أفاد مصادر ميدانية، الثلاثاء، بدفن ما يقارب 4 آلاف جثة من ضحايا السيول في مدينة درنة المنكوبة جراء العاصفة "دانيال"، منها 3650 في مقابر جماعية، و350 في مقبرة مرتوبة.

وجرت عمليات الدفن تحت إشراف الجهات المختصة من الوحدات العسكرية والهلال الأحمر، وفقا لما أوردته قناة "روسيا اليوم".

فينما أعلن وزير الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، عثمان عبد الجليل، تسجيل مقتل 3 آلاف شخص بسبب ​العاصفة، مشيرا إلى أن "الأوضاع في مدينة درنة تزداد مأساوية، ولا توجد إحصائيات نهائية لأعداد الضحايا".

وقال المتحدث باسم حكومة الشرق الليبي، أحمد المسماري، مساء الاثنين إن عدد القتلى "في مدينة درنة فقط تجاوز الـ2000 ولا زال هناك في درنة آلاف المفقودين من 5000 إلى 6000 مفقود وهذا الرقم قابل للزيادة وبشكل كبير جدا".

وأفادت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، الثلاثاء، بأن مئات الجثث طفت على المياه جراء الإعصار "دانيال"، وتعمل فرق الإنقاذ على انتشالها.

ونقلت وكالة "رويترز" عن هشام شكيوات، وزير الطيران المدني الليبي وعضو لجنة الطوارئ، قوله إنه لا توجد حصيلة إجمالية للقتلى في درنة.

اقرأ أيضاً

2000 قتيل و7 آلاف مفقود.. حصيلة متصاعدة لفيضانات ليبيا وتضامن خليجي لمساعدة الضحايا

وقال الوزير في وصفه للواقع الكارثي لمدينة درنة بعد الإعصار: "عُدت من هناك (درنة)... الأمر كارثي للغاية... الجثث ملقاة في كل مكان في البحر، في الأودية، تحت المباني".

وأضاف: "ليس لدي عدد إجمالي للقتلى لكن هو كبير كبير جدا.. لا أبالغ عندما أقول إن 25% من المدينة اختفى. العديد من المباني انهارت".

من جهته، قال أسامة حماد، رئيس الحكومة المكلفة، إن عدة آلاف من الأشخاص في عداد المفقودين في المدينة، ويعتقد أن الكثير منهم قد جرفوا بعد انهيار سدين على منبع النهر.

وأضاف: "ما تزال المزيد من الجثث تحت الأنقاض في أحياء المدينة، أو جرفتها المياه إلى البحر".

ويوم الأحد، ضرب الإعصار شرقي ليبيا لا سيما بلدة الجبل الأخضر الساحلية إضافة إلى بنغازي حيث تم إعلان حظر تجول وإغلاق للمدارس لأيام.

وأعلن المجلس الرئاسي في ليبيا، في بيان، درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة، بسبب السيول التي اجتاحتها.

اقرأ أيضاً

الإعصار دانيال يغلق 4 موانئ نفطية في ليبيا.. ومصر تنتظره الإثنين

المصدر | الخليج الجديد + وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ليبيا درنة العاصفة دانيال أحمد المسماري

إقرأ أيضاً:

الدور المُتجدِّد لأخصائيي مصادر التعلُّم

 

 

خميس بن سعيد الحربي

k.s.s.alharbi@moe.om

 

في ملتقى التجارب والفرص الذي نوقش فيه موضوع “الذكاء الاصطناعي في مراكز مصادر التعلُّم، برزت الحاجة إلى إعادة النظر في الدور المتجدد لأخصائي مصادر التعلُّم، ففي زخم الثورة التكنولوجية لا سيما مع تصاعد استخدام الذكاء الاصطناعي ينبغي علينا أن نعي حجم التحوّل الذي يشهده هذا التخصص.

بالأمس كان دور أخصائي مصادر التعلُّم يقتصر على تنظيم مصادر المعلومات، وفهرستها، وتصنيفها، وتكشيفها، وتسجيلها. وهي مهام فنية بحتة. أما اليوم ومع تنامي قدرات الذكاء الاصطناعي بدأت هذه الأدوار التقليدية تتراجع شيئًا فشيئًا، ومن هذا المنطلق تم وصف أخصائي مصادر التعلُّم بـ"حارس الوعي المعرفي"؛ ذاك الأخصائي الذي لا يكتفي بترتيب الكتب وتنظيم الرفوف، بل يتجاوز دوره الظاهر ليكون نبضًا حيويًا في قلب مركز مصادر التعلُّم.

