شاهد عيان على اغتيال كينيدي يخرج عن صمته ويثير تساؤلات
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
خرج شاهد عيان على اغتيال الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي عن صمته بعد 60 عاما على هذه الحادثة.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هذا الشاهد لم يكن سوى العميل السري بول لانديس الذي كان ضمن فريق حماية الرئيس لحظة انطلاق الرصاصات التي أودت بحياة كينيدي في نوفمبر/تشرين الثاني 1963.
وتقول الصحيفة الأميركية إن رواية لانديس قد تغير فهم ما حدث ذلك اليوم في مدينة دالاس بولاية تكساس.
والآن، وبعد مرور 60 عاما، يروي لانديس -الذي كان يقف على عتبة باب إحدى سيارات الموكب التي كانت على بعد خطوات قليلة من الرئيس- قصته كاملة للمرة الأولى.
وتتناقض الرواية في أحد جوانبها الرئيسية مع الرواية الرسمية بطريقة ربما تغير فهم ما حدث ذلك اليوم في ديلي بلازا المكان الذي شهد حادثة الاغتيال، وأقيمت فيه حديقة عامة بعد ذلك.
ووفقا لـ "نيويورك تايمز" فقد ظل لانديس -الذي أمضى السنوات التي تلت ذلك- يتفادى التاريخ "محاولا أن ينسى تلك اللحظة التي لا تنسى والمحفورة في وجدان الأمة الحزينة".
وما إن تبددت أخيرا الكوابيس التي راودته طويلا حتى استطاع التفكير في الأمر مجددا، وقراءة ما كُتب عنه. وأدرك حينها أن ما قرأه من روايات عن الحادث لم يكن صحيحا تماما. فقد تبين له -إذا صح ما جال في ذاكرته عن الاغتيال- أن "الرصاصة السحرية" التي كانت مثار نقاشات كثيرة، ربما لم تكن سحرية على الإطلاق.
وتوضح الصحيفة أن ذاكرة لانديس تتحدى نظرية لجنة "وارن" التي تولت التحقيق في اغتيال كينيدي، وهي الأطروحة التي ظلت موضع تكهنات وحوارات لسنوات، ومفادها أن الرصاصات التي أُطلقت على سيارة الليموزين التي كانت تقل الرئيس، لم تصب كينيدي وحده بل طالت أيضا حاكم ولاية تكساس "جون كونالي" الجالس وقتها بجانب الرئيس، فأصابته في عدة أماكن من جسده.
وتعتقد "نيويورك تايمز" أن رواية لانديس، الواردة في مذكراته التي ستصدر قريبا، يمكن أن تعيد كتابة ما حدث في أحد أكثر الأيام "المزلزلة" في التاريخ الأميركي الحديث، بطريقة مهمة.
ولعل الرواية لا تكتسب تلك الأهمية، لكنها يمكن أن تشجع أولئك الذين كثيرا ما شككوا في أن هناك أكثر من مسلح واحد في دالاس يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني، مما يضفي بعدا جديدا ذا قيمة إلى أحد الألغاز الباقية بالولايات المتحدة.
وكما هو حال كل ما يتعلق بالاغتيال، فإن رواية لا نديس تثير أسئلة في حد ذاتها. فقد ظل صامتا لمدة 60 عاما، الأمر الذي أثار -بحسب الصحيفة- الشكوك حتى بالنسبة لشريكه السابق في الخدمة السرية كلينت هيل، وأصبحت الذاكرة مراوغة حتى لأولئك الذين كانوا متيقنين تماما من ذكرياتهم.
وتتناقض بعض العناصر في روايته مع البيانات الرسمية التي قدمها للسلطات مباشرة بعد إطلاق النار، ولا يمكن التوفيق بين بعض الآثار المترتبة على روايته بسهولة مع السجل الحالي.
لكن الصحيفة تستدرك قائلة إن لانديس كان حاضرا مسرح الحادث كشاهد مباشر، ومن النادر أن تظهر شهادة جديدة على جريمة الاغتيال بعد 6 عقود من وقوعها.
لانديس: كل ما أريده بعد أن بلغت 88 عاما من العمر أن أروي ما رأيته وما فعلته، وسأترك الأمر للجميع لاستخلاص النتائج.
وتنقل عن لانديس القول إن كل ما يريده بعد أن بلغ 88 عاما من العمر أن يروي ما رآه وما فعله، وسيترك الأمر للجميع لاستخلاص النتائج.
وينفي -في مقابلة أجريت معه في كليفلاند الشهر الماضي- أن يكون هناك هدف من وراء ذلك بهذه المرحلة، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها عن هذا الموضوع مع أحد المراسلين قبل صدور مذكراته التي ضمنها كتابا تحت عنوان "الشاهد الأخير" (The Final Witness) الذي سيصدر عن مطبعة شيكاغو ريفيو في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ونقلت عن تقرير للجنة وارن أن إحدى الرصاصات التي أطلقت ذلك اليوم أصابت كينيدي من الخلف، وخرجت من مقدمة حنجرته وواصلت طريقها لتصيب حاكم تكساس في ظهره وصدره ومعصمه وفخذه. وبدا من غير المعقول أن رصاصة واحدة يمكن أن تفعل كل ذلك، مما حدا بالمتشككين إلى إطلاق نظرية الرصاصة السحرية عليها.
