الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن خسارة مصرية جراء “مشروع بايدن” الجديد
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
مصر – كشفت وسائل إعلام إسرائيلية ومراكز أبحاث كبيرة في تل أبيب أن مصر ستكون من الخاسرين الكبار جراء “مشروع بايدن” الجديد الذي سيربط الهند بأوروبا مرورا بالخليج وإسرائيل.
ونقلت صحيفة “جلوباس” الاقتصادية الإسرائيلية، عن الدكتور يوئيل جوزانسكي، رئيس قسم السياسة الإقليمية في معهد البحث الدراسات الأمنية والإستراتيجية الإسرائيلي INSS، قوله إن مصر، التي تسيطر على قناة السويس، التي يمر عبرها 10% من إجمالي التجارة العالمية وحوالي 7% من حركة النفط ستكون أولا وقبل كل شيء أكبر الخاسرين من هذا المشروع.
وأشار المحلل الإستراتيجي الإسرائيلي إلى أن قناة السويس التي قفزت إيراداتها في السنة المالية 2022/2023 إلى 9.4 مليار دولار، من 7 مليارات دولار في العام السابق، تمثل بالنسبة لدولة مثل مصر، التي تبلغ ديونها لصندوق النقد الدولي حاليا نحو 12.5 مليار دولار، بمثابة إنعاش حقيقي لاقتصادها، لكن بعد هذا المشروع الطموح فإن تقليل الاعتماد الأوروبي والهندي على قناة السويس، وحتى الطريق المختصر بينهما عبر ممر نقل جديد، يمكن أن يشكل ضربة قاتلة للقاهرة.
وأضاف أنه من المؤكد أن ربط مثل هذه البنية التحتية الإقليمية المشتركة بين الدول بمشاركة الرياض يمثل تحديًا للصين، وفي الوقت نفسه، سيؤدي ممر النقل المعين إلى تقصير سلاسل التوريد، وبالتالي تقليل اعتماد الدول على الصين.
وحول أهمية هذا المشروع بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال المحلل الإستراتيجي الإسرائيلي إن دخول السعودية في هذا المشروع مرتبط بـ”مدينة المستقبل” التي يقوم بإنشائها “نيوم”، حيث يمتد مشروع ابن سلمان الرائد على مساحة 26.5 كيلومتر مربع، وقد تصل الاستثمارات المقدرة فيه إلى 500 مليار دولار، إلا أن المدينة تقع في غرب البلاد، وبالتالي سيتطلب الأمر الكثير من التفكير حول كيفية ربطها بشبكة الإنترنت ومشروع النقل الإقليمي.
وتابع جوزانسكي إنه إذا أضيفت نيوم بالفعل إلى المشروع الطموح، فإن مدينة إيلات على الجانب الإسرائيلي قد تستفيد بشكل كبير أيضا، حيث تتاخم الحافة الشمالية الغربية لنيوم مضيق تيران، مدخل البحر الأحمر.
وحول هل إذا كان هذا مشروعا يشكل سابقة، قال جوزانسكي، إن الخطة أبعد ما تكون عن كونها غير مسبوقة، حيث اكتسب مجال نقل البضائع عن طريق البر زخما في السنوات الأخيرة، وبالفعل في 4 ديسمبر 2020، بدأت أول رحلة نقل بضائع من تركيا إلى الصين بالسكك الحديدية، وهي رحلة يبلغ طولها حوالي 8693 كيلومترًا وتستمر 12 يومًا، كما تم الترويج لمشروع مماثل من قبل روسيا وإيران في وقت مبكر من يوليو 2022، عندما أصبحت شركة RZD Logistics أول من استخدم الممر الشمالي الجنوبي، المصمم لنقل البضائع لمسافة حوالي 7200 كيلومتر من موسكو، عبر إيران إلى مومباي.
وتابع: “بحسب تقديرات المتخصصين في الهند، فإن استخدام هذا الطريق سيختصر مدة النقل من روسيا إلى الهند نحو عشرة أيام فقط، من 30 إلى 45 يومًا عبر قناة السويس”.
وأضاف: “أحد عملاء الممر الشمالي الجنوبي ليس سوى الغرب السعودي، فقبل نحو أسبوعين، عبر قطار شحن يضم نحو 36 حاوية من روسيا إلى إيران في طريقه إلى السعودية، وشقّت طريقها إلى ميناء بندر عباس في مضيق هرمز، حيث يتم شحن الحمولة على متن سفينة وجهتها جدة، متجاوزة شبه الجزيرة العربية”.
وكان قد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر مجموعة العشرين عن الممر الاقتصادي الذي سيربط الهند وأوروبا والخليج وإسرائيل بوساطة مجموعة من الدول، من بينها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن.
فيما قال المحلل الإستراتيجي بالصحيفة العبرية العميد شموئيل إلمز، إنه من المتوقع أن يبدأ المشروع في ميناء بيرايوس في اليونان، ومن هناك، حسب التقديرات، ستتجه بحرا إلى ميناء حيفا الإسرئيلي الذي سيتم ربطه بعد ذلك بإسرائيل ودول الخليج بسكة حديدية، ومن المتوقع أن تنطلق من حيفا إلى الأردن، ومن هناك إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى ميناء جبل علي، وهناك، سيتم تحميل البضائع على متن السفن التي ستشق طريقها إلى مومباي في الهند.
وأضاف أنه بجانب الطريق الرئيسي، من المتوقع أن يتم بناء طرق إلى دول أخرى في المنطقة، على رأسها البحرين وسلطنة عمان.
وفيما يتعلق بتمويل المشروع، قال إلمز إن التفاصيل غير معروفة بعد، ومن المنتظر أن تصل الإجابة عن هذا السؤال خلال 60 يوما، مع نشر الخطة الكاملة.
وفيما يتعلق بفرص نجاح الخطة، قال الدكتور يوئيل جوزانسكي، إنه من السابق لأوانه معرفة ذلك، حيث أثبتت إسرائيل أنها دولة تواجه صعوبة في الالتزام بالمواعيد النهائية عندما يتعلق الأمر بمشاريع البنية التحتية، والخطة التي قدمها بايدن حاليًا هي فقط في الخطوط العريضة العامة.
وأضاف : “هناك مسألة أخرى ستؤثر على مستقبل المشروع وهي الوضع السياسي في إسرائيل، وسوف تتطلب مثل هذه الخطة استثماراً مالياً مكثفاً من الجانب الإسرائيلي أيضاً، لذا فسوف يكون لزاماً على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يحصل على موافقة واسعة النطاق من الائتلاف، بل وربما حتى من المعارضة، أي بمعنى آخر، قد يجد نتنياهو نفسه عالقاً بين شركائه، مثل الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جابير، والمعارضة التي تسعى إلى منع نتنياهو من تحقيق إنجاز سياسي يحسن مكانته.
وحول أهم المستفدين من هذا المشروع في إسرائيل قال جوزانسكي، إن أحد المستفيدين الرئيسيين من المشروع الطموح هو ميناء حيفا، حيث من المتوقع أن يمر ممر النقل الجديد عبر الميناء، والذي من المتوقع أن يتم اختياره فقط بسبب موقعه.
وأشار إلى أنه قبل تسعة أشهر، قامت مجموعة “أداني” الهندية بشراء ميناء حيفا مقابل 4.1 مليار شيكل، حيث تسيطر شركة “أداني” على 13 ميناءً مختلفًا في الهند، لذا فإن مثل هذا المشروع الطموح يمكن أن يفيدها بشكل كبير الميناء الذي يدار من خلال الهند ومن الشركات الأخرى التي قد تستفيد من الموضوع شركة SIPG الصينية المالكة لأحد الموانئ الخليجية.
المصدر: الإعلام الإسرائيلي
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: من المتوقع أن قناة السویس هذا المشروع
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد يلتقي الرئيسة التنفيذية لمنصة “إكس”
التقى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، اليوم (الخميس) ليندا ياكارينو، الرئيسة التنفيذية لشركة “إكس” (تويتر سابقاً).
وأعرب سموّه، خلال اللقاء، عن تقديره لشركة “إكس” كأحد الشركاء المهمين لدولة الإمارات في ضوء علاقات تعاون مثمرة وبنّاءة امتدت لسنوات، مؤكداً سموّه حرص الإمارات على تعزيز البيئة الداعمة للإعلام والتي استثمرت في إرساء قواعدها منذ فترة طويلة، في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لهذا القطاع الحيوي، بكافة قنواته وعلى تنوّع منصاته، خاصة الإعلام الرقمي وبما يتناغم مع توجهاتها وأهدافها في مجال التحوّل الرقمي.
وقال سموّه: نثق أن هناك العديد من الفرص الممكنة لتأسيس مرحلة جديدة من الشراكة مع شركة إكس، جمعتنا بالشركة الرائدة في عالم الإعلام الرقمي روابط نموذجية ترسّخت عبر سنوات من التعاون البنّاء، ولدينا رؤى متقاربة حول أهمية الإعلام الرقمي بكل ما يحمله من إيجابيات تستدعي توسيع دائرة التعاون لتعزيز أثره كوسيلة تخدم المجتمعات وتعينها على تحقيق ما تتطلع إليه من تقدم وازدهار.
وتم خلال اللقاء، الذي جرى في مقر المكتب التنفيذي في دبي، استعراض مجمل أعمال “إكس” في المنطقة وخططها المستقبلية فيها، وما يمكن أن تقدمه دبي من دعم لتمكين الشركة العالمية من تحقيق ما تنشده من نمو لأعمالها إقليمياً وعالمياً انطلاقاً من مكاتبها في دبي والتي يعود افتتاحها إلى العام 2015، وكانت أول مكاتب تفتتحها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتطرّق النقاش إلى مساعي دبي وجهودها في ترسيخ مكانتها كمركز إعلامي رئيس في المنطقة وعاصمة عالمية للابتكار والإبداع، وما توفره في هذا الإطار من مقومات جذب لاستقطاب أفضل الكفاءات التقنية من مختلف أنحاء العالم، كذلك التسهيلات الكبيرة التي توفرها لشركات التقنية الإعلامية وفي مقدمتها البنية التحتية القوية والتشريعات المتطورة والمرنة الداعمة للأعمال في البيئة الرقمية، وهي من العوامل التي ساعدت دبي على تأسيس مجتمع إعلامي متنام يضم اليوم نحو 4000 شركة إعلامية تشمل أهم الأسماء في مجال الإعلام سواء على مستوى المنطقة أو العالم.
كذلك، تم استعراض رؤية دبي للمستقبل والأهداف الطموحة التي تسعى دبي لتحقيقها لاسيما على الصعيد الاقتصادي على مدار السنوات العشر المقبلة والتي تم تحديدها في إطار أجندة دبي الاقتصادية D33 ومن أهمها أن يضيف التحول الرقمي 100 مليار درهم إلى اقتصاد الإمارة خلال العقد المقبل.
حضر اللقاء معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد.
وتُعد منصة إكس من أوسع المنصات الرقمية انتشاراً حيث يُقدّر عدد مستخدميها حول العالم بنحو 250 مليون مستخدم يومياً، وقد عكفت الشركة على التطور من مجرد وسيلة للتواصل الاجتماعي، إلى منصة رقمية متكاملة تقدم محتوى متنوعاً يشمل الأخبار، والفيديو، والمزيد.