عادت الحرائق مرة أخرى إلى الغابات التركية لتلتهم مساحات شاسعة من مناطق تعد من الوجهات السياحية الأولى في البلاد لاسيما للقادمين إليها من الخارج، حيث تحاول السلطات المحلية السيطرة على النيران التي تندلع جراء ارتفاع درجات الحرارة ولأسباب أخرى مثلما يحصل منذ أيام في منطقتي موغلا الواقعة جنوب غربي تركيا.

وفي التفاصيل، تجددت الحرائق في غاباتٍ قريبة من منطقة موغلا التركية، ما تسبب بالقضاء على مساحات من الغابات المحيطة بالمنطقة، وهو ما هدد أيضاً سلامة المباني السكنية القريبة من موقع الحريق رغم تدخل فرق الإطفاء للقضاء على النيران.

من 2 (2 صور) شارك تم نسخ الرابط مادة اعلانية

ولم تنحصر الحرائق في غابات موغلا وحدها بعدما اندلعت النيران في أمكان أخرى كما حصل في الغابات المحيطة بمنطقة بيلجك غربي تركيا، بحسب ما أوردت وسائل إعلام تركية محلية وشهود عيان أكدوا أيضاً أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحرائق في بعض غابات المنطقة.

ولم تعلن وزارة الصحية حتى الآن عن أي أضرار بشرية جراء الحرائق التي اندلعت هذا الأسبوع في مناطق متفرقة من البلاد.

وفشلت فرق الإطفاء في الكثير من المناطق هذا الشهر من السيطرة على الحرائق، ما تسبب بالقضاء على مساحات شاسعة من الغابات، وفق ما أعلنت وزارة الزراعة والغابات في البلاد.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو، النيران وهي تلتهم مساحاتٍ خضراء شاسعة.

وتعددت أسباب الحرائق في تركيا، ومنها التغير المناخي والإهمال في بعض الأحيان، إذ يتسبب أعداد الطعام في تلك المناطق باندلاع الحرائق.

وأدت الحرائق إلى إغلاق عدد من المتنزهات والفنادق في المناطق القريبة من الغابات التي اندلعت فيها النيران. كما قضت على عدد من الحيوانات، وهو ما أرغم منظمات غير حكومية على التحرك في محاولة منها لإنقاذ الحيوانات البرية.

الأخيرة تركيا بعد حصاره على عمق 1000 متر في تركيا.. إنقاذ مستكشف كهوف أميركي

وتعد الحرائق مشكلة كبيرة تواجهها تركيا كل صيف منذ نحو 3 أعوام على الأقل، وقد تحوّلت إلى أزمة وموضع جدل بين التحالف الحاكم الذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" والأحزاب التي تعارضه وفي مقدمتها حزبا "الشعب الجمهوري" الذي يعد حزب المعارضة الرئيسي وحزب "اليسار الأخضر" المؤيد للأكراد.

وتتهم الأحزاب المعارضة التحالف الحاكم بعدم اتخاذ التدابير الوقائية الكافية لتجنب الحرائق كشراء معدّات الإطفاء المتعددة مثل الطائرات وغيرها من الآليات التي قد تساهم في إخماد النيران في الغابات.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News تركيا حرائق الغابات

المصدر: العربية

كلمات دلالية: تركيا حرائق الغابات الحرائق فی

إقرأ أيضاً:

« التغير المناخي وعقوباته الوخيمة»

مع بداية هذا العام، اجتاحت حرائق مدمرة لوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها، مما خلف وراءه دمارا واسع النطاق. وقد أظهرت الدراسات العلمية أن تغير المناخ أسهم بشكل كبير في زيادة مخاطر الحرائق، حيث ارتفع متوسط المساحات المحترقة سنويا في غرب أمريكا الشمالية بنسبة تتراوح بين 16% و62% مقارنة بعالم دون تغير مناخي بفعل الإنسان. وأكدت الدكتورة تشانتيل بيرتون من مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن تغير المناخ ساعد في خلق ظروف جوية شديدة الحرارة والجفاف، مما يجعل السيطرة على الحرائق أكثر صعوبة.

وتسهم التغيرات المناخية في زيادة وتيرة الحرائق من خلال عدة عوامل، منها ارتفاع درجات الحرارة التي تجعل التربة والنباتات أكثر عرضة للاشتعال، وانخفاض معدلات هطول الأمطار الذي يؤدي إلى فصول جفاف أطول وأشد، بالإضافة إلى الرياح القوية التي تسهم في انتشار الحرائق بسرعة.