اغتيال كينيدي ما زالت تنحوم حوله الشكوك (غيتي)وتوصل المحققون إلى هذا الاستنتاج جزئيا لأنه عُثر على الرصاصة على نقالة يُعتقد أنها كانت تحمل كونالي بمستشفى باركلاند التذكاري، لذلك افترضوا أنها خرجت من جسده أثناء الجهود المبذولة لإنقاذ حياته. لكن لانديس، الذي لم تلتقه لجنة وارن، قال إن هذا ليس ما حدث. وأضاف أنه هو من عثر على الرصاصة لكن ليس بجنب كونالي في المستشفى، بل في سيارة الليموزين الرئاسية بالجزء الخلفي من المقعد وراء المكان الذي كان يجلس فيه كينيدي.
وعندما اكتشف الرصاصة بعد وصول الموكب إلى المستشفى، قال إنه أمسك بها لمنع صائدي التذكارات من التقاطها. وبعد ذلك، ولأسباب لا تزال غامضة حتى بالنسبة له، قال إنه دخل المستشفى ووضع الرصاصة بجانب كينيدي على نقالة الرئيس، على افتراض أنه يمكن أن يساعد ذلك الأطباء بطريقة ما على معرفة ما حدث.
وطبقا لـ "نيويورك تايمز" ظل لانديس كثيرا يعتقد أن القاتل المزعوم (لي هارفي أوزوالد) هو المسلح الوحيد، مضيفا أن الشك بدأ يتسرب إلى نفسه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نیویورک تایمز یمکن أن ما حدث
إقرأ أيضاً:
«هذه القصة الحقيقية».. كوري يخرج فائزاً في «أن بي ايه»
لوس أنجلوس (أ ف ب)
خرج الموزع المخضرم ستيفن كوري فائزاً من مواجهته مع زميله في المنتخب الأولمبي جايسون تايتوم، وقاد جولدن ستايت ووريرز إلى الفوز على حامل اللقب بوسطن سلتيكس 118-112، في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين.
ورفع ووريرز رصيده إلى سبعة انتصارات مقابل خسارة واحدة، بالتساوي مع فينيكس صنز وأوكلاهوما سيتي في صدارة المنطقة الغربية.
على ملعب تي دي جاردن في بوسطن، كانت الفرصة مناسبة لتايتوم في توجيه رسالة لإبقائه بديلاً في تشكيلة المنتخب الأميركي الذي أحرز ذهبية أولمبياد باريس الصيف الماضي، والذي أشرف عليه مدرب جولدن ستايت ستيف كير.
وفيما تألق تايتوم في الشوط الثاني، خصوصاً من وراء القوس، حيث سجل 15 من نقاطه الـ32، نجح كوري في وضع فريقه على سكة الفوز.
قال كوري صاحب 27 نقطة، 9 تمريرات حاسمة، 7 متابعات و4 سرقات: «نقول دائماً، حموا ظهر بعضكم، والشبان يخرجون ويلتزمون بذلك».
تابع الموزع الموهوب، «نحن قادرون على الفوز أمام أي فريق. هذا صعب... لكنها سنة مختلفة، ونحاول السير ببطء وتطوير هويتنا».
وساهم أيضاً في تحقيق فوز جولدن ستايت الكندي أندرو ويجنز صاحب 16 نقطة، وأضاف البديل بادي هيلد 16 وكايل اندرسون 11، والكونغولي الديموقراطي جوناثان كومينجا 10.
وسجل تايتوم 24 نقطة في الشوط الثاني، ليساهم في قلب تأخر بوسطن 14 نقطة إلى تقدم لافت بسبع نقاط في الربع الأخير.
لكن الفريق الأخضر تراجع في الوقت الحاسم، ومني بخسارته الثانية هذا الموسم مقابل سبعة انتصارات، ليحتل المركز الثاني في ترتيب المنطقة الرشقية وراء كليفلاند كافالييرز الوحيد لم يخسر بعد (9-0).
وحصل مدرب جولدن ستايت ستيف كير على استقبال ساخن من جماهير بوسطن التي أطلقت صافرات الاستهجان في وجهه، بسبب وضعه تايتوم على مقاعد البدلاء في باريس.
وتجاهل كير الجدل قبل المباراة، مشيراً إلى أنه لم يستمتع باستبعاد تايتوم عن التشكيلة الأساسية «لم يكن قراراً جميلاً، لكن شباننا كانوا كلهم رائعين، التزموا ببعضهم، وبإحراز الميدالية الذهبية... هذه القصة الحقيقية».
أضاف، «لكننا نعيش في زمن، حيث نتطرق لأمور ليست مهمة حقاً».