DW عربية:
2024-10-05@14:54:21 GMT

كارثة غير مسبوقة توحد الليبيين في جهود الإغاثة والدعم

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

سيول دانيال ـ (مشهد من دمار السيول في ليبيا، 11 سبتمبر 2023)

اجتاحت سيول العاصفة دانيال جهات ليبية، منها كامل منطقة الجبل الأخضر وكبرى مدنه، مثل درنة والبيضاء والمرج وشحات وسوسة، بالإضافة لقرى وبلدات بالمنطقة. وقال عميد بلدية شحات حسين بودرويشة إن "السيول غمرت زهاء 20 ألف كيلومتر مربع في المنطقة"، معتبرا ما حدث أكبر كارثة طبيعية تشهدها ليبيا منذ زلزال المرج سنة 1963.

وتمثلت مصيبة مدن الشرق في السيول التي جرفت كل ما كان أمامها من بشر وسيارات، والرياح القوية التي أسقطت أعمدة الكهرباء والإنارة، وكان الأمر كذلك بالنسبة لدرنة قبل أن ينهار سدان يفصلان جزء المدينة الساحلي عن الجبل.

مختارات اليونان: عشرة وفيات جراء الفيضانات.. وعمليات الإغاثة مستمرة السودان: المعارك تجبر سكانا على النزوح والسيول تدمر مئات المنازل

شهدت أحياء في مدينة "أم درمان" القديمة غربي العاصمة الخرطوم، الإثنين، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، أجبرت السكان على النزوح. وفيما تستمر المعارك تسببت السيول شمالا في تدمير أكثر من 400 منزل.

نتنياهو يأسف لكشف لقاء وزير خارجيته بنظيرته الليبية ..عصف بالمنقوش

انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي على ما يبدو وزير خارجيته إيلي كوهين بعد كشفه للقاء أجراه مع نظيرته الليبية، ما أدى إلى موجة من ردود الفعل المنددة في ليبيا أدت في النهاية إلى إقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.

ووفق شهود عيان من المدينة، انفجر السد الأول عند الساعة الثانية من صباح أمس (الاثنين 11 سبتمبر/ أيلول 2023)، وسرعان ما لحق به السد الثاني، لتتدفق كميات ضخمة من المياه وتجرف معها سكان المدينة وكل معالمها المحاذية للوادي من ضفتيه الشرقية والغربية إلى البحر. وتباينت الأخبار حول أعداد الضحايا، وفي حين قد لا يتجاوز ضحايا المدن والقرى الأخرى 150 بين قتيل ومفقود، أدلى رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد بتصريحات أفزعت الليبيين، حين قال إن أعداد القتلى في درنة وحدها تتجاوز 2000، فيما أفاد وزير الداخلية بأن المفقودين في المدينة يتراوحون بين خمسة   آلاف وسبعة  آلاف، لا يزال بعضهم تحت الأنقاض أو في البحر.

انقطاع شبكات الكهرباء والاتصالات

وساهم انقطاع الاتصالات والكهرباء وخدمات الإنترنت في صعوبة التحقق من واقع الحال في درنة، في الوقت الذي عرقل فيه انقطاع الطرق المؤدية إلى المدينة جهود الإغاثة. وقال المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، أسامة علي "هناك طريق واحد لايزال يوصل للمدينة (طريق الظاهر الأحمر) لكن المرور منه صعب وخطير، بسبب انهيار جزء منه، وتوقع المزيد من الانهيار بسبب كميات المياه الهائلة"، موضحا أن ذلك لم يوقف جهود الإغاثة.

وأفاد الناطق باسم جهاز طب الطوارئ والدعم، مالك مرسيط، " بأنهم "استعانوا بسيارات دفع رباعي بغية الوصول من الطرق الصعبة والمقطوعة". وفور ورود أنباء عظم الكارثة، تنادى الليبيون في كل أرجاء البلاد لتقديم المساعدة،  وإلى جانب التدخلات الرسمية من حكومتي طرابلس وبنغازي والمؤسسات التابعة لهما، سارع الأهالي والمؤسسات والجمعيات الأهلية إلى تقديم المساعدة، خاصة بعد تأخر المعونات الخارجية، وهو أمر أثار قلق الليبيين والذين عبروا عنه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. ولأجل ذلك، غصت المواقع بالمبادرين إلى المساعدة، وتنوعت أوجه العون بين من عرض مساكن وشقق للنازحين من الفيضان، ومن تبرع بالمال والمواد الغذائية والإغاثية والوقود ومولدات الكهرباء والجرافات والسيارات والشاحنات، في حملة أطلق عليها الليبيين اسم "فزعة خوت".  

جهود حثيثة لإغاثة المنكوبين

وبثت المواقع مشاهد كثيرة لقوافل الإغاثة وهي تتجه شرقا، في مشهد علق عليه أحد المساهمين في جهود الإغاثة، محمد مادي "هي صورة مغايرة تماما للسيارات المسلحة التي جاءت قبل  أربع سنوات من الشرق وهي محملة بالأسلحة والعتاد لغزو طرابلس، والآن سوف ننسى الخلافات السياسية والأحقاد ونلتحق جميعا لمساعدة درنة ومدن الشرق"، متمنيا أن "توحد جهود الإغاثة الليبيين بعد فرقة، وتحنن قلوبهم بعد طول خصام". ومساء أمس، بدأت عمليات دفن جثامين الضحايا، حيث نقل نحو 350 جثمانا إلى منطقة "مرتوبة" الصغيرة وغير البعيدة عن درنة، ووضع كل 10 جثامين في قبر واحد بسبب صغر حجم المقبرة.

وقال أحد الحاضرين لمراسم الدفن، ويدعى أحمد الحصادي، "في البداية تم دفن من تم التعرف على هوياتهم، وبسبب انقطاع الكهرباء وعدم وجود أماكن لحفظ الجثامين؛ تم دفن الجثامين الأخرى بعد تصوريها، في محاولة للتعرف عليهم لاحقا". وأكد الحصادي أن من بين الضحايا عائلات كاملة دفنت معا، في مشهد قال إنه زاد من تعاظم مظاهر الأسى في كل المنطقة، خاصة مع لهفة أهالي المفقودين في البحث بين الجثث ومحاولة التعرف على ذويهم.

عرون ألف عائلة نازحة في درنة

وفي درنة نفسها، بدأت منذ أمس وحتى قبل وصول الدعم جهود البحث تحت الأنقاض في محاولة للعثور على ناجين، وأيضا سبر مياه البحر بحثا عن جثث الضحايا، في الوقت الذي أعلنت فيه غرفة الطوارئ بالهلال الأحمر الليبي فرع بنغازي عن وجود قرابة 20 ألف عائلة نازحة من مدينة درنة، ونحو سبعة  آلاف من المفقودين. وساهمت الصور والمقاطع التي بدأت تصل تباعا من المناطق المنكوبة في تزايد عروض المساعدة، خاصة بعد فرض حالة الطوارئ في البلاد. وفي هذا الشأن، سارعت شركات الاتصال المحلية إلى محاولة إصلاح أعطال الاتصال للمساهمة في جهود الإنقاذ، كما فتحت شركة المدار الجديد خدمة الإنترنت مجانا في عموم البلاد، في محاولة لتسهيل جهود الاتصال.

وبادرت الشركة العامة للكهرباء بنقل المعدات اللازمة من فروعها في المنطقة الغربية باتجاه الشرق، لإصلاح الأعطال الناتجة عن العاصفة، وكذلك الأمر بالنسبة لجهات عامة أخرى نقلت المساعدات إلى المناطق المنكوبة، ومنها وزارة الصحة، والهلال الأحمر، وجهاز الإسعاف والطوارئ، ومركز طب الطوارئ والدعم، والإمداد الطبي، وشركة المياه والصرف الصحي، وهيئة رعاية أسر الشهداء والمفقودين والمبتورين وصنــدوق الزكاة. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط تسيير رحلة شحن بحري، فيما كثفت خطوط الطيران المحلية من رحلاتها الاستثنائية باتجاه مطارات بنينا والأبرق ودرنة لتسريع وصول مواد الإغاثة.

