باريس- وام

أكد عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد رئيس مجلس إدارة المدرسة الرقمية، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، تتبنى رؤى استشرافية واضحة لمستقبل التعليم، الذي يرتكز على التكنولوجيا المتقدمة والحلول الرقمية، والذي يتمتع بالمرونة والقدرة على الوصول إلى الطلاب أينما كانوا وفي أي وقت، بما يضمن توفير فرص تعلم شاملة وعادلة للطلاب في كل مكان في العالم.

وقال عمر سلطان العلماء إن حكومة دولة الإمارات تعمل على تطوير تجربة ريادية في مجالات التعليم الرقمي، ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بأن «التعليم الرقمي هو مستقبل التعليم وتعليم المستقبل»، مشيراً إلى أن المدرسة الرقمية تمثل ترجمة واقعية لهذه الرؤى والتوجهات.

جاء ذلك، خلال مشاركته بكلمة رئيسية تناول فيها دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل التعليم، وحوار وزاري «عن بعد» بعنوان: تنظيم وتسهيل استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم، ضمن مشاركة حكومة دولة الإمارات، والمدرسة الرقمية إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في فعاليات أسبوع التعلم الرقمي الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، في مقرها الرئيس بالعاصمة الفرنسية باريس.

وأضاف أن التوجهات الجديدة للمبادرات العالمية في قطاع التعليم أصبحت تركز على التعليم الرقمي كمسار رئيسي وحل مبتكر لتحديات الشمول والوصول إلى الطلاب في مختلف أنحاء العالم، وتمكين الطلاب في المجتمعات الأقل حظاً من الحصول على فرص عادلة بالتعلم، مشيراً إلى أن تغيير مسمى أسبوع اليونسكو للتعليم المتنقل الذي عقد سنويا على مدى 10 سنوات مضت، إلى أسبوع التعلم الرقمي في دورته الحالية، يعكس التوجهات العالمية الجديدة ويمثل خطوة مواكبة للتطورات الحالية في قطاع التعليم.

وتطرق عمر سلطان العلماء خلال مشاركته في جلسة حوارية وزارية عن مستقبل التعليم ودور الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى استراتيجية دولة الامارات وتوجهاتها المرتكزة على تبني وتوظيف حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مختلف المجالات ومن ضمنها التعليم.

وأشار إلى جهود متواصلة بالتنسيق بين المدرسة الرقمية وبعثة الامارات الدائمة لدى اليونسكو، لتطوير واقتراح مشروع جديد على المنظمة، يتمثل في تبني يوم عالمي للتعليم الرقمي، يهدف إلى تعزيز الجهود العالمية في نشر الوعي بأهمية التعليم الرقمي ودوره في توفير الفرص والحلول المبتكرة للطلاب حول العالم، إضافة إلى تشجيع الدول على تطوير قطاع التعليم بالاعتماد على حلول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والرقمنة، بما يضمن إشراك مختلف الدول والمجتمعات في رحلة إرساء نموذج التعليم الرقمي المستقبلي.

- مستقبل التعليم الرقمي

وشهدت فعاليات أسبوع اليونسكو للتعلم الرقمي مشاركة فاعلة لوفد دولة الإمارات، حيث نظمت المدرسة الرقمية، ورشة عمل عن مستقبل التعليم الرقمي، شارك فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات التعليم، هم: قدوس باتيفادا الرئيس التنفيذي لشركة «دايجست إيه. آي»، وإيريكا تواني مديرة مشروع المدرسة الرقمية في جمهورية كولومبيا، وساديتين موفاكت مدير مشروع المدرسة الرقمية للاجئين السوريين في لبنان، والإمام حمود مدير التعليم المجتمعي في وزارة التعليم الوطني وإصلاح التعليم في الجمهورية الإسلامية الموريتانية مدير المدرسة الرقمية في موريتانيا، و الدكتور وليد آل علي أمين عام المدرسة الرقمية، وأدارها د. فوزان الخالدي مستشار في المدرسة الرقمية.

وشكلت ورشة العمل منصة لحوار مع الخبراء العالميين وقادة الفكر حول الفرص والتحديات على مستوى السياسات والاستراتيجيات الحديثة للتعليم الرقمي، وتم خلالها استعراض تجارب عدد من الدول التي طبقت نماذج التعليم الرقمي، وكيف ساهم التعليم الرقمي في تمكين الطلاب والمعلمين.

