أكد اتحاد جمعيات الصليب والهلال الأحمر، أن نحو 10 آلاف مفقود جراء سيول ليبيا. 

عاصفة دانيال في ليبيا 

 

جاء ذلك في نبأ عاجل عبر سكاي نيوز العربية. 

.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عاصفة دانيال ليبيا سيول ليبيا جمعيات الصليب الهلال الأحمر

إقرأ أيضاً:

يحيا الهلال مع الصليب.. تاريخ طويل من الوحدة الوطنية في مواجهة الشدائد والفتن!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

  مصر أرض الكنانة وشعبها في رباط إلى يوم الدين.. الشعب المصري سكته محفوظة بقرآنه وإنجيله.. الدين لله والوطن للجميع.. ويحيا الهلال مع الصليب.. هذه المقولات وغيرها تتكرر على لسان المصريين في تلقائية، وهي ليست من قبيل "الكليشيهات" التي يرددها البعض بدون مغزى، بل على العكس هي انعكاس لصور الوحدة الوطنية التي تجلت عبر تاريخ طويل، منذ خمسة آلاف عام، حين أسس قدماء المصريين أول دولة موحدة في التاريخ الإنساني على يد الملك مينا عام ٣٢٠٠ ق. م. رغم تعدد المعتقدات السائدة في ذلك الوقت؛ ومع ذلك كانت ركيزة الوحدة بين الصعيد والدلتا والمعروفة تاريخياً بوحدة القطرين هي قبول الاختلاف الديني. وحسب عبارات جمال حمدان "كانت مصر لموسى قاعدة ومنطلقًا، ولعيسى ملجأ وملاذًا، ولمحمد هدية ونسبًا". 

ويتحدث المؤرخ جون برستيد عن الوحدة الوطنية للمصريين في كتابه "فجر الضمير" فيشير إلى أنه على الرغم من كثرة الأحداث الدموية وقسوة الحروب نتيجة تعاقب الغزاة إلا أن المصريين اكتسبوا صلابة في مواجهة الأخطار ويستدعون وحدتهم في أوقات الشدائد فتذوب الاختلافات والمتناقضات فيما بينهم ويتصدون للخطر. ولم يخل التاريخ القديم والمعاصر من محاولات إثارة الفتنة الطائفية سواءً من داخل مصر أو خارجها، ولكن المصريين فوتوا بضميرهم الجمعي اليقظ على أعدائهم فرص تأجيج الفتن وتصدوا لتلك المحاولات التي سرعان ما كانت تُقبر في المهد.

وكانت هناك محاولات للاستعمار العثماني والحملة الفرنسية ثم الانتداب البريطاني لتنفيذ سياسات التقسيم الطائفيّ، ربما لتسهيل السيطرة على المصريين. ويشير الدكتور صلاح شعير في كتابه "الطائفية والتقسيم" إلى أن الاحتلال التقط بواعث الطائفية الدينية مدخلاً لتدمير النسيج الواحد، وكانت محاولة واضحة خلال حملة نابليون بونابرت عندما غزا مصر في 1798، محاولاً السيطرة على البلاد من خلال الطائفية، بالتعاون مع جرجس القبطي الذي عين مفتشاً إدارياً عاماً لمصر، والجنرال يعقوب الذي كون لواءً قبطياً لمساعدة الجنرال دوسيه الفرنسي، ولكن الكنيسة المصرية رفضت آنذاك هذا الدور وكان لها موقف وطني.

ويؤكد شعير أنه قلما نجحت تلك النعرات في خلق فتنة طائفية بينما في المقابل الأمثلة عديدة على الوحدة الوطنية عبر التاريخ التي تحفز الشعب على التماسك، من ذلك ثورة 1919 التي جسدت ملحمة من ملاحم نضال الشعب المصري ووحدته الوطنية حيث كان شعارها الأساسي "عاش الهلال مع الصليب". 