يتحرك بخفة بين رفوف المعرفة ويحمل في يده مفاتيح الفهم وفي قلبه شغف التوجيه، يرافق الطلبة في رحلتهم نحو الوعي والمعرفة.

كما أشار الصقري (2025): "لم تعد مهمة أخصائي مصادر التعلُّم تقتصر على إدارة مصادر المعلومات المختلفة، بل تحوّلت إلى دور أعمق وأكثر تأثيرًا؛ حيث أصبح حاميًا للحقيقة، ومدرّبًا على الوعي، وقائدًا لمعارك صامتة ضد التضليل المعلوماتي".

وأرى أن هذا التحوّل العميق لا يُعد مجرد تطور في المهام؛ بل هو ارتقاء في الرسالة ذاتها فأن تكون حاميًا للحقيقة يعني أن تقف في وجه سيلٍ من المعلومات المضللة وأن تكون مدربًا على الوعي يعني أن تبني عقولًا ناقدة، لا تكتفي بالتلقّي، بل تسأل وتفكر. أما أن تكون قائدًا لمعارك صامتة فذلك يتطلب وعيًا حادًا ويقظة دائمة وإيمانًا راسخًا بالرسالة التربوية.

وفي ظل هذا التحول تتعاظم أهمية دوره كقائد يعمل بصمت لكنه يخوض معركة واعية من أجل ترسيخ الحقيقة ونشر الوعي، إنه دور يستحق التقدير لأنه يمثل قلب العمل التربوي في عصر ازدحمت فيه الساحة بالضجيج وفقدت فيه المعلومة أحيانًا نقاءَها.

نداءٌ إلى أخصائيي مصادر التعلُّم: أيها الأوفياء لرسالة العلم، يا من تحملون على عاتقكم مسؤولية التنوير والتوجيه في زمن تتسارع فيه الإشارات وتتداخل فيه الأصوات أنتم لستم مجرد أخصائيين لمصادر التعلُّم بل أنتم صوت العقل وسط ضجيج التفاعل اللحظي، أنتم من تصفون الرؤية وتبنون الجسور بين المعرفة والوعي وتديرون المشهد التربوي بحكمة ووعي في عالم يغرق في الفوضى الرقمية وتدفق المعلومات غير المفلترة، في هذا العالم المترامي الأطراف الذي يفيض بالمحتوى ويكاد يختنق بالضوضاء أنتم الحصن المنيع الذي يحمي طلابنا من تيارات التضليل أنتم البوصلة التي توجههم نحو النور، خطوة بخطوة بفكرٍ نقي ونية صافية.

أنتم القادة الحقيقيون في ترسيخ أخلاقيات المشاركة الرقمية تزرعون في نفوس النشء قيمًا نبيلة: احترام الآخر والأمانة في النشر والوعي بما يُقال ويعاد تداوله. أنتم من يشعل شموع الوعي في عتمة العشوائية الرقمية فكونوا دائمًا الحضور العاقل في الفضاء الرقمي.

لا تنتظروا أن يأتي التغيير من الخارج، بل كونوا أنتم شرارته الأولى، كونوا المؤثرين لا المتأثرين، وازرعوا أثرًا لا يمحى في ذاكرة الأجيال، ابنوا فضاءات رقمية واعية تحترم الإنسان وتعلي من شأن الفكر، أنتم الأمل حين تبهت الرؤية، وأنتم الفعل حين يكثر الكلام، فامضوا بثقة وارتقوا برسالتكم فأنتم روّاد التغيير وصنّاع الغد.

** مُشرِف مصادر التعلُّم

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من السيول والرياح الشديدة في اليمن
  • الأرصاد تحذر من الطقس غدا: رياح قوية وأتربة وأمطار محتملة تصل لحد السيول في مطروح
  • الحديدة.. مناقشة تعزيز الجاهزية لمواجهة موسم السيول والأمطار المقبل
  • مصادر مصرية: سلاح المقاومة نقطة شائكة في المفاوضات
  • 7 مصابين وجثة الحصيلة النهائية لضحايا ومصابين انهيار منزل بحى غرب أسيوط
  • بطيخ إسرائيلي.. مطعم ألماني يثير ضجة بعد ترويجه لملصق يسيء لضحايا غزة
  • عاجل | مصادر طبية للجزيرة: 42 شهيدا في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم معظمهم في مدينة غزة وشمال القطاع
  • حسني بي: كل أسرة ليبية لها نصيب 12 ألف دينار شهريًا من النفط ولا تحصل عليه كاملًا
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • الدور المُتجدِّد لأخصائيي مصادر التعلُّم