كلى بشرية داخل خنازير..دراسة تظهر خطوات رائدة في زرع الأعضاء
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- نجح علماء في زرع كلى تتكونّ من خلايا بشرية بغالبيتها داخل أجنّة الخنازير، وهي خطوة مهمة نحو زرع الكلى، وربما الأعضاء البشرية الأخرى التي يمكن استخدامها لعمليات زرع الأعضاء لدى البشر.
وتتضمن هذه التقنية، الموصوفة في دراسة جديدة نُشرت الخميس في المجلة العلمية "Cell Stem Cell"، تغيير التركيب الجيني لأجنّة الخنازير، ثم حقن خلايا بشرية التي ستشكّل كلية داخل الخنازير.
وأوضح الباحثون أن هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها العلماء من تنمية عضو بشري صلب داخل كائن من نوع آخر.
ووفقًا للدراسة، فإن الأجنّة، عندما زُرعت في إناث الخنازير البديلة، بدأت في تكوين كلى تحتوي في الغالب على خلايا بشرية ذات بنية طبيعية، بعد 28 يوما من التطور.
وقال كبير مؤلفي الدراسة ميغيل إستيبان، وهو الباحث الرئيسي في معهد قوانغتشو للطب الحيوي والصحة، التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم: "لقد استغرق الأمر منا خمس سنوات".
وأضاف إستيبان عبر البريد الإلكتروني: "لقد قمنا بتعديل الخنزير وراثيا لخلق مساحة للخلايا البشرية لتنمو مع منافسة أقل من خلايا الخنازير، وقمنا أيضا بتعديل الخلايا البشرية لجعلها تعيش في بيئة ليست بيئتها الطبيعية".
وتُعد الكلى أكثر الأعضاء المزروعة شيوعًا لدى البشر، حيث ينتظر أكثر من 88،500 شخص إجراء عملية زرع كلى في الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته شبكة شراء وزراعة الأعضاء.
ويتمثل الهدف من البحث التجريبي في استخدام هذه التقنية لتصنيع أعضاء من خلايا مريض فردي، حيث تعمل الخنازير بشكل أساسي كحاضنات، ما يؤدي إلى تقليل خطر رفض العضو بشكل كبير.
ومع ذلك، أكد مؤلفو الدراسة أن الأمر قد يستغرق سنوات، كما أنها ستكون عملية معقّدة.
وقال إستيبان: "في النهاية، نرغب في إنتاج أعضاء بشرية ناضجة يمكن استخدامها في عمليات زرع الأعضاء أو نمذجة الأمراض، لكن ذلك سيستغرق وقتًا، ومن المحتمل أن نواجه عوائق فنية إضافية بينما نمضي قدمًا.ومع ذلك، نعتقد أن ذلك ممكن".
ويعمل الفريق أيضًا على تطوير أعضاء بشرية أخرى في أجنة الخنازير، بما في ذلك القلب والبنكرياس.
من جانبه، أشار دوسكو إيليتش، وهو أستاذ علوم الخلايا الجذعية بكلية "كينغز كوليدج" في العاصمة البريطانية لندن ببيان، إلى أن "الدراسة تصف خطوات رائدة في نهج جديد للهندسة الحيوية للأعضاء باستخدام الخنازير كحاضنات لزرع الأعضاء البشرية وتشكيلها".
وهذه ليست المرة الأولى التي يبتكر فيها العلماء "خيمر" بين إنسان وخنزير، وهو كائن يحتوي على الحمض النووي من نوعين مختلفين سمي نسبة إلى مخلوق من الأساطير الإغريقية.
وقد فعل ذلك فريق من العلماء، بما في ذلك جون وو، الأستاذ المشارك في المركز الطبي الجنوبي الغربي بجامعة تكساس، في عام 2017. ووصف وو الدراسة الأخيرة بأنها "مشجعة" و"مهمة".
وقامت ماري جاري، وهي عالمة الأحياء الخلوية في معهد "Lillehei" للقلب بجامعة مينيسوتا، بتنمية أجنة بجزء خنزير وجزء بشري باستخدام أنسجة عضلية بشرية وبطانة، وهو الغشاء الذي يبطن الدم والأوعية القلبية.
وأشار إستيبان إلى أنه كان هناك خلايا خنزير في الكلية المتوافقة مع البشر، لكن الخلايا البشرية كانت المهيمنة، إذ مثلت نسبة تتراوح بين 60 و70%.
وقال وو: "من اللافت للنظر أن حوالي 60% من كلية الخنازير البدائية كانت تحتوي على خلايا بشرية. وفي دراستنا، كان مستوى مساهمة الخلايا البشرية منخفض جدًا، وقد نجحت هذه الدراسة في تحسين المساهمة الخيمرية للخلايا البشرية، والأهم (تركيزها) في الكلى".
