النذر أم الدعاء .. أيهما أكثر تأثيرا في تحقيق الأمنيات
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
النذر هو إلزام المسلم نفسه فعل ما لم يلزمه به الشرع، سواء كان ذلك الأمر منجزا كأن يقول: "لله علي أن أصوم يوم الخميس" مثلا، أو كان معلقا بحدوث أمر ما كأن يقول: "علي لله صلاة أربع ركعات إن شفاني الله من المرض"، وينعقد النذر بصيغ عدة منها:« لله علي، أو نذرت لله، أو علي لله، أو نحوها».
وفي هذا الصدد.. قال الشيخ مجدى عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن النذر لا يغير من قضاء الله شيئا، لكن الدعاء يغير، مبينا أن إيضاح مثل هذا الفرق يعد من ضمن تجديد الخطاب الدينى.
وأوضح الشيخ مجدى عاشور، فى إجابته عن سؤال ورد إليه يقول صاحبه: «نذر رجل أن يذبح إذا نجح ابنه ثم توفي؛ فهل يجب على أولاده أن يوفوا بالنذر؟»، فرد عليه قائلا: إنه من باب تجديد الثقافة الدينية لدى الناس: أن لا يلزم الإنسان نفسه بأمر لايحقق الله له رغبة، بل إن الدعاء هو الطريق الأمثل والأسرع لقضاء حاجات الإنسان عند ربه.
وأضاف: "أن النذر لن يحقق لك ما تطلب إن لم يكن فى تقدير الله لك، فالدعاء يغير قضاء الله والنذر لا يغيره"، مبينا أن النذر يعتمد على الاشتراط أما الدعاء فيعتمد على الانكسار والتذلل للمولى – عز وجل.
وأكد عاشور أن إخراج الصدقات يغنى عن الأموال التى يخرجها الانسان إذا نذر، مستشهدا بما روى عن الرسول – صل الله عليه وسلم- قوله:«حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع".
وأشار فى إجابته عن السؤال أيضا، إلى أن النذر لا يسقط بالوفاء؛ فإن كان الإنسان قد حدد مبلغا من المال مثلا للوفاء بنذر ما، ثم توفى؛ وجب على ورثته إخراجه من التركة؛ لأنه يعد دينا فى ذمته.
هل يجوز تحويل النذر بأقل منه وتغيير النية فيه
قال الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء، إنه لا يجوز تغيير النذر بشيء آخر، أو إعطاء النذر لجهة غير التي نذر الناذر أن يهبها النذر.
وقال «وسام» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردا على سؤال: “هل يجوز تحويل النذر وإعطاؤه شخصا غير الذي نويته؟ أنه لا يجوز لمن نذر أن يضع مالا في مسجد، أن يعطي هذا المال لإنسان حتى لو كانت حالته تحتاج إليه أكثر من المسجد، موضحا أن عمارة المسجد قربة تختلف عن الصدقة على الإنسان”.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يكشف كيفية شفاعة الرسول لنا يوم القيامة
كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفتى الجمهورية الأسبق، عن كيفية شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين يوم القيامة، وذلك خلال إجابته عن تساؤلات الأطفال والشباب، حيث سأل طفل عن كيفية شفاعة الرسول لنا يوم القيامة؟.
وقال الشيخ على جمعة خلال لقائه التلفزيوني، أن "شفاعة الرسول لنا بأنه يتوسل إلى الله"، موضحا "أن يوم القيامة وبعد سنوات طويلة نحاسب خلالها، نبحث عن أنبياء الله آدم ونوح وإبراهيم وعيسى وموسى للتخفيف من هذا اليوم، ولكن كلهم سيقولون لست أنا؛ فنذهب للنبي ويلهمه الله بمحامد كثير، وسيدعو الله أن يخفف هذا اليوم عنا وهذه هي الشفاعة".
كما رد على سؤال آخر من طفل: "ازاى الميت بيحس بينا لما نزوره؟"، قائلاً "ايه المشكلة في كدة، وازاي انت بتفتح التليفزيون وتشوف الراجل وهو بيتكلم في أمريكا، وكلمة ازاي بعد التكنولوجيا اللي حصلت بقت غريبة".
متى يبدأ الحساب بعد الموت أم يوم القيامة؟.. علي جمعة يوضح الحقيقة
لماذا يخاف الناس من الموت؟.. رد مفاجئ من علي جمعة
علي جمعة: 3 منح أعطاها الله لكل إنسان للعبور من ابتلاء الدنيا
للصلوات الخمس والتراويح.. جدول أئمة الحرم المكي والمسجد النبوي اليوم الجمعة
وكان الدكتور علي جمعة، أكد أن الحياة الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل والاختيار والقدرة على الفعل أو الترك، كما بيّن له طريق الهداية من خلال الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، خلال تصريحات له، اليوم الجمعة، أن الدنيا دار ابتلاء، والابتلاء معناه الامتحان والاختبار، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل، وأعطاه أيضًا الاختيار، وأعطاه القدرة، إذن، فلديه ثلاثة: عقل، واختيار، وقدرة على أن يفعل أو لا يفعل، وهديناه النجدين، قدرة على أداء التكاليف، ثم أعطاه أيضًا البرنامج في سورة الوحي، الذي ختمه بالكتاب، وبتفسير ذلك الكتاب من السنة النبوية المشرفة: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى".
وتابع: "رسول الله ﷺ معه وحي متلو، وهو القرآن، ووحي مفسر لهذا المتلو، وهو السنة: خذوا عني مناسككم، صلوا كما رأيتموني أصلي، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، برنامج متكامل، واضح، جلي، بيّن، وأسهل من شربة ماء في يوم حر، عقل، واختيار، وطاعة، وقدرة، وأيضًا أعطانا البرنامج: افعل ولا تفعل، وهو حقيقة التكليف، عندما يتبع الإنسان هذا البرنامج، يفهم كل يوم أن الله قد أنقذه في هذه الحياة الدنيا بقوانين وضعها سبحانه وتعالى".
وأضاف: "أيضًا، يقول له: قم صلِّ الفجر، فيقوم، سواء كان بدويًا في الصحراء، أو في الريف، أو حضريًا في المدينة، فيصلي الفجر، عندما يقوم الإنسان من النوم قد يكون ذلك ضد راحته أو رغبته، أو ربما لديه شهوة بأن ينام، لكنه يخالف ذلك، ومن هنا سُمي هذا التصرف مشقة، الطبع يقول عنها إنها مشقة، لكنه يؤديها امتثالًا لله، ثم، لا يجد شيئًا يدفئ به الماء، والدنيا شتاء فيتوضأ، وعندما يطس وجهه بالماء البارد، وهو لِتَوِّهِ قد استيقظ، يشعر بالثقل، فيقال: الوضوء على المكاره، أي الأمور التي لو خُيِّر الإنسان، لما اختارها، فقد أعطاني الله العقل والاختيار، ولو كنت مخيرًا، لبحثت عن وسيلة لتدفئة الماء قبل أن أتوضأ".