«سينما آثارية تحاكي الطبيعة عن آثار مصر ».. مشروع من الطراز الفريد للطالبة عبير المعاني
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
ابتكرت الآثارية المصرية عبير محمد علي وشهرتها "عبير المعانى" من محافظة المنيا طالبة دراسات عليا فى الآثار المصرية القديمة وحاصلة علي دكتوراه فخرية من أكاديمية ايفو الدولية مشروعًا يمثل سينما آثارية تحاكي الطبيعة عن آثار مصر، وهو مشروع من الطراز الفريد ببراءة إختراع وتسجيل بموسوعة جينيس للأرقام القياسية
وتوضح الآثارية عبير محمد علي أن فكرتها نشأت منذ ثماني سنوات بعد وفاة جدتها وقد كان لها الأثر الفعّال في تفكيرها لحبها لها وتعلقها بها لدرجة رغبتها المستمرة في إمكانية التحدث معها مرة أُخري بعد وفاتها، ومن هنا تولدت داخلها فكرة ابتكار يمكّنها من تحقيق هذه الأمنية في كيفية التحدث مع أشخاص من العالم الآخر بعد الموت، ونظرًا لأن الحاجة أم الاختراع فحاجتها لرؤية جدتها التى تعلقت بها ساهم فى ابتكارها العظيم « سينما آثارية تحاكي الطبيعة عن آثار مصر »
ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار ل"البوابةنيوز " الضوء على تقنية هذا المشروع موضحًا أن التجسيد الرمزي بدأ ببرامج الأتوكاد والفوتوشوب والتصميم الهندسي، واستخدمت "الهليوجرام" وهو جهاز أٔكثر تطورًا في الميديا الحديثة متعددة الأبعاد، وبعض أجهزة الصوتيات التابعة وأجهزة تخزين وتسجيل البيانات الصوتية وأجهزة العرض الحديثة
والخطوة الثانية هى تجهير الأماكن الخاضعة للعرض المطلوب أو مايُسمىٰ " بالغُرف التفاعلية " حيث تم التصميم الهندسي للمشروع وهي عبارة عن ثماني سينمات تنقسم الي سبع سينمات آثارية وسينما كيدز للأطفال، وتحديد الأشخاص المطلوب تجسيدهم من قدماء المصريين أو أي أشخاص تاريخية وصولًا إلىٰ العصر الحديث
ونوه الدكتور ريحان إلى أن التعامل في تجسيد شخصيات من مصر القديمة أو أي شخصيات من زمان سابق تطلب إعداد المعلومات الكاملة والوافية عن أي شخصية محل العرض بكل دقة مع مراعاة تفسير وفك الرموز الموجودة علي جدران المعابد والكيانات الأثرية المطلوبة وصولًا الي أقصي حد من المعلومات عن كل شخصية وخاصة الشخصيات المصرية القديمة، وإنشاء منظومة دقيقة لتنظيم العرض الرقمي متعدد الأبعاد، وتحديد نبرة الصوت عن طريق جهاز الهليوجرام بناءً علي استخدام الأدوات المساعدة المتطورة التابعة بتركيبها علي حناجر الموميات .
