محادثات أمريكية سعودية في مجال الطاقة.. هل تشكل تهديدا للصين؟
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تجريان محادثات مشتركة بهدف تأمين المعادن اللازمة في مجال صناعة السيارات الكهربائية لتحولات الطاقة في كلا البلدين من القارة الأفريقية التي تعاني سلسلة من الاضطرابات الأمنية والانقلابات في الآونة الأخيرة.
وكشفت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة، عن سعي البيت الأبيض للحد من هيمنة الصين في سلسلة توريد السيارات الكهربائية في وقت تتطلع فيه السعودية إلى شراء 15 مليار دولار من حصص التعدين العالمية.
وأشارت الصحيفة أن الاتفاق مع السعودية من شأنها أن يمنح أمريكا دفعة في محاولتها للحاق بركب الصين في السباق العالمي للكوبالت والليثيوم والمعادن الأخرى التي تتم معالجتها في بطاريات ليثيوم أيون قابلة لإعادة الشحن لتشغيل السيارات الكهربائية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية.
يأتي ذلك بهدف التخلص من مخاوف اعتماد الغرب على بكين بشكل كامل، حيث تقوم الشركات الصينية بتكرير ثلاثة أرباع إمدادات الكوبالت في العالم وتنتج حوالي 70 بالمئة من بطاريات الليثيوم أيون في العالم.
ومن المقرر وفقا لرؤية إدارة بايدن في هذا الإطار، أن يقوم مشروع سعودي مدعوم من الدول بشراء حصص في أصول التعدين في دول أفريقية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا وناميبيا.
وقالت مصادر الصحيفة إن "الشركات الأمريكية سيكون لها بعد ذلك حقوق شراء بعض الإنتاج من تلك الحصص المملوكة للسعودية، على الرغم من أن التفاصيل لا تزال قيد النقاش".
وكانت شركات صناعة السيارات الأمريكية، سعت منذ فترة طويلة إلى الوصول بشكل أفضل إلى المعادن المهمة لبطاريات الليثيوم أيون، لكن قسما كبيرا من الكوبالت الموجود في العالم يكمن في بيئات الأعمال الصعبة مثل الكونغو، حيث أدت الممارسات التجارية للشركات الغربية إلى اتهام وزارة العدل بالرشوة.
"ومن المرجح أن تتمتع المملكة العربية السعودية بمرونة أكبر للاستثمار في البلدان التي يتفشى فيها الفساد، ما يحمي الشركات الأمريكية من هذا الخطر كما أن المملكة أقل التزاما بالمخاوف البيئية والاجتماعية التي تعيق قدرة المستثمرين الآخرين على نشر رأس المال هناك"، وفقا للصحيفة.
ومن شأن هذا الجهد أن يحفز خطط المملكة العربية السعودية، التي ظلت لفترة طويلة القوة النفطية المهيمنة في العالم، للتعمق في عالم التعدين والتنقيب عن معادنها ومعادنها في الداخل وشراء حصص في مشاريع حول العالم. وهو جزء من جهد التنويع الاقتصادي الذي يتضمن بناء صناعة السيارات الكهربائية الخاصة بها، وإنشاء مزارع ضخمة للطاقة الشمسية وإنشاء صناعات عالية التقنية مثل الذكاء الاصطناعي.
ويسعى البيت الأبيض للحصول على الدعم المالي من صناديق الثروة السيادية الأخرى في المنطقة، لكن المحادثات مع المملكة العربية السعودية أحرزت تقدما أكبر، وفقا لمصادر مطلعة أشارت إليها الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين بنت مكانتها في سلسلة توريد السيارات الكهربائية في المقام الأول عن طريق شراء الإنتاج في البلدان الأفريقية مثل الكونغو عبر رغبة شركاتها دائما في المزايدة على الشركات الأخرى، وهو الأمر الذي تستعد السعودية لفعله مع دخولها إلى الساحة الأفريقية.
وفي حزيران /يونيو الماضي، تواصل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهو أداة الثروة النفطية في المملكة البالغة قيمتها 700 مليار دولار، مع حكومة الكونغو في إطار عزمها تأمين الأصول من خلال مشروعها المشترك الذي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار مع شركة التعدين السعودية "معادن".
ويشار إلى أن الكونغو توفر نحو 70 بالمئة من الكوبالت في العالم.
ووفقا للصحيفة، فإن الجانبين ناقشا إنشاء آلية ذات غرض خاص يمولها السعوديون من شأنها أن تستثمر ليس فقط في مناجم الكوبالت، ولكن أيضا في النحاس والتنتالوم، وهو عنصر يستخدم في الإلكترونيات.
