موقع 24:
2025-02-02@07:05:29 GMT

ضم 240 عملاً فنياً.. "اللوفر أبوظبي" يفتتح "حروف من نور"

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

ضم 240 عملاً فنياً.. 'اللوفر أبوظبي' يفتتح 'حروف من نور'

يفتتح رئيس اللوفر أبوظبي محمد خليفة المبارك، اليوم الثلاثاء، أحدث أعمال لمعرض اللوفر أبوظبي "حروف من نور"، الذي سيعرض مجموعة من أقدم النصوص المقدسة في الأديان التوحيدية الثلاثة.

يتضمن المعرض 240 عملاً منها مجموعة من أقدم النصوص المقدسة

يقام المعرض بالشراكة مع المكتبة الوطنية الفرنسية ومؤسسة متاحف فرنسا

ينظم المعرض بالشراكة مع المكتبة الوطنية الفرنسية، ومؤسسة متاحف فرنسا، ويسلط الضوء على السياق التاريخي الذي ظهرت فيه الكتب المقدسة، ويوضح طريقة تناقلها على مر السنين، كما يكشف عن الممارسات العلمية والروحانية المرتبطة بها، ودورها الأساسي في التاريخ الفكري والفني العالمي.

240 عملاً

عمل على تنسيق المعرض كل من رئيس قسم المخطوطات الشرقية في المكتبة الوطنية الفرنسية لوران إريشيه، ومديرة قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر الدكتورة ثريا نجيم، كما يضم المعرض أكثر من 240 عملاً فنياً، وسيوفر لزواره فرصة استكشاف أهم وأجمل المخطوطات من القرآن والإنجيل والتوراة، بالإضافة إلى تحف فنية من مجموعة مقتنيات المكتبة الوطنية الفرنسية، ومتحف اللوفر في باريس، ومتحف اللوفر أبوظبي.. كما يشتمل على مخطوطات، وصور فوتوغرافية، وفنون تصويرية، وأعمال فنية ثلاثية الأبعاد، ومنسوجات، ولوحات من كافة أنحاء العالم.

 كما سيعرض لزواره عملاً تركيبياً يحمل اسم "اللامرئي" للفنان التشكيلي السعودي مهند شونو، تلتقي فيه "بصورة مجازية" خيوط تمثل الأديان الثلاثة في تجربة تأملية.

رحلة تأمل

 وقال مدير متحف اللوفر أبوظبي مانويل راباتيه: "يمكّن حروف من نور زواره من الانطلاق في رحلة من رحلات التأمل العميق لاستكشاف التفاعل الدقيق بين الإبداع والجوانب الروحانية، ويضم هذا المعرض مجموعة متميزة تشمل الكتاب المقدس، نسخة سوفينيي، ولوحات رائعة مثل العذراء والطفل للفنان جيوفاني بيليني، إضافة إلى قطع أثرية مذهلة مثل مفتاح الكعبة، ويسلط المعرض الضوء على الأصول المشتركة للديانات السماوية الثلاث، التي تجسد معنى الجمال والمعرفة، وتمتلك جذوراً عميقة ومشتركة، ما يثري معارف الزوار بما يتجاوز المعتقدات الشخصية".

وأضاف لوران إريشيه: "يضم المعرض مجموعة من أقدم وأهم الكتب والمخطوطات، إضاةً إلى أعمال فنية خطية متميزة ذات زخارف رائعة، حيث يؤكد على شمولية رسائل القرآن والإنجيل والتوراة، ويظهر البعد الأخلاقي المتأصل في هذه الأديان، ودورها في صياغة التاريخ الفكري والتاريخ الفني على المستوى العالمي، حيث يتماشى هذا مع البعد العالمي لمتحف اللوفر أبوظبي باعتباره ساحة مشتركة لتعزيز الحوار، ويستوعب مختلف الثقافات بهدف تسليط الضوء على قصص الإنسانية المشتركة.

