مع الحديث عن الزيارة التي يقوم بها زعيم كوريا الشمالية، كيم يونغ أون، إلى روسيا، اليوم الثلاثاء، تثار الأسئلة حول وسيلة التنقل التي يستقلها كيم، ولماذا يحرص على استخدام قطاره المدرع؟

وقالت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية إن القطار عبر إلى منطقة بريمورسكي في أقصى الشرق الروسي آتيا من كوريا الشمالية، مع لقطات مصورة تظهر قطارا بعربات خضراء داكنة تجره قاطرة تابعة للسكك الحديدية الروسية.

فما قصة هذا القطار الذي إذا تحرك أقلق الغرب؟ قطار الأسرة الحاكمة في البلاد، ورثه الزعيم الحالي عن أبيه، من بعد كيم إيل سونغ الجد الذي كان أول من استقل القطار.

لا بأس إن طالت رحلة الزعيم، فالقطار يتألف من 21 عربة، مجهزة بحجرات استقبال ومؤتمرات، وصالات طعام فاخرة، وأجنحة للنوم.

 القطار عبارة عن حصن مسلح على عجلات يُعتقد أنه يحتوي على غرفة كاريوكي، واتصالات عبر الأقمار الصناعية، ومنشأة طبية للطوارئ. كما يتم سحب سيارته الشخصية التي كانت في الماضي سيارة ليموزين من طراز مرسيدس بنز، كجزء من القافلة.

وكذلك الأمر بالنسبة لطائرة هليكوبتر يتم إحضارها في حالة احتياج كيم إلى خروج سريع، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الكورية الجنوبية المستندة إلى معلومات رفعت عنها السرية ومسؤولين كوريين شماليين سابقين.

عربات مضادة للرصاص وطلاء يصد القنابل تم طلاء القطار باللون الأخضر الزيتوني مع سقف أبيض، في حين كانت النوافذ داكنة، بالإضافة لشرائط من الطلاء الفولاذي الأصفر تهدف إلى التحصين ضد الهجمات بالقنابل وتلتف حول جسم القطار، ومن المعروف أن كيم يسافر بأكثر من 20 عربة، مع حراسة أمنية في الأمام والخلف.

وبحسب المعلومات الاستخباراتية عن القطار، فإنه أقوى من طلقة الرصاص حيث إنه مضاد للرصاص بالكامل.

شهد القطار اجتماعات رسمية مع الرئيس الروسي، والرئيس الصيني. عند سفر الزعيم، يشغل قطار أمني في المقدمة والثاني للزعيم وحاشيته وثالث خلفهم. ويحتوي على معدات اتصال عالية التقنية لإصدار الأوامر وتلقي الإحاطات.

كما استخدم في عدة رحلات رسمية خارج البلاد منذ الخمسينيات. تاريخيا، وصل القطار بزعماء البلاد إلى فيتنام، والصين أكثر من مرة، وبلغاريا، وروسيا أيضا.

القطار يحمل دلالات ورسائل حركة القطار ووجهته تحمل دلالات ورسائل دأب النظام في بيونغ يانغ على إرسالها.

فقد استخدم القطار سابقا للتلويح بالحرب، فمثلا استقله كيم لمتابعة تجربة صاروخ عابر للقارات عام 2016.

وهذه الأيام حيث تشتعل الحرب الروسية الأوكرانية، فإن الأراضي الروسية وتحديدا مدينة فلاديفوستوك الشرقية، كانت وجهة قطار كيم، وهي الوجهة التي تقلق الغرب، في ظل توقعات بسعي روسي لملء مخازنها العسكرية من ذخيرة بيونغ يانغ.

وقد ذكرت وكالة الإعلام الروسية، يوم الثلاثاء، أن القطار الذي يقل الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون وصل بالفعل إلى روسيا، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضح كيم يونغ سو، رئيس معهد أبحاث كوريا الشمالية في سيول، أن السفر بالسكك الحديدية وليس الجو لا يمنح الزعيم الكوري الشمالي المزيد من الأمن فحسب، بل يمنحه أيضاً بعض الأضواء العالمية، حيث جذبت رحلته نفسها الاهتمام الدولي.

