الجزيرة:
2025-04-07@19:33:49 GMT

درنة.. هكذا جرف الطوفان أحياء بالكامل وابتلعها البحر

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

درنة.. هكذا جرف الطوفان أحياء بالكامل وابتلعها البحر

ليلة عصيبة قضاها سكان درنة في الشرق الليبي الذين اكتشفوا مع انبلاج الصبح أن أحياء كاملة بالمدينة جرفتها السيول وألقتها في البحر، وسط تقارير تتحدث عن ألفي قتيل وآلاف المفقودين جراء العاصفة، التي أطلق عليها اسم "دانيال" وضربت درنة ومدنا ليبية أخرى أمس الاثنين.

العاصفة التي ضربت اليونان أولا، ثم تحركت من هناك عابرة البحر الأبيض المتوسط لتصل إلى ليبيا، تعد ظاهرة نادرة من حيث غزارة المياه المتساقطة خلال 24 ساعة، وفق الخبراء.

وقد ضربت مدن الساحل الشرقي الليبي بسرعة رياح بلغت 70 كيلومترا في الساعة، ومن أبرز تلك المدن: درنة والبيضاء وتكنس والمرج وأجزاء من بنغازي، وما يحيط بهذه المدن من قرى ومناطق.

لكن الدمار الأكبر الذي خلفته العاصفة كان في درنة التي أعلنتها السلطات منطقة منكوبة، وكشفت الصور ومقاطع الفيديو المتداولة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي عن حجم الكارثة التي حلّت بالمدينة، حيث مسحت أحياء كاملة ودمرت الطرق وتناثرت جثث القتلى في الشوارع.

فما أسباب هذا الدمار الكبير الذي لحق بدرنة مقارنة بالمدن الأخرى التي ضربها الإعصار؟


طوفان

تقع مدينة درنة الجبلية على ساحل البحر المتوسط بشمالي شرقي ليبيا، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر، ويشقها وادٍ يسمى "وادي درنة" المدينة، وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا.

وعندما ضرب الإعصار المدينة، تجمعت الأمطار الغزيرة في الوادي، الذي يبلغ طوله 50 كيلومترا، وارتفع منسوب مياهه، مما شكل ضغطا على السدين المائيين اللذين يحجزان المياه في الوادي، فانهارا ليجرف الطوفان الأحياء الواقعة بين الوادي والبحر، هذا الأمر جعل حجم الدمار هائلا وعدد الضحايا كبيرا.

وقد أعلنت السلطات الليبية درنة ومدنا أخرى مناطق منكوبة، إذ صرح المتحدث باسم قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) أحمد المسماري خلال مؤتمر صحفي أن الكارثة أتت بعد انهيار السدود فوق درنة، لتجرف أحياء بأكملها وبسكانها إلى البحر.

انهيار السدود

وصرح متحدث باسم جهاز الإسعاف الليبي للجزيرة بأن عدم صيانة السدود في درنة كان له تأثير واضح في حدوث الفيضانات.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن المتحدث باسم هيئة الطوارئ الليبية أسامة علي قوله إن المنازل والطرق دمرت بعد انهيار سدي درنة تحت ضغط مياه الأمطار الغزيرة.

وأضاف المتحدث "كل المياه اتجهت إلى منطقة قريبة من درنة، وهي منطقة ساحلية جبلية"، وتابع أن "المنازل في الوديان التي كانت على خط الفيضان جرفتها تيارات المياه الموحلة القوية التي حملت المركبات والحطام".

صورة جوية تظهر جانبا من الدمار الذي حلّ بدرنة (الجزيرة) حجم الكارثة

نقلت وكالة رويترز عن وزير الطيران المدني بالحكومة الليبية هشام شكيوات قوله إن فرق الإنقاذ انتشلت أكثر من ألف جثة في مدينة درنة، مشيرا إلى أن الوقوف على الحصيلة الإجمالية للضحايا غير ممكن الآن، لكن العدد سيكون كبيرا للغاية.

وقال شكيوات "لا أبالغ عندما أقول إن 25% من المدينة قد اختفى. فقد انهار العديد من المباني".

وأضاف "لقد عدت من درنة. كان الوضع كارثيا للغاية. الجثث ملقاة في كل مكان في البحر، في الوديان، تحت المباني".

من جهته قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن أعداد ضحايا الفيضانات في ليبيا قد تصل إلى آلاف.

في حين حذر المتحدث باسم جهاز الإسعاف الليبي -في حديث للجزيرة- من أن كل دقيقة تمر دون دعم جوي للبحث عن المفقودين تؤدي إلى وفاة جديدة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي: مستوى الدمار في الخرطوم “يفوق التصور”

أظهر تقرير أممي حديث نشر، الجمعة، أن مستوى الدمار في العاصمة السودانية الخرطوم "يفوق التصور"، وذلك بعد نحو عامين من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقال محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان إن الخرطوم تعيش وضعا كارثيا، مسلطا الضوء على الأوضاع المروعة التي يواجهها المدنيون في المناطق المتضررة.

