ما زالت الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية تدرس أسباب وتبعات التهديدات التي ألقاها رئيس جهاز الموساد ديفيد بارنيع ضد إيران بصورة لافتة، لاسيما عند حديثه عن التوضيح لطهران أن استخدام خلاياها الوكيلة سيترتب عليه أيضا تحصيل ثمن من القيادة الإيرانية، ما يشير الى أن تصريحاته هذه لم تأت من فراغ، لأنها جاءت ضمن المؤتمر السنوي لمعهد سياسة مكافحة الإرهاب بجامعة ريخمان، ويمكن اعتبارها غير عادية بكل المقاييس، وهي غريبة أيضا، وقد استهدفت أيضا الآذان الإسرائيلية.



إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "تهديدات بارنيع المباشرة للقيادة الإيرانية، وتدفيعها الثمن عن كل استهداف للإسرائيليين، وصولا إلى قلب طهران، لم تأت من فراغ، بل على خلفية زيادة كبيرة في التحذيرات بشأن محاولات الأخيرة مهاجمة أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج، ولعل تسلسل الإحباطات بمعدل هجومين أو ثلاثة هجمات شهريا، وما تتحدث عنه المعلومات الاستخباراتية حول الزيادة في تحذيرات قبل الأعياد، دفع بارنيع لتقديم هذا الخطاب الاستثنائي".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "من وجهة نظر الموساد، فإن ترجمة هذا التهديد يعني أن تحصل إسرائيل على الثمن من القيادة الإيرانية، ممن أمر بالهجوم، وأرسل الفرق، وأعطى الأمر، ولذلك فقد ارتأى بارنيع تعزيز تهديده بكشف تفاصيل قادة الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات الإيرانية مع أسماء ووجوه جنرالات إيرانيين".

وتابع: "الرسالة واضحة وبسيطة ومفادها أنهم إذا قرروا قتل اليهود والإسرائيليين، فإن دماءهم على رؤوسهم، وينبغي أن ترتعش أصابعهم قبل الموافقة على مثل هذه الهجمات، لأننا سنصل إليهم حتى لو في قلب طهران، رغم منطقها المتمثل باستخدام فرق بالوكالة لإيذاء الإسرائيليين".



وختم بالقول أن "هناك شعور إسرائيلي بالغرابة من كلام بارنيع لأنه انصبّ فقط على إيران، دون ذكر حزب الله أو الفلسطينيين على الإطلاق، رغم المعطيات التي تشير لارتفاع وتيرة العمليات المسلحة في الضفة الغربية".

التهديدات الإسرائيلية باتجاه إيران لم تقتصر على رئيس الموساد، حيث انضم رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي في التهديد بمهاجمة إيران، زاعما أنه "إذا اكتشفت إسرائيل سياسة إيرانية لتخصيب اليورانيوم إلى المستوى العسكري، فلن نتمكن من المقامرة بمصيرنا، وسيتعين علينا أن نتحرك دون خيار آخر".

ياعيل تشيخنوفر مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقلت عن هنغبي أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوضح لجميع زعماء العالم أن تخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى من 60 بالمئة أمر خطير، والنتيجة أن إسرائيل ستضطر للتصرف دون خيار آخر، ما يعني أننا وصلنا لوضع يقول فيه الإيرانيون إنهم يتجهون نحو القنبلة النووية، ولا أعتقد أنه يمكننا الرهان على مصيرنا إذا كانت هذه السياسة الإيرانية، ولكن دعونا نأمل ألا نصل لتلك اللحظة، لكننا نستعد لها على أي حال".


وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هنغبي زعم في تصريحاته أن رسالتنا واضحة: فمن يظن أن عزيمة إسرائيل تشبه خيوط العنكبوت، سيشعر في رقبته أن عزمنا يشبه الكابلات الفولاذية، وستكون هذه النتيجة، ولابد من تنفيذ سياسة هجومية، يجب علينا التحرك بشكل حركي ومباشر ضد إيران ووكلائها في المنطقة وخارجها، بطريقة من شأنها أن تلحق الضرر ببناها التحتية، وتعزز الردع".

عند تفسير هذه التهديدات الإسرائيلية باتجاه إيران، فيمكن الحديث عن توجيه تحذير إسرائيلي مباش  لروسيا على خلفية تعاونها مع إيران في حرب أوكرانيا، مما سيحرج الروس الذين يتحدثون دائما عن التزامهم بأمن دولة الاحتلال، ما حمل نوعا من التهديد الإسرائيلي غير المباشر لروسيا أيضا، وهي ليست أشياء بسيطة من وجهة النظر الإسرائيلية لإجبار موسكو على الرد، خاصة عقب مغادرة طائرتين من روسيا لإيران محملتين بالأسلحة، وهذه كلمات أكثر من إشارة إلى أن إسرائيل قلقة بشأن ما كان على متنهما.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة إيران الفلسطينيين إيران فلسطين الاحتلال الإسرائيلي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد.. هذه رؤيته لمواجهة إيران

في مقال نشره في عام 2022، عرض الجنرال إيال زامير الذي أصبح حاليا الرئيس الجديد الجيش الإسرائيلي، رؤيته لاستراتيجية إسرائيلية شاملة لمواجهة إيران.