كما ناقش الخبراء ما يحمله التطور المستمر للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، من تغيرات كبيرة وواسعة ستشمل ملامح مستقبل التعليم، وتطرقوا إلى ما سيشكله ذلك من عامل معزز لجهود تسريع التقدم في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة العالمية المعني بالتعليم.

- تجربة الإمارات الريادية في التعليم الرقمي

ونظمت المدرسة الرقمية فعالية مصاحبة لأعمال أسبوع التعلم الرقمي في المقر الرئيسي لمنظمة اليونسكو، بالتعاون مع البعثة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونسكو ووزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات، وقطاع التعليم في المنظمة، شارك فيه أكثر من 200 من كبار المسؤولين والخبراء وأعضاء بعثات الدول لدى اليونسكو والمشاركين في أسبوع التعلم الرقمي، تم خلالها التعريف بالتجربة الريادية لدولة الإمارات في التحول الرقمي في التعليم، وتسليط الضوء على جهود المدرسة الرقمية ومبادراتها الهادفة لتعميم نموذج تعليم مستقبلي يتيح فرص التعلم للطلاب في مختلف أنحاء العالم.

تحدث في الفعالية كل من سعادة هند العتيبة سفيرة الدولة لدى فرنسا، وستيفانيا جيانيني المديرة العامة المساعدة للتربية في منظمة اليونسكو، والدكتور حسان المهيري رئيس وفد وزارة التربية المشارك في المؤتمر، والدكتور وليد آل علي أمين عام المدرسة الرقمية.

كما شهدت المشاركة الإماراتية في أسبوع اليونسكو للتعلم الرقمي، عقد سلسلة اجتماعات ثنائية مع قيادات المنظمة وممثلي الدول الأعضاء فيها وأبرز المشاركين في المؤتمر، تم خلالها استعراض آفاق التعاون وتوسيع الشراكات الإيجابية الهادفة لتعميم وتعزيز نماذج التعلم الرقمي المستقبلية حول العالم.

- تمكين المجتمعات بحلول التعلم الرقمي

جدير بالذكر، أن «المدرسة الرقمية»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في نوفمبر 2020 ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تعد أول مدرسة رقمية متكاملة من نوعها، وتهدف إلى تمكين الطلاب بخيارات التعلم الرقمي في المناطق التي لا تتوفر فيها الظروف الملائمة أو المقومات التي يحتاجها الطلاب لمتابعة تعليمهم، كما توفر خياراً نوعياً للتعلم المدمج و التعلم عن بُعد، بطريقة ذكية ومرنة، مستهدفة الفئات المجتمعية الأقل حظاً واللاجئين والنازحين، عبر مواد ومناهج تعليمية عصرية. وتتبنى المدرسة الرقمية نهجاً شاملاً للتحول الرقمي في التعليم، يقوم على توسيع الفرص التعليمية عبر خيارات التعلم الرقمي خاصة في المناطق النائية والنامية التي لا تتوفر فيها الظروف الملائمة للتعلم، وتواصل المدرسة الرقمية توسعها، حيث ضمت أكثر من 60 ألف طالب من 8 دول هي الأردن، مصر، العراق، موريتانيا، لبنان، كولومبيا، وبنغلاديش، وأفغانستان، وعملت على تدريب أكثر من 1500 معلم رقمي، فيما يتم توفير المحتوى التعليمي والتدريبي بأربع لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات محمد بن راشد آل مکتوم عمر سلطان العلماء الذکاء الاصطناعی المدرسة الرقمیة التعلیم الرقمی مستقبل التعلیم دولة الإمارات فی التعلیم الرقمی فی

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يتابع جهود تنفيذ مستهدفات الدولة في مجال التحول الرقمي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جهود تنفيذ مستهدفات الدولة في مجال التحول الرقمي، وذلك في اجتماع عقده اليوم، بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس محمد الجوسقي، مساعد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية للتخطيط والتطوير والتحول الرقمي، والمهندس محمود بدوي، مساعد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشئون التحول الرقمي، وعابد مهران، معاون وزير الاستثمار والتجارة الخارجية لتعزيز مناخ الاستثمار والتنافسية الاقتصادية، ومسئولي الوزارات والجهات المعنية.