وتحدث رفعت إلى صحفيين في جنيف، الجمعة، عقب زيارة استغرقت أربعة أيام للعاصمة السودانية وضواحيها، مشيرا إلى أنه زار مناطق لم يكن الوصول إليها ممكنا من قبل، وشاهد بأم عينه حجم الدمار والمعاناة التي يعيشها الناس في هذه المناطق.

وأضاف: "أستطيع أن أقول لكم إن محطات الكهرباء نُهبت، وأنابيب المياه دُمرت. أنا لا أتحدث عن مناطق معينة، بل أتحدث عن كل مكان ذهبت إليه. لقد كنت في مناطق حروب في ليبيا واليمن والعديد من مناطق الصراع الأخرى. ومستوى الدمار الذي رأيته في بحري والخرطوم لا يمكن تصوره. لم يكن هناك استهداف لمنازل الناس فقط، ولا للمناطق الإدارية، ولا للمناطق العسكرية، بل لكل البنية التحتية الأساسية التي يمكن أن تحافظ على حياة الناس".

وأعربت الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بنزوح المدنيين من العاصمة السودانية الخرطوم بسبب العنف والمخاوف من عمليات القتل خارج نطاق القانون، في أعقاب التغيرات التي طرأت مؤخرا بشأن السيطرة الفعلية على العاصمة.

وضع صعب ومعقد
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إلى أن الوضع العام في السودان لا يزال معقدا وصعبا، حيث يفر المدنيون من أجل سلامتهم في بعض المواقع، ويحاولون العودة إلى ديارهم في مواقع أخرى، وغالبا إلى مناطق دمرت فيها الخدمات الأساسية بسبب الصراع، وحيث يواجهون أيضا خطر مخلفات المتفجرات والقذائف غير المنفجرة.

وأوضح أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يعمل على الوصول إلى السكان في مدينة كادقلي، عاصمة جنوب كردفان، من خلال تسهيل إرسال قافلة مساعدات إنسانية تحمل إمدادات التغذية والصحة وتطهير المياه. ولكن القافلة لا تزال متوقفة في الأبيض، عاصمة شمال كردفان، بسبب انعدام الأمن والعقبات البيروقراطية.

وقال دوجاريك إن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أعرب عن غضبه، الخميس، إزاء التقارير التي تتحدث عن تصاعد الهجمات على المطابخ المجتمعية والمساحات الآمنة التي يديرها المتطوعون في السودان، وشدد على ضرورة حماية ودعم العاملين في المجال الإنساني.

وذكّر بأن القانون الدولي الإنساني يُلزم جميع الأطراف بالسماح وتسهيل الإغاثة الإنسانية، بسرعة، وبلا عوائق، وبحياد، للمدنيين المحتاجين، بغض النظر عن الموقع أو انتماء هؤلاء المدنيين.

حاجة إلى التمويل
وأشار رفعت إلى الحاجة الملحة لتوفير التمويل الإنساني للأدوية والمأوى ومياه الشرب والتعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى ضمان وصول إنساني غير مقيد للمتضررين من الصراع. ونبه إلى أن محدودية الوصول الإنساني ونقص التمويل أدت إلى معاناة هائلة، خاصة بالنسبة للنساء.

وأكد أن العديد من المنظمات غير الحكومية أوقفت أو قللت عملياتها بسبب نقص التمويل، وأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث يوجد أكثر من 11 مليون نازح داخلي.

ودعا رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة إلى التركيز على إعادة البناء، مشيرا إلى أن ترميم الخرطوم والمناطق الأخرى سيستغرق وقتا، لكن من الممكن توفير مأوى وسبل عيش كريمة بمجرد توفر الموارد اللازمة.

وأوضح أن خطة استجابة المنظمة الدولية للهجرة في السودان تسعى للحصول على 250 مليون دولار لمساعدة 1.7 مليون شخص، لكن لم تتم تغطية سوى 9% من الأموال المطلوبة حتى يناير 2025.

وتسببت الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، وخسائر مادية واقتصادية فادحة بمختلف القطاعات.

الحرة - دبي  

مقالات مشابهة

  • لمدة 5 ساعات.. قطع المياه عن مناطق أحياء «شرق وغرب شبرا الخيمة» في هذا الموعد
  • قطع المياه عن مناطق أحياء شرق وغرب شبرا الخيمة بالكامل لمدة 5 ساعات
  • وما زال الطوفان مستمرا ولن تتوقف آثاره
  • ما الذي تخشاه واشنطن من “العين الصينية” في “البحر الأحمر”..!
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • بالأرقام.. حقائق مروعة عن حجم الدمار وأزمة النزوح في قطاع غزة
  • الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
  • تقرير أممي: مستوى الدمار في الخرطوم “يفوق التصور”
  • دعوات لتعزيز جهود الإغاثة إثر زلزال ميانمار
  • من الدمار للإعمار.. الزوبي يتحدث عن طرابلس في ذكرى العدوان