وذكرت الدكتورة ثريا نجيم: "من خلال تسليط الضوء على الأحداث والشخصيات التي اشتركت في ذكرها نصوص من الأديان التوحيدية الثلاثة، فإننا نسعى لتعميق فهم الزوار لهذه الكتب المقدسة، ما يمنحهم فرصة لتأمل التاريخ الثري لهذه النصوص المقدسة واستكشاف أشكالها، ولغاتها، والنصوص التي تتضمنها".

ويجسد معرض "حروف من نور" لحظة استثنائية لتأمل مجموعة من الأعمال النادرة المتمثلة في الكتب التوحيدية المقدسة، وما يُعرض بجانبها من أعمال فنية أخرى، وتشمل تلك الأعمال الفنية قطعاً أثرية مثل "صحيفة من المصحف الأزرق"، حيث نرى تفسير عنوان المعرض "حروف من نور" بين سطورها. وقد خُطّت كلمات هذا العمل الحديث نوعاً ما بحروف ذهبية تتميز بتباينها مع الخلفية الزرقاء الداكنة، ما يبعث الرائي على التأمل".

 مقتنيات اللوفر أبوظبي

وتشمل الروائع الفنية التي يقدمها المعرض مجموعة من الأعمال الفنية والمخطوطات التي تنتمي إلى مقتنيات اللوفر أبوظبي، ومنها صحيفة من المصحف الأزرق تعود إلى أحد أفخم المصاحف القديمة التي وصلت إلينا حتى اليوم، ويتكون المصحف من سبعة مجلدات يُحتمل أنها كتبت في مدينة القيروان في تونس بين القرنين التاسع والعاشر.

وكذلك صفحة طرس من القرآن الكريم (الخط الحجازي) الذي نقله إلينا الكاتب البغدادي ابن النديم منذ القرن العاشر باعتباره أول أشكال الخط العربي، بالإضافة إلى قطعة فنية بعنوان "العذراء والطفل" للفنان جيوفاني بيليني، تمثل بدايات عصر النهضة في البندقية، وتجسد المنظور الفني للفنان، كما يضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية البارزة المُعارة من شركاء المتحف.

ويشار إلى أن اللوفر أبوظبي سيستضيف على هامش برامجه الثقافية جلسة حوارية مع مُنسقَي المعرض، لتسليط الضوء على الجهد الذي بُذل لإقامة المعرض، وجلسة أخرى بعنوان "علم الآثار والهندسة المعمارية"، بمشاركة من الدكتور تيموثي باور، والدكتور مارك جوناثان بيتش، ومنال عطايا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني اللوفر أبوظبي اللوفر أبوظبی المعرض مجموعة الضوء على مجموعة من

إقرأ أيضاً:

الغرب وكأس الشرق الأوسط المقدسة

يرغب الأميركان في شرق أوسط مستقر، وفي سبيل ذلك يتخذون أفضل السياسات الكفيلة بزعزعة استقراره. منذ وقت طويل يراودهم حلم الوصول إلى "الكأس المقدسة"، تلك التي ستأتي بالسلام والاستقرار الأبديين. والكأس المقدسة هي السلام مع السعودية وفقًا للوصف الذي نحته زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد في مقال له على صحيفة هآرتس.

استعصت الكأس المقدسة حتى الآن، وستصبح بعيدة المنال مستقبلًا في ظل ازدهار اليهودية الراديكالية، كما يتوقع لبيد. تدرك السعودية أمرين هامين حين يتعلق الأمر بالتطبيع مع إسرائيل: مكانتها الرمزية في العالم الإسلامي، والأصول التوراتية التي تختبئ وراء النفاق الغربي. كما تدرك أيضًا أن سلامًا مفتوحًا مع إسرائيل، دون حل جذري للمشكلة الفلسطينية، لن يسهم في استقرار الشرق الأوسط.

