المشهد اليمني:
2024-11-17@05:53:42 GMT

أزمة بين الحكومة والنواب في اليمن

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

أزمة بين الحكومة والنواب في اليمن

لم تكن مستغربة تلك الضجة التي أحدثها تقرير مجلس النواب اليمني عن ثلاث قضايا تهم الرأي العام، ووجه فيه الاتهامات إلى الحكومة بعدم الالتزام بالقواعد القانونية في منح ترخيص للحصول على حق تشغيل شركة اتصالات وبيع النفط والعجز في قطاع الكهرباء.

وكان من الطبيعي جداً أن يلقى التقرير اهتماماً كبيراً لدى المواطنين الناقمين على أداء الحكومة ويحملها، وهذا أمر مفهوم، كل السلبيات التي يعانونها في كل قطاعات الخدمات، وإذا كان لدى الحكومة ما تقدمه كمبررات للعجز في قطاع الكهرباء وطريقة بيع النفط بغير الطرق القانونية نظراً إلى التهديدات الحوثية فإنها عجزت عن إقناع الأغلبية بمشروع اتفاق مع شركة خارجية تأخذ غالبية أسهم شركة اتصالات جديدة، مما سيعطيها حق السيطرة على قطاع الاتصالات في المحافظات الواقعة خارج نطاق نفوذ جماعة "أنصار الله" الحوثية، وحاز الجدل حوله على الاهتمام والمتابعة بالتأييد أو بالرفض أو بالتحفظ.

في واقع الأمر تأخرت الحكومات المتعاقبة منذ 2015 في معالجة موضوع الاتصالات، وظلت شبكة الاتصالات وما يسمى بالبوابة الدولية في صنعاء، ومعهما الدخل الكبير الذي كان يرفد خزانة "الجماعة" بمبالغ ضخمة، وليس مفهوماً عدم معالجة الأمر والمماطلة لسنوات لإعادة الأمور للوضع الطبيعي، كما تزايدت الشكوى والشكوك من اختراق الشبكات من أجهزة "الجماعة" مما يعطيها القدرة على مراقبة الاتصالات كافة.

وعلى رغم جدية الموضوع وخطورته من حيث تحكم جهة غير خاضعة لسلطة "الشرعية"، إلا أن معالجة هذا الخطأ لا يجوز أن تكون مقبولة بإجراء خاطئ آخر، فالاتصالات يجب أن تكون خاضعة لسلطة الدولة وحدها، حتى وإن جرى منح الترخيص لشركات تشغيل أجنبية تحت أي مبرر، وفي هذا السياق كانت إحدى نقاط الضعف غموض الاتفاق، وأن الشركة المذكورة غير معروفة وغير متخصصة في الاتصالات وليس لها أية خبرة أو مواقع تشغيل سابقة.

اقرأ أيضاً الكشف عن السبب الحقيقي للانخفاض المفاجئ في أسعار ‘‘الجمبري’’ بصنعاء كتاب جديد ينفي علاقة جزيرة سقطرى باليمن.. ومستشار بن زايد يعلق!! تفاصيل رحلة شاهد قبر من اليمن إلى الإمارات إلى إسرائيل السعر الجديد للعملات الأجنبية مقابل الريال اليمني إصابة أم وطفلها وانهيار منزل إثر انفجار اسطوانة غاز منزلي مليشيا الحوثي تعلن مصرع 4 قيادات في جبهات القتال (الأسماء) مناهج السعودية هي الأفضل يا أغبياء السلالة شاهد .. أحد مشايخ قبيلة سنحان يشعل عرس ”آل الاحمر” بقصيدة ثورية تعهد فيها بالدفاع عن الجمهورية رئيس مجلس السيادة السوداني: ”مرتزقة من اليمن” يقاتلون مع قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم! للهروب من صرف الرواتب.. جماعة الحوثي تنشر وثيقة مزورة وتنسبها للرئيس العليمي شاب يقتل ابن عمه بسبب تسجيله هدف في مرماه بأحد الملاعب في ”الروضة” بشبوة الكشف عن سبب إغتيال شقيق زعيم المليشيا ”إبراهيم الحوثي” في أحد المنازل بصنعاء

