أزمة طالبي اللجوء..عُمدة نيويورك يستغيث وبنما تردّ
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
على إثر إطلاق عُمدة نيويورك صيحة فزع بشأن تراكم عدد طالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين، وقوله إن المدينة عجزت تماما عن استيعاب أعدادهم القياسية، أعلنت السلطات الرسمية في بنما، الجمعة الماضية، عن قرارات غير مسبوقة، تخصّ المهاجرين غير النظاميين القادمين من أميركا الجنوبية، عبر غابة "دارين"، الحدودية مع كولومبيا، والتي تمثّل النقطة البرية الوحيدة التي تربط الجزء الجنوبي من القارة الأميركية بشماله، ويتخذها المهاجرون غير النظاميين جزء لامفرّ منه، في خط سيرهم نحو الولايات المتحدة.
لطالما كان موضوع الهجرة غير النظامية وطلبات اللجوء قضية بالغة الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية. إذ بات يُشكل كابوسًا يراود الحكومات المتعاقبة في أوقات اليقظة والنوم، محتلًا مكانًا كبيرًا في الحملات الانتخابية وله تأثير كبير على نتائجها. وبالرغم من الدور الأساسي الذي تقوم به المكسيك في مراقبة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، فإن بنما تلعب دورًا مماثلًا كحارسة للحدود الجنوبية للقارة الأميركية. فهي تُراقب الجموع الكبيرة من المهاجرين القادمين من مختلف القارات، الذين يحلمون بعبور 6 دول في أمريكا الوسطى برًّا، بهدف الوصول إلى الولايات المتحدة، سواء كان ذلك بالتسلل أو بالتفاوض مع إدارة الهجرة الأميركية.
حذر عُمدة نيويورك، من الحزب الديمقراطي إريك آدامز، وهو الذي قال إن الارتفاع المُذهل لعدد طالبي اللجوء "سيُدمّر المدينة"، حيث استقبلت حوالي 110 آلاف في الـ17 شهرًا الماضية
ما أثار القضية بشكل ملحوظ الخميس الماضي، هو التحذير الملح من عمدة نيويورك من الحزب الديمقراطي، إريك آدامز، حيث أوضح أن الزيادة الكبيرة في عدد طالبي اللجوء قد "تهدد استقرار المدينة". إذ استقبلت المدينة حوالي 110 آلاف طالب لجوء خلال الـ17 شهرًا الماضية، واستطاعت إيواء حوالي 60 ألفًا منهم بفضل استخدام مقرات حكومية واستئجار فنادق، وتمكين أكثر من 16 ألف طفل من الانضمام إلى مدارس المدينة. ومع ذلك، أكد العمدة أن المدينة بلغت حد القدرة على تلبية احتياجات هؤلاء الأشخاص. وعلى الجانب الآخر، استمرار الولايات الجمهورية كتكساس وفلوريدا في نقل طالبي اللجوء بشكل تعسفي إلى ولايات ديمقراطية مثل نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا، بهدف تحميلها الأعباء المترتبة، أدى إلى تعقيد الوضع أكثر.
أشار آدامز إلى أن تكلفة استقبال هؤلاء بلغت 5 مليارات دولار في السنة الجارية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على مختلف الخدمات العامة في المدينة. وقد طالب آدامز الإدارة المركزية بتقديم دعم مالي للمدينة لتخفيف العبء عنها. ولكن الخلاف بين آدامز والرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي ظهر منذ أشهر بخصوص هذه الأزمة، انكشف مؤخرًا للعلن، مما أبرز مشكلة الحزب في التعامل مع الأزمة. وتسعى الحكومة، في ضوء تطلعاتها للفوز في انتخابات 2024، لإيجاد حل فوري يرضي الناخبين المنزعجين في نيويورك وأولئك الذين يتعاطفون مع المهاجرين. ما يثير الانتباه هو أن جنسيات طالبي اللجوء في السنوات الأخيرة كانت، في المقام الأول، من فنزويلا وهايتي، لكن ظهرت جنسيات أخرى مثل الإكوادور وبلدان غرب أفريقيا والهند وأفغانستان وروسيا والصين، وذلك لأسباب اقتصادية وسياسية.
ما يبعث على الاهتمام بظاهرة عبور غابة دارين في السنوات الأخيرة، هو الارتفاع اللافت لأعداد الأطفال، حيث كشفت إحصائيات منظمة اليونيسيف أن 60 ألف قاصر عبروا الغابة هذا العام، منهم 90% أعمارهم دون 11 سنة
في اليوم التالي لتصريحات عمدة نيويورك، أفاد وزير الأمن البنمي، خوان بينو، أن عدد المهاجرين غير النظاميين الذي وصل إلى 352 ألفا خلال الأشهر الـ8 الأولى من هذا العام يشير إلى أزمة إنسانية. وأكد أن بنما لا تستطيع تحمل الأمر بمفردها. وفقا لتصريحاته، قررت السلطات المحلية تقليل مدة تأشيرة البقاء التي كانت تُمنح للسياح من 90 يومًا إلى 15 يومًا، في حالة عدم وجود تذاكر عودة إلى دولهم الأصلية أو في حالة عدم امتلاكهم المبالغ الكافية التي تغطي إقامتهم. وأعلن عن بدء ترحيل السياح الذين لديهم سجلات جنائية. وقد أشار بينو إلى أن قلة القدرة على نقل هؤلاء المهاجرين إلى كوستاريكا نتيجة لعجز أسطول النقل البري أدت إلى تعطيل تدفقهم، مما أدى إلى بقاء حوالي 250 ألف مهاجر داخل البلاد في انتظار وصول الحافلات. وعلى هذا الأساس، أعلنت إدارة الهجرة في بنما عن خططها لبدء ترحيل هؤلاء المهاجرين تدريجيًا إلى دولهم، وقد تم التعاقد مع شركات الطيران المخفضة الكلفة لتسهيل عمليات الترحيل.
ما يلفت النظر في ظاهرة عبور غابة دارين خلال السنوات الأخيرة هو الزيادة الملحوظة في أعداد الأطفال. وقد أظهرت إحصائيات من منظمة اليونيسيف أن 60 ألف طفل عبروا هذه الغابة في العام الحالي، حيث تتراوح أعمار 90% منهم تحت الـ 11 سنة. وتشير التقارير إلى أن سبب اصطحاب الأطفال، خصوصًا بين العائلات اللاتينية، يمكن أحيانًا أن يكون من أجل ضمان الحصول على أولويات خلال مراحل الرحلة، مثل الإيواء في الولايات الأميركية الديمقراطية أو الحصول على مقاعد دراسية في المدارس الابتدائية بها.
مهما كانت التحديات المتوقعة بشأن مسارات الهجرة غير النظامية في القارة الأميركية، ومع ما قد يخاطر به الباحثون عن الحلم الأميركي من خسائر، تظل غابات "دارين" في بنما من أخطر المحطات، وذلك بحسب المنظمات الحقوقية التي وثقت تجارب مؤلمة للعديد من هؤلاء المهاجرين. يُطلق البعض على هذه الغابات ألقابًا مثل "غابات الجحيم" أو "أدغال الموت"، وذلك بسبب تضاريسها الوعرة وهيمنة المافيات التي تتخصص في التهريب والابتزاز والاتجار بالأشخاص على مناطقها. هذه الغابات، الموجودة في بنما وعلى حدودها مع كولومبيا من الجنوب، تتميز بغاباتها الكثيفة والشجرة الطويلة، وأنهارها المتعددة الفروع، وطبيعتها الطينية التي أودت بحياة الكثيرين، بالإضافة إلى أنها موطن للحيوانات المفترسة والحشرات السامة. ومع كل تلك المخاطر، تظل هذه الأدغال هي المكان الذي يسعى إليه الكثيرون الذين لا يستطيعون الحصول على تأشيرات دخول دول أميركا الوسطى، كوسيلة لتقصير المسافة في رحلتهم البالغة 3,000 كيلومتر.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غیر النظامیین طالبی اللجوء فی بنما إلى أن
إقرأ أيضاً:
رغم العقبات.. إيطاليا ترسل دفعة جديدة من المهاجرين إلى ألبانيا
أرسلت إيطاليا يوم الجمعة ثمانية مهاجرين إلى ألبانيا، رغم الفشل في معالجة وضع المجموعة الأولى التي نُقلت قبل شهر، حيث تمت إعادة بعض أفرادها إلى إيطاليا.
اعلانرست سفينة تابعة للبحرية الإيطالية في ميناء شينغين الألباني، حيث قامت بنقل مجموعة من المهاجرين الذين سيخضعون لإجراءات اللجوء هناك قبل تحويلهم إلى مركز إعادة تديره إيطاليا في مدينة جيادر الألبانية.
وهذه هي ثاني عملية نقل للمهاجرين منذ افتتاح مركزين لمعالجة طلبات اللجوء في أكتوبر/تشرين الأول.
وكانت نفس السفينة قد نقلت سابقًا 16 مهاجرًا من بنغلاديش ومصر إلى ألبانيا، ولكن 4 منهم أُعيدوا إلى إيطاليا بعد اكتشاف أنهم قصر أو يعانون من مشاكل صحية.
وفيما بعد، أُعيدت مجموعة أخرى من 12 مهاجرًا إلى إيطاليا بعد قرار قضائي في روما، الذي اعتبر أن دولهم الأصلية، بنغلاديش ومصر، لا تُعتبر آمنة بما يكفي لإعادتهم إليها.
Relatedإيطاليا تدرس فرض ضرائب سياحية جديدة مع تنامي الاحتجاجات المناهضة للسياحةإيطاليا تفتح تحقيقًا في غرق يخت فاخر قبالة سواحل صقليةانتشال 14 جثة أخرى من ضحايا غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل إيطاليا والعشرات في عداد المفقودينإعادة 12 مهاجراً من ألبانيا إلى إيطاليا بعد صدور حكم قضائي يُبطل احتجازهمووفقًا للقانون الإيطالي، يتم تحديد الدول "الآمنة" من أجل تسريع إجراءات إعادة المهاجرين، وهو ما قوبل بانتقادات من رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني.
وقالت إن هذا الحكم يعيق فعالية برنامج نقل المهاجرين إلى ألبانيا، إذ قد يؤدي إلى منع معظم المهاجرين من الاستفادة من هذا البرنامج.
في وقت سابق، أصدرت الحكومة الإيطالية مرسوما بهدف التغلب على العقبات التي قد يضعها القضاء ويمكن أن تعرقل اتفاق الهجرة المثير للجدل مع ألبانيا.
وبموجب هذا المرسوم -الذي دخل حيز التنفيذ فورا- تقلص الحكومة قائمة البلدان التي تعتبر "آمنة": من 19 دولة إلى 22، بعد استثناء الكاميرون وكولومبيا ونيجيريا.
ومن جهة أخرى، انخفض عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط في عام 2024 بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي، حيث وصل حوالي 57,767 مهاجرًا حتى السابع من نوفمبر/تشرين الثاني، وفقًا لوزارة الداخلية الإيطالية.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيديو: تجهيز مراكز احتجاز في ألبانيا لنقل مهاجرين غير شرعيين من إيطاليا لحين تقرير مصيرهم قلق أوروبي من اتفاق ألبانيا وإيطاليا حول المهاجرين وطالبي اللجوء شاهد: أفغان يعيشون بسلام في ألبانيا يطمحون مغادرتها إلى كندا لبناء حياة جديدة جورجيا ميلوني سياسة الهجرة أزمة المهاجرين إيطاليا ألبانيا مهاجرون اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. في اليوم الـ399 للحرب: 70% من قتلى غزة من النساء والأطفال وحزب الله يصعد ضرباته على حيفا يعرض الآن Next بعد فوزه التاريخي.. هل يحق لترامب الترشح لولاية رئاسية جديدة عام 2028؟ يعرض الآن Next بوتين يعلن دعمه لمطالب الصين بشأن تايوان ويقول إنه مستعد لمناقشة قضية أوكرانيا مع ترامب يعرض الآن Next فرنسا ترفع مستوى خطر "إنفلونزا الطيور" إلى "مرتفع" وتفرض تدابير وقائية مشددة يعرض الآن Next مقتل وإصابة العشرات في ضربات روسية على خاركيف وأوديسا اعلانالاكثر قراءة من الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.. إلى موضوع المواليد.. ماذا حل بالقدس في ولاية ترامب الرئاسية الأولى؟ حزب الله يقصف حيفا وعكا وفضيحة تسريب جديد بمكتب نتنياهو وغالانت يؤكد أن لا أهمية للبقاء في فيلادلفيا ترامب بعد فوزه.. محادثات مع قادة العالم حول الحرب في أوكرانيا وغزة ودعم إسرائيل وتهديدات إيران كيف تسهم الموانئ الرئيسية في الجزائر: عنابة وجن جن وبجاية في دفع النمو الاقتصادي بالمشاركة مع anep اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024دونالد ترامبإسرائيلروسياالحرب في أوكرانيا بحث وإنقاذفيضانات - سيولضحايافرنساالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةإعصارالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024