بعد أربعة عقود من السلام مع مصر يتساءل المثقفون الإسرائيليون عن قيمة ذلك النوع من "السلام البارد". الحال بين مصر وإسرائيل بات أكثر خطرًا من سلام بارد. فقد اعترضت إسرائيل مؤخرًا على الإنشاءات العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء، وسبق لها أن وصفت ثورة 25 يناير/ تشرين الأول بالطاعون المصري.

داخل النقاش الجاري هناك – حول النشاط العسكري المصري في جزيرة سيناء – علّق تامير موراج، المراسل الدبلوماسي للقناة 14 الإسرائيلية، مطلع هذا الشهر قائلًا: ".. على قيادتنا العليا أن تبقى مستيقظة في الليل. مباشرة أمام أعيننا، وتحت ستار اتفاقية السلام، قامت مصر ببناء جيش هائل يعتمد على الأسلحة الأميركية، وجميع تدريباته تحاكي سيناريوهات غزو إسرائيل [..]. قوات بحرية قوية، وقوة جوية قادرة على تحدي وتعقيد الأمور بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي. هذه القوة العسكرية برمتها، التي تنتهك وتقوض اتفاقات كامب ديفيد بشكل متكرر، تتدرب من أجل هدف واحد: الحرب مع إسرائيل".

إعلان

شيء واحد في حكم المؤكد، وهو أن إسرائيل – الحصن الغربي- كيان تأسس على عجلة استعمارية، وأن الزمن يعقد عليه الأمور من كل جانب. ما من كأس مقدسة في الشرق الأوسط، وحتى السلام البارد مع القوة العربية الكبرى في طريقه لأن يصبح سلامًا خطرًا، سلامًا يتدرب على غزو الجار، كما تخبرنا القناة 14 المعروفة بتطرفها وقربها من المنظومة اليمينية.

الخفة في التعاطي مع الشرق الأوسط صارت إلى علامة فارقة في السياسة الغربية التي نحَت، مؤخرًا، منحى توراتيًّا وباتت ترى الدولة الإسرائيلية شأنًا إلهيًّا، بعد أن كانت "حصنًا غربيًا" كما في تصوّر كونراد أديناور، مؤسس ألمانيا الحديثة.

القول إن المقاربة الغربية لمسألة الصراع العربي- الفلسطيني أخذت بعدًا توراتيًا ليس رجمًا بالغيب، ولا هو حديث مرسل. في يونيو/ حزيران 2001 دُعي بيل كلينتون للاحتفال بكتاب "كيف تخوض حربًا حديثة"، للجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق للناتو. كان قد مرّ نصف عام على مغادرة كلينتون للبيت الأبيض، وعام كامل على انهيار مفاوضات كامب ديفيد.

لساعة كاملة تحدث كلينتون – لأوّل مرّة- عمّا دار في المفاوضات. تسبب عرفات، يقول كلينتون، في انهيار المفاوضات حين أقدم على الخطأ الذي لا يغتفر. إذ شكّك في "الحقيقة التاريخية" التي تقول إن الهيكل اليهودي يوجد هناك، أسفل المجمَع الإسلامي المكوّن من المسجد الأقصى، قبة الصخرة، وحائط البراق.

بالنسبة لكلينتون فإن هذا التشكيك أمر لا يحتمل. قال للحاضرين "أخبرت عرفات، قلتُ له أنا أعرف أن الهيكل هناك في الأسفل". في الواقع فقد سمع عرفات ما هو أكثر خطورة من هذه الجملة. في الرواية التي دوّنها إيهود باراك، قائد الوفد الإسرائيلي، عن الساعات الأخيرة من المفاوضات نقرأ أن كلينتون انتفض ونهر عرفات صارخًا في وجهه "أخبرني القس سولومو وأنا طفل في نيويورك أن الهيكل هناك تحت المسجد". قبل أن يغادر الحفلة قال كلينتون للحاضرين "أعتذر، لقد أفسدتُ ذلك الشيء في الشرق الأوسط"، كما نقلت مجلة نيوزويك في حينه (يونيو/ حزيران، 2001 ).

إعلان

يعمل كل الغرب، لقناعات توراتية – كولونيالية، على إفساد "ذلك الشيء" في الشرق الأوسط، ولم يكن كلينتون استثناء. الإبادة الجارية في غزة كشفت عن رؤية غربية للصراع تقع القصة التوراتية في مركزها. حتى الغرب الثقافي انخرط في ذلك الخيال التوراتي. ولم يعد مستغربًا أن يرى المرء مفكرًا سياسيًا مرموقًا مثل نيال فيرغسون، الذي يقدّم نفسه بوصفه ملحدًا يرسل أولاده إلى الكنيسة، وهو يتحدث عن "المهمة الإسرائيلية فائقة النجاح" في غزة. فـ "تلك الأرض"، يقول فيرغسون، هي مكان وهبه الإله – الذي لا يؤمن بوجوده- لليهود.

الشرق الأوسط حقيقة جيوسياسية بالغة التعقيد، تتصارع حوله ثلاث رؤى، كما يذهب الباحث الإسرائيلي عاموس يلدين في مقاله الأحدث على فورين أفيرز: رؤية المقاومة الفلسطينية (حماس)، الرؤية الإيرانية، والرؤية الأميركية.

لا يمكن العثور على تصور عربي متجانس لمسألة الشرق الأوسط، لا لماضيه ولا لمستقبله. ثمّة خيالات وأحلام متناقضة ومتصارعة. غير أن مشروعًا عربيًا مكتملًا، بما يوازي ويماثل المشاريع المتجانسة التي تنظر إلى المنطقة من خارجها، لا يزال بعيد المنال.

تقوم الرؤية الأميركية، في تقدير يلدين، على تحقيق استقرار في الشرق الأوسط عبر إستراتيجيات متعددة: إنتاج فرص سياسية للإسرائيليين والفلسطينيين معًا، التطبيع بين إسرائيل والسعودية، ومن خلال اتفاقية دفاع بين واشنطن والرياض.

السؤال الإسرائيلي كان دائمًا هو سؤال الاستقرار، وهذا ما تدركه كل المقاربات الأميركية للصراع. فالمجتمع الإسرائيلي سيتعين عليه، في آخر الأمر، أن يتجاوز سؤال البقاء إلى أسئلة أخرى لا تقل أهمية، منها سؤال الاندماج مع الجوار.

فما من مثيل واحد في العالم لحالة النبذ والقطيعة التي تعيشها "الدولة" الإسرائيلية مع كل الجيران. لا تتجاوب إسرائيل كثيرًا مع تكتيكات الاستقرار التي تبتكرها السياسة الأميركية، ومع اتجاهها يمينًا فإن استجابة إسرائيل للرؤى والتقديرات القادمة من خارج المنطقة ستصبح أكثر ندرة.

إعلان

في مذكراته قال كيسنجر إن المسؤولين الإسرائيليين شكروه في وقت متأخر جدًّا على تكتيكاته التي حمَت دولتهم إبّان الصدام العسكري العربي- الإسرائيلي في سبعينيات القرن الماضي.

لم تكن المصلحة الإستراتيجية التي تنطوي عليها "حلول" كيسنجر واضحةً في العقل الإسرائيلي أوّل الأمر. كان كيسنجر بالنسبة لهم أميركيًا أكثر من حقيقته اليهودية، ولم تكن الحميمية الإسرائيلية- الأميركية قد بلغت الحد الذي نراه الآن، بأن تعمل دولة عضو في مجلس الأمن على رعاية إبادة بشرية على الهواء. وحتى الآن، في أوج الحميمية التوراتية بين البلدين، فثمة هامش مناورة واسع تستطيع إسرائيل من خلاله تمرير مشاريعها العدوانية بما فيها تلك التي تأخذ شكلًا إجراميًا مروّعًا.