ووجه المنتقدون جام غضبهم تجاه رئيس الحكومة، ولكن العجيب هو أن كثيراً من المدافعين عن اتفاق الاتصالات صوروا الأمر على أنه مؤامرة من "الشماليين" لمنع إصلاح منظومة الاتصالات في "الجنوب" وإبقائها تحت سيطرة "الجماعة" في صنعاء، وهو تفسير فيه سذاجة مفرطة وتسطيح للمسألة لأن معظم الذين عملوا على تمرير الاتفاق شماليون.

وحين أتناول بحديثي قضية الاتصالات تحديداً فذاك لأهميتها ولأنها تفتح مجالاً واسعاً لتناول قضايا أخرى تثير الشكوك لدى الناس ويمكن إسقاط جميعها بالشفافية والوضوح، ومن الممكن الإسراع في تجنيب البلاد مزيداً من الشقاق والصراعات البينية الدونكشوتية التي جمدت حركة الحياة، ولن يتحقق ذلك إلا بأن يقوم مجلس القيادة الرئاسي بالانعقاد الدائم وليتذكر أعضاؤه الثمانية أنهم لم يحققوا أياً من المهمات التي أنيطت بهم فجر السابع من أبريل (نيسان) 2022، كما لم يبذلوا الجهد المطلوب لإقناع المواطنين بمشروعيتهم الوطنية، واكتفوا بتبادل المساومات حول التعيينات والسفريات التي لا تعود بالنفع على المواطنين.

سيبقى حال إدارة البلاد مرتبكاً لأن الأسلوب الذي يدار به مجلس القيادة الرئاسي لا يمكن أن ينجح في حلحلة القضايا الوطنية الكبرى التي من المفترض أنه جاء لمعالجتها، ويكفي العجز المعيب والفاضح في عدم القدرة على عقد اجتماع لكامل الأعضاء إلا خارج البلاد، وهنا يجب تسجيل إيجابية تمكن رئيس الحكومة من إنجازها في انتظام انعقاد جلسات مجلس الوزراء في عدن، على رغم ما تعرض له من تصرفات غير مفهومة من جماعات مسلحة غير منضبطة وغير مستوعبة لأصول العمل الحكومي.

إنني على قناعة كاملة أن مجلس القيادة الرئاسي في حاجة ماسة وعاجلة إلى تغيير أسلوب إدارة أعماله، فليس من المعقول أن يبقى نشاطه مقتصراً على نشر صور وبيانات بمفردات مملة وزيارات ليست ذات جدوى للبلاد، ومن الضروري تنشيط أدوار أعضاء المجلس جميعهم وتكليفهم بمهمات سياسية وإدارية، لأن المشهد الحالي لم يعد يظهر فيه إلا رئيس "المجلس" وعضو المجلس عيدروس الزبيدي الذي يتحرك بحيوية أكثر بصفته رئيساً للمجلس الانتقالي.

ومن الخطر الشديد ألا يدرك "المجلس" ورئيسه بصفة خاصة أن حنق الناس وغضبهم وإحباطهم لا تعالجه التصريحات والوعود ما لم يلحقها جدية في الأداء ونزاهة في المقصد وابتعاد عن التظاهر بالعمل، لأن المواطنين يمتلكون قدرة فائقة في التمييز بين الغث والسمين.

وحسناً فعل مجلس النواب أن تجاوز محاولات إفشال انعقاده التشاوري أول من أمس الأحد، وأثبت أنه قادر بتفاهم هيئة الرئاسة والنواب المقتنعين بأهمية العمل النيابي على استعادة دوره الدستوري، وأنه يستطيع ضبط أعمال مؤسسة الرئاسة والحكومة ضمن إطار الدستور الحالي واللوائح المعمول بها من دون الحاجة إلى الدخول في صراع يكلف البلد أكبر من قدرتها، وأخفق الذين حاولوا تعطيل الجلسة لأن موقفهم كان غير متوافق مع ممارساتهم السابقة في الإخلال بالدستور والقواعد.

اليوم يقف اليمنيون ليراقبوا المشهد الجديد وكيف سيديره مجلس النواب الذي يستطيع استعادة الإمساك بزمام دوره الدستوري كاملاً، وسيتابعون كيف سيتعامل أعضاؤه مع كل القضايا التي أثارها التقرير مؤملين ألا تقتحمها المساومات، وفي الوقت نفسه عليه أن يمد يد التعاون مع الحكومة لإنقاذها من عثراتها وتصحيح ما قد ترتكبه من أخطاء. أما رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي فإن رصيد شرعيتهم المهتزة أصلاً تآكل بسرعة فاقت ما كان يأمله من وضعوا فيه قليلاً من التفاؤل، وهذا نذير خطر داهم على البلاد.

*إندبندنت عربية

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی

إقرأ أيضاً:

رقم مرعب لحسابات وهمية على فيسبوك.. وطلب إحاطة للحكومة بشأن مكافحة الشائعات

طالبت النائبة سميرة الجزار عضو مجلس النواب من الحكومة والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اتخاذ جميع الإجراءات للقضاء على حسابات السوشيال الميديا مجهولة الهوية وإغلاق الصفحات غير الحقيقية على فيسبوك، التي وصلت إلى 14 مليون حساب وهمي، وفق ما أعلنه بعض المتخصصين في هذا المجال.

انتشار بث الشائعات والأكاذيب

وتساءلت «الجزار» في طلب الإحاطة الذي تقدمت به للمستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات، عن كيف تحذر الحكومة بصفة مستمرة من ظاهرة انتشار بث الشائعات والأكاذيب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك أكثر من 14 مليون حساب وهمي على فيسبوك؟ وكيف وصلت هذه الحسابات الوهمية إلى هذا الرقم المفزع؟ وهل تمتلك الحكومة الآليات للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة؟

مواجهة الابتزاز الإلكتروني

وتساءلت عن إجراءات الحكومة لمواجهة بث الشائعات والابتزاز الإلكتروني والسب والقذف والاعتداء على قيم المجتمع من خلال هذه الحسابات الوهمية، مطالبة بتشديد العقوبات في قوانين مكافحة الجريمة الإلكترونية لحماية المجتمع والأسرة المصرية، وأنه يجب على الحكومة ووزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، ببذل المزيد من الجهود للقضاء وبصفة نهائية في على حسابات السوشيال ميديا مجهولة الهوية، وإغلاق الصفحات غير الحقيقية على فيسبوك.

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء هولندا يعلن انتهاء أزمة هددت الائتلاف الحاكم
  • انتشار خدمة ستارلينك يعيد تشكيل قطاع الاتصالات في اليمن وسط تحديات البنية التحتية
  • مسؤول في “البنتاغون”: اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي تستحوذ عليها الدول المتقدمة فقط
  • كبير مستشاري المرشد الإيراني يصل إلى لبنان للقاء رئيسي الوزراء والنواب
  • مفيش أزمة عملة وتحرك بشأن الإيجار القديم.. تصريحات مهمة من رئيس الوزراء للمصريين
  • مع تواصل انهيار العملة.. الرئيس يبحث هاتفيا مع رئيس الحكومة خطة الانقاذ الإقتصادي وتدفق الوقود من مأرب وحضرموت
  • رئيس الوزراء يترأس اجتماع الحكومة.. ويؤكد دعم مصر لفلسطين ويعزز شراكات استراتيجية مع ماليزيا وأذربيجان (تفاصيل)
  • حصاد ضعيف يهدد لقمة العيش.. هل ينجو اليمن من أزمة الغذاء؟
  • برلمانية: تطالب الحكومة بالقضاء على حسابات السوشيال ميديا الوهمية
  • رقم مرعب لحسابات وهمية على فيسبوك.. وطلب إحاطة للحكومة بشأن مكافحة الشائعات