صدر حديثًا كتاب «التاريخ والإحصاء» (الإحصاء واستخداماته في بحوث التاريخ) للكاتبة الدكتورة إيمان العوضي عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع، ويأتي الكتاب ليناقش منهجية مهمة في بحوث التاريخ وكيفية تعظيم الاستفادة من الإحصاء في البحوث التاريخية.

وجدير بالذكر أن قيمة الإحصاء كعلم مساعد في بحوث التاريخ له تأثير بالغ الأهمية، كما أكد فرانسوا فورية المؤرخ الفرنسي وعضو الأكاديمية الفرنسية (1927 1997)، حيث قال إن التاريخ بالأرقام أحدث ثورة في فهم التاريخ، على اعتبار أن التاريخ انتقل في الرواية الشفهية والمبالغة والسرد العشوائي إلى حقيقة علمية بالاعتماد على معطيات عددية، وإحداثيات رقمية، وتدقيقات إحصائية.

إن دخول الأرقام والأعداد ضمن النص التاريخي هو أمر أساسي على اعتبار أن تحديد إطار الزمان والمكان للوثيقة التاريخية والحدث هو أمر ضروري وفعال، ويجعل هناك تدقيق في العرض للأحداث المتكررة وأعدادها، وكذلك رصد الحجم العددي لكل المشاركين بالأحداث التاريخية بنسب محددة ودقيقة سواء أعداد الجيوش والمشاركين بالثورات وكذلك حجم الإنتاج والتضخم وغيره من الأحداث التي تحتاج أرقام إحصائية والأحداث المتشابهة والتي تكررت، يمكن رصدها وتحديدها وتتبعها، ومن هنا تكمن أهمية الإحصاء والبرامج الإحصائية في بحوث التاريخ.

وتاريخيًا لجأت المجتمعات والدول المختلفة إلى الإحصاء بمعنى «العد المقنن» للسكان، والموارد المادية في المجتمع والتي تعكس بدورها حجم تلك المجتمعات والدول وقدراتها التي يمكن أن تلقي بظلالها على العلاقات الدولية كمثال: (الصين/ الهند/ الواليات المتحدة الأمريكية).

وتوضح الدكتورة ايمان العوضي ان  وظائف الإحصاء تتمثل فيما يلي: جمع البيانات وتنظيمها وتحليلها وتفسيرها وعرضها.

وأهمية الإحصاء تكمن أهميتها في نشر ثقافة الأرقام والمعلومات المقننة والتعبير عن المشكلات بلغة قطعية مباشرة تحتمل التأويل وتخفيض تكلفة التعداد والبحوث عبر العينات الممثلة التي تحمل خصائص المجتمع الأصلي ومعالجة البيانات وطرحها في هيئة معلومات «القيمة المضافة.» والمساهمة الملموسة في تكريس اقتصاديات المعرفة و تطوير العلوم التي تعتمد على الإحصاء بوصفه علما بيانياً.

وكذلك تتمثل وظائف الإحصاء في التعبير الرقمي عن المشكلات المختلفة وإقامة المقارنات الجلية بين المتغيرات، والظواهر، والمشكلات وإقامة العلاقات، والارتباطات بين المتغيرات، وقياس العلاقات السبب والمساعدة في عمليات التخطيط المستقبلي وتشكيل السياسات المستندة إلى الأرقام، والإحصائيات، والتبؤات المنطقية

ويذكر أن الدكتورة إيمان العوضي صحفية مصرية  تخصصت في الشأن العربي والبحوث التاريخية والوثائقية، حصلت على دورات تدريبة عديدة وماجستير تاريخ حديث ومعاصر بتقدير ممتاز، لرسالة بعنوان الفكر الليبرالي في مصر 1919-1961، ودكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر بتقدير مرتبة الشرف الأولى، من جامعة عين شمس، بعنوان الحركات الإسلامية في مصر وأذرعتها الدولية 1924-1984.

كما أن لها خبرة عشر سنوات في مجال الصحافة والإعلام والأبحاث التاريخية والسياسية والأفلام الوثائقية، فضلًا عن تغطيتها لأبرز الأحداث في العالم العربي.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

 قبيل الإحصاء.. لحليمي يعلن توطين أزيد من 4 ملايين بناية حضرية و 34 ألف دوارا و1.3 مليون شركة وألف سوق أسبوعي

أعلن أحمد الحليمي علمي،  المندوب السامي للتخطيط، عن انطلاق المرحلة الميدانية، لإنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، وأشار  في لقاء صحافي مساء أمس بالرباط إلى توطين أزيد من 4 ملايين بناية حضرية و 34 ألف دوارا ومليون و300 ألف شركة و100 ألف سوق أسبوعي.

ويتعلق الأمر  بإنجاز عمليتين خرائطيتين، حيث همت العملية الأولى، حسب الحليمي، الأسر والبنايات والمساكن، فيما شمات العملية الثانية المنشآت الاقتصادية وذلك باستعمال نظام متنقل للمعلومات الجغرافية مزود بصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة.