الرؤيتان الأخريان؛ رؤية حماس ورؤية المحور الإيراني، تختلفان وتتفقان. وجه اتفاقهما هو في استنزاف إسرائيل وحشرها في زاوية الدخيل والغريب على المنطقة. يواصل يلدين تقديره لما يراه قائلًا: فشلت المقاربات الثلاث ونجحت إسرائيل في فرض رؤيتها الواقعية. إذ أدت العمليات العسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي إلى سلسلة من النجاحات انتهت بسقوط النظام السوري من جهة، وإلى تقويض "الكوريدور الممتد من غرب إيران وحتى الحدود الإسرائيلية، ذلك الطريق الذي عكفت إيران على بنائه لأربعة عقود"، بحسب يلدين.

نجحت إسرائيل من خلال أعمالها العسكرية على جبهات عدة في تغيير "الشكل" الأوسط على نحو لم تكن تتوقعه ولا يبدو أنها تأنس له. لقد تخلّق شكل جديد غامض للشرق الأوسط، لم يستقر بعد، ولا يمكن التنبؤ بما سيؤول إليه في قابل الأيام.

وإن كانت إسرائيل قد نجحت في إبعاد إيران عن حدودها، فإن الحدود التركية باتت الآن، ولأوّل مرّة، على مشارف الدولة العبرية. يتداول الكُتّاب الإسرائيليون النقاش حول المفاجأة السورية التي جعلت تركيا، ذات الثأر التاريخي، محاددة لدولتهم. كل حركة في الشرق الأوسط تخلق نقائضها، وكل إجابة عن سؤال هي في الحقيقة تعقيد للسؤال نفسه.

إعلان

إلى ما قبل ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، 2024، كانت الثورة السورية قد آلت إلى قصة من الماضي البعيد. أما الثوار وهم يتحضرون للعملية العسكرية فإن طموحاتهم لم تأخذهم إلى ما هو أبعد من ريف حلب، كما دوّن كمال أوزتورك، الصحفي التركي القريب من المعارضة السورية، في مقالة له على الجزيرة نت.

تدحرجت الكرة كما هي عادة الأحداث في المنطقة وبتنا نشاهد شرقًا أوسطَ جديدًا وغامضًا يختلف جذريًّا عن ذلك الذي تخيله شمعون بيريز مخترع مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" في تسعينيات القرن الماضي.

بينما المسألتان؛ الفلسطينية واللبنانية ذاهبتان إلى الهدوء، برز الحدث السوري إلى العلن على شكل "هزة أرضية لم تحدث في المنطقة منذ اتفاقية سايكس-بيكو عام 2016" وفقًا لكلمات نتنياهو أمام المحكمة المركزية. ما من شيء، ولا أحد، بمقدوره أن يمنع الرياح والعواصف في الشرق الأوسط، ولا حتى أن يخبرنا من أين ستهبّ ولا أين ستسكن.

يقف الشرق الأوسط، برمّته، على كثبان من الرمال المتحرّكة. سكونه المريب باعث على الشك، وحركته المفاجِئة لا تخضع للقواعد. داخل هذا الغموض الوجودي، "الهيولى المحيّرة"، يُراد لإسرائيل أن تغدو كيانًا مستقرًّا. وليس لتلك الأمنية من معنى سوى أنها صادرة عن خيال عاجز وفقير، وعن أوهام خطرة حول شرقنا الأوسط اللعوب والعنيد.

كما لو أن الحديث عن الشرق الأوسط الجديد، دائمًا، يتعلق بالبحث عن مكان آمن لإسرائيل في تلك البقعة من الأرض، لا عن فهم جذري لحقيقته الجيوسياسية في سياقها التاريخي.

الشرق الأوسط الذي يُراد له أن يتسع لإسرائيل يضيق بنفسه وبشعوبه، وهو واحد من أكثر الأماكن الطاردة للسكّان الأصليين. جدران الشرق الأوسط السياسية والاجتماعية ضيقة، وقد أدّت التفاعلات السياسية التي حدثت في العقد الماضي إلى حروب أهلية مدمّرة.

