أبوظبي في 12 سبتمبر / وام / افتتح معالي محمد خليفة المبارك، رئيس اللوفر أبوظبي أحدث معارض اللوفر أبوظبي "حروف من نور" ، الذي يعرض مجموعة من أقدم النصوص المقدسة في الأديان التوحيدية الثلاثة، و يستمر حتى 14 يناير القادم.

و يسلط المعرض المُقام بالشراكة مع المكتبة الوطنية الفرنسية ومؤسسة متاحف فرنسا، الضوء على السياق التاريخي الذي ظهرت فيه الكتب المقدسة، كما سيوضح طريقة تناقلها على مر السنين، إضافةً إلى الكشف عن الممارسات العلمية والروحانية المرتبطة بها ودورها الأساسي في التاريخ الفكري والفني العالمي.

سيحظى زوّار المعرض الذي يضم أكثر من 240 عملاً فنياً، بفرصة لاستكشاف أهم وأجمل المخطوطات من القرآن والإنجيل والتوراة، إضافةً إلى تحف فنية من مجموعة مقتنيات المكتبة الوطنية الفرنسية، ومتحف اللوفر في باريس، ومتحف اللوفر أبوظبي.

وتضم المجموعة المعروضة مخطوطات، وصوراً فوتوغرافية، وفنوناً تصويرية، وأعمالاً فنية ثلاثية الأبعاد، ومنسوجات، ولوحات من كافة أنحاء العالم.

و سيقدم المعرض لزوّاره رؤية معاصرة من خلال عرض عمل فني يحمل اسم "اللامرئيّ" للفنان التشكيلي السعودي مهنّد شونو، وهو عبارة عن عمل تركيبي تلتقي فيه بصورة مجازية خيوط تمثل الأديان الثلاثة وذلك عبر تجربة تأملية.

و قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي : يمَكِّن معرض "حروف من نور" زوّاره من الانطلاق في رحلة من رحلات التأمل العميق لاستكشاف التفاعل الدقيق بين الإبداع والجوانب الروحانية .. و هذا المعرض مجموعة متميزة تشمل "الكتاب المقدّس، نسخة سوفينيي"، ولوحات رائعة مثل "العذراء والطفل" للفنان جيوفاني بيليني، إضافةً إلى قطع أثرية مذهلة مثل "مفتاح الكعبة"، ومن خلال هذه المجموعة المتميزة يسلط المعرض الضوء على الأصول المشتركة للديانات السماوية الثلاث، حيث يجسد كل منها معنى الجمال والمعرفة.

وتابع قائلاً: "إنه لشرف لنا أن نتعاون مع المكتبة الوطنية الفرنسية، ومؤسسة متاحف فرنسا لتنظيم هذا المعرض؛ ما يعزز من الروابط الثقافية ويدعم تطورها".

من جانبه قال لوران إريشيه، رئيس قسم المخطوطات الشرقية في المكتبة الوطنية الفرنسية إن المعرض يضم مجموعة من أقدم وأهم الكتب والمخطوطات، إضافةً إلى أعمال فنية خطية متميزة ذات زخارف رائعة، حيث يؤكد على شمولية رسائل القرآن والإنجيل والتوراة، إضافةً إلى إبراز البعد الأخلاقي المتأصل في هذه الأديان الثلاثة، ويبرز دورها المحوري في صياغة التاريخ الفكري والتاريخ الفني على المستوى العالمي. ويتماشى هذا تماماً مع البعد العالمي لمتحف اللوفر أبوظبي باعتباره ساحة مشتركة لتعزيز الحوار، حيث يستوعب مختلف الثقافات بهدف تسليط الضوء على قصص الإنسانية المشتركة التي تتجاوز حدود الحضارات والعصور والأماكن.

من جهتها قالت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر، والمديرة السابقة لإدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي: من خلال تسليط الضوء على الأحداث والشخصيات التي اشتركت في ذكرها نصوص من الأديان التوحيدية الثلاثة، فإننا نسعى لتعميق فهم الزوّار لهذه الكتب المقدسة ، ما يمنحهم فرصة لتأمل التاريخ الثري لهذه النصوص المقدسة واستكشاف أشكالها، ولغاتها، والنصوص التي تتضمنها.

يجسد معرض "حروف من نور" لحظة استثنائية لتأمل مجموعة من الأعمال النادرة المتمثلة في الكتب التوحيدية المقدسة وما يُعرض بجانبها من أعمال فنية أخرى. وتشمل تلك الأعمال الفنية قِطَعاً أثرية مثل "صحيفة من المصحف الأزرق"، حيث نرى تفسير عنوان المعرض "حروف من نور" بين سطورها. وقد خُطّت كلمات هذا العمل الحديث نوعاً ما بحروف ذهبية تتميز بتباينها مع الخلفية الزرقاء الداكنة؛ ما يبعث الرائي على التأمل.

عماد العلي/ ريم الهاجري

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: متحف اللوفر أبوظبی الضوء على

إقرأ أيضاً:

عُمان عبر الزمان يحتفي بتدشين الهوية البصرية والعملة والطابع

دشّن متحف "عُمان عبر الزمان" الهوية البصرية للمتحف، التي جاءت لتواكب تطلعات وأفكار الأجيال وما تقدمه قاعات العرض المتحفية، وذلك برؤية تستلهم عراقة التاريخ وأصالته، وقد رعى حفل التدشين -الذي أقيم مساء أمس- معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني ورئيس مجلس أمناء متحف "عُمان عبر الزمان"، ويأتي حفل تدشين الهوية البصرية تزامنًا مع الذكرى الثانية لافتتاح المتحف.

وبدأ الحفل بكلمة المهندس اليقظان بن عبدالله الحارثي مدير عام متحف "عُمان عبر الزمان" جاء فيها: يسعدنا أن نعلن اليوم عن تدشين الهوية الجديدة لمتحف "عُمان عبر الزمان"، هذا الشعار الذي تفضل جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - باعتماده ليكون تعبيرًا عن التزامنا المستمر بالحفاظ على تراث عُمان العريق، واضعين نصب أعيننا رؤيتنا للحفاظ على إرث هذا الوطن الغالي وتقديمه بصورة عصرية تعكس قيمنا وتطلعاتنا وبأسلوب حداثي يجذب الأجيال الجديدة ويواكب التحولات العالمية، وها نحن اليوم وفي إطار هذه الهوية الجديدة نسعد بالإعلان عن إصدار الطابع البريدي والعملة التذكارية الخاصة بالمتحف التي تجسد هذه المرحلة المهمة وتوثق إرثنا الثقافي بصورة تليق بتاريخنا المجيد.

ثم قُدِّمَ عرض مرئي سلط الضوء على المتحف الذي شهد العديد من الإنجازات، أبرزها حصول المتحف على جائزة أفضل مشروع في فئة التراث والثقافة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن جوائز أفضل مشروعات عام 2024 المصاحبة لمعرض الإضاءة في دبي، كما تم اختياره ضمن القائمة القصيرة لأفضل خمسة متاحف عالميًا لفئة قاعات العرض المتحفي ضمن جوائز "ميوزيز + هيرتج" لعام 2024، كما نال جائزة "أفضل تصميم خارجي" ضمن جائزة "فرساي" العالمية للهندسة المعمارية والتصميم.

وقام معالي نصر الكندي راعي المناسبة بإزاحة الستار عن شعار المتحف في اللوحة الترحيبية وعلى لوحة الشرف لجائزة "فرساي" العالمية للهندسة المعمارية والتصميم التي فاز بها المتحف مؤخرًا كأفضل تصميم خارجي، لأجمل المتاحف عالميًا.

العملة والطابع

كما تم خلال الحفل تدشين عملة تذكارية من إصدار البنك المركزي العُماني عن متحف "عُمان عبر الزمان" من الفضة تحتفي بالمتحف كصرح ثقافي ومعماري معاصر حيث يُبرز تصميم العملة مبنى المتحف المتميز المحاط بسلسلة جبال الحجر وشعار المتحف بالإضافة إلى بعض النقوش المستلهمة من الأبواب العُمانية التقليدية والمعالم الرئيسية، ويعبر وجه العملة عن "الخنجر" واسم سلطنة عُمان واسم البنك المركزي العُماني باللغتين العربية والإنجليزية وسنة الإصدار، أما ظهر العملة فيحمل صورة مبنى متحف "عُمان عبر الزمان" محاطًا بسلسلة من جبال الحجر وشعار المتحف ونقوش من الأبواب التراثية العُمانية.