ح.ز/ ع.ش (د.ب.أ)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: ليبيا سيول دانيال جهود الإغاثة الفيضانات دويتشه فيله ليبيا سيول دانيال جهود الإغاثة الفيضانات دويتشه فيله جهود الإغاثة فی درنة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي للرعاية والدعم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحيي منظمة الأمم المتحدة اليوم الدولي للرعاية والدعم وتسلط الضوء على أهمية الدور وأزمات المستقبل وتحتفل المنظمة بهذا اليوم من كل عام في ٣ أكتوبر، وتعد أعمال الرعاية، سواء كانت مدفوعة الأجر أو غير مدفوعة، حجر الأساس في بناء مستقبل العمل اللائق والمجتمعات المستدامة، ومع تزايد أعداد السكان، وشيخوخة المجتمعات، وتغير الهيكل الأسري، وتفاقم الفجوات بين الجنسين في سوق العمل.

وتبرز الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الحكومات، وأصحاب العمل، والنقابات العمالية، والأفراد لمعالجة قضايا تنظيم أعمال الرعاية وتطوير سياساتها، إذا لم يتم التصدي لنقص الخدمات ورفع مستوى جودتها، فقد تواجه المجتمعات أزمة رعاية عالمية تؤدي إلى تفاقم التفاوتات بين الجنسين في سوق العمل، ويتنوع عمل الرعاية بين تقديم الرعاية المباشرة، مثل إطعام الأطفال أو رعاية المرضى، والرعاية غير المباشرة مثل الطبخ والتنظيف. 

وبينما تقدم الرعاية غير المدفوعة بدون عائد مالي، تظل هذه الأعمال جزءاً أساسياً من الاقتصاد العالمي ففي المقابل، يتم توظيف العاملين في مجال الرعاية المدفوعة لتقديم خدماتهم لقاء أجر، وهم يشملون فئات مثل الممرضات والمعلمين والأطباء والعاملين في المنازل ومع تزايد الطلب على خدمات رعاية الأطفال والمسنين، يشهد اقتصاد الرعاية نمواً مستمراً، ما يخلق فرص عمل كبيرة. 

ورغم ذلك ما زالت هذه المهن تفتقر للحماية والمزايا، وتعاني من ضعف الأجور والظروف القاسية لذلك، يتطلب المستقبل حلولاً جديدة لتحسين سياسات الرعاية وشروط العمل المرتبطة بها.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة وتظهر داخل غرفتها بــ(الشورت) القصير أثناء عرضها لكريمات البشرة التي تستخدمها وساخرون: (جنيتي رسمي)
  • عميد بلدية سبها: أكثر من 3 آلاف منزل متضرر جراء سيول الأمطار الأخيرة التي شهدتها المدينة
  • افتتاح مبنى قيادة الطوارئ والدعم الأمني في عدن بدعم إماراتي
  • عاجل.. أكبر من الضربات التي قتلت نصر الله.. غارات اسرائيلية غير مسبوقة تهز ضاحية بيروت الجنوبية ”فيديو”
  • كارثة عسكرية غير مسبوقة تضرب إسرائيل.. وحزب الله يستعد للهجوم الكبير!
  • أبو النجا: تعاقدنا مع 669 معلما جديداً لتعويض النقص في درنة
  • الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي للرعاية والدعم
  • و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب
  • ممثل إيران بمجلس الأمن: إسرائيل تدفع المنطقة إلى كارثة غير مسبوقة
  • مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة: إسرائيل تدفع المنطقة إلى حافة كارثة غير مسبوقة