وبعد عمل التجهيزات اللازمة والغرف التفاعلية والأجهزة المساعدة والتخزينية لجهاز الهليوجرام والمدون عليها الأصوات المستنبطة من حنجرة الشخصية مع نظام عرض المعلومات الصوتية، يقوم جهاز بتجهيز صورة ضوئية متعددة الأبعاد للشخصية المطلوبة جاهزة للعرض والحوار مع الشخصية
حيث يقوم الزائر بطلب اسم الشخصية بصوته فيقوم جهاز الهليوجرام بإحضار الشخصية بشكل ضوئي كامل التجسيم، حيث تقوم الشخصية بعمل حوار فَعَّال مع الزائر عبر المعلومات الصوتية الحقيقية المخزنة "الأجهزة التخزينية المساعدة لجهاز الهليوجرام"
علمًا بأن المعلومات المطلوب عرضها والمذكورة في أسئلة وحوارات الزائر للشخصية المعروضة لا تتخطى زمان الشخصية حتى لا تكون النتيجة سلبية بعدم استجابة من الشخصية المجسّمة
وأوضح الدكتور ريحان أن هذا الابتكار جاهز للتنفيذ فى أى وقت فى حالة وجود ممول من الحكومة أو القطاع الخاص متمنيًا أن يخصص جزء من استثمارات رجال الأعمال فى مصر لتمويل تطبيق الابتكارات الهامة فى مصر للاستفادة منها فى مجالات متعددة بدلًا من تخزينها على أرفف أكاديمية البحث العلمى أو تسربها للخارج وتطبيقها وإعادة تصديرها لنا منتجًا بملكية فكرية أجنبية
وأوضح أن هذا الابتكار يتطلب مراسلة المهندسين والتقنيين المعنيين من الخارج لتدريب شباب مصر عليه ومن ثم البدء بالتنفيذ علي يد شباب مصرى، وسيفتح فرص عمل جديدة للشباب
كما تهيب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان بوزارة السياحة والآثار ووزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم بتبنى وتمويل هذا المشروع العظيم الذى يتوافق مع سياسية الدولة فى الوصول بالسياحة إلى 30 مليون سائح والذى سيؤدى بالطبع إلى إدخال تقنية جديدة تطبق فى المتاحف والمواقع الأثرية تسهم فى تعريف الأطفال والشباب على حضارتهم بشكل جذّاب وتنشط السياحة المحلية والدولية كما يعد وسيلة تعليمية محببة للأطفال والشباب لتعزيز قيمة الانتماء والتوعية بقيمة الحضارة المصرية
من الجدير بالذكر أن الآثارية عبير المعانى فازت بجائزة أفضل إمرأة ناجحة لعام 2021، كما اختيرت ضمن 100شخصية مؤثرة بالوطن العربي من قبل منظمة EFUO الخاصة بالابتكارات، وعملت بأكثر من مجال مثل ريادة الأعمال والتدريب وإدخال بيانات، وهى عضو مركز البحوث الآثارية بجامعة المنيا ومدير سياحة خارجية بأحد الشركات السياحية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محافظة المنيا الآثار المصرية القديمة
إقرأ أيضاً:
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
عندما عاد فؤاد أبو مراد، البالغ من العمر 19 عامًا، ووالده إلى منزلهما في الضاحية الجنوبية لبيروت، استقبلتهما رائحة كريهة للطعام الفاسد والأثاث المحترق، ذكرتهما تلك الرائحة بالمعاناة التي قلبت بها الهجمات الإسرائيلية حياتهما رأسًا على عقب.
كان الطالب في جامعة "سيدة اللويزة" (جامعة كاثوليكية خاصة لبنانية تقع في كسروان بجبل لبنان) وعائلته قد غادروا منزلهم في الضاحية خلال حملة القصف الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول.
يقول أبو مراد واصفًا المشهد "رؤية المكان الذي نشأت فيه في تلك الحالة كانت صادمة للغاية. لم أمرّ بمثل هذا الشيء في حياتي من قبل. كان كأنه مشهد خرج من فيلم رعب"، وأضاف أن منزله "كان تنبعث منه رائحة الموتى".
بحث أبو مراد في منزله المدمر في أوائل أكتوبر/تشرين الأول عن أدواته الدراسية -جهاز الكمبيوتر المحمول ولوازم أخرى- لأن جامعته الواقعة في مدينة زوق مصبح الساحلية (قرية لبنانية من قرى قضاء كسروان) في الشمال كانت تستعد لاستئناف الدراسة.
تأثير مدمر على التعليمتأثرت مسيرة الطلاب اللبنانيين ومستقبلهم نتيجة القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى نزوح ما يقرب من نصف عدد الطلاب البالغ 1.25 مليون، وفقًا لوزارة التربية اللبنانية.
إعلانورغم تنفيذ هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، فإنها جاءت بعد شهور من القصف الذي ترك آثارًا نفسية عميقة على الشباب مثل أبو مراد.
الآن، يحاول أبو مراد وغيره من الطلاب العودة إلى حياتهم الدراسية الطبيعية والتركيز على اجتياز امتحاناتهم.
أبو مراد، الطالب في إدارة الضيافة والسياحة، ليس سوى واحد من مئات الآلاف من الشباب في لبنان الذين تغيرت حياتهم ومسيرتهم التعليمية بشكل جذري بفعل الصراع.
أبو مراد كان يشعر بالخوف لدى حضور الدروس أثناء الحرب خاصة بعد رؤية كل الدمار الذي لحق بمنزله وما حوله (بإذن من فؤاد أبو مراد) "ليال من الجحيم"لن ينسى ساجد سالم يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني أبدًا.
الشاب اللبناني البالغ من العمر 23 عامًا، والمقيم في جنوب لبنان، كان يعيش وحيدًا داخل الحرم الجامعي أثناء دراسته في جامعة القديس يوسف في بيروت، الواقعة في منطقة الأشرفية بالعاصمة.
في ذلك الأسبوع، كانت القوات الإسرائيلية تقصف بيروت بشكل متواصل وصفه سالم بأنه "ليالٍ من الجحيم".
ورغم شدة القصف، استؤنفت الحصص الدراسية حضوريا. وفي ذلك الاثنين، كان سالم جالسًا في صف إدارة فنون الطهي، عندما وقعت انفجارات قريبة. اهتز المبنى والمقاعد داخل الفصل من شدة الانفجارات.
قال سالم للجزيرة الإنجليزية "كنت مرعوبًا تمامًا، أبكي وأصرخ"، وتحدث بتأثر عن تفاصيل شعوره بالرعب والخوف.
سالم يدرس إدارة الطهي وحضر الدروس وجاهيا أثناء الحرب (بإذن من ساجد سالم) "عبء نفسي هائل"وفقًا لمورين فيليبون، مديرة المجلس النرويجي للاجئين (NRC) في لبنان، فإن المرور بتجارب صراع مماثلة يعوق التقدم الأكاديمي ويشكل عبئًا نفسيًا على الطلاب.
وقالت فيليبون للجزيرة إن "التعرض المستمر للعنف والنزوح والخسارة يجعل (الطلاب) في حالة من التوتر والقلق الشديد، تؤثر على قدرتهم على التركيز، والتعلم، والاحتفاظ بالمعلومات"، مضيفة أن "العبء النفسي هائل".
وتابعت مؤكدة أن هذه الآثار تستمر حتى بعد انتهاء النزاع؛ "في صور، رأيت أطفالًا يدخلون في حالة من الهلع عندما يسمعون صوت طائرة، يضعون أيديهم على آذانهم وينظرون حولهم بخوف"، مشيرة إلى المدينة الواقعة في جنوب لبنان التي تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف.
الامتحانات في زمن الحرببعد أن اهتزت جدران فصله الدراسي إثر الانفجارات، فرّ ساجد سالم في اليوم نفسه إلى الشوف، وسط لبنان، حيث كان بعض أقاربه قد لجؤوا.
إعلانقال سالم "اتصلت بابن عمي وطلبت منه أن يأتي على الفور ليأخذني من هنا".
كانت قرية سالم، الدوير، الواقعة في جنوب لبنان، من أوائل المناطق التي تعرضت للقصف عندما صعّدت إسرائيل الحرب في 23 سبتمبر/أيلول. وأضاف سالم أن والدته وإخوته علقوا في منزلهم بسبب الضربات.
وبينما كان سالم وحيدًا في بيروت، لم يتمكن من التواصل معهم عبر الهاتف حتى اليوم التالي، وهي تجربة وصفها بأنها "معاناة لا أتمناها لعدوي".
استمرار المعاناة
لكن حتى بعد مغادرته إلى الشوف، لم تنته مشاكل سالم. فقد استمرت الدراسة رغم القصف، مما أجبره على السفر إلى بيروت مرة أو مرتين أسبوعيا لتقديم الامتحانات.