وتابع قائلاً إن "رحلة القطار تسمح لكيم بالظهور كشخصية غامضة، ولكن مهمة يلتقي بقادة العالم في مواقع مناسبة له"، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

هل يصبح الرئيس الفرنسي ماكرون الزعيم الجديد لقارة أوروبا؟

نشرت صحيفة "دويتشه فيله" تقريرًا حول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يُعتبر "رجل أوروبا الأول"، وفي ظل غياب حكومة ألمانية رسمية، يقود ماكرون رؤية فرنسا لأوروبا في وقت يشهد فيه الشرق حربًا مستعرة وفرض رسوم جمركية عبر الأطلسي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن ألمانيا لطالما كانت تُعتبر النجم اللامع لأوروبا من الناحيتين السياسية والاقتصادية، مع شخصية محورية تتمثل في أنجيلا ميركل التي كانت رمزًا معترفًا به على مستوى القارة والعالم. ومع تقاعدها، والحكومة الجديدة غير المستقرة بقيادة أولاف شولتس من التيار اليساري الوسط، بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية الناتجة عن جائحة كوفيد-19، شهدت ألمانيا تراجعًا في دورها القيادي في أوروبا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه عبر الحدود، برز إيمانويل ماكرون — الذي ليس غريبًا عن المعارك السياسية الداخلية — كأهم قائد وطني في أوروبا في ظل الصدمات العالمية التي أحدثتها إدارة ترامب الثانية ووقوفها العدائي تجاه الحلفاء التقليديين لأوروبا.

وأضافت الصحيفة أنه بينما تعيش ألمانيا بلا حكومة حاليًا، والتي من المتوقع أن تعود إلى "الائتلاف الكبير" بقيادة فريدريش ميرتس وحزبه اليميني الوسط مع شريك أصغر من الاشتراكيين الديمقراطيين.
وأكدت الصحيفة أنه بينما تتفاوض هذه الأحزاب التقليدية على شروط تحالفها السياسي، تظل أكبر اقتصادات أوروبا عالقة في حكومة تصريف الأعمال في ظل فرض ترامب للرسوم الجمركية والصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا.

وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن ماكرون كان دائمًا من بين القادة الوطنيين الأكثر شهرة في العالم، إلا أنه أصبح صوتًا بارزًا في ظل الاضطرابات الحالية، إذ يجمع بين دور رئيس فرنسا وسفير لأوروبا بكل ارتياح.
وقالت جيسين ويبر، زميلة في "صندوق مارشال الألماني" المتخصصة في الأمن الأوروبي: "لديه رسالة أوروبية وهذه الرسالة منسقة، ولكن في النهاية، هو رئيس فرنسا"، وأضافت: "الاثنان مرتبطان بالطبع، لأن معظم المصالح الأوروبية هي أيضًا مصالح فرنسية والعكس صحيح". 

وأكدت الصحيفة أنه بينما يقوم القادة الأوروبيون بمراجعة زيادة الإنفاق الدفاعي وحتى مفاهيم الدفاع الموحد، ذهب ماكرون إلى حد إعادة طرح توسيع الدرع النووي الفرنسي المحلي على الطاولة، ما أثار غضب روسيا.

وأضافت الصحيفة أنه في مجالات السياسة الخارجية الأخرى، كان ماكرون يسعى لتعزيز المصالح الأوروبية وفقًا للمواقف الفرنسية: "أصبحت أوروبا فرنسية للغاية خلال السنوات الخمس الماضية"، كما تشير ويبر.

وقالت الصحيفة إنه بعد بداية بطيئة، وضع ماكرون نفسه في قلب الدفع بمصالح القارة بشأن أوكرانيا، والآن، في معالجة الرسوم الجمركية. كما أن فترة ولايته وعلاقته المبدئية مع دونالد ترامب من فترة رئاسته الأولى تضعه في موقع فريد للتفاعل مع الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة قائلة: "كان أول رئيس دولة أو حكومة من بين الأوروبيين الذي تمكن من تأسيس — أو إعادة تأسيس — علاقة مع ترامب".


