لوموند: على فرنسا الخروج من فخ النيجر
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
مع سعي الجنرال عمر عبدالرحمن تياني لإحكام قبضته على البلاد، ترى صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الوقت حان لكي تظهر فرنسا قدراً معيناً من البراغماتية.. وعلى الرغم من أن واقع العلاقات المؤسسية مع القارة الإفريقية متعدد الأوجه، فإنه ليس صحياً أن يظهر النفوذ الفرنسي بشكل شبه حصري في بعده العسكري.
منذ الإطاحة بالرئيس النيجري محمد بازوم في 26 يوليو (تموز) على يد انقلابيين بقيادة الجنرال تياني، يبدو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قلقاً.
ولا تعترف باريس بأي سلطة شرعية أخرى غير الرئيس بازوم، على الرغم من عزله.. ويزعم الرئيس الفرنسي أن هذا الانقلاب تم تنفيذه "ضد الشعب النيجري"، ويرفض الاستسلام لمطالب الانقلابيين.
وعلى الرغم من المناخ العدائي المتزايد الذي يحافظ عليه المجلس العسكري، تحتفظ باريس بسفيرها في نيامي، التي يطالب الانقلابيون فيها برحيله.. وبينما ندد الأخير باتفاقيات التعاون العسكري مع باريس، تم الإبقاء على 1500 جندي فرنسي متمركزين في النيجر، بموافقة الرئيس المخلوع.
الخطاب المعادي لفرنساومع ذلك، ترى "لوموند" أن مثل هذه المواقف المبدئية لا تصمد أمام الواقع، وأصبحت أقل قابلية للدفاع عنها، مع إحكام الجنرال تياني قبضته على البلاد.. وإلى جانب حقيقة أن مثل هذا التعنت يغذي الخطاب المناهض لفرنسا، وهو الوقود السياسي الرئيسي للمجلس العسكري، فمن الصعب أن نرى الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه.
وبعد أن توقفت العمليات العسكرية المشتركة لمكافحة الإرهاب مع الجيش النيجري فعلياً، لم يعد ثمة سبب للحفاظ على الوحدة الفرنسية، على الأقل مؤقتاً.. من الناحية الافتراضية، فإن العملية العسكرية المناهضة للانقلاب التي قررتها دول غرب إفريقيا المجاورة، ستضع الجيش الفرنسي في موقف صعب إذا حصلت، كما أن البقاء يعزز قدراً هائلاً من الغموض، في حين يؤدي انتهاء التعاون العسكري مع الغرب إلى زيادة الهجمات الجهادية.
الخروج من الفخبصوت عالٍ، أطلقت باريس مناقشات مع العسكريين الموجودين في السلطة في نيامي حول طرائق "انسحاب عناصر معينة".. لقد حان الوقت في واقع الأمر للخروج من هذا الفخ وتفضيل قدر معين من البراغماتية على الحزم الذي لا أمل فيه، بل والذي يتمتع بقدر معتدل من المصداقية، وفيما يتعلق بالانقلابات في إفريقيا، فإن الموقف الفرنسي يظل متغيراً، كما يتضح من تساهل باريس منذ الإطاحة بعلي بونغو في الغابون، وتدفع العزلة الفرنسية النسبية في أوروبا ومنطقة الساحل في الاتجاه نفسه.
In Le Monde. https://t.co/BjWE9ysZgO
— Cyril Payen (@payenc) September 12, 2023من المؤكد أن التفاوض على رحيل الجنود الفرنسيين من النيجر أمر أكثر حساسية، بل وحتى مهيناً، حيث أنهم يعيشون هناك مع 1100 جندي أمريكي تناور حكومتهم من أجل بقائهم، على حساب التسوية مع الانقلابيين.. لكن التفاوض ضروري، تماماً مثل إعادة تعريف علاقات فرنسا مع النيجر، في حين يقول رئيس الوزراء المعين من قبل الانقلابيين إنه يريد "مواصلة التعاون" مع باريس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر بين فرنسا والاحتلال .. وتوقيف عنصرين من الدرك الفرنسي في القدس لهذا السبب
سرايا - شهدت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إلى القدس، يوم الخميس، إشكالاً دبلوماسياً بين فرنسا والاحتلال الإسرائيلي، بعدما دخل أفراد من شرطة الاحتلال مسلحين إلى موقع يضم كنيسة تديرها باريس، دون إذن مسبق.
وأدان بارو هذا التصرف الذي وصفه بـ"غير المقبول"، رافضاً دخول الشرطة "الإسرائيلية" إلى موقع الإيليونة الواقع في جبل الزيتون، في حين تم توقيف عنصرين من الدرك الفرنسي من قبل قوات الاحتلال في المكان، بحسب ما أفادت به صحافية من وكالة فرانس برس.
وتصاعد التوتر بين فرنسا وإسرائيل في ظل الأزمة الراهنة بالمنطقة، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة تبادل تصريحات حادة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ففي أوائل أكتوبر، شدد ماكرون على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، إلا أن نتنياهو رد بالانتقاد، مؤكداً أن "إسرائيل" تتوقع الدعم من فرنسا بدلاً من فرض "قيود" عليها.
وفي وقت لاحق، أعرب ماكرون عن موقفه بضرورة وقف شحنات الأسلحة المستخدمة في الصراع في غزة ولبنان، في خطوة اعتبرها نتنياهو استفزازية، حيث وصف تصريحاته بـ"العار"، مشيراً إلى ما اعتبره دعماً من بعض الزعماء الغربيين لحظر الأسلحة على "إسرائيل".
كما كان نتنياهو قد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى نقل قوات "اليونيفيل" من مناطق القتال في لبنان، مطالباً بإبعاد قوات الأمم المتحدة عن مواقفها السياسية.
لكن هذا الطلب قوبل بالرفض من الأمم المتحدة، التي شددت على أن أي استهداف لعناصر "اليونيفيل" يعد جريمة حرب. يأتي ذلك بعد إصابات في صفوف القوة جراء اعتداءات إسرائيلية طالت عناصرها عمداً.
وكان ماكرون قد عبّر، الأسبوع الماضي، عن اقتناعه بأن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار في لبنان، مما زاد من حدة التوتر بين الجانبين.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع صفحتنا على تيك توك
طباعة المشاهدات: 834
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 07-11-2024 09:40 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...