علماء يكتشفون مكان أقرب الثقوب السوداء إلى الأرض
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
اكتشف فريق دولي من العلماء وجود عدة ثقوب سوداء في عنقود "القلائص"، أقرب عنقود نجمي مفتوح لنظامنا الشمسي، ما يجعلها أقرب الثقوب السوداء المكتشفة إلى الأرض على الإطلاق.
إقرأ المزيد علماء يعجزون عن تفسير الظاهرة .. ثقوب سوداء تتجشأ بشكل غامض بقايا نجوم التهمتها قبل سنواتوتأتي الدراسة نتيجة تعاون بين مجموعة من العلماء بقيادة ستيفانو تورنيامينتي، من جامعة بادوا (إيطاليا)، بمشاركة مارك غيليس، الأستاذ بالمعهد الكاتالوني للبحوث والدراسات المتقدمة (ICREA)، وفي كلية الفيزياء بمعهد علوم الكون (ICCUB) ومعهد دراسات الفضاء في كاتالونيا (IEEC)، وفريق بقيادة فريدريش أندرس من كلية الفيزياء بمعهد علوم الكون ومعهد دراسات الفضاء في كاتالونيا.
ومنذ اكتشافها، كانت الثقوب السوداء واحدة من أكثر الظواهر الغامضة والرائعة في الكون، وأصبحت موضوعا للدراسة في جميع أنحاء العالم. وينطبق هذا بشكل خاص على الثقوب السوداء الصغيرة لأنه تم ملاحظتها أثناء اكتشاف موجات الجاذبية.
ومنذ الكشف عن موجات الجاذبية الأولى في عام 2015، لاحظ الخبراء العديد من الأحداث التي تتوافق مع اندماج الثقوب السوداء المزدوجة المنخفضة الكتلة.
وفي الدراسة الحديثة المنشورة في مجلة Monthly Notices of the Royal Astronomical Society، استخدم فريق من علماء الفيزياء الفلكية عمليات المحاكاة التي تتبع حركة وتطور جميع النجوم في القلائص - الواقعة على بعد نحو 45 فرسخا فلكيا، نحو 150 سنة ضوئية - لإعادة إنتاج حالتها الراهنة.
والعناقيد المفتوحة عبارة عن مجموعات مرتبطة بشكل فضفاض من مئات النجوم التي تشترك في خصائص معينة مثل العمر والخصائص الكيميائية.
إقرأ المزيد اكتشاف فئة جديدة من الانفجارات الكونية أكثر سطوعا من 100 مليار شمسوتمت مقارنة نتائج المحاكاة مع المواقع والسرعات الفعلية للنجوم في القلائص، والتي أصبحت معروفة الآن بدقة من خلال الملاحظات التي أجراها القمر الصناعي غايا التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA).
ويقول ستيفانو تورنيامينتي، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة بادوا والمؤلف الأول لبحث ما بعد الدكتوراه في جامعة بادوا: "لا يمكن لعمليات المحاكاة لدينا أن تتطابق في نفس الوقت مع كتلة وحجم القلائص إلا في حالة وجود بعض الثقوب السوداء في مركز العنقود اليوم (أو حتى وقت قريب)".
ومن الأفضل إعادة إنتاج الخصائص المرصودة للقلائص من خلال عمليات المحاكاة التي تحتوي على ثقبين أسودين أو ثلاثة في الوقت الحاضر، على الرغم من أن عمليات المحاكاة التي تم فيها قذف جميع الثقوب السوداء (منذ أقل من 150 مليون سنة، أي الربع الأخير من عمر العنقود تقريبا) لا تزال قادرة على إعطاء وهو تطابق جيد، لأن تطور العنقود لم يتمكن من محو آثار الثقب الأسود السابق.
وتشير النتائج الجديدة إلى أن الثقوب السوداء المولودة في عنقود "القلائص" ما تزال داخل العنقود، أو قريبة جدا من العنقود. وهذا ما يجعلها أقرب الثقوب السوداء إلى الشمس، أقرب بكثير من المرشح السابق (أي الثقب الأسود Gaia BH1، الذي يبعد 480 فرسخا فلكيا عن الشمس).