كما يصور الطابع البريدي التذكاري لمتحف "عُمان عبر الزمان" النمط المعماري الاستثنائي للمتحف الذي استُلهم من جبال الحجر الشامخة كدلالة على الارتقاء بـ"عُمان" إلى القمم العالية.

وقال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية عضو مجلس أمناء المتحف: إن وجود شعار لمتحف "عُمان عبر الزمان" يمثل أحد رموز الهوية، ويعبر عن التلاقي في جوانبه الحضارية والتاريخية، وما يضمه المتحف من مقتنيات ووثائق تاريخية وحضارية تشكل جوانب في تاريخ سلطنة عُمان الممتد عبر الزمن.

وأضاف الضوياني: إن متحف "عُمان عبر الزمان" يمثل ركيزة أساسية في التعريف بسلطنة عُمان في جوانبها الحضارية والتاريخية ومعلما مهمًا من المعالم في محافظة الداخلية، حيث استضاف مجموعة من البرامج والمعارض والمؤتمرات المختلفة على الصعيدين المحلي والدولي.

دلالات الهوية

وتحدثت فاطمة بنت محمد بن سالم الهنائية مصممة جرافيك أولى وهي مصممة الشعار عن الهوية البصرية والمدلولات الخاصة بالرموز والألوان، قائلة: استلهمت فكرة شعار المتحف من تعانق الخيوط الذهبية في مقبض السلطان برغش بن سعيد حيث إن الخيوط المتعانقة ترمز لترابط الأزمنة وتمتد إلى الأعلى حيث الماضي يعانق الحاضر ليخلق مستقبلًا زاهرًا يحمل في إرث الأجداد ومجدًا لحاضر مشرق، والخيوط تنسج حكاية من تاريخ سلطنة عُمان عبر الزمان، وتنحني في انسيابية لتحاكي انحناءات صخور الأفيوليت في جبال الحجر التي استُلهم منها تصميم مبنى المتحف، وتظهر في الشعار الدائرة التي تعبر عن إطار يحتضن ترابط الأزمنة في نسيج مستمرٍ لا ينقطع، كما تعكس تواصل الأجيال حيث تلتقي الأفكار والخبرات في حلقة مترابطة يثريها التنوع وتقويها الروابط، واستخدم الشعار مزيجًا من درجات اللون الذهبي والنحاسي ليسطع كشمس الحاضر حاملًا في طياته ظلال النحاس الدافئة من الزمن الغابر، وهذا الشعار ليس مجرد رمز إنما قصة تروي ماضٍ يعانق الحاضر ليصنع مجدًا، وتعبيرٌ عن هويةٍ تحمل في طياتها تراثًا عريقًا ومستقبلًا لا يعرف الحدود.

مقالات مشابهة

  • تعزيز البيئة الاستثمارية في مكة
  • ضمن سلسلة مشاريع.. «الدبيبة» يفتتح مسجد «شهداء الكراريم»
  • عُمان عبر الزمان يحتفي بتدشين الهوية البصرية والعملة والطابع
  • أمانة العاصمة المقدسة توقّع 13 مذكرة لتعزيز البيئة الاستثمارية في مكة
  • 25 ألف زائر لجناح متحف المستقبل بمهرجان «ساوث باي ساوث» في تكساس
  • مطران القدس يدعو للحج إلى الأراضي المقدسة في السنة اليوبيلية
  • الجامعة البريطانية تفتتح معرض "بوكوڤينا المقدسة والساحرة" بحضور السفيرة الرومانية
  • إضافة بيتر كوركيس إلى قائمة المنتخب الوطني
  • تعرف على القطع الأثرية المميزة لشهر مارس بمتاحف الآثار
  • موانئ أبوظبي و"نافذة باكستان" تتعاونان لتعزيز التحول الرقمي في التجارة