بعد كارثة الزلزال.. لماذا رفضت المغرب تلقي المساعدات من فرنسا؟
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن العلاقات الدبلوماسية بين باريس والرباط ظلت فاترة لسنوات، ويُنظر إلى قرار المغرب قبول المساعدة من أربع دول فقط وهم "دولة الإمارات العربي المتحدة، والمملكة المتحدة وإسبانيا وقطر"، على أنه مؤشر ليس فقط على خلاف سياسي، بل على ضغينة شخصية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وملك المغرب محمد السادس.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، إن الأمر متروك لـ المغرب، فيما إذا كان سيطلب المساعدة الفرنسية في التعامل مع الزلزال الأكثر دموية منذ أكثر من ستة عقود، وإن فرنسا مستعدة للمساعدة إذا طلب منها ذلك.
وأضافت الوزيرة الفرنسية أن "فرنسا تعهدت بتقديم 5 ملايين يورو لمنظمات الإغاثة في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، حيث يُعتقد أن 2500 شخص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 2400 آخرون، لكن الأمر متروك للمغرب ليقرر من الذي سيرسله رسمياً طلب المساعدة.
وتابعت كولونا "هذا جدل غير مناسب.. الناس يعانون، والناس بحاجة إلى المساعدة، نحن على استعداد لمساعدة المغرب.. إنه قرار سيادي ومن حق المغرب وحده أن يحدد ما هي احتياجاته".
سبب التوترومنذ أن ضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات مساء، الجمعة الماضي، أشار ماكرون عدة مرات إلى استعداد فرنسا لإرسال مساعدات إلى المغرب.. ولم يكن هناك رد رسمي مغربي، وسبق أن اتهم المغرب ماكرون بإعطاء الأولوية للعلاقات الجيدة مع الجزائر على تلك مع الرباط.
وقال محللون من الشرق الأوسط بحسب الصحيفة البريطانية، إن ماكرون "مهووس" بتحسين العلاقات مع الجزائر، مستعمرة فرنسا السابقة، ومستعد للتضحية بالعلاقات الجيدة مع المغرب لتحقيق هذه الغاية.
ومن بين المواضيع المثيرة للجدل ما تعتبره الرباط عدم دعم فرنسا لمطالبتها بالسيادة على الصحراء المغربية، وهي قضية وطنية في المغرب.. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو، وهي جماعة تسعى إلى استقلال المنطقة الصحراوية.
وفي عام 2017، كسر ماكرون التقاليد بجعل المغرب، وليس الجزائر، أول زيارة له إلى دولة في شمال إفريقيا كرئيس.. لكن العلاقات هدأت منذ ذلك الحين.
وفي عام 2021، اندلع ما يسمى بحرب التأشيرات بعد أن قالت فرنسا إنها ستقيد تأشيرات الدخول للمغاربة والجزائريين والتونسيين، ما لم توافق الدول على استعادة المهاجرين، وهو ما يُنظر إليه على أنه إذلال متعمد.
وفي العام نفسه، اتهمت باريس الرباط بمحاولة التجسس على ماكرون عبر هاتفه المحمول، بعد اكتشاف الرقم في بيانات مشروع بيغاسوس، وهو الاتهام الذي رفضه الملك.
King of Morocco refuses aid from France https://t.co/EvDJBtMnrx
— 5ynest (@5ynest_official) September 12, 2023 تدهور العلاقاتوتدهورت العلاقات أكثر هذا العام عندما اتهمت الرباط فرنسا، بالوقوف وراء تصويت البرلمان الأوروبي الذي يدين التهديد لحرية الصحافة في المغرب.. وقد سحب البلدان سفيريهما.
وفي مارس(آذار) الماضي، بعد أن قال ماكرون إن علاقته مع الملك كانت "ودية"، ردت الرباط بأن العلاقات "ليست ودية ولا جيدة بين الحكومتين أو القصر الملكي والإليزيه".
وتوجه متطوعون من نيس وليون وسانت إتيان إلى المغرب في نهاية هذا الأسبوع، لكن رئيس جمعية الإنقاذ الخيرية الفرنسية قال، أمس الأول الأحد، إن السلطات المغربية تمنع فرقها، التي كانت على استعداد لتقديم المساعدة الطارئة، من دخول البلاد.
After the devastating earthquake that killed thousands of people in Morocco, some countries like Spain, Quatar, United Arab Emirates (UAE) are already in the country helping, however, France offered to help but Moroccan government declined. pic.twitter.com/6Ag7GaLnQZ
— Eduardo (@Uchenna_97) September 12, 2023وقال أرنو فريس، رئيس منظمة سيكوريستس بلا حدود، لإذاعة فرانس إنتر، إن عمال الإغاثة كانوا يأملون في إتمام رحلة إلى المغرب، يوم الأحد الماضي.. وأضاف "للأسف، مازلنا لا نحصل على الضوء الأخضر من الحكومة المغربية".
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين لقناة فرانس 2، أمس الإثنين، إن المغرب دولة "شقيقة"، ولديها القدرة على التعامل بمفردها مع جهود الإنقاذ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني زلزال المغرب فرنسا
إقرأ أيضاً:
محكمة فرنسية تدين أب وابنه مارسا الإضطهاد على مهاجرين جلبوهم من المغرب مقابل 12 مليون
زنقة 20 | متابعة
أدانت محكمة فرنسية الثلاثاء أبا وابنه باستغلال عدد من مواطنيهما المغاربة عمالا موسميين في كروم العنب في بوردو جنوب غرب فرنسا، وهي المنطقة التي شهدت مؤخرا قضايا أخرى للاتجار في البشر.
وقضت المحكمة بمدنية ليبورن، بضواحي بوردو، بحق الأب البالغ 59 عاما بالسجن لمدة عام، على أن يقضي هذه العقوبة بوضع سوار إلكتروني، وذلك لإدانته على الخصوص بـ”الاتجار بالبشر” و”إخضاع أشخاص يعملون لديه للإقامة في سكن غير لائق”.
وحكم على ابنه (28 عاما) بالسجن ستة أشهر، يقضيها بوضع سوار إلكتروني في الإقامة الجبرية.
كما قُضي بمنع الأب وابنه من دخول فرنسا مدة 10 و5 أعوام، تواليا، فضلا عن دفع تعويضات للمشتكين، وغرامة 50 ألف يورو تدفعها شركتهما.
والمشتكون هم ستة أشخاص أكدوا أثناء مثولهم أمام المحكمة، منتصف أكتوبر، أنهم استُقدموا من المغرب للعمل في وظائف موسمية في مزارع بفرنسا، وتلقوا وعودا بالحصول على تصاريح إقامة طويلة الأمد وأماكن للإقامة، ووظائف مستقرة براتب 1500 يورو شهريا. في المقابل دفعوا للمتهمين حوالي 12 ألف يورو.
لكن أحد هؤلاء الأشخاص كشف في شكوى للقضاء في سبتمبر 2022، أنهم “وضعوا في مساكن ضيقة يتكدس فيها ثمانية أشخاص على أفرشة قذرة وحتى على الأرض وحمامات بالماء البارد”.
واشتكوا أيضا من “إجبارهم على العمل بوتيرة مرهقة” في مزارع كروم “مع استراحة لا تتجاوز 15 دقيقة”، و”عدم تلقي أي أجر مقابل 18 يوم عمل”.
من جهته، نفى محامي الدفاع الاتهامات المتعلقة بالسكن غير اللائق وبأنهم دفعوا 12 ألف يورو مقابل القدوم إلى فرنسا، وطالب بالإفراج عن موكليه.