وفي مستهل الاجتماع، أكد رئيس الوزراء أن الدولة مُهتمة بصورة واسعة بتحقيق مُستهدفاتها في مجال التحول الرقمي، سعياً لتقديم مختلف الخدمات بصورة مميكنة، بما يُسهم في الإسراع بالإجراءات، وتيسير تقديم الخدمات للمُواطنين.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى ضرورة مُتابعة قرار اللجنة الوزارية للعدالة الإجتماعية بشأن "كارت الخدمات الموحد"، وأهمية التطبيق على الفور فى بورسعيد، مع توفير كافة المحددات اللازمة لنجاح تلك المنظومة لاسيما تقنياً، لتسهم في التيسير على المواطنين.

وأضاف رئيس الوزراء أن هناك أيضاً اهتماماً بميكنة كل إجراءات تأسيس وترخيص الشركات بالتنسيق مع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، مُعتبراً أن هذه الخطوة تمثل أولوية أولى للمستثمرين، مؤكداً ضرورة أن تكون هناك خطة واضحة، بمستهدفات زمنية محددة، بحيث تكون كل إجراءات تأسيس وترخيص الشركات مميكنة.  

وخلال الاجتماع، عرض وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تطور الخدمات عبر منصة مصر الرقمية، موضحاً أنه يوجد حالياً مجموعة من الخدمات لا تُقدم إلا من خلال "مصر الرقمية"، معظمها خدمات استعلام؛ مثل خدمات الاستعلام عن مخالفات المرور، وغيرها، مضيفاً أنه يتم التجهيز حالياً لإطلاق عددٍ من الخدمات الجديدة، واقتصار تقديمها أيضاً على منصة مصر الرقمية، كما يتم العمل على إطلاق عددٍ من الخدمات رقمياً، والتي لا تقدم حالياً إلا بالحضور، مثل خدمات التوثيق، بالتزامن مع جهود رفع كفاءة البنية التحتية الرقمية، بما يسهم في عدم انقطاع الخدمة، واستمراريتها، وخلال أيام سيتم عرض تفاصيل هذه الخدمات على رئيس مجلس الوزراء.

كما أشار الدكتور عمرو طلعت، إلى اجتماعه اليوم مع وزير التموين والتجارة الداخلية، بشأن الكارت الموحد لخدمات الدعم، والذي سيتم تعميمه في محافظة بورسعيد بأكملها، وذلك تنفيذاً لقرارات اللجنة الوزارية للعدالة الاجتماعية، مُوضحًا أن الحاصل على الكارت سيتمتع بخدمات التأمين الصحي، والدعم التمويني، وكذا الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى عددٍ آخر من الخدمات، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من المواطنين بالمحافظة سيتمتعون بهذه الخدمات، مع إتاحة متابعتها من خلال هواتفهم المحمولة الذكية، دون الحصول على الكارت البلاستيكي، وهو ما سيسهم في تيسير وتسهيل الإجراءات، وتوفير النفقات.

كما أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، استمرار التعاون بشكل مستمر مع وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، ومسئولي الوزارتين، بشأن تيسير إجراءات تأسيس الشركات، وذلك من خلال محوري عمل؛ الأول يتعلق برفع كفاءة المنظومة الحالية، والمحور الثاني يرتبط بميكنة الأعمال بشكل كامل، وهو ما يتم العمل عليه حاليًا.

وخلال الاجتماع استعرض مسئولو وزارة الاستثمار والجهات المعنية الحضور، ما يتم من تنسيقات وجهود بشأن ميكنة الخدمات المختلفة للمستثمرين، عبر منصة إلكترونية، تيسر الاجراءات، وتحقق مستهدفات الدولة فى هذا القطاع. 

مقالات مشابهة

  • التعليم أولوية وطريق المستقبل الأفضل
  • وزير التعليم يختبر طلاب مدرسة بالفيوم في القراءة والكتابة| ويوجه بتفعيل البرامج العلاجية
  • 177 مليار درهم صادرات الإمارات من الخدمات الرقمية
  • المدرسة الرقمية الخاصة تحصل على اعتماد برنامج البكالوريا الدولية
  • رئيس الوزراء يتابع جهود تنفيذ مستهدفات الدولة في مجال التحول الرقمي
  • رئيس الجهاز القضائى بشمال كردفان يقف علي حجم الاضرار ببرج المحاكم بام روابة
  • الزيودي: الإمارات في صدارة الدول الأكثر نمواً في التجارة الرقمية
  • وسّعت شراكاتها الشاملة.. الإمارات لاعب مؤثر في رسم مستقبل التجارة الرقمية
  • أميرة بو كدرة: المرأة الإماراتية أصبحت صـوتاً للإبداع والمعرفة
  • أميرة بو كدرة: إثراء المشهد الثقافي