زلزال المغرب يجبر "الطيب" على الاختيار بين إنقاذ ابنه أو والديه| تفاصيل قاسية
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
"كانت عائلتي مكونة من خمسة أشخاص، لكنها أصبحت مكونة الآن من اثنين فقط.. أفكر في الوقت الحالي في شيء واحد فقط: ابني".. بنبرات حزينة وعيون باكية روى الطيب آيت إغنباز، راعي الماعز، تجربته القاسية مع زلزال المغرب.
تعرض الطيب آيت إغنباز، راعي الماعز من جبال الأطلس، لموقف صعب عندما اضطر إلى اتخاذ قرار صعب بين إنقاذ ابنه البالغ من العمر 11 عامًا وإنقاذ والديه الذين حوصروا تحت الأنقاض نتيجة زلزال ضرب المنطقة.
هذا القرار الصعب لا يزال يؤثر على آيت إغنباز، الذي تحدث عن هذه التجربة القاسية في مقابلة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
في ليلة الجمعة، كان الطيب مع زوجته وابنيه ووالديه في منزلهم الصغير المبني من الحجر عندما وقع الزلزال الذي كان أكبر زلزال يشهده المغرب منذ 60 عامًا.
وصف الطيب لحظة الزلزال قائلاً: "حدث كل شيء بسرعة.. ركضنا جميعًا نحو الباب عندما بدأ الزلزال.. وكان والدي ووالدتي نائمين.. ناديت والدتي بصوت عالٍ لكي تأتي، ولكنها بقيت في انتظار والدي". وبينما شاهد الطيب زوجته وابنته بعد الزلزال، لم يتمكن من رؤية والديه.
في رحلته العائدة إلى المنزل المنهار، اكتشف الطيب أن ابنه ووالديه محاصرين تحت الأنقاض، ورأى يد ابنه تحاول حفر طريقها بين الأنقاض.
عاجل الطيب للتصرف بسرعة وبدأ في نبش الأنقاض بيأس لإنقاذ ابنه آدم، ولكن عندما عاد لإنقاذ والديه اللذين كانا محاصرين تحت لوحة ضخمة من الحجر، فات الأوان.
وبينما يجدد آيت إغنباز ذكرياته، يشير إلى البقع الدموية على سرواله الجينز ويقول إنها دماء والديه.. وجميع ملابسه لا تزال في المنزل المدمر، ولم يتمكن من تغييرها منذ الزلزال.
ما وضع الطيب الآن؟يعيش الآن أفراد الأسرة مع أقاربهم في خيام مؤقتة بالقرب من منزلهم السابق.
يقول الطيب، إن كل أموالهم كانت في المنزل وتمت مصادرتها، وقد قتلت معظم الماعز التي يمتلكونها، حيث يعيش الطيب وعائلته تجربة مروعة وفقدوا الكثير جراء الزلزال.
يشعر راعي الماعز بالحزن والألم لفقدان والديه وتجدد الذكريات المؤلمة لتلك اللحظة الصعبة، كما يعاني أيضًا من الصعوبات المادية بعد فقدان كل أموالهم وممتلكاتهم، ويعتمد الآن على الدعم والمساعدة من الأقارب والمجتمع المحلي.
يحتاج الطيب وعائلته إلى الدعم النفسي والمعنوي للتعامل مع الصدمة والفقدان الذين تعرضوا لهم، حيث يمكن للمنظمات الإنسانية والجهات المحلية تقديم المساعدة في توفير الإيواء المؤقت والمساعدة في إعادة بناء المنزل.
يمكن أيضًا تقديم الدعم المالي للمساعدة في إعادة بناء حياتهم وتوفير الاحتياجات الأساسية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زلزال المغرب ضحايا زلزال المغرب قصص زلزال المغرب بي بي سي تفاصيل زلزال المغرب زلزال المغرب
إقرأ أيضاً:
الصائم والكلام الطيب
في رمضان يكون اللسان أولى بالحفظ، لأنه قد يذهب بثواب الصيام، فلا يجني الصائم إلا الجوع والعطش، وعلى كل مسلم أن يدرك أهمية الكلمة وأثرها في علاقة المسلم مع الله عز وجل، وعلى الصائمين والصائمات المحافظة على سلامة الصيام من الغيبة والنميمة، وغيرهما من زلات اللسان، على المسلم الصائم أن ينتقي أطايب الكلام.
يقول الله جل جلاله: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، «سورة النور: الآية 24». وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مخاطر عدم حفظ اللسان، وجاء في الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم»، (متفق عليه).
ويجب على الصائم أن يستشعر في رمضان أنه مراقب من الله عز وجل، فلا يتكلم إلا بخير، ويحفظ لسانه عن الخوض في الباطل، قال تعالى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، «سورة ق: الآية 18».
وفي الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا»، (سنن الترمذي: الآية 2407).
وقد يمتد اللسان إلى توجيه الاتهام والطعن في الآخرين، وهو من قبيل البهتان المنهي عنه، قال سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً)، «سورة الأحزاب: الآية 58».
ولقد حذرنا سيدنا ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- من مخاطر اللسان إذا انفلت من رقابة صاحبه، وسأل معاذ -رضي الله عنه- النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم»، (سنن الترمذي، 2616).
وعن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر»، (المعجم الكبير للطبراني، 13413).
فلنحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة، والتكلم في ما لا يعنينا، والنكن معرضين عن اللغو، فقد وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، «سورة المؤمنون: الآية 3».
احفظ لسانك
إن حفظ اللسان من الخوض في أحوال الناس وأعراضهم
والبعد عن الغيبة والنميمة، وعن الفحش في القول، هو من التقوى، وشرع الله
تعالى الصيام ليكتسب المؤمن صفة التقوى، ويرقى بها.، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، (صحيح البخاري، 1903).
ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سوء الخلق، وأمر بالصبر على المسيئين، وحث الصائم على تذكير نفسه بأنه صائم، وأن أي فعل من سباب أو فحش قد يفوت عليه ثمار صيامه، ففي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم».