح الطعام والبركة، والأجر والثواب في الفعل لا في الطعام، والسَّحَر - بفتحتين-: آخر الليل قبيل الصبح، والجمع أسحار، وقيل: هو من ثلث الليل الآخر إلى طلوع الفجر.
ونبهت إلى أن السحور يستعان به على صيام النهار، وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «اسْتَعِينُوا بِطَعَامِ السَّحَرِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ، وَبِالْقَيْلُولَةِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ» أخرجه ابن ماجه في "سننه".
وأشارت إلى أن كل ما حصل من أكل أو شرب حصل به فضيلة السحور؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ» أخرجه أحمد في "مسنده"، وعليه: فالسحور سنَّة يثاب المسلم على فعلها، فينبغي للمسلم المحافظة على هذه السنة.
دعاء السحور في رمضانوأفادت دار الإفتاء المصرية ، عن دعاء السحور في رمضان ، بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - تركنا على المحجة البيضاء ، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة ، ومن بين ما ترك لنا من السنن ، دعاء السحور في رمضان .
وأوضحت “ الإفتاء” أنه يعد حمد الله سبحانه وتعالى بعد الأكل والشرب من مكفرات الذنوب، وهناك اثنتا عشر كلمة بعد أكل وجبة السحور تغفر ما تقدم من الذنوب، وهي: «الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ».
ودللت في دعاء السحور في رمضان ، بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ : الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
بركة السحور في رمضانجاء أولها بشارة بالبركة، يسوقها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في خير الشهور وأفضلها، وفي أشرف الأوقات وأطهرها، في شهر رمضان وفي وقت السَّحر الذي يكون قبيل طلوع الفجر، ومنه جاء اسم: السحور.، وكانوا يسمون السحور بالغداء؛ لأنه بدل منه، وقد سماه صلى الله عليه وسلم: «الغداء المبارك» من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وهو أحد مظاهر العبادات في شهر رمضان المبارك، حرصت عليه الأمة منذ مشروعية صيام رمضان إلى يومنا هذا، قَالَ ابن المنذر: أجمع العلماء أنه مندوب إليه.
و كان يسمى أيضًا: أكلة بركة، قال ابن الملقن: «ولا يبعد أن يكون من جملة بركته ما يكون في ذَلِكَ الوقت من ذكر المتسحرين وقيام النائمين وصلاة المتهجدين، فإن الغالب ممن قام يتسحر يكون منه ذكر وصلاة واستغفار، وشبهه مما يثابر عليه في رمضان».
و ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله عشرة مواضع لبركة السحور فقال: «الْبَرَكَةَ فِي السُّحُورِ تَحْصُلُ بِجِهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ، وَهِيَ: اتِّبَاعُ السُّنَّةِ، وَمُخَالَفَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَالتَّقَوِّي بِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَالزِّيَادَةُ فِي النَّشَاطِ، وَمُدَافَعَةُ سُوءِ الْخُلُقِ الَّذِي يُثِيرُهُ الْجُوعُ، وَالتَّسَبُّبُ بِالصَّدَقَةِ عَلَى مَنْ يَسْأَلُ إِذْ ذَاكَ، أَوْ يَجْتَمِعُ مَعَهُ عَلَى الْأَكْلِ، وَالتَّسَبُّبُ لِلذِّكْرِ، وَالدُّعَاءِ وَقْتَ مَظِنَّةِ الْإِجَابَةِ، وَتَدَارُكُ نِيَّةِ الصَّوْمِ لِمَنْ أَغْفَلَهَا قَبْلَ أَنْ يَنَامَ».
وينبغي على المسلم أن ينهج منهج الأنبياء والصالحين وليحرص على أكلة السحر فإنها مباركة ومعينة على تحمل الصيام بالنهار، وفيها يكثر الذكر وتصفو النفس للعبادة والتفكر، وقد فضل الله تعالى هذه الأمة بهذه الأكلة واختصها بها، ففي صحيح مسلم (1096): عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ».
وورد أن من هنا فإن السحور قربة لله تعالى واتباع لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، وثانيًا البركة في السحور تشمل الوقت والنفس والعمل، وثالثًا أن خصوصية الأمة الإسلامية بطعام السحور، ورابعًا فضل وقت السحر، وخامسًا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته.