سودانايل:
2024-11-16@01:25:55 GMT

إثيوبيا.. الملء الجائر والجار الحائر

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

د. محمد عبد الحميد/ أستاذ مادة الحد من مخاطر الكوارث بالجامعات السودانية

كلما أقدمت إثيوبيا على ملء سدها المنشأ على أرض بني شنقول السودانية، كلما إقتربت من هدفها الأساسي وهو السيطرة على مياه النيل الأزرق والتحكم في منبعه، وجلعت السودان ومصر يقتربان من حافة التسليم بالأمر الواقع حال الإنتهاء من إنتصاب السد واستوائه منشأة كاملة التصرف والتصاريف.


كان ملء إثيوبيا للسد هذا الموسم 2023م هو الأكثر توفيقاً بالنسبة لها رغم شح الأمطار الواردة، وهذا ما عبر عنه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي احمد بحبور طاغي في تغريدة له عبر منصة إكس بقوله :(إنه لمن دواعي سروري أن أعلن الانتهاء بنجاح من عملية الملء الرابع والأخير لسد النهضة) فقد أقبلت على الملء ولم يصك أذنيها تلك الصرخات اليائسة التي كان يطلقها السودان على لسان وزير الري السابق والتي كان يقول فيها :(إن إحجام إثيوبيا عن مد السودان بالبيانات لا يُمكّنه من التحكم في خزاناته الواقعة في أسفل السد. وأنه لا يعرف الوارد الذي ستطلقه إثيوبيا أو ستخزنه). غابت حتى هذه الصرخة الواهنة على وقع أصوات البنادق والمدافع التي تمزق فضاءات الخرطوم وتلفعها بالأسى وفرط الحيرة فيما يجري من إحتراب.. وأجبرت حكومتها المركزية عن الإزورار عن مركزها وبذلك لم تعد تلك الصرخة المجروحة تأن بالشكوى من جدول أعمال الملء... فقد أقدمت أثيوبيا على الملء الرابع لا تلوي على أحد.
و بغض النظر عما يمكن أن تخلفه عملية الملء من أضرار، فقد تمكنت أثيوبيا هذا العام ووفقاً لإستراتيجيتها من حجب الفيضان الذي ظل ينتظم السودان عبر القرون لأول مرة في تاريخه، وأخذت مزارعي الجروف الحيرة فيما جرى للنيل، فلم يجدوا إلا أخباراً تتسرب على وقع أصداء واهنة بإرادةٍ أكثر وهناً وخوراً من أن إثيوبيا قد أقبلت على تحقيق مصالحها دونما اعتبار لما قد يترتب على ذلك من مخاطر. ودونما اعتبار لما تم التعاهد عليه في إتفاق مبادئ الخرطوم للعام 2015م. ولعل في خطوة إثيوبيا الأخيرة ما يُمكِن أن يُعد جرس إنذار (ثاني) بعد ذلك الذي دقّ في كل العام 2020م وترددت أصداؤه في كارثة ماحقة أغرقت ولايات النيل الأزرق والجزيرة والخرطوم ونهر النيل حيث أن المياه التي وردت من إثيوبيا لم يتم التحكم فيها فأضطرب نظام تشغيل السدود السودانية فأحدث ذلك الفيضان المشهور.. وبذلك تكاملت أمام أعين الملأ في السودان الآن المستوى الكارثي لهذا السد في حالتي زيادة الوارد من الأمطار وقلتها.. وفوق ذلك كله قلة حيلة الحكومة السودانية وحيرتها إزاء
هذه المخاطر المحدقة والتي تُعد الي الآن في طور المقدمات لكارثة حقيقية تُنذر إما بغرق السودان النيلي، أو تعطيشه بعد أن تتحكم أثيوبيا في منبع النيل عقب الانتهاء من تشييد السد. فمن منظور علم الحد من مخاطر الكوارث انتقل مؤشر تقييم مخاطر السد من حالة الاحتمالية Probability لمخاطر كارثية Catastrophic فبحسب هذا التقييم يجب أن ينتفض أهل السودان من حالة السُبات التي يغطون فيها غطيط أهل الكهف، ليقظة تامة ليتداركوا ما سيتبقى لهم من سودان ما بعد الحرب.
وقد تكاملت الأثافي الثلاثة عندما تفاجأ أهل السودان والمتابعين لقضية السد بوجود وفد سوداني حضر مفاوضات القاهرة في 27 يوليو 2023م ولم يعلم أحد أن صوتا ما ظهر لهذا الوفد عكس تلك المأساة من غياب الفيضان فقد تناقلت الأخبار فقط أن المفاوضات قد ضمت الجانب السوداني أما ماذا طرح الوفد وما هي استراتيجية تفاوضه وهل اعترض على سلوك إثيوبيا على الإقبال على الملء الجائر الذي قامت به هذا الموسم، فذلك ما لم يتردد في الإعلام لأنه في الغالب لم يتردد صداه في قاعة المفاوضات.
د.محمد عبد الحميد  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

القنصل السوداني يطالب بفتح القنصلية السودانية في الكفرة لتسهيل الإجراءات للنازحين بشكل أسرع

ليبيا – التقى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب، يوسف العقوري، مع قنصل جمهورية السودان، عبد الرحمن محمد، والوفد المرافق له، بمقر ديوان مجلس النواب في مدينة بنغازي، للتباحث حول آخر التطورات المتعلقة بأزمة السودان وسبل مساعدة النازحين.

وفي مستهل اللقاء، رحب العقوري بالوفد السوداني، مؤكدًا عمق العلاقات الأخوية مع جمهورية السودان، وشدد على موقف ليبيا الداعم لاستقرار ووحدة السودان والحفاظ على دماء السودانيين ورفض أي تدخلات خارجية في شؤونه الداخلية.

كما أكد وقوف الدولة الليبية، على المستويين الحكومي والشعبي، مع جمهورية السودان في هذه المحنة.

وأوضح العقوري أنه منذ بداية الأزمة، أصدر رئيس مجلس النواب تعليماته بالترحيب بالسودانيين على الأراضي الليبية واعتبارها بلدهم الثاني، ومنع إقامة أي مخيمات لهم، ومعاملتهم أسوةً بالمواطنين الليبيين، مع العمل على تقديم كل مساندة معنوية ومادية لهم.

وأشار إلى أهمية الاستقرار في السودان على الأمن القومي الليبي، مؤكدًا حرص مجلس النواب على متابعة جميع الجهات التنفيذية وحل جميع الإشكاليات، خاصة ما يتعلق بالطلاب السودانيين من جميع المراحل، لضمان مواصلة دراستهم.

من جانبه، قدّم القنصل السوداني ملخصًا عن أوضاع الجالية السودانية في ليبيا، معربًا عن شكره للسلطات الليبية التي فتحت جميع الأبواب لاستقبال المواطنين السودانيين النازحين إلى الأراضي الليبية وسهّلت إجراءات إقامتهم ومعاملتهم أسوةً بالمواطنين الليبيين، مشيرًا إلى أن الجالية السودانية تثني على حفاوة الاستقبال وأنهم حقًا في بلدهم الثاني.

وطلب القنصل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية المساعدة في فتح القنصلية السودانية في مدينة الكفرة لتسهيل الإجراءات للنازحين بشكل أسرع، وأثنى على دور القيادة العامة للقوات المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر في دعم الجالية السودانية والوقوف مع السودان في محنته، مشيدًا بمستوى التنسيق الأمني القائم بين الجانبين.

كما طالب بتفعيل اتفاقية حماية الحدود المشتركة، مجددًا شكره لمؤسسات المجتمع المحلي التي تعمل على تقديم كل مساعدة ممكنة للنازحين من السودان، وكذلك جهود الهلال الأحمر الليبي في توفير المساعدات للنازحين في مدينة الكفرة.

وفي الختام، اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق لتسهيل جميع الإجراءات المتعلقة بالأشقاء من السودان، مؤكدين أن المساعدات الدولية لا ترقى لحجم الأزمة.

 

 

مقالات مشابهة

  • شهادات نازحين من ولاية الجزيرة السودانية لمكتب الأمم المتحدة: اضطررنا للفرار بسبب القتل والاغتصاب والنهب
  • لو يفعلها الرئيس «ترامب»؟!
  • إثيوبيا تستدعي سفير السودان احتجاجاً على تصريحات وزير الخارجية
  • إثيوبيا تستدعي السفير السوداني لديها احتجاجا على تصريحات وزير خارجية الخرطوم
  • الحكومة السودانية تنضم الى تحالف دولي جديد
  • تقرير: مقتل 61 ألف شخص بولاية الخرطوم السودانية في 14 شهرا
  • يخص الطلاب.. إعلان مهم للسفارة السودانية في القاهرة
  • مصر: ندعم بقوة جهود تسوية الأزمة السودانية
  • القنصل السوداني يطالب بفتح القنصلية السودانية في الكفرة لتسهيل الإجراءات للنازحين بشكل أسرع
  • 9 نقاط لفهم تغيير الفئات الكبيرة من العملة السودانية وآثارها الاقتصادية