جيسيكا ضحية جديدة للتحريض على المثليين في لبنان.. ومخاوف من موجات عنف منظم
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان خلال اليومين الماضيين، فيديو لمواطن لبناني عرّف عن نفسه باسم، كيفورك تيريزيان، يتحدث فيه عن اعتداء تعرض له من قبل مجموعة شبان من "جنود الرب" في منطقة برج حمود في العاصمة اللبنانية بيروت.
وبحسب ما ورد في الفيديو فقد أصيب تيريزيان، بكسور في ساقه، نتيجة الضرب المبرح والدهس الذي تعرض له، كما سرق منه هاتفه وبطاقة هويته وترك مرمياً بالشارع قبل وصول الإسعاف ونقله إلى المستشفى، مؤكداً أنه لم يتعرض للمهاجمين بأي كلام أو استفزاز أو أذى.
وكان لافتاً في ختام الفيديو الذي تناقله عدد من النشطاء في لبنان، توجه تيريزيان إلى رجل الأعمال اللبناني، أنطون الصحناوي، بطلب إعادة أوراقه الثبوتية وهاتفه، وذلك في وقت يُتهم الصحناوي من جهات عدة في لبنان بدعم ورعاية وتمويل مجموعة "جنود الرب" المسيحية، التي تعبر عن مواقف متطرفة وتعادي مجتمع "الميم عين+" وتنفذ اعتداءات بحق أفراده، فيما هو ينفي ذلك.
مسلسل إرهاب "جنود الرب" مستمر.
كيڤورك تيريزيان تعرض لضرب مبرح من قبل ميليشيا "جنود الرب" الإرهابية مما أدى لنقله إلى المستشفى ولم يكتفوا بضربه بل أخذوا هويته وهاتفه.
طالب كيڤورك ممول الميليشيا الإرهابية أنطون الصحناوي بأن يعيد له هاتفه وهويته. pic.twitter.com/Qok7gOIe5e
موقع "الحرة" تواصل مع الضحية، التي فضلت مخاطبتها باسم جيسيكا، بكونها امرأة عابرة جنسياً، حيث روت تفاصيل ما جرى معها ليل 21 أغسطس الماضي، بعد توجهها إلى منطقة برج حمود للسهر مع أصدقائها.
عند وصول جيسيكا إلى المكان، تفاجأت بـ 4 شبان، ترجلوا من سيارة في الشارع، وبدأوا يضربونها ويوجهون إليها الشتائم والإهانات.
تؤكد أنهم "كانوا من جنود الرب، يلبسون صلباناً كبيرة، وبعضهم لديهم وشوم لصلبان على أعناقهم، كسّروني من الضرب، ثم راحوا يدوسون على رجلي ويدهسونها حتى تحطمت عظام ساقي وركبتي، أخذوا مني هويتي وهاتفي ورحلوا، ثم جاء بعدهم شخص على دراجة نارية ودهس رجلي المكسورة أيضاً وهرب، وتُركت مرمية في الشارع".
ما كان ناقص الفلتان الأمني بلبنان غير صيصان الصحناوي "جنود الرب" يلّي بتستقوي عناس مسالمين وبتعتدي بالضرب عليهن
لازم ينوضع حد لهل مجموعة المتطرفة وأي مجموعة بتهدد حرّيات الآخرين وحياتن وحقّن بالعيش بسلام
pic.twitter.com/B4L4hWGrfU
نقل الصليب الأحمر جيسيكا إلى مستشفى "الحياة" في بيروت، بعدما كانت قد رفضت مستشفى أخرى استقبالها بكونها لا تحمل تكاليف العلاج، التي عادت وغطتها الأمم المتحدة، عبر أحد برامج الدعم الصحي لديها، حيث خضعت جيسيكا لعملية زراعة قضبان حديدية في ساقها، ومعالجة لكسور الركبة.
