غزة - محمود البزم - صفا

بمشاركة فصائل المقاومة كافة، شهد قطاع غزة اليوم الثلاثاء مناورة عسكرية واسعة، في ظل توتر الأوضاع الأمنية مع الاحتلال الإسرائيلي.

وبدأت مناورة "الركن الشديد 4" التي نفذتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة صباح اليوم، بإطلاق رشقات صاروخية صوب البحر، فيما نفذ مقاتلون تدريبات برية وبحرية تحاكي اقتحام مواقع عسكرية إسرائيلية.

وجاءت المناورة، التي تُنفذ للسنة الرابعة على التوالي، بالتزامن مع الذكرى الـ18 للاندحار الإسرائيلي عن القطاع، وفي ظل استعداد جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى بداية من الأسبوع المقبل للاحتفال بسلسلة من "الأعياد اليهودية".

كما جاءت مع التوتر المزايد داخل سجون الاحتلال في أعقاب قرار وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف "إيتمار بن غفير" تقليص الحقوق الأساسية للأسرى، مع احتمالية خوضهم إضرابًا مفتوحًا عن الطعام خلال الأيام المقبلة.

وأجرت الغرفة المشتركة مناورة "الركن الشديد 1" في ديسمبر/ كانون الأول 2020، بينما كانت المناورة الثانية في نفس الشهر من عام 2021، وجرت الثالثة في ديسمبر 2022.

رسائل لأطراف عديدة

ويرى محللون سياسيون أن مناورة "الركن الشديد 4" تحمل رسائل لعدة أطراف في مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدد باستهداف المقاومة وقادتها، ويصعد إجراءاته ضد القدس والأسرى.

المختص في الشأن السياسي وسام عفيفة يرى أن المناورة تأتي في ظل معطيات وإشارات عديدة أولها تزامنها مع ذكرى الاندحار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

ويقول عفيفة لوكالة "صفا": "المناورة جرت في ظل حالة التوتر القائمة مع الاحتلال والتصعيد الحاصل في الضفة الغربية والنقلة النوعية التي حققتها المقاومة وتأثير ذلك على بقية الساحات، خاصة بعد رسائل التهديد التي أرسلها الاحتلال إلى ساحات المقاومة وفي مقدمتها غزة".

ويشير إلى أن المناورة تأتي بينما تستعد جماعات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى، إضافة للتوتر الحاصل بشأن ملف الأسرى.

ويوضح عفيفة أن المناورة تؤكد أيضًا رسالة الاستعداد والجهوزية أمام التهديد الإسرائيلي من جانب، وإرسال رسائل للاحتلال أن الزمن الذي كان فيه يهدد ويختار الزمان والمكان الذي يمكن أن يبدأ فيه معركة "ولّى".

كما تحمل مناورة الركن الشديد رسائل طمأنة للجبهة الداخلية والحاضنة الشعبية مفادها أن المقاومة في غزة لديها قدرات تسخرها في الدفاع عن الشعب، وفق عفيفة.

ويضيف عفيفة أن المناورة تبعث أيضًا رسائل إلى حلفاء المقاومة في المنطقة- وهم جزء من حالة الجهوزية والاستعداد- أن الفصائل في غزة استطاعت تحقيق محطات لافتة في الجهوزية والاستعداد والمواجهة، والتأكيد أن غزة يمكن الاستناد عليها في حال وقوع مواجهة تضم ساحات أخرى.

ويلفت إلى أن غزة ملهمة للمقاومين وكل من يفكر أن يجابه الاحتلال، بعد تحقيقها إنجازات لافتة على طريق المواجهة وتحقيق معادلة حقيقية.

حالة وحدوية متقدمة

المحلل السياسي عبد الله العقاد يعتقد أن المقاومة تجسد من خلال مناورة "الركن الشديد 4" حالة وحدوية متقدمة، لافتًا إلى أن غزة شكلت جيشًا مقاتلًا من أجل الحرية.

ويقول، في حديثه لوكالة "صفا"، إن المقاومة تكشف عن تكتيكات يغلب عليها الطابع الهجومي واقتحام مستوطنات ومواقع عسكرية ما يؤكد أن المقاومة جادة في كنس الاحتلال عن كل الوطن.

ويشير العقاد إلى أن استمرار مساس الاحتلال بالمسجد الأقصى والانتقاص من حقوق الأسرى عوامل يمكن أن تفجر الأوضاع ما يتطلب من المقاومة أن تكون على كامل الجهوزية والاستعداد.

وينوه أيضًا إلى أن المناورة تأتي في ذكرى الاندحار عن غزة، وهو تأكيد أن المقاومة هي وحدها القادرة على تحرير الأوطان.

ويرى العقاد أن "غزة لن تكون محلًا لتلقي الضربات بقدر ما ستكون منطلقًا لثورة شعبنا ودعمًا لها في كل الجبهات والساحات حتى التخلص من الاحتلال".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: فصائل المقاومة مناورة الغرفة المشتركة المقاومة غزة الرکن الشدید 4 أن المقاومة إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل قصفت إسرائيل أهدافا عسكرية؟ وما خيارات المقاومة؟ الفلاحي يجيب

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة طال مدنيين مباشرة، مما يعني أن الأهداف لم تكن عسكرية فحسب، مشيرا إلى أن المشاهد القادمة من القطاع تؤكد استشهاد أعداد كبيرة من النساء والأطفال.

جاء ذلك في تحليل للمشهد العسكري عقب عودة الاحتلال إلى عدوانه على القطاع، مضيفا أن إسرائيل اعتمدت خطة نارية شاملة بمشاركة جميع أفرع قواتها المسلحة بهدف تحقيق ضغط عسكري على المقاومة.

وأوضح الفلاحي أن جيش الاحتلال استخدم أكثر من 100 طائرة في الهجمات الأخيرة، إلى جانب القصف المدفعي والبحري، وكذلك الطائرات المسيرة والمروحيات.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل وفق بنك أهداف مسبق يسعى من خلاله إلى تدمير البنى التحتية للمقاومة وإضعاف قدراتها العسكرية، لكن الضغوط العسكرية لم تنجح حتى الآن في فرض شروط إسرائيلية على المقاومة أو إجبارها على تقديم تنازلات.

وكانت إسرائيل قد استأنفت عدوانها على قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء، إذ شنت غارات عنيفة أسفرت عن استشهاد 356 فلسطينيا وإصابة العشرات، وفق وزارة الصحة في غزة.

وأكد جيش الاحتلال أن العملية ستستمر وتتوسع، في حين طالت الغارات مختلف مناطق القطاع، مما أدى إلى مجازر بحق المدنيين، أبرزها في رفح ومدينة غزة.

إعلان خيارات المقاومة

وفيما يتعلق بخيارات المقاومة، شدد الفلاحي على أن الفصائل الفلسطينية لا تملك سوى خيار المواجهة في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي.

وتوقع الفلاحي أن تكون المقاومة قد استغلت فترة الهدوء النسبي لإعادة تموضع قواتها وإدارة مواردها، مما يجعلها مستعدة لمواجهة أي تصعيد جديد.

وأضاف أن إسرائيل تتحدث عن اجتياح بري محدود لبعض المناطق، لكن نجاح هذا الخيار غير مضمون، وقد تواجه القوات المهاجمة مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية.

وأشار الفلاحي إلى أن استمرار القصف الإسرائيلي دون تحقيق أهدافه قد يدفع الاحتلال إلى تصعيد أكبر، لكنه يرى أن أي محاولة لاجتياح غزة ستكون مكلفة عسكريا.

ومطلع مارس/آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي استمرت 42 يوما، في حين تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات مشابهة

  • قادة عسكريون سابقون: استئناف نتنياهو الحرب خيانة للجنود والأسرى
  • حماس تعزي حركة الجهاد والسرايا باستشهاد القائد “أبو حمزة”
  • خبير عسكري: العدوان الجوي للاحتلال على غزة لن يتحول لعمل بري.. ‏هذه الأسباب
  • أيمن الرقب: حماس ليس لديها قدرات عسكرية للرد على الاحتلال الإسرائيلي
  • استشهاد أبو حمزة المتحدث باسم سرايا القدس في غزة
  • هل قصفت إسرائيل أهدافا عسكرية؟ وما خيارات المقاومة؟ الفلاحي يجيب
  • حماس: الادعاءات بشأن وجود تحضيرات من المقاومة لشن هجوم على قوات الاحتلال لا أساس لها
  • حماس: ادّعاءات الاحتلال لتبرير عودته للحرب "لا أساس لها من الصحة"
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتي العيسوية وسلواد
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتي العيسوية وسلواد في القدس