قال سالم إنه خلال القصف المستمر، أصرّ أستاذه على عقد امتحان رغم طلب الطلاب تأجيله. وقد فشل هو والعديد من زملائه في الامتحان.
وأوضح "لم يكن الامتحان سهلًا. جعله (الأستاذ) صعبًا". وأضاف "لا أعرف لماذا. أخبرناه أن الوضع صعب، وطلبنا منه أن يخفف علينا".
الحق في التعليمرغم عدم رضا سالم عن تصرف أستاذه، أكد خبراء أن المعلمين يلعبون دورًا أساسيا في مساعدة الطلاب على التأقلم مع تحديات الحرب.
ومع ذلك، أشارت مورين فيليبون، مديرة المجلس النرويجي للاجئين في لبنان، إلى أن النزاعات تؤثر أيضًا على المعلمين، مما يجعل من الضروري أن تقدم الحكومات والمنظمات الإنسانية الدعم والموارد اللازمة لهم.
ووفقًا لأحمد التليلي، أستاذ التكنولوجيا التعليمية المساعد في جامعة بكين للمعلمين، الذي يركز بحثه على التعليم في مناطق النزاع، فإن القانون الدولي لا يحمي التعليم بشكل كافٍ خلال الحروب.
وقال التليلي إن القانون الإنساني الدولي يضمن حق الأطفال في التعليم أثناء النزاعات المسلحة، لكن هذه القوانين غالبًا لا تُنفذ.
وأوضح "هذا يؤكد الحاجة إلى جهود متضافرة لضمان أن القوانين الدولية التي تحمي التعليم، خصوصًا في مناطق النزاعات، لا تبقى مجرد شعارات بل يتم تفعيلها، مما يتيح وصولًا عادلًا للتعليم للجميع حتى في ظل الصراعات".
وأضاف الخبراء أن القانون الإنساني الدولي يحظر أيضًا الهجمات على المدارس والجامعات، ويصنف هذه الأفعال جرائم حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأكد التليلي أن ضمان توفير التعليم خلال الحروب هو مسؤولية تقع على عاتق من هم خارج مناطق النزاع، مشيرًا إلى أمثلة على الفرص التي أُتيحت لبعض الطلاب من غزة.
إعلانوقال "نرى في حالة غزة أن العديد من الجامعات العربية فتحت أبوابها لتسجيل الطلاب الفلسطينيين من دون أي قيود".
وأضاف "كما رأينا أن العديد من مقدمي الدورات الدولية أعفوا الفلسطينيين من رسوم الوصول إلى الدورات، مما أتاح لهم الوصول المجاني إلى الموارد التعليمية ومواد التدريس".
الآثار التي شهدتها مدينة سالم خلال حرب إسرائيل على لبنان (بإذن من ساجد سالم) "الفن، الدراسة، مستقبلنا"يرى فؤاد أبو مراد أن النضال من أجل التعلم خلال النزاع كان "ظلمًا" له ولزملائه.
وأوضح "قضينا ليالينا في خوف، نتساءل إذا كنا سنرى بعضنا بعضا أو أسرنا مرة أخرى، في وقت كان يجب أن نركز فيه على الفن والدراسة ومستقبلنا".
وأضاف أنه يأمل أن تعود الحياة إلى طبيعتها في لبنان، وقال أبو مراد "لا نعلم ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك… لكن علينا أن نحاول التقدم بشكل طبيعي".
من جهة أخرى، أشار سالم إلى أن الحياة في جنوب لبنان لم تكن "طبيعية" منذ بدأت إسرائيل حربها على غزة. وحتى مع الهدنة، لم يتوقف العنف، وإسرائيل متهمة بانتهاك الاتفاق مئات المرات.
وفي ظل الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول في سوريا المجاورة، أصبح سالم أكثر قلقًا بشأن ما سيأتي.
وقال سالم "أنا سعيد لأجل إخواننا السوريين الذين حصلوا على حريتهم من نظام الأسد وكل شيء"، لكنه أضاف "علينا أن ننتبه لما سيأتي بعد ذلك… هذا (سيؤثر) علينا نحن اللبنانيين".