لم تتجرأ جيسيكا في حينها على تقديم دعوى قضائية بحق المعتدين، خشية التعرض للاعتداء مجدداً أو أفعال انتقامية تزيد مشاكلها، "كنت متأذية جداً، حتى أنني خفت من التعرض للملاحقة من القوى الأمنية". كذلك لم تتمكن من إحضار طبيب شرعي لتسجيل تقرير طبي بما حصل، بسبب عدم امتلاكها المال الكافي.
وكان عناصر من قوى الأمن قد حضروا إلى المستشفى وفق ما تروي جيسيكا، تحدثوا إليها وأخبرتهم بما جرى، "لكنهم لم يفتحوا أي تحقيق بالحادثة، وغادروا دون أن يفعلوا أي شيء، ولم يتواصلوا معي بعدها، حتى اليوم، وهذا كان من الأسباب التي دفعتني لعدم التقدم بشكوى".
وتضيف "أريد فقط هويتي وهاتفي، هذا كل ما طلبته، حاول البعض مساعدتي في ذلك، لكن حتى الآن لم أحصل على حل لهذا الأمر".
وتكشف جيسيكا أنها بصدد التقدم بدعوى قضائية بحق المعتدين، "لأنني لا أريد لغيري ولأصدقائي أن يحصل معهم الأمر نفسه، وآمل أن تتم محاسبة المعتدين كي لا تتكرر الاعتداءات وتكون بلا رادع".
فقدان هوية.. في ظروف صعبةتعيش جيسيكا اليوم في منزل إحدى صديقاتها، بلا هويّة ولا هاتف، ولا قدرة لها على مغادرة الفراش إلا بمساعدة أصدقائها، عاجزة قسراً عن العمل بفعل إصابتها، في ظل ظروف معيشية صعبة.
يذكر أن منظمة أوكسفام سبق أن حذرت عام 2021، من أن مجتمع الميم يواجه تحديات هائلة في لبنان، حيث حرمت الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت في صيف 2020، أفراد هذا المجتمع "مساحاتهم الآمنة" ومصادر دخلهم، ويواجه البطالة أكثر من 70 في المئة من أفراد هذا المجتمع، كنتيجة للتمييز الذي يتعرضون له في سوق العمل.
المساعدة الوحيدة التي تلقتها جيسيكا بحسب ما تروي، كانت من النائبة في مجلس النواب اللبناني، بولا يعقوبيان، "قدمت لي مساعدات عينية، وعكازات لأتمكن من السير، وكانت من القلة الذين وقفوا إلى جانبي".
يعقوبيان وفي حديث لموقع "الحرة" تروي كيف وصلتها حالة جيسيكا عبر جمعية "براود" التي تهتم بشؤون أفراد مجتمع "الميم عين+" في لبنان وقضاياهم، بكونها تعرضت للاعتداء من قبل "جنود الرب".
وتضيف أن جيسيكا بأمس الحاجة اليوم للحصول من القوى الأمنية على إفادة بالتعرض لسرقة الهوية، للتمكن من الحصول على هوية "بدلاً عن ضائع".
وتأسف النائبة اللبنانية، من التمييز لدى السلطات اللبنانية تجاه الضعفاء "من ليس لديهم دعم وسند، ولاسيما إذا كانوا من مجتمع الميم عين، يكون التعاطي معهم بصورة أصعب".
ليس استهدافا شخصياًيأتي هذا الاعتداء في وقت يعاني مجتمع الميم عين+ في لبنان من تحريض وخطاب كراهية وصل إلى حد هدر الدماء والدعوات إلى القتل، صدرت عن جهات متطرفة مثل مجموعة "جنود الرب" و"حزب الله"، بالتزامن مع تضييق وقمع من قبل السلطات اللبنانية التي تستجيب لضغوط المراجع الدينية، فتمنع تجمعات وفعاليات يقيمها أفراد هذا المجتمع للتعبير عن أنفسهم.
لا تعتقد جيسيكا أنها كانت مستهدفة من المعتدين بشكل شخصي، "وإنما التقوا بي في الشارع بشكل مفاجئ ترجلوا وبدأوا اعتداءهم، كان يمكن ألا أكون أنا، كان يمكن أن يكون أي فرد من مجتمع الميم عين صادف وجوده في طريقهم".
وتخشى من أن كل التحريض الجاري على مجتمع الميم عين+ في لبنان، قد يذهب بالأمور نحو الأسوأ، حيث سيزداد التضييق على أفراد هذا المجتمع ما سيزيد خوفهم من التحرك والتنقل وعيش حياتهم الطبيعية.
تتحدث جيسيكا عن خوف كبير بات يتملكها اليوم من فكرة عيش حياتها بهويتها كامرأة عابرة، "أخشى حتى الخروج من المنزل للتوجه إلى عيادة الطبيب لتلقي علاجاتي، إلى هذا الحد وصلت الأمور".
من جهتها تحمل يعقوبيان مسؤولية هذا النوع من الاعتداءات للحملات وخطاب الكراهية الذي تعرض له مجتمع الميم عين في الفترة الماضية، معبرة عن خوفها من أن تؤدي كثافة هذه الحملات إلى "عنف منظم وقتل وربما أكثر".
وتشدد يعقوبيان على أن خطاب الكراهية "ليس مجرد كلام وحرية تعبير، وإنما يؤدي إلى تدمير عائلات وبيوت، ويذهب ضحيته أشخاص لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم".
بدوره يؤكد مسؤول التواصل في جمعية "حلم"، ضوميط قزي، أنه وبفعل خطاب الكراهية والتحريض خال الفترة الماضية، "انتقلنا من المحاججة والمهاجمة بالكلام، إلى العنف المباشر".
وبحسب قزي فقد جرى تجريد أفراد مجتمع الميم عين من صفتهم الإنسانية وتصويرهم كتهديد للمجتمع والعائلة والأطفال والأمن، وكمؤامرة غربية على البلاد، "ما يؤدي اليوم إلى ارتكاب هذا العنف بحقهم وإهدار دمهم وإباحة الاعتداء عليهم من قبل الأشخاص العنيفين في المجتمع".
ويلفت قزي إلى أن أي أحد يعتدي على أفراد مجتمع الميم عين اليوم، "هناك دعم له وغطاء وحماية وتبرير اجتماعي وديني، وسط غياب تام لدور الدولة اللبنانية في حماية كل مواطنيها"، معبراً عن خوف شديد من "تمدد موجة العنف لتصبح متكررة وبشكل أكبر وتسجل عدائية ووحشية أكبر".
ويشدد الناشط الحقوقي على أن الاعتداء على جيسيكا، ليست الحادثة الأولى في نوعها وإنما هذه الحادثة التي عرفت وحكي عنها على مواقع التواصل.
وأكد أن كثيراً من الحالات يجري فيها الاعتداء على أشخاص لمجرد أن شكلهم مختلف أو مظهرهم الخارجي لا يعجبهم، "بعضهم مغايرون جنسياً وليسوا مثليين، لكن بمجرد أن مظهرهم أو لبساهم لا يتناسب مع معايير المعتدين".
ولفت إلى أن الأماكن التي يرتادها أفراد مجتمع الميم عين "باتت معروفة ومراقبة ومهددة من قبل هذه المجموعات المتطرفة"، التي باتت بحسب قزي تقيم دوريات في شوارع وأماكن معينة (الأشرفية ومار مخايل والجميزة)، لتصيد ضحايا من أفراد مجتمع الميم عين، "باتوا مثل المطاوعين وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
الواضح بالنسبة إلى قزي، أن احتجاز المعتدين هوية وهاتف الضحية "يشير إلى أنهم مدعومين ومحميين، فلا يخشون محاسبة أو ملاحقة، فيما وقفت القوى الأمنية إلى جانبهم خلال اعتداءات ماضية".
بدورها تعبر يعقوبيان عن أن "الانفلات الأمني بات موجوداً وسائداً في مختلف المناطق، أينما توجد أحزاب لديها مجموعاتها المسلحة، وشخصيات ورجال أعمال باتوا يجمعون الزعران (البلطجية) من حولهم".
وتضيف "اليوم زعران أنطون الصحناوي هم من الأخطر، ولا نعرف أجنداتهم معظمهم أصحاب سوابق جرى إخراجهم من السجون ودفع كفالاتهم، وباتت أعدادهم بالمئات يتقاضون رواتب منه، وولائهم له بشكل كامل"، في إشارة إلى مجموعة "جنود الرب".
ورغم بيانات النفي المتكررة التي تصدر عن أنطوان الصحناوي لعلاقته بمجموعة جنود الرب مع كل مناسبة يثيرون فيها ضجة ويُتهم برعايتهم، تؤكد يعقوبيان في المقابل أن هناك مقاطع مصورة تثبت ذلك، "تارة يخرجون لتهديد المودعين من الاقتراب من المصرف الذي يملكه الصحناوي (sgbl)، يصفونه بالمعلم، وهناك مقاطع تثبت تجمعهم أمام المصرف ويصرخون "بالروح بالدم نفديك يا صحناوي".
وتذكر بأنهم (جنود الرب) يتواجدون معظم الأوقات أمام فرع المصرف في منطقة كرم الزيتون، حيث يعيش أنطون الصحناوي في المبنى نفسه، "بعضهم يتنقل مع نواب سبق أن دعمهم الصحناوي في الانتخابات، وبعضهم يعمل أيضاً كحراس في أفرع عديدة للمصرف".
في المقابل ترد مسؤولة العلاقات العامة لدى أنطون الصحناوي، ندى أندراوس، باعتبار اتهام الصحناوي وتحميله مسؤولية هذا الاعتداء "أخبار كاذبة ملفقة على خلفيات سياسية".
وتضيف في حديث لموقع "الحرة" أن مكتب الصحناوي تلقى اتصالات بشأن هذه القضية، "وطلبنا منهم الحصول على أي صور أو فيديوهات أو دليل يثبت من يقف خلف هذا الاعتداء، ولم نحصل على ذلك".
وسبق لأندراوس أن طرحت تساؤلات عن سبب عدم تقديم شكوى سريعة بالقضية، "كان الجواب بسبب الخوف من الملاحقة أو ظهور وجه الضحية، ثم كانت المفاجأة خروج الضحية على مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو انتشر بوجهه المكشوف".
وعليه تخلص أندراوس إلى وجود استغلال وتلاعب لأهداف سياسية "نعلم من يقف خلفه".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مواقع التواصل جنود الرب فی لبنان من قبل
إقرأ أيضاً:
الضرائب: التيسير الضريبي مشروع وطني لإصلاح العلاقة مع مجتمع الأعمال
أكدت رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب المصرية، أن أحمد كجوك وزير المالية، يولي اهتمامًا بالغًا بدور المحاسبين والمراجعين في إنجاح منظومة التسهيلات الضريبية، ويوجه دومًا بضرورة تعزيز التواصل معهم، وتقديم كل سبل الدعم والمساندة، باعتبارهم شريكًا أساسيًا في تحقيق أهداف الدولة في التيسير الضريبي وتوسيع القاعدة الضريبية.
وقد أعربت "رشا عبد العال" عن خالص شكرها وتقديرها لنقابة التجاريين،وشعبة مزاولي المهنة، وجمعية المحاسبين والمراجعين، وجمعية الضرائب المصرية، لتلبية الدعوة والمشاركة الفاعلة في اللقاء الذي نظمته المصلحة، مؤكدة أن "المحاسب هو ضلع أساسي في المنظومة الضريبية، وشريك رئيسي في أي إجراء جديد أو فكر تطبيقي للمصلحة، حيث يُعدّ همزة الوصل ومترجم للغة التعامل بين المصلحة والممولين".