أضاف إستيبان: "في النهاية، سيتطلب إنتاج كلى ناضجة تحتوي على خلايا بشرية بشكل كامل مزيدًا من التلاعب الجيني في جنين الخنزير المضيف، ولكنه أمر يمكن تحقيقه".
وبهدف تطوير كلى تتألف غالبيتها من خلايا بشرية في الخنازير، استخدم العلماء تقنيات متطورة تستفيد من التقدمات في مجال الخلايا الجذعية، وتحرير الجينات، وعلم الأجنة.
أولاً، استخدموا تقنية تحرير الجينات CRISPR لتعديل المكونات الوراثية لأجنة الخنزير بحيث تكون ناقصة اثنين من الجينات الضرورية لتطوير الكلى.
ثانيًا، قام الباحثون بهندسة الخلايا البشرية متعددة القدرات - والتي تستخدم على نطاق واسع في الأبحاث البيولوجية، ويمكن تطويرها إلى أي نوع من الخلايا البشرية - بحيث تشبه الخلايا الجنينية البشرية المبكرة وحقنها في جنين الخنزير المعدل.
ثالثًا، اكتشف الباحثون الظروف المعملية المثالية لتوفير العناصر الغذائية والإشارات الصحيحة لكل من الخلايا البشرية والخنازير، التي لها احتياجات مختلفة. وبعد ستة أو سبعة أيام، قاموا بزرع الأجنة النامية في إناث خنازير بديلة لمدة 28 يومًا.
وقال إستيبان إن "جعل الخلايا تتكيف مع بيئة أجنة الخنازير كان أمرًا صعبًا".
وأوضح الفريق أنه عند نقلها إلى إناث خنازير بديلة، كان للكلى المتوافقة مع البشر "بنية طبيعية وتكوين أنبوبي" بعد فترة 28 يومًا.
وأشار إستيبان إلى أنها "كلية في المرحلة المتوسطة من التطور، وبالتالي فهي ليست كلية ناضجة"، مضيفًا: "مع ذلك، فهذه خطوة كبيرة جدًا إلى الأمام لأنها تشجع الباحثين على الاعتقاد بأنه من الممكن إنتاج كلية ناضجة بمجرد حل العقبات التقنية الأخرى".
الاعتبارات الأخلاقيةوتحيط الاعتبارات الأخلاقية بهذا النوع من الأبحات. وتشمل هذه الأمور رعاية الحيوان والمخاوف من أن الخلايا البشرية يمكن أن تشارك ليس فقط في تكوين الكلى، ولكن أيضًا الأنسجة الأخرى داخل الخنزير، مثل دماغه، ما يزيد من احتمالية تأثير التجارب على سلوك الحيوان.
وقال إستيبان: "سيكون مصدر القلق الرئيسي هو ما إذا كانت هناك مساهمة كبيرة للخلايا البشرية في الأنساب غير المرغوب فيها، وتم إنتاج الخنازير، وهو أمر لم نفعله بالطبع".
وأضاف: "نحن نفكر جيدًا في ما نفعله ونتحرك بحذر شديد وخطوة بخطوة مع هذا البحث لتجنب أي جدل أخلاقي".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: دراسات الخلایا البشریة زرع الأعضاء من خلایا
إقرأ أيضاً:
هل تجد صعوبة في الحفاظ على وزنك؟ "ذاكرة" السمنة لدى الخلايا الدهنية قد تكون السبب في ذلك
أظهرت الدراسة أن الخلايا الدهنية تحتفظ بـ "ذاكرة" طويلة الأمد من السمنة مما يجعل من الصعب الحفاظ على نتائج فقدان الوزن.
اعلانبالنسبة للكثيرين، يمكن أن يكون فقدان الوزن رحلة صعبة لأن معظم الأشخاص الذين يفقدون الكثير من الوزن يستعيدون الكيلوغرامات التي تخلصوا منها.
وقد حاولت العديد من النظريات المعروفة باسم تأثير "اليويو"، تفسير سبب صعوبة الحفاظ على الوزن الزائد، بما في ذلك نظرية تشير إلى أن انخفاض معدل الأيض بسبب انخفاض السعرات الحرارية قد يكون وراء ذلك.
وتقدم دراسة جديدة أجراها باحثون في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ بسويسرا تفسيرًا لهذه الظاهرة على مستوى الجزيئات التي في جسم الإنسان.
