قال امين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، خلال مشاركته في جلسة العمل الثانية في المؤتمر المصرفي في الرياض 2023 "الآفاق الاقتصادية العربية في ظل المتغيرات الدولية"، والتي عقدت بعنوان: "مخاطر تباطؤ النمو العاملي وارتفاع المخاطر المالية".

وأكد الدكتور خالد حنفي، أن الاحتواء المالي يعد أمر ضروري جدًا من أجل تعزيز قدرات المصارف العربية وزيادة بالتالي حجم رأس مال المصارف العربية التي تتراوح حاليا بين ٣ و ٤ تريليونات دولار، مما يساهم في ذات الوقت بتعزيز واقع القطاعات الرسمية والحد من تاثير واقع الاقتصاد غير الرسمي او غير المنظم على واقع الاقتصادات العربية.

ودعا الأمين العام إلى ضرورة إيجاد تشريعات وقوانين لتنظيم واقع العملات الرقمية وليس المشفرة، الأمر الذي سيكون له مردود ايجابي كبير على صعيد تعزيز واقع التبادل والتعاون التجاري مع سائر بلدان العالم بعيدا عن ربط هذا التعاون بعملة معينة من شانها من تحد من تعزيز علاقاتنا الاستراتيجية مع دول العالم.
واعتبر ان تحرير سعر صرف العملات هو عنصر اساسي لتعزيز الثقة اذا مع الاهمية الاخذ بعين الاعتبار بالهواجس الناجمة عن موضوع التحرير لكن لنجاح اقتصاداتنا العربية لا بد من انتهاج سياسة التحرير والا سنظل ندور في ذات الدوامة والمتاهة وستظل اقتصاداتنا العربية محكومة من جانب المضاربين.

ورأى أن "الأزمة المالية والاقتصادية الحالية لها تأثير عالمي، ومن الواضح أنها تؤثر على مناطق معينة بشكل أكثر حدة من غيرها. والمنطقة التي قد تكون من بين الأكثر تضررا هي المنطقة العربية حيث تجمع مختلف التقارير الدولية على أرقام مثيرة للقلق، إذ بحسب الأرقام سيصل عدد الفقراء إلى ما يقرب من 130 مليون شخص، أي ما يمثل ثلث سكان المنطقة العربية، وباستثناء بعض الدول النفطية فهذه المستويات يتوقع أن تستمر في الارتفاع لتصل إلى 36 في المئة بحلول عام 2024 المقبل. علما أنّ حوالي 40-50 في المئة من الناس يعيشون على أقل من دولارين في اليوم. ويبلغ معدل البطالة في المنطقة حوالي 12 في المئة وهو من بين أعلى المعدلات في العالم. بينما مصدر القلق الكبير هو أن البطالة بين الشباب (في سن 15-24) تتجاوز 40 في المئة".

وأوضح أن النظام المالي العالمي يواجه ضغوطا هائلة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة الذي أدى إلى زعزعة الثقة في عدد من المؤسسات. لافتا الى أن سقوط بنك سيليكون فالي وبنك سيغنتشر في الولايات المتحدة، والاستحواذ على بنك كريدي سويس في سويسرا من جانب منافسه بنك الاتحاد السويسري بدعم من الحكومة ساهما في زعزعة ثقة الأسواق وأسفرا عن استجابات كبيرة وعاجلة من جانب السلطات. ويبيّن العدد الأخير من تقرير الاستقرار المالي العالمي مدى تصاعد المخاطر المحيطة بمؤسسات الوساطة المالية المصرفية وغير المصرفية في ظل الزيادة السريعة في أسعار الفائدة لاحتواء التضخم. ويتضح من التجارب التاريخية أن الزيادات الحادة في أسعار الفائدة من جانب البنوك المركزية غالبا ما تنشأ عنها ضغوط كاشفة لاختلالات النظام المالي".

ونوه إلى أنه على صناع السياسات اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية الثقة في ظل تصاعد المخاطر المهددة للاستقرار المالي. ولأجل ذلك ينبغي معالجة الفجوات في آليات الرقابة والإشراف والتنظيم في آن واحد، وتعزيز نظم التسوية وبرامج التأمين على الودائع في العديد من البلدان. وفي حالات إدارة الأزمات الحرجة، قد يتعين على البنوك المركزية زيادة الدعم التمويلي المقدم للمؤسسات المصرفية وغير المصرفية على حد سواء. ومن شأن هذه الأدوات مساعدة البنوك المركزية في الحفاظ على الاستقرار المالي، والسماح للسياسة النقدية بالتركيز على تحقيق الاستقرار السعري.

ورأى أن الدول العربية استمرت في الحفاظ على الاستقرار المصرفي والمالي، بفضل السياسات الاقتصادية والمصرفية التي ساعدت على تقليل حدة آثار تداعيات التطورات العالمية الراهنة لا سيما التوترات في القارة الأوروبية والضغوط التضخمية. ووفق التقارير الدولية هناك أهمية بمواصلة المصارف المركزية العربية تقييم المخاطر النظامية ودراسة الارتباطات المحتملة المباشرة وغير المباشرة بين التطورات العالمية الراهنة والاستقرار المالي.