أوضحت رئيس المصلحة، أن من أهم أهداف التسهيلات الضريبية ليس فقط تخفيف الأعباء على المجتمع الضريبي، وإنما إعادة تشكيل فكر التعامل داخل المصلحة وخارجها، مشيرة إلى أن المصلحة تحرص خلال الزيارات الميدانية للمأموريات على توجيه العاملين بضرورة التعامل مع الممولين من منطلق "الشراكة"، وأن هذا التغيير في الفكر يُعدّ خطوة جوهرية نحو بناء ثقة متبادلة.
وأشادت " رشا عبد العال" باستحسان المجتمع الضريبي للحزمة الأولى من التسهيلات، مشيرة إلى أن المصلحة تعمل وفقًا لاستراتيجية واضحة تستهدف بنهاية العام الحالي إطلاق الحزمة الثانية، وصولًا إلى منظومة ضريبية كفء، قائمة على التيسير، وتلقى رضا حقيقي من المجتمع الضريبي.
استعرضت رئيس المصلحة، الركيزتين الأساسيتين لنجاح تطبيق حزمة التسهيلات ، قائلة أن الركيزة الأولى تتمثل في التطبيق داخل المأموريات التنفيذية، وأكدت أنه تم تدريب العاملين بالمأموريات على آليات تنفيذ بنود التسهيلات، كما تم وضع آلية للمتابعة الدورية الدقيقة للتطبيق، تشمل زيارات ميدانية، مشيرة إلى أنه بدأت الزيارات منذ مطلع شهر رمضان، وشارك وزير المالية بنفسه في عدد منها، كما رُصد خلال هذه الزيارات تطور ملحوظ وتفاعل كبير من العاملين لحث الممولين على الاستفادة من التسهيلات، مضيفة أن بعض المأموريات نظّمت لقاءات مباشرة مع المحاسبين في نطاقها، لتعزيز الوعي بالتسهيلات الجديدة.
وأشارت" رشا عبد العال " أن الركيزة الثانية لنجاح تطبيق التسهيلات الضريبية يتمثل في دعم ومساندة المحاسبين، مؤكدة أن المصلحة تتبنى توجهًا داعمًا لجميع مكاتب المحاسبة – سواء الكبرى أو المتوسطة أو الصغيرة – وكذلك للمحاسب الفردي، مشيدة بمبادرة نقابة التجاريين وشعبة مزاولة مهنة المحاسبة والمراجعة، لتوقيع برتوكول تعاون مع المصلحة بهدف إرساء مبادئ واضحة للتعاون المشترك.
وأوضحت أن المصلحة بصدد إصدار "قائمة بيضاء" تضم أسماء المحاسبين المتعاونين الذين ينجحون في إنهاء عدد محدد من النزاعات وفقًا للتسهيلات الضريبية (سيتم الإعلان عن العدد المطلوب لاحقًا)، لافتة إلى أنه سيتم نشر القائمة على الموقع الإلكتروني للمصلحة، كما يُمنح المحاسب المدرج بها شهادة تقدير وكارت "التميز الضريبي"، وكذلك يُتاح لأصحاب هذه البطاقات أولوية في التعامل داخل وحدات المصلحة مثل الرأي المسبق، دعم المستثمرين، وغيرها.
أشارت "رشا عبد العال " إلى أن التعليمات التنفيذية رقم 17 لسنة 2025، أجابت على معظم التساؤلات المثارة حول التسهيلات، موضحة أن المصلحة بصدد إصدار ملحق ثانٍ لهذه التعليمات، وقائمة مجمعة بأهم الأسئلة والإجابات، مؤكدة أن المصلحة ترحب بأي استفسارات أو ملاحظات من المحاسبين ليتم الرد عليها رسميًا وبشفافية تامة.
أكدت رئيس المصلحة على أن "الحوار المجتمعي" هو نهج أصيل تتبعه وزارة المالية والمصلحة، سواء على مستوى إعداد القوانين أو إصدار التعليمات التنفيذية، مشددة على أن "نجاح أي منظومة ضريبية مرهون بالتكامل مع المحاسبين، والارتقاء بمستوى الوعي، وتسهيل الإجراءات، وخلق بيئة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل".