Relatedدراسة: خطر الوفاة أعلى لدى المصابين بالسمنة المفرطة مقارنة مع ذوي الوزن الزائدتحذيرات من تهافت عالمي على أدوية السكري الجديدة لعلاج السمنةتأثيرات مختلفة بين الذكور والإناث.. كيف تتسبب السمنة بنمو السرطان عند البشر؟ووجدت الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature، أن الخلايا الدهنية في الجسم تحتفظ بـ "ذاكرة" السمنة حتى بعد فقدان الوزن، وذلك بسبب التأثيرات طويلة الأمد لما يُسمى علم التخلق الذي يشير إلى التغيرات في كيفية عمل الجينات بناءً على نمط الحياة والبيئة.
عندما يعاني الشخص من زيادة الوزن، قد تتطور لدى خلاياه الدهنية علامات تبقى حتى لو فقد وزنه لاحقاً.
ونتيجة لذلك، يضعف الأداء الطبيعي للخلايا الدهنية وتبقى طريقة تخزينها للدهون واستجابتها للتغيرات الغذائية دون تغيير عما كانت عليه عندما كان الشخص يعاني من السمنة.
تجنب زيادة الوزنللتوصل إلى هذه النتائج، درس الباحثون عينات من الأنسجة الدهنية لأشخاص خضعوا لعمليات جراحية لإنقاص الوزن مثل تحويل مسار المعدة أو تصغير المعدة.
ووجدوا أن الخلايا الدهنية للمشاركين في الدراسة تتصرف بشكل مشابه لما كانت عليه عندما كانوا يعانون من زيادة الوزن، حتى بعد مرور عامين على الجراحة.
كما أجرى الباحثون تجربة على الفئران، حيث قاموا بتحليل خلاياها الدهنية قبل وبعد فقدان الوزن.
حيث أخضعوا أولاً الفئران لنظام غذائي يصيبها بالسمنة عن طريق إطعامها مواد عالية الدهون ثم حولوا تلك القوارض إلى نظام غذائي عادي لمساعدتها على فقدان الوزن.
Relatedدراسة: هل يؤدي إيقاف تناول أدوية علاج السمنة لعودة الوزن المفقود؟بشرى لمرضى السمنة الصغار.. دواء دنماركي جاهز للاستخدام من عمر 6 سنواتلا تحارب السمنة فقط.. أدوية إنقاص الوزن قد تحدّ من مخاطر الإصابة بفشل القلبوجد الباحثون أن تسمين الفئران تسبب في حدوث تغيرات محددة في خلاياها الدهنية استمرت حتى بعد فقدان الوزن، حيث كانت بمثابة "ذاكرة" لحالة السمنة السابقة.
وقد استعادت الفئران التي أصيبت بهذه التغييرات وزنها بشكل أسرع عند إعادة إخضاعها إلى نظام غذائي غني بالدهون، وكان من الأسهل عليها أن تصبح بدينة مرة أخرى.
وعلى الرغم من أن الباحثين لم يبحثوا في مدة استمرار ذاكرة الخلايا هذه، إلا أن لورا هينت، المؤلفة المشاركة في الدراسة، قالت إن هذه الخلايا الدهنية "طويلة العمر" وتعيش "لمدة عشر سنوات قبل أن يستبدلها الجسم بخلايا جديدة".
"وبسبب تأثير الذاكرة هذا بالتحديد، من المهم جداً تجنب زيادة الوزن في المقام الأول. لأن هذه هي أبسط طريقة لمكافحة ظاهرة اليويو"، كما قال في بيان فرديناند فون مين، المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ التغذية وعلم التخلق الأيضي في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا بزيورخ.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات بعد أيام من اختفائه انخفاضٌ كبير في عدد أسرّة المستشفيات في أوروبا.. ما هي الدول الأكثر تضررا وأية مخاطر لهذا التراجع؟ زيلينسكي: تدمير قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب يهدد الأمن الغذائي في دول مثل مصر وليبيا ونيجيريا سمنة مفرطةالصحةأبحاث وتنميةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة وصواريخ حزب الله تنهمر على تل أبيب يعرض الآن Next رومانيا تبدأ التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وسط منافسة بين 13 مرشحاً يعرض الآن Next مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائيلية بعمان يعرض الآن Next زيلينسكي: تدمير قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب يهدد الأمن الغذائي في دول مثل مصر وليبيا ونيجيريا يعرض الآن Next مفاوضات "كوب 29" للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة تمويل مكافحة تغير المناخ اعلانالاكثر قراءة 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات بعد أيام من اختفائه جرائم حرب وإبادة: قادة صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية.. تعرف عليهم؟ تحذير أوروبي شديد اللهجة لأوربان: دعوة نتنياهو انتهاك للالتزامات الدولية حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيلتدمرقطاع غزةضحاياالاتحاد الأوروبيأزمة المناخاعتداء إسرائيلعاصفةحركة حماسفيضانات - سيولالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024