وأشار الحليمي في لقاء صحافي  مساء أمس إلى أن  العملية الخرائطية الأولى، تهدف إلى ضمان مسح شامل للسكان أثناء فترة إنجاز الإحصاء، دون إغفال أو تكرار لأية أسرة أينما كان موقع مسكنها (في الجبال او السهول، بالوسط الحضري أو القروي). وتم تقسيم مجموع التراب الوطني إلى حوالي 38 ألف منطقة إحصاء، وهي مناطق جغرافية ذات حدود واضحة يسهل التعرف عليها في الميدان وحجم متوسط يتناسب مع قدرة الباحثين على تجميع المعطيات لدى جميع الأسر المقيمة فيها خلال فترة إنجاز الإحصاء وذلك من فاتح إلى 30 شتنبر2024.  وقد مكنت هذه العملية  حسب الحليمي، من التوطين الجغرافي لأزيد من 4 ملايين بناية بالوسط الحضري، 75٪ منها مصنفة دور مغربية عصرية، بالإضافة إلى التوطين الجغرافي لحوالي 34 ألف دوار بالوسط القروي.

أما العملية الخرائطية الثانية فقد ساهمت في إنشاء خريطة ذات مرجعية جغرافية للمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (كالمساجد والمراكز الثقافية)، والتجهيزات الجماعية (كالإدارات العمومية والمدارس والمستشفيات)، والمؤسسات الجمعوية (كالجمعيات والنقابات)، وكذلك الأسواق الأسبوعية.

ستتيح نتائج هذه العملية، إنتاج خرائط ديناميكية وتفاعلية، عبر منصة تم إعدادها لهذا الغرض، تُظهر توزيع الأنشطة الاقتصادية بالإضافة إلى معلومات مفصلة حول هيكل وخصائص القطاعات الاقتصادية على المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية أو على مستوى أي منطقة يحددها المستخدمون شريطة الالتزام بالقوانين التي تنظم السرية الإحصائية.

وقد مكنت هذه العملية من التوطين الجغرافي لأزيد من مليون و300 ألف مؤسسة اقتصادية نشيطة، غالبيتها (أكثر من 85٪) هادفة للربح، بالإضافة إلى أزيد من 1000 سوق أسبوعي نشيط.

سنة صعبة

وقال لحليمي، إن الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 صادف نهاية مرحلة صعبة أثرت في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والنفسية بما عرفته بلادنا من أزمات متتالية من قبيل وباء كوفيد 19 وتوالي سنوات الجفاف وارتفاع التضخم والحوادث الطبيعية. ومع ذلك، ظل المغرب صامدًا محافظًا على توازناته الاقتصادية والاجتماعية.

ولكنه أضاف  أن هذه « السحب آيلة للتبدد » وأن المغرب مقبل على آفاق واعدة مدعوما بتوجهه الجيواستراتيجي في سياق دولي ملائم ومرتكزا على « مؤهلاته الذاتية المتمثلة خصوصا في موقعه الجغرافي وعمق تراثه التاريخي والوزن الدولي لجلالة الملك وحكمة المبادرات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز المكانة الاستراتيجية للمملكة على المستويين الإقليمي والدولي ».

وانطلاقا من هذه القناعات المتفائلة تم صياغة الهوية البصرية والشعارات التي تعكس الرؤية التطلعية لهذه العملية. وشرح لحليمي ما تحمله  البصرية من دلالات، فهيعلى ي شكل نصف قوس متجه نحو أفق علوي مشيرا بذلك إلى غد أفضل ويحمل وجوها تجسد السكان بمختلف فئاتهم العمرية من أطفال وشباب ونساء ورجال، وتتزين كل منها  بألوان تحيل إلى القيم التي تؤمن بها المغرب، حيث ينطلق القوس من لون التراب الذي يجسد تشبث المغاربة بأرضهم والقيم الوطنية التي توحد مختلف توجهاتهم، تليه صورة باللون الأزرق للإشارة إلى أهمية ما يحيط بالمغرب من بحار وما يجسده من انفتاح بلادنا على آفاق التعاون الدولي بجميع أبعاده، لتتبعه صورة بالأخضر الفاتح  يعكس اخضرار سهولنا و الجوانب الروحية  لثقافتنا ومؤسساتنا الوطنية. و ترمز الصورة باللونين الأحمر والأخضر المرتبطين بشعار العلم الوطني إلى تضامن ووحدة الأمة المغربية مع إبراز وجوه شباب من كلا الجنسين في حركة سير بخطى ثابتة نحو أفق يضيئه شعاع الشمس. وهذه هي الديناميكية التي يحتاجها المغرب للاستفادة القصوى من موارده ومقوماته ومن جميع الفرص المتاحة له.

كلمات دلالية إحصاء 2024 المغرب المندوبية السامية للتخطيط

مقالات مشابهة

  • شرطة دبي تناقش التحديات المستقبلية
  • ياسمين علي تطلق أحدث أعمالها الغنائية بعنوان "حلوة الدنيا"
  • لأول مرة باللهجة المصرية.. إيمان منصور تطرح أحدث أغنياتها "إبعد"
  • لأول مرة باللهجة المصرية.. إيمان منصور تطرح أحدث أغنياتها «إبعد»
  • طقس شديد الحرارة يضرب قري ومدن البحيرة
  • "سيدة" أول مصرية تستخدم الليزر في أعمالها الفنية
  •  قبيل الإحصاء.. لحليمي يعلن توطين أزيد من 4 ملايين بناية حضرية و 34 ألف دوارا و1.3 مليون شركة وألف سوق أسبوعي
  • 7 يوليو.. نانسي عجرم تطرح أحدث أعمالها الغنائية
  • «من نظرة».. نانسي عجرم تكشف عن موعد طرح أحدث أعمالها الغنائية
  • للمرة الثالثة على التوالي.. الدكتورة إيمان ريان نائبًا لمحافظ القليوبية