أكد الدكتور السيد صقر نائب رئيس مصلحة الضرائب المصرية، أن حزمة التسهيلات الضريبية تُعد نقطة انطلاق جديدة لكل أطراف المنظومة، سواء للممول أو المحاسب أو المصلحة ذاتها، مشيرًا إلى أن ما تم تقديمه هو مشروع وطني له أبعاد قومية واقتصادية تهدف إلى إصلاح حقيقي ومستدام في العلاقة بين الدولة ومجتمع الأعمال وجذب الاستثمارات.
وأوضح أن وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية بادرتا بإطلاق الحزمة الأولى من التسهيلات، انطلاقًا من قناعة راسخة بأهمية التيسير وبناء جسور الثقة مع الممولين، وجذب المزيد من الاستثمارات، والعمل على إزالة كافة المعوقات والتحديات التي تواجه مجتمع الأعمال.
وأشار إلى أن اللقاء الذي عقدته المصلحة مع المحاسبين والمراجعين يُعد لقاءً مميزًا واستثنائيًا، فهو الأول من نوعه الذي تتم فيه دعوة المحاسبين للحوار داخل مقر المصلحة، تأكيدًا على دورهم الحيوي كحلقة وصل رئيسية بين المصلحة والممول، وشركاء أساسيين في تطبيق الحزمة وتحقيق أهدافها.
وأوضح "الدكتور السيد صقر" أن المصلحة أنشأت لجنة عليا لمتابعة تنفيذ الحزمة تحت إشراف مباشر من رئيس مصلحة الضرائب المصرية، بالإضافة إلى تشكيل غرفة عمليات مركزية بقطاع المناطق الضريبية، يتفرع منها مجموعات عمل من الإدارات والمأموريات المختلفة، لضمان التواصل الفوري، والمراجعة اللحظية، والتعامل مع أية ملاحظات ميدانية بشكل فوري.
وفي إطار تسهيل التنفيذ، أشار نائب رئيس المصلحة، إلى أنه تم تصميم ملصقات إرشادية موحدة، تم تعليقها داخل جميع المأموريات الضريبية، تتضمن أرقام تواصل مباشرة تشمل: رقم تليفون رئيس المأمورية ، ورقم رئيس المنطقة ، والخط الساخن الخاص بالمصلحة،
ورقم "الواتس آب" الخاص بغرفة العمليات ، وذلك لتوفير قنوات دعم فوري للممولين في حال واجهوا أي صعوبات أو استفسارات أثناء تنفيذ التسهيلات.
ولفت إلى أن القادم يحمل وجهًا جديدًا وإيجابيًا لمصلحة الضرائب المصرية، وأن المصلحة تُعيد ترتيب أولوياتها بما يواكب متغيرات الواقع ويضمن تحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمة والرضا العام لدى الممولين والمحاسبين على حد سواء.
من جانبهم، أشاد المحاسبون والمراجعون المشاركون بدعوتهم لهذا اللقاء بوصفهم أبناء مصر الأوفياء مؤكدين أن هذه المبادرة أتاحت لهم فرصة الحوار المباشر مع قيادات مصلحة الضرائب المصرية داخل مقرها الرسمي، مؤكدين أن اللقاء يمثل خطوة إيجابية تعكس حرص المصلحة على تعزيز التواصل مع شركائها في المجتمع الضريبي.
وأشاد المحاسبون، بحزمة التسهيلات الضريبية باعتبارها نقلة نوعية في فكر التعامل الضريبي، وتأكيدًا عمليًا على وجود إرادة حقيقية لدى الدولة في تبسيط الإجراءات ودعم الممولين، معبرين عن تقديرهم للجهود المبذولة في التدريب والتوعية والمتابعة .
واختتم المحاسبون ، مشاركتهم بالتأكيد على رغبتهم الصادقة في التعاون الكامل مع المصلحة لإنجاح هذه الحزمة، وأنهم على استعداد لنقل التوعية إلى الممولين، والمشاركة في تقديم الحلول الميدانية، دعمًا لمسيرة التطوير والميكنة الشاملة التي تنتهجها وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية.