"الشاعر" رئيسًا شرفيًا لمهرجان الغردقة لسينما الشباب
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
اختارت اللجنة العليا لمهرجان الغردقة لسينما الشباب الخبير السياحى حسام الشاعر رئيسا شرفيا للمهرجان فى دورته الأولى التي تقام خلال الفترة من 21 وحتى 26 سبتمبر الجارى تحت رئاسة الكاتب والسيناريست محمد الباسوسى.
أكدت اللجنة أن اختيار "الشاعر " يأتى فى إطار ترسيخ فكرة الدمج بين السياحة والأحداث الفنية المهمة وفى مقدمتها المهرجانات السينمائية.
وأشارت إلى أن "الشاعر" يحظى بخبرة سياحية كبيرة أهلته ليكون من القلائل المؤثرين فى هذا المجال كما أنه شارك فى تنظيم وإستضافة العديد من الأحداث والمهرجانات الدولية التى إقيمت بمدينة الغردقة .
من جانبه قال حسام الشاعر، أنه يسعى من خلال رئاسته الشرفية للمهرجان إلى الإسهام فى الترويج الفنى وخاصة السينمائى لمدينة الغردقة والتى تعد حاليا واحدة من أهم المقاصد السياحية وتتمتع بالكثير من الأماكن الطبيعية التي يمكن إستغلالها في الأفلام السينمائية بكافة ألوانها .
وأضاف : أن صناع السينما فى العالم يدركون جيدا أهمية الغردقة لذلك هناك كثير من الأفلام العالمية تم تصويرها فى المدينة وأعتقد أن المهرجان فرصة كبيرة لإلقاء ضوء آخر على المدينة كون أن المهرجان متخصص فى سينما الشباب ويحمل إسمها .
وتابع حسام الشاعر : أن السياحة والفنون وجهان لعملة واحدة ولا يمكن فصلهما عن بعضهما لأن كلاهما يكمل الآخر فالسياحة تستفيد من استغلال المناطق السياحية والتصوير فيها وهو الأمر الذى يروج للمقاصد السياحية كما أن الفعاليات الفنية تعد حاليا من أهم عناصر الجذب السياحى فمثلا مدينة فينسيا لم تصل إلى صدارة المقاصد السياحية فى العالم إلا بفضل البينالى الدولى الذي تستضيفه علي مدار شهور العام ويضم الكثير من الأنشطة الفنية من سينما ومسرح وغناء وفنون تشكيلية وشعبية وغيرها وهو ما نأمل أن نحققه فى الغردقة بصفة خاصة وغيرها من المقاصد السياحية المصرية المتعددة بصفة عامة .
المهرجان ترعاه وزارة الثقافة المصرية ووزارة السياحة والآثار ووزارة الشباب والرياضة ومحافظة البحر الأحمر، وتنظمه مؤسسة فنون للثقافة والإعلام ، ويضم أكثر من مسابقة للأفلام الطويلة والقصيرة، ومشروعات التخرج لطلبة المعاهد، والأكاديميات السينمائية المتخصصة ويمنح جائزة خاصة تحت عنوان الجائزة الخضراء لأفضل فيلم يدعم فكرة الحفاظ على البيئة .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المقاصد السياحية مهرجان الغردقة لسينما الشباب
إقرأ أيضاً:
المقاومة في قصائد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم
خليل المعلمي
لقد أبدع الشعراء الفلسطينيون في شتى المجالات الثقافية والسياسية والعسكرية، وذلك بفعل المعاناة التي عاشها هذا الشعب عبر أجيال وعبر أكثر من مائة عام منذ بداية الانتداب البريطاني على فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى وحتى وقتنا الحالي، فقد تحالف ضد هذا الحيز الجغرافي وهؤلاء السكان الباقون على أرضهم ما بقيت الحياة قوى الشر في العالم بريطانيا وأمريكا ومعظم الدول الأوروبية.
من أجل كل ذلك لقد سعت الدول العظمى في بداية القرن العشرين إلى التخلص من أقذر شرذمة عرفها التاريخ وهو اليهود الذين عاثوا في الأرض الفساد، فزرعتهم ككيان سرطاني في قلب أمتنا العربية والإسلامية، وكان هذا أحد السببين أما السبب الآخر فهو السيطرة على مقدرات وثروات الوطن العربي والإسلامي وعدم السماح بقيام حضارة تنافس حضارتهم الحديثة.
واستمر الدعم بداية من مساعدتهم في الهجرة إلى فلسطين ومن ثم تمكينهم من السلاح والأرض والاعتراف بهم كدولة، حتى السكوت على جرائهم المستمرة والمتكررة والتي ليس لها مثيل على مدى التاريخ.
فمن رحم هذه المعاناة تتوالى الإبداعات الفلسطينية، بداية في الصمود الأسطوري على مدى أكثر من مائة عام والاستمرار بالمقاومة بشتى السبل والإمكانيات والتأقلم مع كل الظروف الحياتية والمعيشية والاجتماعية والاقتصادية، فكان من ثمار ذلك الحفاظ على القضية الفلسطينية التي تحاول قوى الشر والاستكبار العالمي القضاء عليها وتصفيتها وتحييد العرب ليبقى الفلسطينيون لوحدهم يواجهون هذا الكيان الغاصب.
تُعَد المقاومة حقاً مشروعاً في الدفاع عن الأرض والعِرض ومقدرات الأوطان، ولا تخضع المقاوَمة – بشكلٍ عام – لحسابات القوى والتوازن بين طرفي الصراع، وإلا لما كانت هناك مقاومة في مصر ضد الإنجليز، وأخرى في ليبيا تجاه الغزاة الإيطاليين، وثالثة في الجزائر نحو الفرنسيين، وغيرها من سائر البلدان التي تعرضت للعدوان والاحتلال.
وتتعدد أشكال المقاومة بدءاً من حمل السلاح، وانتهاءً باستخدام الكلمة المُحرِّضة على مجابهة العدو الغاشم الذي يريد كسر إرادة المقاومين وهزيمتهم، والتَّنعم باحتلال أراضيهم.
وبجانب المقاومة بالسلاح لا يجب أن تغيب عن سماء أفكارنا أهمية المقاومة بالكلمة، خاصة الكلمة المبدعة؛ كالقصة أو القصيدة أو الرواية أو المسرحية، فكلها وسائل تحث على مواصلة النضال، وتكشف عن بشاعة المشهد المترع بالأشلاء والدماء، وتضع أمام الجيل الحالي والأجيال اللاحقة حقائقَ دامغةً لا تقبل الزيف أو الخداع.
ولعلنا هنا بصدد الكلمة الشعرية، وتحديداً ما خطه قلم الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم (رحمه الله)، فقد جمعت قصائده بين الحماسة والتحريض والشجاعة، غير مكترثةٍ بقدرات الأعداء وتفوقهم، لأن المسألة في النهاية تتعلق بقداسة الوطن ولا شيء آخر غيره.
يقول الشاعر سميح القاسم:
دم أسلافي القدامى لم يزل يقطر مني
وصهيل الخيل مازال، وتقريع السيوف
وأنا أحمل شمساً في يميني وأطوف
في مغاليق الدجى.. جُرحاً يغني
هو في حقيقة الأمر لم ينسَ ثأره القديم، مستلهماً قرع السيوف (القوة)، وراجياً أملاً لا يأفل (الشمس)، ومصراً على التطواف المُجَابِه. ورغم الظلمة الحالكة إلا أنه يجعل من جراحه غناءً يؤكد وجوده غير القابل للفَناء.
وفي نَصِّه الشعري “أمطار الدم” يصيح بأعلى صوته بُغية إيقاظ النائمين أو الغافلين من بني بلاده ليتصدوا لقوى الاحتلال الباغي:
ألقى عباءته المبللة العتيقة في ضجر
ثم ارتمى..
– يا موقداً رافقتَني منذ الصِغَر
أتُراكَ تذكُر ليلةَ الأحزان. إذ هزَّ الظلام
ناطور قريتنا ينادي الناس: هبوا يا نيام
دهمَ اليهود بيوتكم..