وتسعى الولايات المتحدة إلى بناء مصانع في الدولة الإفريقية لمعالجة المعادن وتحويلها إلى بطاريات بدلا من مجرد تصديرها، وفقا لتصريح أحد المسؤولين في الكونغو لـ"وول ستريت جورنال" .
تأتي المحادثات السعودية الأمريكية في وقت تزيد فيه الشركات جهودها لتأمين إمدادات أكبر من المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات، بعدما فرضت بكين قيودا على تصدير معدنين تقول الولايات المتحدة إنهما ضروريان لإنتاج أشباه الموصلات، ما يعد سببا في سعي واشنطن لتفادي الاعتماد الكامل على الإمدادات الصينية لما يحمله من مخاطر في ضوء التنافس المتصاعد بين القوتين العالميتين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الولايات المتحدة الصين امريكا الولايات المتحدة الصين أفريقيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المملکة العربیة السعودیة السیارات الکهربائیة فی العالم
إقرأ أيضاً:
نازحو غوما في الكونغو يصرخون بعد عقد من التشرد: "قادة العالم.. أوقفوا هذه الحرب"
وسط أمطار غزيرة وبرد قارس، تجثو زوادي سيفا، أم لسبعة أطفال، على أرضية فناء كنيسة "القديس فرنسيس كسفاريوس" في غوما، تحاول تدفئة رضيعها الذي أنهكه المرض منذ يومين.
لم تجد سيفا، التي تهرب من الحرب منذ 2012، مكاناً يليق بإنسان تحت سقف الكنيسة المكتظ، فباتت مع آلاف النازحين تنتظر مصيراً مجهولاً تحت السماء المفتوحة، بينما تستعر المعارك على أطراف المدينة التي سقطت الأسبوع الماضي في يد جماعة "M23" المسلحة، المدعومة بحسب الأمم المتحدة، من رواندا المجاورة.
رحلة هروب لا تنتهيتروي سيفا بتعبٍ يُخفي دموعاً مجفَّفة، حيثُ قالت: "من كيشارو إلى ساكيه، ثم روسايو، وأخيراً إلى هنا.. كلما ظننت أن الحرب لن تصل، تفاجئنا القذائف. سبعة أطفال ولدتهم أثناء الهروب، بعضهم لم يعرفوا طعم الاستقرار إلا تحت الخيام".
ليست سيفا وحدها. ففي ساحات الكنائس ومدارس غوما المُحوَّلة إلى مراكز إيواء، تختلط قصص آلاف العائلات التي فقدت كل شيء.
أما آلان باوما، نازح آخر من ساكيه، أشار إلى أنه طُرد من قاعة الكنيسة ليفترش الأرض مع حقيبة تحمل ذكريات بيت دمّره القتال: "لا نملك حتى بطانية نقاوم بها البرد.. الحرب طردتنا من حياتنا".
بينما تُعلن جماعة (M23) المسلحة "وقفاً أحادياً لإطلاق النار"، تستمر مدافعها في التقدم نحو بوكافو عاصمة إقليم جنوب كيفو، في تحركٍ يُرجح الخبراء أن هدفه السيطرة على مناطق غنية بالكوبالت والكولتان، معادن نادرة تُغذي صناعة التكنولوجيا العالمية.
تقارير أممية متطابقة تتهم رواندا بدعم المسلحين بـ4 آلاف جندي وأسلحة ثقيلة، فيما تُبرر كيغالي تدخلها بـ"حماية الأقلية التوتسية من جماعات الهوتو المتطرفة" المرتبطة بإبادة رواندا عام 1994. لكن محللين يرون الأمر ذريعة لتمدد جيوسياسي يضمن السيطرة على ثروات الكونغو.
وفقاً لمسؤول أممي رفيع، سقط ما يقارب 3 آلاف قتيل في المعارك الأخيرة حول غوما، بينما تحولت المدينة إلى خلية أزمة إنسانية تئن تحت وطأة 700 ألف نازح، نصفهم أطفال، يعانون من المجاعة والأمراض.
بينما تهدد إدارة الكنيسة بطرد النازحين بسبب الازدحام، ترفع سيفا يديها نحو السماء: "من 2012 ونحن نهرب.. في 2025 مازلنا نجرّ أطفالنا في الطرقات. إلى متى سنكون وقوداً لهذه الحرب؟".
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الاتحاد الأوروبي يعلن عن جسر جوي إنساني إلى غوما في شرق الكونغو الديمقراطية رئيس الوزراء الكونغولي يزور مرصد بركان غوما شاهد: مدينة غوما في الكونغو الديمقراطية شبه قاحلة وبركان نيراغونغو يهدأ حاليا أزمة إنسانيةضحاياغوما، جمهورية الكونغو الديموقراطيةالأمم المتحدةلاجئون