واعتبر أنه على المدى القريب، هناك حاجة إلى جهود عالمية عاجلة للتخفيف من مخاطر الركود العالمي، وضائقة الديون في بلدان الأسواق الصاعدة والبلدان النامية. ونظراً إلى محدودية مساحة السياسة، من الأهمية بمكان أن يضمن صانعو السياسات الوطنية أن يتركّز أي دعم مالي على الفئات الضعيفة.

كما يجب أن تكون السياسات الوطنية الرامية إلى تعزيز نمو الاستثمار مصمّمة بما يتلاءم وظروف البلدان المعنية، ومن الضروري أن تبدأ دائماً بوضع أطر سليمة للسياسات المالية العامة، والسياسات النقدية وإجراء إصلاحات شاملة في مناخ الاستثمار. وتحتاج السياسات الهادفة إلى تعزيز نمو الاستثمار أن تشمل إصلاحات مالية وهيكلية شاملة، بما في ذلك إعادة توجيه الإنفاق على الإعانات غير الفعّالة.

وقال: أصبح الوضع الاقتصادي في معظم الدول العربية بحاجة إلى مراجعة جادة، وبالتالي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والاستفادة من موضوع الابتكار، لابد من الاعتماد على التكنولوجيات الجديدة في التنمية الاقتصادية، وهي موجهة إلى الدول التي لديها هياكل أساسية متقدمة نسبيًا ومنظومة جاهزة للبحث والتطوير والابتكار. وفي هذا المجال لا بدّ على دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والمغرب وتونس، من وضع سياسات تأخذ بتطورات التكنولوجيا، وبناء القدرات البشرية المتخصصة في التكنولوجيات الحديثة، وتخصيص الموارد المالية اللازمة لتشجيع المؤسسات الوطنية على الاستثمار في هذه التكنولوجيات والمساهمة في تقدم العلوم. في حين على البلدان العربية ذات الدخل المتوسط والتي لديها رؤى وطنية طويلة المدى ومنظومة جيدة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وضع إجراءات تمويلية تحفيزية لتعزيز الابتكار الوطني ودعم ريادة الأعمال، وهي موجهة إلى الدول ذات الدخل المتوسط.

وشدد على أهمية توفير التمويل لدعم تأسيس الشركات الناشئة، ودعم البحث والتطوير في الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتنظيم الأسواق المالية التي تساعد في نشر التكنولوجيات الجديدة، وتعزيز رأس المال المخاطر، وإنشاء صناديق استثمار من أجل تعزيز الابتكار. كما ينبغي خفض الإنفاق والتركيز في ضبط أوضاع المالية العامة على احتواء نمو النفقات الجارية، خاصةً أجور القطاع العام، وتحديد أولويات النفقات الرأسمالية، وتعزيز الإيرادات غير النفطية. ولا بدّ أيضا من اعتماد سياسة مالية تعمل على زيادة تنويع مصادر الإيرادات المالية للدولة، وتوجيه السياسة المالية لزيادة الإنفاق الاستثماري. كذلك لا بدّ من وضع سياسة مالية واقتصادية تأخذ موضوع مخاطر تقلبات أسعار النفط بعين الاعتبار عند إعداد الموازنات، مع وضع سياسات خاصة للتحوط من شأنها معالجة اختلالات الموازنة (العجز والفائض).

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تشريعات وقوانين فی المئة من جانب

إقرأ أيضاً:

الأكاديمية العربية تحتفي بأبنائها من ذوي الهمم لتعزيز الوعي و التكافؤ في التعليم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظمت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ندوة  تحت عنوان "دور الأكاديمية  في دعم ورعاية ذوي الهمم"، وذلك في إطار جهودها لتعزيز الوعي ودعم الفئات الخاصة في المجتمع.

شهدت الندوة حضور الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية، والدكتورة ايناس برسوم مستشار رئيس الاكاديمية لشئون الطلاب، و دكتور ياسر الشامي عميد شئون الطلاب بفرع القرية الذكية ، د. امنية درويش مدير اداره التنمية المستدامة بالأكاديمية ، حيث تم تناول العديد من المواضيع المتعلقة بكيفية تقديم الدعم والخدمات لذوي الهمم.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الأكاديمية، على أهمية دور الجامعات في دعم ذوي الهمم، و قال: "ان الأكاديمية  ملتزمة بتوفير بيئة تعليمية شاملة تدعم جميع الطلاب، بما في ذلك ذوي الهمم.

واضاف «عبد الغفار» :" نحن نؤمن بأن التعليم حق للجميع، ونسعى جاهدين لتقديم كافة التسهيلات والخدمات اللازمة لضمان نجاحهم الأكاديمي والاجتماعي."

وأضاف رئيس الأكاديمية، " نعمل على تطوير برامج تعليمية إلي جانب توفير الدعم النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية تهدف إلى تعزيز مهارات  وتمكين ذوي الهمم من الاندماج في المجتمع."

من جانبها قالت الدكتورة امنية درويش مدير اداره التنمية المستدامة بالأكاديمية، "نحتفل اليوم بأبنائنا وزملائنا من أصحاب القدرات الخاصة  المتميزون على مختلف الأصعدة وفى العديد من المجالات،   بهم لدورهم الرائد والهام في تحقيق اهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر والدول العربية بل والعالم ... لعام 2030".

واوضحت"درويش " أن  الأكاديمية سعت منذ نشأتها الى ان تكون منظمة عربية متخصصة في التعليم والتدريب والبحث العلمي لكل الدول العربية، واولت منذ تولي الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج رئاستها عام 2011 اهتماماً بالغا لدعم ودمج أولادنا وزملائنا من ذوي القدرات الخاصة  مؤكده حرص الاكاديمية  على خلق بيئة تعليمية وعملية صحية وملائمة تمكنهم من الحصول على كافة سبل الرعاية التي تؤدي الى تحقيق التفوق والتميز العلمي والرياضي والثقافي .

وأضافت أن هذا الإهتمام انعكس فى  التصنيفات العالمية حيث حققت الاكاديمية إنجازات بارزه وفقا لتصنيف Times For Higher والذي يعد اهم المؤشرات Education Impact Ranking العالمية التي تقوم على قياس مدى تأثير التعليم العالي على تنمية المجتمعات من خلال تقييم قدرة الجامعات على تحقيق اهداف التنمية المستدامة السبعة عشر .

ووفقا لأحدث النتائج لتصنيف التايمز الخاص بالمنطقة العربية لعام 2024 والذي ظهرت نتائجه في أوائل الشهر الجاري - فقد حققت الأكاديمية المركز السابع محليا والمركز ( الرابع والستون ( 46 عربيا من بين 351 ) ثلاثمائة وواحد وخمسون ) جامعه عربيه مشاركه السادس و العون .

اما وفقا لآخر تصنيف دولي بالتايمز والذي ظهرت نتائجه يونيو 2024 فقد حصلت الأكاديمية هذا العام على المركز الأول على مستوى مصر في أربع أهداف هم :
الهدف الرابع - الخاص بجودة التعليمز، الهدف السابع - الخاص بتوليد طاقة نظيفة وترشيد الاستهلاك-  ،الهدف الثامن العمل اللائق والنمو الاقتصادي و الهدف الرابع عشر الخاص بالحياه البحرية.

كما أحرزت المركز الثالث في تحقيق كافة الأهداف بشكل عام على الجامعات المصرية و المركز التاسع عشر من اصل 292 مئتان اثنان وتسعون ( جامعة عربية . كما احتلت المركز ( ثلاثمائة وستة ( 306 من اجمالي (الف) تسعمائة ثلاثة وستون ( 1963 جامعة على مستوى العالم .

وقالت يأتي احتفالنا اليوم لتحقيق عدد من اهداف التنمية المستدامة وهم : الهدف الرابع : الخاص بجودة التعليم،  الهدف الخامس الخاص بالمساواة بين الجنسين، الهدف الثامن : العمل اللائق ونمو الاقتصاد، الهدف العاشر : الحد من أوجه عدم المساواة، الهدف السابع عشر : عقد الشراكات لتحقيق الأهداف.

وختمت كلمتها متقدمه بالشكر لدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج رئيس  لحرصه الدائم على مشاركة أبناء الأكاديمية في كافة الأنشطة والفاعليات و المبادرات التي تعقدها الأكاديمية، وخلال الندوة تم استعراض تجارب ناجحة من قبل  الخريجة سما رامي والطالبة فرح عماد.

مقالات مشابهة

  • الشعب الجمهوري: رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة أكدت حجم المخاطر التي تُحاك ضد الوطن
  • نائب وزير المالية: تعزيز النمو المستدام فى إفريقيا يتطلب تضافر الجهود لخلق نظام مالى عالمي جديد أكثر عدالة وإنصافًا للبلدان النامية والناشئة
  • الأكاديمية العربية تحتفي بأبنائها من ذوي الهمم لتعزيز الوعي و التكافؤ في التعليم
  • أستاذ استثمار: توطين الصناعة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي انتهجتها الدولة لتغير واقع الاقتصاد
  • "Just2Pay" المصرية الناشئة تتعاون مع "Modus Capital" لتعزيز ريادة الأعمال بالتكنولوجيا المالية
  • جهات دولية تبحث مع أصحاب المشروعات تعزيز قدرتهم على التصدير للأسواق العربية والأفريقية
  • رؤساء جهات يشكون هزالة الإعتمادات ويدعون لتعزيز القدرات المالية لتنزيل الجهوية
  • العراق يتراجع للمرتبة الثانية بين البلدان العربية في السياحة إلى تركيا
  • مسلسل ساعته وتاريخه يفتح ملف الدارك ويب.. ما المخاطر التي يسببها؟
  • «العدل للدراسات»: التحول للدعم النقدي يساهم في تعزيز الشمول المالي