دهم اليهود بيوتكم
أتُراكَ تذكُر؟.. آهٍ.. ياويلي على مدن الخيام
ويذكِّرنا سميح القاسم – ضمنياً – بوعد بلفور المشؤوم الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، راصداً مرارة المشهد بإيقاع ينم عن المأساة الكبيرة، نتبين ذلك من خلال نصه “أطفال سنة 1948”:
كومٌ من السَّمك المُقَدَّد في الأزقة.. في الزوايا
تلهو بما ترك التتار الإنكليز من البقايا
أنبوبة.. وحطام طائرةٍ.. وناقلة هشيمة
ومدافع محروقة.. وثياب جندي قديمة
وقنابل مشلولة.. وقنابل صارت شظايا
ويستلهم من خلال قصيدة “توتم” التراث الإفريقي، وتوتم هي رقصة إفريقية تمثل – كما هو معروف – صراع القبيلة مع وحشٍ أسطوري مخيف يهاجم ضاربها من الغابة، ولكنها تنتصر عليه.
وكأن الشاعر – بهذا – يدعو إلى الصبر، والبشارة بانتصار قادمٍ لا محالة.
ألسنة النار تزغرد في أحشاء الليل
ويدمدم طبل
وتهدُّ بقايا الصمت طبول ضارية وصنوج
ويهيج الإيقاع المبحوح.. يهيج
فالغابة بالأصداء تموج
وتتبدى مشاعر البوح في خضم الأحداث والخطوب، عبر سطورٍ عنونها مبدعنا بـ”رماد”:
ألا تشعرين؟
بأنا فقدنا الكثير
وصار كلاماً هوانا الكبير
فلا لهفة.. لا حنين..
ولا فرحة في القلوب، إذا ما التقينا
ولا دهشة في العيون
ويتكئ على شعر الحماسة بهدف شحذ العزائم، وحث المناضلين والمقامين على مواصلة الكفاح، مؤكداً لهم أنَّ قتل الأطفال والشيخ ومشاهد الأمهات اللائي فقدن أبناءهن لا يجب أن يكون مدعاة للتهاون أو الاستسلام، وأن صور التشرد والهدم واليُتم لا يجب أنْ تكون سبباً في كسر الإرادة أو الهزيمة:
– تقدموا.. تقدموا
كلُ سماءٍ فوقكم جهنمُ
كلُ أرضٍ تحتكم جهنمُ
تقدموا..
يموت منَّا الطفلُ والشيخُ لا يستسلمُ
وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلمُ
تقدموا بناقلات جندكم
وراجمات حقدكم
وهددوا وشردوا ويتموا وهدموا
لن.. لن تكسروا أعماقنا
لن تهزموا أشواقنا
نحن القضاء المبرمُ
وفي قصيدته الشهيرة “أمشي” يحسم الأمر، ويبين أن جهاده ضد الأعداء له ما يبرره، ومع ذلك يمد يده للسلام والعيش الآمن، وكأنه يدعو إلى إنهاء الاحتلال مقابل السلام، وأنه في سبيل ذلك لا يهاب الموت ولا يخافه، فهو في كل الأحوال يزهو بنفسه وبعروبته ووطنه:
منتصب القامة.. أمشي
مرفوع الهامة.. أمشي
في كفي.. قصفةُ زيتون وحمامة
وعلى كتفي.. نعشي
ولا عجب، ذلك أن الأديب الشاعر سميح القاسم كان يرى كل شعراء العرب الملتزمين شعراء مقاومة، ويؤمن بالقصيدة كأداة فُضْلى بالنسبة للعرب للتعبير عن أنفسهم، فالقصيدة برأيه تطلق صيحة الألم والأمل في نفس الوقت.
وكان يجزم بأن النكبة الحقيقية لأبناء الشعب الفلسطيني بدأت مع وعد بلفور، كما كان يجهر بحبه لبلاده لأن بلاده أيضاً تحب أبناءها.
ويؤمن بضرورة محاربة معاهدة “سايكس بيكو” التي أُبرِمَتْ سِراً سنة 1916، تلك المعاهدة التي قسَّمت الوطن العربي إلى مناطق نفوذ للدول الكبرى.
لقد كانت ومازالت وستظل قصائد الراحل العظيم سميح القاسم أنموذجاً يحتذى للشعر العربي المقاوِم في فلسطين وخارجها.