وقد شهدت كالفورنيا مؤخرًا فصول جفاف أشد من السنوات السابقة، مما أدى إلى جفاف التربة والنباتات بشكل أكبر، كما أن عام 2024 كان من أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، مما ساهم في تفاقم مشكلة الحرائق. بالإضافة إلى ذلك، ساعد تغير نمط الرياح، وزيادة الرياح القوية والجافة، في انتشار الحرائق بشكل أسرع وأوسع. ضعف إدارة الغابات أدى إلى تراكم الأشجار الميتة والشجيرات القابلة للاشتعال، ما جعل الوضع أكثر تعقيدا.

هل سنشهد حرائق مماثلة في المستقبل؟

من المتوقع أن تصبح حرائق الغابات أكثر تواترا وشدة في المستقبل، نتيجة لتغير المناخ وغياب التدخلات الفعّالة. هناك العديد من العوامل مثل ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الجفاف، واستمرار إزالة الغابات ستزيد من مخاطر حدوث هذه الحرائق في مختلف أنحاء العالم.

هل سلطنة عمان معرضة لحوادث مشابهة؟

على الرغم من أن سلطنة عمان ليست عرضة لحرائق غابات كبيرة كالتي شهدناها في كاليفورنيا، إلا أن بعض المناطق الجافة عرضة لحرائق محلية محدودة خلال فترات الجفاف الطويلة. حيث إن وجود النباتات المحلية في المناطق الجبلية والوديان تعد بيئة قابلة للاشتعال، ولكن محليًا يتم العمل على تقليل هذه المخاطر من خلال إدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام.

كيف للعالم أن يتصدى لهذه الظواهر؟

لتقليل مخاطر الحرائق المستقبلية، من الضروري اتخاذ خطوات عاجلة مثل تعزيز الإدارة المستدامة للغابات عبر إزالة الأشجار الميتة وتقليل الكثافة النباتية. كما يجب التحول إلى الطاقة النظيفة لتقليل الانبعاثات الكربونية والمساهمة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. إضافة إلى ذلك، يجب زيادة التوعية المجتمعية حول أهمية تجنب السلوكيات غير المسؤولة التي قد تسهم في إشعال الحرائق. وأخيرا، يجب تعزيز التعاون الدولي من خلال تمويل المشاريع البيئية وتبادل الخبرات والتقنيات المتقدمة في إدارة الغابات.

كما لا يمكن إغفال دور الأنشطة البشرية في تفاقم مشكلة الحرائق. حيث إن قطع الأشجار والزحف العمراني يؤديان إلى تقليل رطوبة التربة وزيادة تعرضها للاشتعال، كما أن الإهمال مثل إشعال النيران في مناطق حساسة قد يزيد من مخاطر الحرائق.

عواقب بيئية واقتصادية للحرائق

أدت الحرائق إلى تدمير مساحات كبيرة من الغابات وفقدان التنوع البيولوجي وموائل الحيوانات البرية، كما أسهمت في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. هذه الحرائق تكبد الاقتصاد العالمي خسائر ضخمة نتيجة لتكاليف إخماد الحرائق وإعادة بناء البنية الأساسية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تلوث الهواء الناتج عن الحرائق يزيد من مخاطر الأمراض التنفسية والقلبية، وكذلك تلوث المياه يزيد من تحديات الصحة العامة.

وتمثل حرائق الغابات في أمريكا إنذارا عالميا حول التداعيات الخطيرة لتغير المناخ. والتصدي لهذه الظاهرة يتطلب جهودا مشتركة من الحكومات والمجتمعات والأفراد، مع التركيز على التخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية. حيث إنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية دون تدخل جاد، فإن الأضرار ستتجاوز حدود أمريكا لتصبح تهديدا عالميا.

مها البلوشية أخصائية شؤون مناخيه بهيئة البيئة

مقالات مشابهة

  • حرائق لوس أنجلوس تتجدد.. النيران تواصل التهام الغابات رغم سقوط الأمطار
  • "بلومبيرغ": حرائق الغابات المستمرة تستنزف ترسانة العالم لمكافحتها
  • «لوس أنجلوس تعود للجحيم مجددا».. مشاهد من حرائق غابات تلتهم شمال المدينة
  • فيديو.. الحرائق تشتعل في لوس أنجلوس من جديد
  • ضحايا واتهامات وتحقيقات في كارثة بولو بتركيا.. إليك التفاصيل
  • الحرائق تستعر مجدداً في لوس أنجلوس
  • إخلاء جماعي في شمال لوس أنجلوس.. أكثر من 50 ألف شخص يهربون من حرائق الغابات
  • حرائق لوس أنجلوس تشعل القلق.. خسائر بيئية واقتصادية كبرى.. تدمير 38 ألف فدان فى حرائق الغابات وسنوات لإعادة إحياء المدينة.. خبير جيولوجي: تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العامل الرئيسى للحرائق
  • القبض على 9 أشخاص بسبب حريق منتجع للتزلج أودى بحياة 76 شخصًا بتركيا
  • « التغير المناخي وعقوباته الوخيمة»