وفي السنوات الأخيرة، أتاح التقدم الذي حققه تلسكوب غايا الفضائي لأول مرة دراسة موقع وسرعة نجوم العنقود المفتوح بالتفصيل والتعرف على النجوم الفردية بثقة.
المصدر: phys.org
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الثقب الاسود الفضاء ثقوب سوداء الثقوب السوداء
إقرأ أيضاً:
علماء ينجحون في فك الشيفرة الوراثية للإنفلونزا
أوضحت نتائج دراسة أجراها باحثون في فرنسا ونشرت في مجلة "Nucleic Acids Research كيفية تغليف فيروس الأنفلوانزا المجهري لمادته الجينية وحمايتها مما يفتح آفاقا جديدة لمكافحة العدوى الفيروسية وصنع أدوية أفضل لموسم الإنفلونزا.
وتشتهر فيروسات الإنفلونزا بتسببها في أوبئة موسمية وجوائح عرضية، مع التهديد المستمر لسلالات إنفلونزا الطيور التي قد تنتقل من الحيوانات إلى البشر.
وتعد المادة الجينية أساسا في قدرة الفيروس على الانتشار والبقاء، وهي مغلفة بعناية في غلاف بروتيني مثل لفافة مجهرية.
وباستخدام تقنيات تصوير متقدمة، أنشأ العلماء الخريطة الأكثر تفصيلا حتى الآن لكيفية تجميع الفيروس لمادته الجينية.
وركز البحث الذي أشرف عليه المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي وجامعة غرينوبل الفرنسية، على البروتين النووي، وهو بروتين حيوي يعمل كغلاف واقٍ للحمض النووي الريبوزي الفيروس، أي تعليماته الجينية.
واستخدم الفريق نهجا متقدما لتفكيك وإعادة بناء هيكل البروتين الفيروسي في بيئة مختبرية.
ومن خلال إزالة أجزاء صغيرة من هيكل البروتين، تمكن الباحثون من إنشاء نسخ أكثر استقرارا وأقل مرونة من الحزمة الجينية الأساسية للفيروس.
وسمح ذلك للباحثين بالتقاط صور دقيقة للغاية تكشف كيف تلتف المادة الجينية عبر هيكل البروتين.
وكان أحد الاكتشافات المفاجئة مرونة تغليف الفيروس الجيني، ووجد الباحثون أن البروتين يمكن أن يستوعب بين 20 و24 وحدة بناء جينية، مع جانب واحد من البروتين أكثر تكيفا من الآخر.
وقد تفسر هذه المرونة كيفية قدرة الفيروس على التغيير والتكيف بسرعة، وهو سبب رئيسي لصعوبة الدفاع ضد الإنفلونزا كل عام، وفقما ذكر موقع " studyfinds" العلمي.
ومن النتائج التي كشفت عنها الدراسة أيضا وجود تفاعلات معقدة بين البروتين والمادة الجينية، إذ لا يظل الحمض النووي الريبوزي سلبيا داخل البروتين، بل يساعد بنشاط في تشكيل هيكل الفيروس، مما يساهم في المرونة العامة للجسيم الفيروسي.
وأشار الباحثون إلى أن الأحماض الأمينية الأربعة عشر الأولى للبروتين تلعب دورا حاسما في وظيفتين رئيسيتين هما توفير المرونة للفيروس ومساعدته على التحرك داخل الخلايا المضيفة.
وفي ملخص للدراسة، قال الباحثون: "يمهد هذا الاختراق الطريق لتصميم جزيئات دوائية جديدة قادرة على الارتباط بغلاف البروتين، وإضعاف الحمض النووي الريبوزي الفيروس، ومنع تكاثر فيروس الإنفلونزا، الذي يؤثر على الملايين".
وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت في بيئة مختبرية محكمة، إلا أنها تمثل خطوة حاسمة في فك آليات أحد أكثر التهديدات الفيروسية تكيفا واستمرارية في العالم.