ويذكر توفيق الحكيم في كتابه "وثائق في طريق عودة الوعي" أن الزعيم الهندي غاندي كان معجباً بنموذج الوحدة الوطنية المصرية حيث "اندهش كيف نجح سعد زغلول في ضم صفوف الأمة كلها بعناصرها المختلفة في حين أخفق هو". ويضيف الحكيم: "الوطنية المصرية نجحت في جعل المسلمين والمسيحيين يندمجون في هوية واحدة، في وقت كانت إنجلترا تسعى فيه لتفريق المسيحيين عن المسلمين وتريد أن تتسلل إلى التفريق بدعوى حماية الأقليات كما فعلت من قبل عندما كانت تريد تقسيم القطر المصري فتجعل للأقباط دولة عاصمتها أسيوط". ويشير الحكيم إلى أن إنجلترا مبدأها "فرق تسد"، وقد فعلت ذلك في باكستان ونجحت وجعلتها تنفصل عن الهند، بينما كان غاندي يريد وحدة تجمع المسلمين والهندوس كما هي الوحدة بين المسلمين والمسيحيين في مصر. ويكشف الحكيم أن غاندي كتب لسعد زغلول يسأله كيف حقق هذا الهدف، قائلاً: "أنت حقيقة قائد لهذه الوطنية المتكتلة المتجانسة المتحدة".

 ومن أمثلة الوحدة الوطنية المتجسدة أمام التحديات ما حدث خلال حرب السادس من أكتوبر 1973، حيث سجل التاريخ أروع الملاحم بين المسلمين والمسيحيين سعياً لتحرير الأرض والحفاظ على العرض، فكانت وحدة وطنية سُطرت حروفها بدماء الشهداء الطاهرة من أجل تحرير أرض الوطن من الاحتلال الإسرائيلي. 

أما المرحلة الحالية فهي من أهم مراحل التلاحم الوطني المصري باعتبار أن رئيس الدولة، عبد الفتاح السيسي، هو أول رئيس يحرص على المشاركة في احتفالات أعياد الميلاد المجيد بالكاتدرائية الأرثوذكسية، تأكيداً على أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي، وأنهما عنصرا الأمة المتساويان في المواطنة والحقوق والواجبات. وهذه المشاركة تضفي سعادة غامرة على المسيحيين وتعزز انتماءهم الوطني. وهذه المساواة تجسدت أيضاً لكن في واقعة حزينة عام 2015 عندما أعدمت جماعة داعش الإرهابية مجموعة من المسيحيين العاملين في ليبيا ظلماً وغدراً. وصدرت على الفور أوامر من الرئيس السيسي للقوات المسلحة بضرورة الثأر لشهداء الوطن. وبالفعل دمرت القوات الجوية معسكرات تنظيم داعش بالمنطقة الشرقية بليبيا، وأكد الرئيس أن حق المصريين لا يضيع هدراً. هذا "برد نار" أهالي الشهداء - كما يقال-وأشعرهم بأنهم مواطنون درجة أولى كما هو مكانهم الحقيقي والطبيعي. هذا الشعور الجميل بالمواطنة والمساواة كفيل بالحفاظ على الوحدة الوطنية وتجسيد قوة الجماعة. ولعل العدو الأول الداخلي لهذا التماسك هو الجهل، إلى جانب الأعداء الخارجيين المشار إليهم سابقا. والجهل هو المعول الذي يهدم الدين والوطن في آن واحد، وهو أخطر سلاح لتدمير الوحدة الوطنية، بينما العلم والتعليم والتوعية هي السبل البناءة لتعزيز لحمة الشعب والحفاظ على حقوق أفراده والمساواة بينهم. 

مقالات مشابهة

  • «الصليب الأحمر» تعتزم توسيع مساعداتها الإنسانية إلى سوريا
  • يحيا الهلال مع الصليب.. تاريخ طويل من الوحدة الوطنية في مواجهة الشدائد والفتن!
  • المرور تحرر 22 ألف مخالفة تجاوز للسرعة
  • بعد هروبه.. الأسد يحول مدينة الياسمين إلى مدينة صور المفقودين
  • رئيسة الصليب الأحمر: معرفة مصير المفقودين في سوريا تحد هائل
  • تحدٍ هائل..الصليب الأحمر: معرفة مصير المفقودين في سوريا سيتطلب سنوات
  • «الصليب الأحمر» تدعو للحفاظ على وقف إطلاق النار في لبنان
  • الصليب الأحمر: نطالب بضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في لبنان
  • الصليب الأحمر الدولي: اللبنانيون لن يتحملوا انهيار وقف إطلاق النار
  • المرور تحرر 22 ألف مخالفة تجاوز سرعة خلال 24 ساعة