إعلان

تريد إسرائيل مكانًا آمنًا في الشرق الأوسط، وفي سبيل ذلك فقد بنت إستراتيجيتها على ثلاثة مبادئ: "الردع، الإنذار المبكر، والنصر الحاسم" كما يرى الباحث الإسرائيلي أسّاف أوريون في مقال له على فورين بوليسي. لطالما استخدمت إسرائيل سجلها من الانتصارات الحاسمة في ردع خصومها، وكانت تضرب الصغير ضربة يخرّ لها قلب الكبير، كما هو قانون "عنترة" في الصراع.

من خلال آلتها العسكرية المتقدمة حرصت على تحقيق انتصارات حاسمة داخل أراضي العدو، بعيدًا عن الحدود. ذلك ما جعلها تبدو وكأنها حقيقة جيوسياسية نهائية في الشرق الأدنى، وليست كيانًا استيطانيًّا في منطقة غير مستقرة في المجمل.

غير أنها مع نهاية معاركها تقف على حقائق جديدة، غالبًا أكثر تعقيدًا. كلما تعقدت المسائل أمام إسرائيل وعدتها أميركا بالكأس المقدسة، وتلك الكأس تأخذ في كل مرّة شكلًا واسمًا.  كانت "مصر"- التي يتدرب جيشها على غزو إسرائيل كما يقول مراسل القناة 14- هي تلك الكأس الغالية قبل أربعة عقود.

من الحقائق الجديدة التي وقفت عليها إسرائيل بُعيد انهيار نظام الأسد أن إيران المحشورة في الزاوية، كما حذرت جيروزاليم بوست، قد تلجأ إلى تسريع برنامجها النووي بوصفه الحصن الأخير بعد انهيار كل الحصون. إن نجحت إيران في ذلك المسعى فعلى الإسرائيليين أن يهاجروا، كما يذهب تقريرٌ متشائم لصحيفة يديعوت أحرنوت.

يشبه الحال – بالنسبة لإستراتيجية الأمن الإسرائيلية- لعبة الدمى الروسية، الماتريوشكا، كلما نزع اللاعب مجسمًا وجد تحته آخر. في الواقع ثمّة كأس مقدسة، سهلة ويمكن تخيّلها: الدولة الفلسطينية. غير أن إسرائيل، ومن ورائها العلمانية الغربية التوراتية، اختارت طريق النيران.

الأمم لا تذهب إلى الاستقرار عبر المذابح. جربت أميركا ذلك الطريق مرارًا وفشلت فيه. وكان عليها، وهي تلعب دور الأم، أن تنقل إلى إسرائيل ما تحتاجه الأخيرة من العظة والعبرة. أو على الأقل أن تكشف لها عن نوع من "الحب القاسي"، وفقًا للنصيحة التي قدمها توماس فريدمان عبر صحيفة نيويورك تايمز في العام الماضي.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • كنوز ورقية ومعدنية: العملات والطوابع تروي التاريخ في معرض الكتاب
  • «موانئ أبوظبي» تختار مطوراً رئيسياً للمرحلة الأولى من مشروع «مرسى زايد» بالأردن
  • "موانئ أبوظبي" تختار المطور الرئيسي لـ "مرسى زايد" في العقبة الأردنية
  • الضفة الغربية والقدس تشهد 124 عملاً مقاوماً خلال الأسبوع الماضي
  • الغرب وكأس الشرق الأوسط المقدسة
  • «موانئ أبوظبي» تبدأ عمليات إدارة وتطوير محطة لواندا بأنجولا
  • علوان يفتتح معرض المشغولات اليدوية في مديرية حريب القراميش بمأرب
  • أيقونة السيريالية المصرية.. جاليرى "المشهد" يفتتح معرض الفنان محمد رياض سعيد
  • فعاليات فنية وإبداعية وورش تفاعلية في جناح الأزهر بمعرض القاهرة للكتاب
  • جاليري المشهد يفتتح معرض الفنان الراحل محمد رياض سعيد أيقونة السيريالية المصرية (صور)