وقد تناول زمير في المقال الذي أعاد موقع "والا" الإسرائيلي تصوره حول سبل الرد على أنشطة إيران الإقليمية.

وأكد رئيس الأركان الجديد أن العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى سيكون خطوة غير مناسبة إذا تم التوصل إليها، مشيرا إلى أن ذلك سيشكل "اتفاقا سيئا" قد يفاقم التحديات أمام مستقبل البرنامج النووي الإيراني.

وقد طرح زمير في مقاله 7 مبادئ رئيسية لوضع استراتيجية فعالة لمواجهة إيران في المنطقة.

إستراتيجية "الردع المتعدد الأبعاد"

من أبرز النقاط التي ناقشها زمير ضرورة تبني "نهج نظامي" في الصراع مع إيران، والذي يشمل بناء تحالفات إقليمية ضد المحور الإيراني، وتعزيز الردع من خلال العمل الجماعي طويل الأمد. واعتبر أنه يجب اتخاذ خطوات مؤثرة ضد قوات الحرس الثوري الإيراني باعتبارها العامل الرئيس الذي يعتمد عليه النظام الإيراني في تحقيق أهدافه.

الردع المباشر والمرن

ومن بين الإجراءات التي اقترحها زمير، كانت ضرورة تبني مفهوم "الردع المباشر والمرن"، حيث أشار إلى أهمية تقييد قدرة إيران على ممارسة الأنشطة غير المباشرة عبر وكلائها. كما شدد على أهمية تعزيز الردع من خلال القيام بأعمال مباشرة ضد إيران.

"التفريق الاستراتيجي"

وأوصى أيضا بـ"تفريق استراتيجي" بين إيران وعملائها في المناطق المختلفة، مع ضرورة محاصرة هؤلاء العملاء وعزلهم وإضعافهم من خلال ضرباتهم المستهدفة، فضلا عن تحفيزهم على التفاوض لوقف أنشطتهم.

الحرب والتوسع الإقليمي

أضاف زمير أن مواجهة إيران تتطلب توسيع مفهوم "الحرب بين الحروب" لتشمل أعمالا إقليمية تهدف إلى إضعاف إيران وحلفائها من خلال عمليات منخفضة التكلفة تحت عتبة الحرب التقليدية، مع الحفاظ على "مساحة الإنكار" لتفادي التصعيد المباشر. كما أكد على أهمية الضغط المستمر على النظام الإيراني بعيدا عن المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي.

حملة ثقافية وإيديولوجية

وأكد زمير على أهمية قيادة حملة ثقافية وأيديولوجية في المنطقة، تستهدف كسب "قلوب" الطوائف والشعوب المختلفة.

الرد على الهجمات الإيرانية

وفيما يتعلق بالهجمات الإيرانية عبر وكلائها، اقترح زمير أن يكون الرد متناسبا ومباشرا.

ومن من خلال هذه المقترحات، يعتقد زمير أن الاستراتيجية المقترحة ستضع إيران أمام معضلة حقيقية وتساهم في خلق ردع فعال، حيث أنها ستجعل النظام الإيراني يدرك أن أي تصعيد أو هجوم سيواجه برد متناسب يؤثر في مصالحه بشكل كبير، مما يعزز فرص تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض| تعزيز العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في ظل الأزمات المتصاعدة
  • روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية
  • الدولار ينخفض بالتزامن مع تطورات حرب التجارة المتصاعدة
  • أكاديمي فرنسي: الأمل أيضا قد يقتل في غزة
  • مرصد مقرب من إسرائيل: إيران تعد قواعد عسكرية نووية لحمايتها من الاستهداف
  • عاجل | القناة الـ12 الإسرائيلية: نتنياهو يفكر باستبعاد رئيس الشاباك من فريق التفاوض في صفقة التبادل
  • علي الدين هلال: تخوفات عربية من هيمنة إسرائيل على المنطقة بعد انهيار إيران
  • رغم التهديدات الإسرائيلية أهالي القرى الحدودية اللبنانية يعودون لمنازلهم
  • إيران تكشف عن صاروخ اعتماد.. رسالة تهديد إلى إسرائيل قبل ذكرى الثورة الإسلامية | تقرير
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد.. هذه رؤيته لمواجهة إيران