لحظة ماكرون تلوح في الأفق 
وأفادت الصحيفة أن ماكرون يُعتبر رئيسًا "عاجزًا"، حيث تقيد القوانين الفرنسية فترة الرئاسة بولايتين متتاليتين. ومع اقتراب الانتخابات في 2027، لا يتبقى أمامه سوى عامين لتحقيق رؤيته لفرنسا وأوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى قول جاكوب روس، زميل البحث في العلاقات الفرنسية-الألمانية في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، إن فرنسا في موقع جيد لقيادة أوروبا خلال هذه الفترة المتقلبة.

وأضاف روس: "من الناحية الفكرية على الأقل، الفرنسيون في وضع جيد جدًا الآن لتولي القيادة."
وأشار روس إلى أن فرنسا تتمتع بموقف تقليدي في التفكير في دورها ومكانة أوروبا في العالم بشكل مستقل، بعيدًا عن منظور متمركز حول الولايات المتحدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه النظرة المستقلة لفرنسا ليست كافية لكي تفرض نفسها كقائدة شبه أوروبية.

وقال روس: "فرنسا في وضع صعب للغاية بسبب مشكلة الديون السيادية، ولا يوجد مجال كبير
للمناورة في توسيع الميزانيات الوطنية، بما في ذلك في مجال الدفاع."

وأضاف: "من حيث الأفكار، يتخذ ماكرون وضع القيادة وقد فعل ذلك منذ 2017، والآن البيئة تدعم موقعه. لكن فرنسا تفتقر إلى الأساس المادي لدفع ذلك قدمًا بمفردها".

وأشارت الصحيفة إلى أن عائقًا آخر لرؤية ماكرون المؤيدة لأوروبا يتمثل في صعود منافسته السابقة ذات التوجهات الأوروبية المشككة، مارين لو بن، التي تسعى لتحويل إدانتها الأخيرة، التي تمنعها من الترشح في 2027، إلى زخم سياسي.

أسئلة حول وجود "قائد" أوروبي واحد
وأفادت الصحيفة أن كلًا من روس وويبر يشيران إلى أن ظهور شخصية أوروبية واحدة على غرار ميركل أصبح أقل احتمالًا في ظل هذه الفترة المضطربة، التي تشهد تدهورًا في العلاقات مع الولايات المتحدة غربًا، وصراعًا مستمرًا مع روسيا شرقًا، وصعود الشعبويين والأحزاب اليمينية المتطرفة في الداخل.

وأضافت الصحيفة أنه في ظل عقيدة "أمريكا أولًا" الحمائية التي تبناها دونالد ترامب، والحرب القارية، قد يكون تعزيز التحالفات التقليدية مثل التحالف الأوروبي الثلاثي (فرنسا-ألمانيا-بريطانيا) هو الخيار الأنسب للأوروبيين، مع قيادة فرنسية-ألمانية وشريك قوي آخر عبر القناة الإنجليزية.

ونقلت الصحيفة ـ في ختام التقريرـ عن روس قوله: "الشيء المؤكد هو أن الديناميكية الفرنسية-الألمانية ستظل قوية في المستقبل المنظور، على الأقل في العامين المقبلين"، مضيفًا: "الفرنسيون يدركون أن موقف ماكرون المؤيد لأوروبا سيكون مهددًا بعد 2027، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وسيسعون للضغط على الألمان لإتمام خطوات هامة قبل هذا التاريخ". 

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)


مقالات مشابهة

  • هل يصبح الرئيس الفرنسي ماكرون الزعيم الجديد لقارة أوروبا؟
  • تعديل مواقيت سير رحلات قطار “تيسمسيلت – المسيلة – برج بوعريريج”
  • هذا هو حصان طروادة الذي سيفكّك الغرب
  • ‎شقيقة زعيم كوريا الشمالية: نزع السلاح النووي يشكل أكثر الأعمال عدائية
  • شقيقة زعيم كوريا الشمالية: نزع سلاحنا النووي حلم يقظة
  • محمد شاهين عن شخصية وسام في لام شمسية: لم أقلق أو أخف
  • طلقات تحذيرية من كوريا الجنوبية عند الحدود مع جارتها الشمالية
  • كوريا الجنوبية تطلق النيران علي جنود من جارتها الشمالية.. تفاصيل
  • شاب يفقد قدمه أثناء محاولته القفز من قطار سريع في سوهاج
  • يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت